أسوأ سفر
(القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في المسابقة الوطنية للقصة القصيرة 2022 التي عقدتها مجلة قطوف الهند)
محمد شعيب بن أبي الحسن *
في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر قررت أنا واثنان من أصدقائي السفر إلى مدينة أخرى. كنا متحمسين جداً لذلك. استيقظت في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم وحزمت ملابسي وكنت على استعدادٍ للذهاب.
كانت والدتي قلقة للغاية تجاهي ونصحتني وأصدقائي كثيرًا بالقيادة بأمان. أكدنا لها جميعًا ألا تقلق بشأن ذلك وغادرنا المدينة في الساعة العاشرة صباحًا. كانت على بعد سبع ساعات بالسيارة من مدينتنا. وكان يومًا مزدحمًا للغاية، وكان هناك الكثير من الازدحام المروري على الطرق، لذا توقعنا أن نصل متأخرًا إلى وجهتنا. لقد أعددنا قائمة تشغيل جيدة من الأغاني للاستمتاع بالقيادة. في منتصف الرحلة، بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة، قررنا التوقف في أحد المطاعم. تناولنا طعام الغداء وقمنا بإنعاش أنفسنا. ثم بعد ساعة، بدأنا رحلتنا مرة أخرى. كان الجو باردًا جدًا في الخارج وفي الشتاء، الأيام قصيرة جدًا، يحل الظلام بالخارج حوالي الساعة الخامسة مساءً.
أخذنا الطريق السريع للوصول في أسرع وقت ممكن لأنه في الشتاء يصبح الجو ضبابيًا جدًا في المساء بحيث تتعذر القيادة، لأن الرؤية تكون منخفضة جدًا. كان الطريق السريع طريقًا طويلًا جدًا وكانت القيادة هادئة للغاية. كانت هناك تلال على الجانب وحركة مرور منخفضة جدًا، لذلك كان صديقي يقود سيارته بسرعة بعض الشيء. في حوالي الساعة السادسة مساءً، رأينا ضوءا أصفر يقترب من سيارتنا في منتصف الطريق. كنا نظن أنها مجرد سيارة أخرى، لذلك أخذناها كشيء طبيعي. كانت تلك السيارة تقترب منا، وطلبت من صديقي إبقاء السيارة على جانبنا قليلا من الطريق. كان الجو بالفعل ضبابيًا لدرجة أن الرؤية أصبحت منخفضة جداً. كنا نستغرب فقط لماذا كانت تلك السيارة يومض ضوءًا واحدًا فقط أو قد تضرر مصباحها الأمامي الآخر، ولكنها شاحنة ضخمة اصطدمت بسيارتنا وخرجت عن السيطرة. واصطدمت سيارتنا بالصخور على جانب الطريق وانقلبت رأسًا على عقب. وأصيب صديقي الجالسان في المقاعد الأمامية بإصابات خطيرة نتيجة تعرضهما للأذى بسبب تكسر زجاج الشاشة الأمامية للسيارة. كلاهما أصيب بالإغماء، كنت جالسًا في مؤخرة السيارة وأصبت بجروح طفيفة، لكنني كنت مخدرًا تمامًا في ذلك الوقت. لم أكن أعرف ماذا أفعل لإنقاذ حياة أصدقائي وشعرت بالعجز الشديد، كان ذلك الوقت أسوأ وقت عشته في حياتي. كنت على وشك الانهيار العصبي في ذلك الوقت. لكنني حاولت السيطرة على نفسي واستدعت سيارة الإسعاف والشرطة.
وصلت سيارة الإسعاف بعد حوالي خمس عشرة دقيقة، وأخذت صديقي إلى المستشفى. أصيبوا بجروح بالغة ورأيت الدم يتدفق من الكدمات. شعرت بالعجز الشديد وكنت أحاول إنقاذ حياتهم في ذلك الوقت.
قام الأطباء على الفور بنقلهم إلى وحدة العناية المركزة ووضعوا ضمادة على جميع جروحهم ولكن كلاهما لا يزال في غيبوبة.
كنت أقف خارج غرفة العناية المركزة، وألعن نفسي لأنه لم يكن لدي شيء في يدي لإنقاذ حياتهم، وكنت أفكر في بقائي على أنه أكثر من مجرد معجزة. وكنت خائفا من إخبار والديهما بهذه الفجيعة، ولكن على كل حال، اتصلت بوالدي وأبلغت والدي أصدقائي بالحادث. قاموا جميعا برحلة للوصول إلى المستشفى في أقرب وقت ممكن. كان الأطباء يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذهم. لم أستطع أن أتمالك نفسي وأكف عن البكاء لأنني رأيت حياة اثنين من أصدقائي في خطر.
وصل والدانا بعد حوالي ساعتين. كنا جميعًا ننتظر خارج غرفة العناية المركزة في انتظار الأطباء لإعطاء الأمل في بقائهم على قيد الحياة. كانت تلك هي اللحظة التي شعرت فيها بالذنب والحزن، لكنني كنت عاجزًا تمامًا.
خرج الطبيب وكنت أنتظر رده. أخبرني أن أحد أصدقائك قد توفي لأنه أصيب بجروح خطيرة في الرأس وفقد الكثير من الدم بينما كان للصديق الآخر فرص للبقاء على قيد الحياة. أغمي والدا صديقي على سماع هذا الكلام وكنت مخدرًا تمامًا في ذلك الوقت. لقد فقدت حياة صديق طفولتي وشعرت أن كل شيء في العالم قد انتهى. لم أستطع ضبط مشاعري وكدت أبكي بصوت عال. بعد مرور ساعة تقريباً، استعاد صديقي الآخر رشده مما أعطى القليل من الأمل بشأن بقائه على قيد الحياة، لكن فقدان صديقي الآخر تركني وحدي تمامًا. لأنه كان يعني لي أكثر من مجرد صديق.
**********
* طالب البكالوريوس، قسم اللغة العربية، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند.