مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view

يوم في حياة منجم

قصة مترجمة
October 01, 2023
136 


 يوم في حياة منجم

قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير)

ترجمة لـ: مأمون مظهر / الهند

------------------

كان يفتح حقيبته عند منتصف النهار في موعده المحدد، وينشر معداته المهنية المشتملة على عشرات أصداف الودع، ومربع من القماش، عليه رسوم بيانية غامضة، ودفتر ملاحظات، وحزمة من كتابات تَدْمُرْ. كانت جبهته تتألق بالرماد المقدس والزنجفر، وعيناه تلمعان ببريقٍ حادٍ غير طبيعيٍ والذي كان في الحقيقة بسبب بحثه المستمر عن الزبائن، ولكن زبائنه البسطاء اعتبروه نورًا إلهياً وكلّما نظروا إليه شعروا بالراحة تقدّساً. كانت القوة الزائدة في عينيها بسبب موقعهما حيث وُضِعتَا بين الجبهة المطلية والشارب الداكن الممتد إلى خديه: حتى عينا الأخرق تلمعان في مثل هذا الوضع. ولإضافة التأثير، كان يلف عمامة زعفرانية حول رأسه. كان هذا المخطط من مختلف الألوان يترك أثرا عميقا على وجه الدوام. فينجذب إليه الناس مثلما ينجذب النحل إلى سيقان القُسموس أو الدهلية. جلس تحت أغصان شجرة التمر الهندي المظلّة التي تحيط بمسار يمر عبر حديقة "تاون هول". كان ذلك المكان هاما من نواح شتى؛ حيث الحشد المتدفق من الناس يذهبون ويغدون على هذا الطريق الضيق منذ الصباح حتى الليل. وكان العديد من أصحاب الأعمال والحرف يجلسون على طول هذا الطريق: بائع الأدوية، وبائع الأجهزة المسروقة والخردة، والسحرة، وفوق ذلك كله، بائع مزادات للملابس الرخيصة، والذي كان يحدث ضجةً طوال النهار تكفي لإثارة انتباه المدينة بأكملها. وبجانبه كان يجلس بائع الفول السوداني المشوي الصاخب، ويعطي بضاعته اسمًا رائعًا كل يوم، ففي يوم يطلق عليها «آيس كريم مومباي» وفي اليوم التالي «لوز دلهي»، وفي يوم آخر «طعام الملك الشهي»، وهلم جرا، وكان الناس يتوافدون عليه، وجزء لا بأس به من هذا الحشد يتجمع أمام المنجم أيضًا. وكان المنجم ينجز أعماله المهنية في ضوء شعلة تشتعل فوق كومة الفول السوداني القريبة وتبعث الدخان في الهواء. وكان المكان مظلماً قليلاً بسبب عدم توافر إضاءة/ مصباح البلدية، وهذا مما جعله أسطوريا، وكان يضاء بمصابيح الدكاكين، ويملك واحد أو اثنان من الدكانين مصابيح الغاز التي تفحّ، وبعضهم علّقوا شعلة عارية على أعمدة، والبعض أضاءوا دكاكينهم بمصابيح الدراجات القديمة، بينما عمل واحد أو اثنان منهم مثل المنجم بدون ضوئه الخاص، وعلى هذا النحو كان هناك تقاطع محير لأشعة الضوء والظلال المتحركة، ونتيجةً لذلك، نشأت بيئة مؤاتية جدا للمنجم، والسبب البسيط وراء ذلك هو أنه لم يكن ينوي على الإطلاق أن يكون منجماً عندما بدأ حياته، ولم يعرف شيئا عما سيحدث لنفسه في اللحظة التالية، لقد كان غريبًا عن علم النجوم بقدر ما كان زبائنه الأبرياء. على الرغم من ذلك، كان يقول أشياء تسعد الجميع وتذهلهم: وتلك الأمور تتعلق بالدراسة والممارسة والتخمين الذكي. مع ذلك، كان الرجل مخلصا في عمله مثل أي شخص آخر، وكان يستحق الأجور التي يحملها إلى المنزل في نهاية اليوم.

غادر قريته دون أي تفكير أو خطة مسبقة، لو بقي هناك، لكان قد تابع عمل أجداده - أي حرث الأرض والنضج في حقل الذرة، والعيش والزواج في منزل أجداده، ولكن لم يكن له مكتوبا، وأُجبر على مغادرة المنزل دون إخبار أي شخص، ولم يسترح حتى تركه وراء بضع مئات من الأميال، بالنسبة لقروي، هذا أمر عظيم، كما لو كان المحيط يتدفق بينهما.

كان لديه تحليل عملي لمشاكل البشرية: الزواج والمال والروابط الإنسانية المتشابكة، وقد أدّت الممارسة الطويلة إلى شحذ إدراكه. كان يفهم المشكلة في غضون خمس دقائق، وأخذ ثلاث بيسات  لكل سؤالٍ، ولم يكن يفتح فمه قطّ حتى تحدّث الآخر لمدة عشر دقائق على الأقلّ، ممّا أعطاه موادّا كافية لعشرات الإجابات والنصائح. فعلى سبيل المثال عندما قال للشخص الذي أمامه، وهو يمعن النظر في راحته، "من عدّة أوجه، إنك لا تحصل على النتائج الكاملة لجهودك"، تسعة من كل عشرة أشخاص لم يجدوا بدّاً من الاتفاق معه، أو إذا استفسر: "هل هناك أيّ امرأة في عائلتك، ربما من الأقارب البعيديين، لا تميل جيدًا تجاهك؟" أو قدّم تحليلاً للشخصية: "معظم مشاكلك بسبب طبيعتك. كيف يمكنك أن تكون على خلاف ذلك مع وجود "الزحل" في هذا المكان؟ طبيعتك متهورة ومظهرك الخارجي خشن." وهذا حبّبه إلى قلوبهم في طرفة عين، لأن أكثر الناس تواضعاً يظنّ أنه سيء المظهر.

 أطفأ بائع الفول السوداني شعلته (مصباحه) ونهض للعودة إلى المنزل. هذه كانت إشارة للمنجم أن يحزم حقيبته أيضًا لأنها تركته في الظلام باستثناء بصيص من الضوء الأخضر يأتي من مكانٍ ويقع على الأرض أمامه. فالتقط أصداف الودع وأدواته الخاصة وبدأ يعيدها إلى حقيبته ففي الوقت ذاته انطمس الضوء الأخضر؛ فرفع عينيه ورأى رجلاً يقف أمامه. لقد تفطّن أنّه زبون فقال: "تبدو مهموما جدًا. لو تجلس وتتكلم معي قليلا فتصيب خيرا."

تذمّر الآخر وردّ عليه ردّا متمتماً، فأصرّ المنجم على دعوته؛ بينما قدّم الآخر كفّه تحت أنفه، قائلاً: "أ تدعو نفسك منجمًا؟" أحسّ المنجم بالتحدي وقال، وهو يميل كف الرجل نحو بصيص من الضوء الأخضر: "طبيعتك..." أوه، "لا تقل ذلك، أخبرني بشيء مهمّ...

أحس صديقنا بالضيق، (جُرح كبرياء صديقنا) "أنا أتقاضى ثلاث بيسات فقط على كل سؤال أجيب عليه، وما تجده مقابل ذلك يكون بقدر جيد بما يكفي لأموالك..." عند هذا، سحب الآخر ذراعه، وأخرج آنة  واحدة، ورماه إليه، قائلاً: "عندي بعض الأسئلة، إذا أثبتت أنك تخادع، عليك أن ترد إليّ تلك الآنة مع الفائدة."

"إذا أقنعتك بإجاباتي، فهل ستعطيني خمس روبيات؟

"لا"

أم ستدفعني ثماني آنات؟

قال الغريب: "حسنًا، على شريطة أن تعطيني ضعف المبلغ إذا كنت مخطئًا." اتفقا على هذا بعد مزيد من المساومة. قرع المنجم باب السماء بالدعاء بينما أضاء الآخر شيروت . لمح عينا المنجم وجهه في ضوء الثقاب، في حين، توقفت حركة المرور على الطريق فصاحت السيارات، وسب سائقو الجوتكا (عربة حصان) خيولهم، وثارت ثرثرة الحشد على شبه ظلام الحديقة. جلس الآخر، في هيئة عنيفة، يمص شيروته، وينفخ الدخان، شعر المنجّم بعدم الارتياح الشديد.

"اسمع، خذ نقودك. أنا لست معتاداً على مثل هذه التحديات. لقد تأخرت اليوم... " واستعد لحزم حقيبته، فأمسك الآخر معصمه وقال: "لا يمكنك الهروب الآن، لقد جررتني إلى هذا وأنا كنت مارّا." ارتجف المنجم في قبضته، واهتز صوته وأصبح خافتًا. "خلّني أذهب اليوم. سأتحدث إليك غدًا." أقحم الآخر كفه في وجهه وقال: «التحدي هو التحدي. واصل" شرع المنجم وحنجرته تجفّ. "هناك امرأة...."

 "توقف،"، قال الآخر، "أنا لا أبغي هذه السخافات. هل أنجح في بحثي الحالي أم لا؟ أجب على هذا ورُح، وإلّا فلن أسمح لك بالذهاب حتى تتخلص من جميع عملاتك." تمتم المنجم ببعض التعويذات وأجاب: «حسنًا، سأتحدث. ولكن هل ستعطيني روبية إذا وجدت كلامي مقنعاً؟ وإلا فلن أفتح فمي، ويمكنك فعل ما تشاء."بعد قدر كبير من المساومة والمناقشة وافق الآخر. قال المنجم: "لقد كنتَ تُركت للموت. هل أنا محق؟

"آه، قل لي المزيد."

"طُعِنتَ مرة بالسكين؟"

قال المنجم: "شخص رائع!" وكشف صدره، وأراه الندبة. "وما غير ذلك؟"

"ثم أُلقيتَ في بئر قريبة من الحقل، لقد تُركتَ للموت".

"أكون قد مِتّ إذا لم يلق بعض المارة نظرة خاطفة على البئر،" هتف الآخر، غارقًا في الحماس. "متى سأصل إليه؟" سأل وهو يحكم قبضته.

"في العالم الآخر"، أجاب المنجم. "إنه مات قبل أربعة أشهر في بلدة بعيدة، لن تراه أبداً."

تأوّه الآخر على سماع ذلك، فأضاف المنجم:

"جورو ناياك"

"أنت تعرف اسمي!" قال الآخر متفاجئاً.

" كما أعرف كل الأشياء الأخرى. جورو ناياك! اصغ إلى ما سأقوله لك. قريتك تقع على مسافة يومين إلى الشمال من هذه المدينة. استقلْ القطار التالي وانصرف، أرى مرّةً أخرى خطراً كبيراً على حياتك إذا خرجت من المنزل." وأخرج قليلاً من الرماد المقدس وأعطاه. "افركه على جبهتك واذهب إلى بيتك، لا تسافر جنوباً مرة أخرى، وستعيش حتى تبلغ من عمرك مائة عامٍ."

 "لماذا أغادر البيت مرة أخرى؟" قال الآخر بتأمل. "كنت أهيم بين الحين والآخر للبحث عنه والقضاء على حياته إذا التقيت به فقط." هز رأسه أسفاً، "لقد نجا من يدي، آمل على الأقل أن يكون قد مات كما يستحق."

"نعم"، قال المنجم. "لقد سُحق تحت شاحنةٍ". وبدا الآخر مسروراً عند سماعه ذلك.

في الوقت الذي التقط فيه المنجم أدواته ووضعها في حقيبته، كان المكان قد أصبح موحشا، وانطفأ الشعاع الأخضر أيضاً، تاركاً المكان في الظلام والصمت. كان الغريب قد غاب في ظلمة الليل، بعد أن أعطى المنجم حفنة من العملات المعدنية، وانتصف الليل تقريباً عندما وصل المنجم بيته. كانت زوجته في انتظاره عند الباب فاستفسرت سبب التأخر، فرمى العملات إليها وقال: «عدّي، أعطى رجل واحد كل ذلك".

"اثنتا عشرو آنة ونصف،" قالت، وهي تحصي، وقد غمرتها السعادة: "يمكنني شراء بعض السكر البني وجوز الهند غداً، كان الطفل يطلب الحلويات منذ أيام عديدة، سأقوم بإعداد بعض الأشياء اللذيذة له."

قال المنجم: "لقد خدعني الخنزير! وعدني بروبية". فحملقت فيه وقالت: "يبدو أنك قلق، ما المشكلة؟"

"لا شيء."

بعد العشاء، جالسا على البيول (مدخل البيت المسقوف المرتفع)، قال لها: «هل تعلمين أن عبئاً ثقيلا قد رفع عني اليوم؟ طوال هذه السنوات، كنت أظن أن يدي ملطختان بدم رجل. كان هذا هو السبب أنني هربت من البيت واستقررت في هذا المكان وتزوجتك. إنه على قيد الحياة».

تنهّدت المرأة: "حاولت القتل!"

"نعم، في قريتنا، عندما كنت شاباً متهوراً، فشربنا وقامرنا وتشاجرنا بشدةٍ ذات يومٍ - لماذا نفكر في هذا الأمر الآن؟ لقد حان وقت النوم،" قال وهو يتثاءب، وتمدد على البيول (مدخل البيت المسقوف المرتفع).

                                  ۞۞۞

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal