أوبوماوو
الكاتبة: تشاندراماتي [1]
الترجمة: عبد الله الوافي [2]
كلا الولدين يتصلان معي كل صباح، والتي لها حب الاستطلاع أكثر هي راكهي، هل ذهبت اليوم إلى الهيكل يا أماه؟ ما فطور اليوم؟ هل فريتا موجودة في المطبخ؟ ما الذي يطبخ للغداء؟ مثل هذه الأسئلة العادية المتنوعة. ثم الذي يتصل هو راكيش وهو لا يسأل كثيراً، يرجى أن الأم لا تعاني من المشاكل النفسية، لا تغفلي عن تناول الدواء. تستريح تنغاما بعد هاتين المكالمتين، ثم لا يبقى بينهما إلا الاستفسار عن الأحول في الليل، تجري بينهما مكالمة فيديو عبر سكايب أسبوعيا، فتحصل الفرصة لرؤية الأحفاد وزوجات البنين.
ربما تتخيل تنغاما لو أسعدني أحد بزيارته! ولو لقيت أحداً يتحدث معي في الأريكة التي تنظفها فريتا كل يوم عن تلك الذكريات القديمة! من يأتي؟! الأخت الوحيدة فقط وهي في الغيبوبة ولا يبقى أحد في العائلة، وميناكشي من الصديقات القديمات قد فارقت الدنيا قبل سنين، وجاناما تضيع أيامها في بنغلور مع ابنها، وهي تعمل كالخادمة لأحفادها، ثم الباقية هي سوفادرا. هي محظوظة حقاً لأن معها ابنها وعائلته ويذهب بها إلى المنتجعات والهياكل حينما يروح مع العائلة.
شغلت الجميع أشغال عن العودة إلى البيت، ويفتحون الأفواه إذا واصل معهم هاتفيا، وهم لا يستمتعون بحلاوة الحرية الكاملة لأنهم ليسوا مثل تنغاما التي تسيطر على البيت وحيدة متوحشة.
نشعر بالملل في حياة الوحشة والانفراد، ترى الناس يسألون هلا يواصل معك الأبناء!! وهذا من الحظوظ؟!! صحيح.. ولكن.. وهو لا يسلمك من جراحات الوحشة والغربة، ولهذا السبب أذنت تنغاما للدخول في البيت لبائعة الملابس الداخلية، تكلمت معها بفنون من الكلام لوقت طويل واشترت منها ما لا يعنيها من الملابس المختلفة، ولكن فريتا أخبرت راكهي كل ما يدور في البيت، وانهالت عليها راكهي بأنواع من العتابات، وهذا زمن لا نأمن من أحد يا أماه فلا تأذن لأحد للدخول في البيت.
وقدمت لها كثيراً من النصائح بأن مثل هؤلاء البائعين يراقبون الأمور نهارا ويحتالون في الليل بالسرقة والاختلاس، وبعد هذه الواقعة وهي لم تأذن لأحد للدخول في البيت.
قالت تنغاما لراكهي بعد أن شاهدت برنامجا في تلفزيون" يا ابنتي لا يمكنني أن أبقى هكذا في هذا البيت، إذا ألحقتني إلى دار المسنين لكان خيراً لي على أنه يكون هناك أترابي فأتحدث معهم، شاهدت اليوم في تلفزيون مؤسسة مثله، يا للفرح والسرور لمن يسكن هناك".
يا أماه!! ضحكت راكهي 'أنت تطلبين ما تخشى جميع الأمهات في العالم، لا تفكري عنه يا أماه، سأصاحب أنا وأبنائي معك لمدة شهر في العطلة السنوية المقبلة '
أتت فريتا تدعو تنغاما وهي تعمق في أغوار الفكر 'تعالي يا أماه تم إعداد الموز وأوفوماوو في المائدة، والدواء أيضا، تناوليه سأعود من البنك قبل أن تنتهي منه، أخبرتني الأخت راكهي أنها أودعت الراتب في الحساب، وعليَّ أن أقوم بتحديث دفتر الحساب، وأن أسحب المبلغ للإيداع.
ها، نعم.. اذهبي أنت، عادت فريتا مهرولة بعد أن غيّرت لباسها، أماه لا تدع تناول أوفوماوو حتى تكون باردة، لا تنسي أن تغلقي الباب الحديدي، لا تفتحي لأحد، سأرجع وشيكًا، بيد أن تنغاما غلقت الباب الحديدي بالقفل لم تتبادر لتناول أوفوماوو، قعدت في الأريكة بعد أن أخذت الجريدة اليومية، لا يقوى أحد لقراءة جرائد الأخبار أيضا، "أهرق الحمض على الوجه، تم الوأد بعد القتل، هجم الرجل على زوجته بالقتل، قتلت الفتاة زوجها… " سئمت منها، لا يوجد لدى الصحافيين أخبار الخير والسلامة،
يحلو لي لو زراني أحد، سقطت تنغاما في أغوار الفكر، سأتحاور معه لوقت قصير وأنا داخل البيت وهو خارج الباب الحديدي إذا كان ذا شخصية جيدة فهي فرصة سانحة لأن فريتا غائبة.. من الذي يأتي ؟!! أضغاث أحلام فقط.
اتصلت تنغاما مع صديقتها جاناما عبر الهاتف، كي تستمتع بأخبارها مع زوجة ابنها، ولكن لم يكد أن يرن الهاتف حتى سمعت من الجانب المقابل "الشخص الذي تريد الاتصال به هو خارج النطاق" تبسمت تنغاما تلقاء الذكريات القديمة لأن جاناما كانت في أيام الدراسة أيضا تتبادر للخروج عن النطاق وذلك لرؤية هاريداسان الذي يتعلم في مدرسة البنين في حرم الهيكل كل يوم! كان هاريداسان يسكن بقريب من الهيكل، وهو ينتظرها مبتسما وهو يظهر صدره بدون ربط زر القميص، سوفادرا العجوز والتي بدى الشيب في رأسها هل تذكرين الآن هاريداسان، سأستفسر عنها في المكالمة التالية، تخيل تنغاما تلك الذكريات مع راجيندران الذي يتبعني كل يوم في دراجته النارية ومع وأيافانكوتي الذي قدم لي أول رسالة الحب، لا يعرف الآن أهو على قيد الحياة أم لا..
ولم يكد أن تحلق ذكرياتها في عالم الأيام المنصرمة حتى جلست متكئة في الأريكة وارتاحت إلى النوم، كاد أوبوماوو أن يتبرد شيئا فشيئا، انتبهت تنغاما متحيرة من السبات كأنما دقت طلبات أذنها جلبات فتح الباب المغلق، ها هو ذا ولد صغير، يحسب في سن العاشر أو العشرين. وهو يسحب قفل الباب بشدة، من؟ ما الذي تريد؟ نهضت تنغاما من المقعد بالصعوبة قائلة "إذا تريد أن تبيع لي شيئا عندك أنا لا أحتاج فأنا غني عنه.
افتحي لي هذا الباب يا أماه، كأن الولد يسرع في الكلام،
معك الغاز …؟ والغاز موجود!!
ليس بغاز يا أماه، افتحي الباب،
لأي شيئ ؟ سأخبرك بعد أن أدخل البيت، بينما تفكر فسرعان ما سمعت أصوات الأحذية من الشارع كأن أحدًا يسرع إلى البيت، فتوارى الولد وشيكًا، والذي أتى كان شرطي القرية، طرح الشرطي سؤالا أمام تلك العجوز التي تطل من الباب إلى الخارج، 'هل أتى أحد في هذا الطريق مهرولا'؟
فبدى في ذهن تنغاما الواهي ما فيه تهمة وورطة فقالت لا يا بني، لم يأت أحد في هذا الطريق، أنا أقف هنا لمدة طويلة.
رجع شرطيان بعدما بحثا عنه في مؤخر البيت: "والذي نبحث عنه لا يوجد هنا سيدي".
هل تسكنين وحيدا هنا يا أماه…
"معي فريتا، وهي ذهبت إلى المصرف"
"من فريتا ؟ بنتك؟"
"لا يا سيدي، وهي خادمتي"
ذهب الشرطيان ملقيين نحوها نصيحة "لا تفتحي الباب إذا استأذنك الغريب" حضر ذاك الولد بعد وقت قليل قائلا "شكرا يا أماه"
"أين خبأت نفسك؟ لماذا يبحثون عنك؟"
لا أعرف أماه، دعني أروح..
أوقفته تنغاما قائلة: تفضل داخل البيت نتجاذب أطراف الكلام ونتناول أوبوماوو معا، فإذًا صفير الشرطة يكاد يدوي من قريب،
"لا داعي يا أماه، لو كان جميع الناس يصنعون المعروف مثلك لما يوجد أمثالي تحت السماء وفوق الأرض، اذهبي يا أماه وتناولي أنت أوبوماوو"
اختبأ الولد بالسرعة مثل البرق. تكاد تدنو تنغاما من أوبوماوو وهي تراود في نفسها أنه كان ذاك أجدر أن تروح فريتا إلى المصرف، فإذا كانت معي موجودة هنا لأسلمته للشرطة أكيدا.
[1] Chandrika Balan (من مواليد 17 يناير 1954) كاتبة هندية نشرت كتبًا بالإنجليزية والمالايالامية، تحت الاسم المستعار Chandramathi ، باللغة المالايالامية. كاتبة روائية ومترجمة وناقدة باللغتين الإنجليزية والمالايالامية. [2] نشر j تشاندراماتي أربعة كتب باللغة الإنجليزية و20 كتاباً باللغة المالايالامية، بما في ذلك 12 مجموعة من القصص القصيرة، ومختارات من الشعر المالايالامي في العصور الوسطى، ومجموعتين من المقالات، ومذكرتين، وخمسة كتب مترجمة من الإنجليزية.
[2] مترجم ومحلل جودة الترجمة في شركة ويفرو (Wipro)