مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

الحب الزائف

Vol No 1, Issue No 1- مجلة قطوف الهند
January 19, 2022
838 


الحب الزائف

قصة قصيرة
بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند

نذير أحمد البالغ من عمره خمسين سنة، يسكن في كوخ صغير في حي فقير في منطقة سنغم وهار[1] في دلهي –عاصمة الهند- يسوق السيارة أوتو[2]، وفي هذا الكوخ المكون من البلاستك وجدران الطين والسقف المبني من الخشب مع الطين يعيش أربعة أشخاص، ولا تجد فيه إلا بعض الأواني للطبخ ووعاء بلاستيكيا، والحطب في جانب لطبخ الطعام، وصندوقا باليا للملابس، وماكينة خياطة في جانب؛ فهذا كل أثاث الأسرة، تنام أفراد العائلة على الأرضية بدون سرير. فهذه العائلة الفقيرة-التي تضم الأب والأم والابنين- قد هاجرت قريتها من مقاطعة سهارنفور الواقعة في ولاية أوترابراديش، وسافرت إلى دلهي لتعليم الابنين. فالأب السائق والأم الخياطة كانا يحلمان أن يكون لابنيهما فرحان وسلطان شأن في المستقبل. وكان ـنذير أحمد يريد أن يعلّم ابنيه حتى لا يسوق ابناه السيارة وألا يسمعا السب والشتم من الشرطي والمسافر كل يوم، وكان الدخل اليومي خمس مئة روبية وأحيانا ألف روبية. وبما أن رسوم الكلية كانت عالية فكان ينفق أكبر جزء دخله على ابنيه في أداء رسوم الكلية، وكانا يظنان أن ابنيهما سيكونان يوما موظفين كبيرين في الحكومة الهندية، وستنتهي حياة الفقر والمهانة بعده.

نذير أحمد كان ينصح دوماً ابنيهما للاهتمام بالتعليم والمطالعة. وكانت أمهما حريصة على طلب علمهما، فعلمت ولديهما حظاً من القرآن واللغة الأردية والهندية والإنجليزية والحساب والعلوم الأخرى، ولكن حينما ذهب ابناهما للدراسة العليا إلى الكلية واجهت صعوبة في تعليمهما فما كسبت من الخياطة كانت تنفق على رسوم التدريب لابنيهما، ولكن ابنها الأكبر فرحان كان كثير النوم وكان كسولا جدا، ولا يرغب في المطالعة والقراءة، وكان يحتال دائما ألا يقرأ ولا يذهب إلى الكلية للدراسة، ولكن سلطان كان ذكيا ومجتهدا.

فإن الطالب الكسول يحتال دائما ألا يشارك في الاختبار لأنه يخاف من الفشل، فحالة الخوف الطارئة على نفس فرحان وعقله جعلته ينام ويلعب ويلهو ولا يقرأ ولا يجتهد. واستولى الخوف على فرحان. إنه كان ذكيا وفطنا وقد نجح في الامتحان الثانوي بامتياز، ولكن لمّا حان موعد اختبار الدخول لجامعة عليجراه الإسلامية للماجستير في علم الفيزياء تملكه خوف الرسوب في الامتحان بسبب عاداته ومزاجه. ففزع حينما جاء وقت الامتحان فاحتال الحيل وكاد المكائد ووضع البصل في إبطه ليلا، فلما أصبح أصيب بالصداع والحمى فحينما ذهب به والده إلى الطبيب وصف له بعض الأدوية للعلاج والشفاء له. ولما جاء فرحان إلى بيته طرح الأدوية خفية فاشتد مرضه ألما. لأنه لا يريد الشفاء لأنه لو شفي من مرضه فيجب عليه المشاركة في الاختبار، لكن والده كان يعزم ألا يضيع ابنه هذه السنة للاختبار فطاف والده المستشفيات والأطباء الموجودين في المدينة ولكن لم يستعد صحته ولم يشف من مرضه.

-فرحان: هل أنت جاهز للمشاركة في امتحان القبول لجامعة عليجراه الإسلامية بعد الغد؟

-لا.. لا. يا أبي.

- هل تناولت الدواء ليلاً؟

-نعم يا أبي تناولت الدواء، ولكن ما شفيت من الحمى والصداع.

فلمس أبوه جبينه وأحس حرارة شديدة فذهب به إلى المستشفى فورا. وأدخله في قسم الطوارئ. وأعطاه الأدوية واعتنى به كل العناية كيلا تفوته فرصة المشاركة في الاختبار للقبول في الجامعة. فبعد ست ساعات نزلت الحرارة وتلاشت الحمى، وأجلس ابنه في السيارة ليشارك ابنه في امتحان القبول لجامعة عليجراه الإسلامية. فشارك في امتحان القبول. وبعد أيام قليلة سأل نذير ابنه عن النتيجة.

-فرحان هل رأيت قائمة الفائزين في امتحان الدخول لجامعة عليجراه؟ سأل نذير أحمد.

-لا يا أبي..

-أنا سائق أوتو، أنفق عليك من عرق الجبين وكد اليمين كي تنجح في الحياة، ولكنك...أنت تشاهد الأفلام وتلعب الكريكت وتقضي أوقاتك في العبث واللهو والنوم، وليس عندك وقت للقراءة والمطالعة !!لو كنت ولداً مسؤولاً لشاهدت قائمة الفائزين.

-أخبرني بالنتيجة؟ استفسر نذير بغضب.

فشلت يا أبي..

فشلت!!

-فاذهب واغسل الأواني في المطعم أو سق عربة !! قال نذير لـفرحان غاضباً.

-ما أجاب فرحان ولكن سكت وتأسف على نفسه.

ولكن حينما رأى سلطان – وهو الأخ الأصغر لـفرحان- شدة غضب والده على فرحان، تيقن بأنه لا سبيل له إلا القراءة والمطالعة، وخاف أنه لو لم يجتهد سيصيبه أشد عقاب وغضب لوالده، فهيأ نفسه للقراءة والدراسة.

-أبي أريد أن أحضر امتحان القبول لجامعة جواهر لال نهرو، وحلمي أن أدرس في هذه الجامعة العريقة، هي من أرقى الجامعات الهندية المركزية التي يقصدها الطلاب من الهند وخارجها، وهي معروفة بفضائها العلمي الرصين وحرمها الطبيعي الخلاب بزهورها المتنوعة من الفل والياسمين والبوغينفيلا إلى جانب التلال الصغيرة والمباني الجميلة من الطوب الأحمر المتناسقة تماما مع جوها الطبيعي، ومطاعمها التي تقدم ألذ الأطعمة، فالطلاب بعد دخول حرمها يظنون أنهم في عالم غير عالمهم، فجميع التسهيلات المادية متوفرة في حرم الجامعة.

-ما شاء الله.. جميل جدا.

-خذ ألف روبية...وليس عندي غيرها. أعطى نذير النقود لـسلطان ودعا له بالبركة.

وبعد حين تم القبول لسلطان في جامعة جواهرلال نهرو في قسم اللغة الفارسية. كان سلطان يسكن في سكن سابرمتي[3]. وفي مساكن الطلبة تتوفر أطيب الأطعمة في صالة الطعام وتقدم أجود التسهيلات في الغرف نظير رسوم قليلة، أما الدراسة والسكن فهي مجانية تماما ليست لها رسوم.  وكانت الطالبة نالني شرما تسكن في نفس السكن وفي نفس الكلية وهي كانت طالبة في قسم اللغة الفرنسية. وكانت رشيقة مائلة إلى الطول فضية اللون ذهبية الشعر وهما كانا يدرسان معا مادة التاريخ.

وكان سلطان حسن المحيا، طويل القامة، حاد الذاكرة، ولكنه كان معوزا، وقديم الطراز في ملبسه، ويستخدم جوالا غير ذكي.

وبينما نالني في طريقها إلى الكلية إذ وقع نظرها على سلطان وهو أيضا متجه إلى الكلية، فتعاقب نظرها حتى دخل سلطان في الكلية مع نالني، ولكن ما كلم أحدهما الآخر...واقضت ثلاثة أيام إذ اجتمعا في فصل التاريخ مرة ثانية في كلية العلوم الاجتماعية، إذ سأل البروفيسور من جميع الطلاب. ما هو سبب تقسيم الهند؟ فسكت كلهم ولكن أجاب تلميذ ولكن ما كان جوابه مقنعا، فرفع سلطان يده ليجيب عن سؤاله: فأجاب بكل تفصيل وأقنع البروفيسور. فـنالني وقعت في تحير بجوابه وذكائه. وبعد أيام قليلة رأت نالني هذا الشاب في صالة الطعام في سكنها سابرمتي، وكانا يسكنان في سكن مختلط، فأخذت الطبق وجلست بجنب سلطان، وبدأ يتعارف أحدهما على الآخر. إذ سألت نالني رقم جواله: فتردد سلطان مرة، ولكن حينما أخبرت بأنها تطلب منه المساعدة العلمية فقط، أعطى سلطان رقم جواله، فبدأ الحوار منذ ذلك اليوم. وبعد أيام قليلة...

-"أريد الملاحظات في مادة التاريخ التي أعطاها البروفيسور كيشور كمار، سألت نالني سلطان على الجوال.

-نعم موجودة عندي، أجاب سلطان.

-وأين أنت يا سلطان، سألت نالني؟

-في المكتبة الآن، أخبرها سلطان.

دقت الساعة الواحدة ليلا وأنت لا تزال تقرأ! سألت نالني في حيرة.

-أكمل واجبات الصف.. أجاب سلطان.

-كنت ذهبت إلى البيت وحضرت اليوم وقضيت أسبوعين في البيت لأن أمي كانت مريضة، أليس من الممكن لك أن تعطيني المواد المطلوبة كي أكملها على الميعاد. وتعال كي نشرب الشاي معاً في مطعم المكتبة.

سلطان يذهب إلى المطعم.

هذه الجامعة معروفة بحياتها الليلية فتجد الدكاكين والمطاعم مفتوحة إلى ثلث الليل، فشربا الشاي وتحادثا في مواضيع شتى، وحكت نالني أخبار بيتها وقالت إن أباه رئيس الحزب الحاكم حزب الكونغرس في ولاية ماهاراشترا، وإنه وزير في وزارة السكك الحديدية للحكومة المركزية حاليا، ولكن أمي-أستاذة في جامعة بومباي في قسم اللغة الإنجليزية- كانت مريضة، لأجل هذا ذهبت لعيادتها. فـنالني طلبت من سلطان أن يكتب لها الواجبات لمادة التاريخ لأنها متعبة ومرهقة، ووعدت له بأنه لو أكمل سلطان هذا الواجب فإنها ستأخذه يوم الأحد المقبل إلى فندق خمس نجوم لتتناول معه الطعام، وهنا ستبوح له بسر خاص. فرضي سلطان، وأكمل الواجب، وكان في أشد انتظار تلك اللحظة، وهو أيضا بدأ يتابعها خلسة، ووجد في نفسه لوعة -وفي هذا اللقاء أخبرها سلطان بأحوال بيته.

وكانت الفتاة نالني قد وقعت في حب سلطان وأي فتاة تحبه وتعشقه، فهي كانت تنتظر فرصة لإظهار حبها لسلطان. وجاء يوم الأحد ودقت الساعة السادسة مساءً، اتصلت نالني بـسلطان.

-أين أنت؟

-في المكتبة، أجاب سلطان.

- ماذا تفعل؟ استفسرت نالني.

-غدا هناك امتحان لهيئة الخدمات الإدارية الهندية، وهي مرحلة أولى لهذا الاختبار، فلا أريد الذهاب يا نالني...سكت لحظة وقال معذرة، لأنه كان يتوق للذهاب، وكان بانتظار.

-أنسيت يا سلطان أننا اتفقنا على أن نذهب إلى فندق فاخر يوم الأحد لنتغدى معا لقاء الوفاء بواجبك لأجل خاطري، أريد أن أشاركك سري الخاص كما وعدتك، ألا تأت معي؟

-لا أستطيع أن أرفض طلبك يا نالني؟

  استحم سلطان ولبس أحسن ما لديه من اللباس، وبعد نصف ساعة وصلا إلى أمام سكن سابرمتي، إذ جاءت سيارة فاخرة. وبعد برهة وصلا إلى فندق ليلا بليس ذي خمس نجوم الكائن قرب ساروجني ناغار، فبسطت ألوان من الطعام والشراب، ووضعت أطباق اللحوم والمشروبات المتنوعة، فأكلا وشربا وشبعا، ثم ذهبا إلى الغرفة المعينة...وبعد الحوار القليل سأل سلطان نالني: ما هو سرك الخاص؟

  • نعم فيه سر خاص، وفتحت نالني شرما حقيبتها الخاصة، وأخرجت منها باقة الورود الحمراء وأعطتها له قائلة: أحبك يا سلطان. وعانقته وصرحت نالني أنها تحبه حبا صادقا، وأخبرت بأنها وقعت في حبه في النظرة الأولى، ولكنها تريثت وترقبت الفرصة السانحة، وأخذ المحبان يتبادلان القبلات، ورجعا من الفندق في وقت متأخر من الليل.

نالني شرما ابنة الوزير ذات الجمال الأخاذ ومهوى مئات القلوب والأفئدة أهدت قلبها لطالب فقير، وصرفت عليه من جيبها الخاص، وقضى المحبان سنتين كاملتين في رحاب الجامعة كالطائرين يعيشان في مرح غير مباليين بما يجري حولهما، وجد كل منهما في الآخر خير أنيس وخير جليس.

والحب قد يصنعك أو يدمرك، الحب قوة إيجابية إذا تم توظيفها في محلها المناسب، ويصبح آلة مدمرة في غير محله.

  الطالب سلطان الذي جاء إلى جامعة جواهر لال نهرو ليستعد للاختبار التنافسي تناسى هدفه الأصلي، وبعد الفشل مرتين في الامتحان الابتدائي لهيئة الخدمات الإدارية الهندية صار يخاف مواجهة أبيه المسكين سائق أوتو، وهو الآن في السنة الأخيرة للبكالوريوس، ولم يبق لديه إلا سنتان من الماجستير. ماذا سيفعل لو فشل في هذا الامتحان؟ كيف يواجه أباه وأمه وأخاه؟ وكيف يزيل فقر أهله في هذه الحالة؟ وأدرك أنه خان والده وخان مستقبله أيضا، الحب جميل ولكنه لا يطعم الجائع، الحب جميل لمن تكون جيوبهم مليئة بالنقود، أما الفقراء فهمهم الأول في الحياة ملأ بطونهم، وفيما هو غارق في فكره، رن جرس جواله، وفي الطرف الآخر نالني تطلب منه اللقاء فورا في قاعة الانتظار لسكن سابرمتي.

-ما بك يا نالني؟ لماذا اتصلت في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل: الساعة الواحدة والنصف بالضبط، سأل سلطان نالني.

-اشتقتُ لك حبيبي، فما رأيتك منذ أسبوع، أردت اللقاء فقط، في هذه الأيام لا تبعث لي رسائل المحبة والدلال كما كنت ترسلها، ولا تتصل بي أيضا؟ ما بك يا سلطان؟

"مشغول أنا في القراءة ولا غير" قال سلطان لنالني شرما، وبينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث إذ اتصلت به يمنى- من لكناؤ- وهي طالبة وزميلة لسلطان في الصف.

-أنا عند المكتبة ...وبأشد حاجة إلى مساعدتك يا أخي.

-ماذا حدث بك يا يمنى؟

-كنت عائداً من المكتبة إذ جاء الكلب وعض بأنيابه في رجلي.

-أسفا.. حاضر أنا في دقائق.

استأذن سلطان نالني وقال لها إنه سيتكلم معها لاحقاً، فعليه أن يذهب مع يمنى إلى مستشفى صفدر جنغ الحكومية للحقنة ضد داء الكلب وذهب سلطان إلى المستشفى مع يمنى وبقي معها إلى الفجر، وبينما هو واقف في الطابور أمام الصيدلية لأخذ الأدوية إذ رن جرس جواله وكانت نالني على الخط..."كم مرة حاولت الاتصال بك ولكنك لم ترد.. ولماذا لا ترد على اتصالاتي يا سلطان؟؟" قالت نالني في غضب.

"كنت مشغولا مع الطبيب وهناك انتظار طويل لكل شيء كما تعلمين. معذرة" وتشاجر الاثنان على الهاتف.

"سلطان أنت لم تعد تحبني"

"لا. لا.. يا حبيبتي. ليس بيني وبين يمنى شيء"

حاول سلطان أن يزيل عن ناليني غبار الشك في أمره مع يمنى.

وبعد يوم طلبت يمنى من سلطان أن يكون بجنبها فهي تعاني من الحمى الشديدة والألم في جسمها.

ذهب سلطان معها إلى المستشفى وزارا الطبيب وأخذا الأدوية وعادا. بعد أيام قليلة بينما كان سلطان يشرب الشاي في مطعم المكتبة مع يمنى وكانا يتكلمان ويضحكان إذ جاءت نالني ورأت هذا المنظر بعينيها ووقع المنظر عليها كالصاعقة، وخرجت من مطعم المكتبة متمتمة، فكرت نالني أن سلطان خذلها ووقع في حب يمنى.

 شرب سلطان ويمنى الشاي معاً وذهبا إلى صفهما الدراسي، وفي مساء ذلك اليوم اتصلت نالني بــسلطان وقالت له إنها تريد اللقاء فورا.

-أنت لا تحبني ولا تتصل بي ولا ترسل رسائل الحب على الواتساب في هذه الأيام، أنت وقعت في حب يمنى؟؟ واستفسرت نالني عن أسباب عدم اهتمامه بها مؤخراً.

-حبيبتي.. أنا مشغول جدا في الدراسة وبعد شهرين هناك امتحان نهائي للبكالوريوس، وما استعددت للامتحان، ولهذا السبب لم أتصل بك، ولم أكتب الرسائل وأؤكد لك أنه ليس بيني وبين يمنى شيء.

 أجاب سلطان بلطف. وإذ كانا منهمكين في الحديث جاءت رسالة من يمنى على الواتساب. أخذت نالني شرما جواله كي تقرأ الرسالة، وأخذت تفحص كل الرسائل الواردة من يمنى...ولكن ما وجدت شيئا يبدّل شكها إلى اليقين، حتى صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى لم تكشف عن علاقة غرامية بينه وبين يمنى، وكل الرسائل المتبادلة بينهما إنما دارت حول علاجها والأدوية فقط ولا غير.

وبعد قليل...

أمطر سلطان نالني بوابل من الأسئلة: كيف أحوال أمك وأبيك؟  وكيف كان سفرك؟ وما رأيك في الزواج؟ هل شاورت أمك؟؟

-لقد رجعت توا من البيت، أصيبت أمي بنوبة قلبية مرة ثانية ولكنها تعافت بحمد الله، هي الآن بخير وعافية، السفر الجوي كان مريحاً، أما فيما يخص الزواج فما طرحت المسألة على أمي، لأني أؤمن بالعلاقة المفتوحة، وما فكرت قط في أمر الزواج.

-فلا تريدين الزواج مني أصلا! لقد قلت قبل ثلاث سنوات إنك تحبينني حبا صادقا، هل هذا هو الحب الصادق أم الحب الزائف؟ سأل سلطان في قلق وحيرة.

-لا.. لا أريد الزواج، ولا أتزوج أبدا، فأنا سعيدة ومرتاحة بهذه العلاقات المفتوحة.

- ولكنني يا نالني أحببتك حبا صادقا من صميم قلبي، وكنت أريد أن أتزوجك، وكنت على يقين تام أنك لن تخذلينني أبدا...

- حبيبي نحن الآن في القرن الحادي والعشرين، يبدو أنك رجل القرون الغابرة؟ الزواج لا يخلو من مشاكل وقيود كما تعلم!! والحياة هي أكثر بكثير من الزواج والإنجاب والتقيد بالقيود والتكبل بالأغلال.  أنا حرة.

-ماذا تريدين مني الآن؟ أنت خادعة وكاذبة. من الآن فصاعدا لا أريد الاستمرار بهذه العلاقة الزائفة التي لا حقيقة لها.

-لست خادعة يا سلطان، فقد أجهرت لك موقفي من الزواج، ومازلتُ أنا خليلة لك.

-لا أريد أن أستمر في مثل هذه العلاقات المفتوحة، أردت أن أتزوجك، فقد أحببتك حبا صادقا وخالصاً، حلمت بأن أتخذك رفيق دربي في الحياة، نتقاسم الأفراح والأحزان...ولكن شتان ما بيننا، هذه العلاقة بيننا هي علاقة زائفة وأود أن أنفصل عنك. أنت ابنة الوزير...وأنا ابن الفقير. أهذا هو الحب؟ أهكذا يفعل الحبيب مع المحبوب؟ لقد دمرت مستقبلي لأجل هذا الحب الزائف، قال سلطان في غضب شديد.

-وقالت نالني: لو تريد الانفصال فلا بأس. سنظل صديقين.

-لا أريد الصداقة ولا العلاقة من أي نوع كان!! ولا أريد البقاء في هذا الحب الكاذب!! قال سلطان في غضب وعاد فورا.

قلق نفسي شديد تملك سلطان بعد فراقه من نالني، فالحب في زمن الشباب شيء لا ينساه المرء، والحب عذاب يعيشه المحب طول حياته، إذا ظفر المرء بحبه، فهو عذاب من نوع، وإذا فشل في حبه فذاك أشد وأدهى وأمرّ.

ما أكل سلطان منذ يومين وما خرج من غرفته للنزهة. وذات يومٍ سأله زميل غرفته عن سبب شقائه وسوء حاله، فلم يرد عليه، وتلقى سلطان اتصالا من والده.

-يا بُنيّ أنا في أشد حاجة إلى النقود، ومتى ستنتهي دراستك؟

 أجاب سلطان: سأودع خمسة آلاف روبية حصل عليها من عمل الترجمة للوفد الإيراني السياحي في حسابك البنكي غدا، بقيت سنتان للماجستير يا أبتي بقي سنتين للماجستير يا أبي.

وما هي نتيجتك في اختبار هيئة الخدمات الإدارية المدنية؟

للأسف فشلت في الامتحان للمرة الثالثة ولكنني أعدك بأنني سوف أبذل قصارى جهدي لأحقق النجاح هذه المرة.

- فشلت في المرة الثالثة...ماذا تفعل؟؟ ألا تدرس بجدية؟ ودع أباه، وقطع الخط بعد السلام والتحية.

وعلق صديقه الذي كان يسمع حواره مع أبيه:

-كيف تكذب كذبا فاحشا مع والدك! وكيف تخدع أباك! وكيف تخدع نفسك! أنا أدري كل شيء، يا أخي: “هذه الأيام الحلوة ستنتهي قريبا وكيف سيكون الحال بعد سنتين؟؟ هل فكرت؟؟"

-آه ...أسفا، كنت أفكر أيضا ماذا سيحدث بعد سنتين، وأنا أخاف كيف أواجه أبي لأنني وعدته بأنني سأكون ضابطا حكوميا بعد الفوز في الاختبار لهيئة الخدمات الإدارية الهندية ...إلى أين وصلت !!وإلى أين كنت أقصد! ليتني لم أقع في فخ الحب الزائف الذي دمر حياتي ومستقبلي ولم أجن منه إلا الشوكة.

بين سلطان الحب وسلطان العقل معركة أزلية، والعاقل وحده يظفر في هذه المعركة بقوة العقل، سلطان القرية وجد نفسه في متاهة...لا يدري كيف ينقذ نفسه، ونالني هي الأخرى تبحث عن صيد جديد لها فالحياة عندها عبارة عن المتعة الآنية والحرية المطلقة، وكل ما سواها باطل.

 


[1]  اسم حي واقع في دلهي قرب جامعة همدرد، في دلهي-عاصمة الهند

[2]  سيارة رخيصة ذات ثلاث عجلات تستخدم لنقل المسافرين. يقال له تُكتُك

[3]  سكن مختلط في جامعة جواهرلال نهرو بنيو دلهي.

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal