مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....

عابد زين كيه
October 01, 2023
102 


فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....

 عابد زين كيه

الهند

------------------

ذبلت أشعة الشمس وغابت في أعماق الأرض السابعة... ظل ويشنو يتكأ على كرسي من الخيزران تحت شجرة مانجا في الزاوية الشمالية للبيت.... شربت الرياح الماكرة من حرارة الشاي الأسود في يده اليمنى والسيجارة المشتعلة بين أصابيع يده اليسرى تتنفس أنفاسها الأخيرة كأنه اتخذ الأفكار صديقا له ونسي صديقيه الحميمين يؤنسان وحدته منذ أن أصبح شابا قويا ذا الشعر الأسود إلى أن أصبح رجلا نحيلاً ذا الشعر الأبيض.

ويشنو... ألم يحن الوقت بعد ؟ "هيا ادخل يا بني"، دعته شيجة - أمه الحنون - إلى البيت، ولكن لم تنتظر لجوابه، ولا لدخوله، حتى أغلقت الباب من الداخل، وانشغلت في أعمالها، وهي تهمهمُ: تلك الشيطانة المشؤومة دمرت حياة ابني.  هذا ما تعودت عليه منذ زمن طويل؛ ثلاث سنوات تقريبا، وويشنو حين سمع صوتها أغلق أبواب الأبصار والآذان، وفتح باب قلبه، لأن صمت الليل قد أتي يزوره بكنوز الأسرار؛ أسرار الذكريات ذكريات حبيبته الجميلة التي أقسمت له بأن تصبح له رفيقة دربه إلى نهاية طريق الحياة، بدأ صمت الليل يهمس: رادة رادة رادة.

تعرف ويشنو على رادة أثناء رحلته بالقطار إلى عاصمة كيرالا تريفان درام، تجلس على مقعد بجوار النافذة والمطر العنيد يهطل في الخارج بغزارة، وبعد قليل أخذت أيادي المطر السائلة تمتد نحو النافذة وتدخل منها وتزعج رادة أكثر فأكثر فحاولت إغلاق النافذة، لكنها لم تستطع.

أيعقل ألا يحب الأنسان المطر ؟ قال ويشنو لرادة وهو يساعدها على الإغلاق.

بل أحبه كثيرا، ولكن عليه أن يحترم الحدود بينهما... فأبعد نفسه عن نفسها مغمعما "بدلا من أن تشكر تهددني بكلمات موحية ".

 

أجزلت الشكرله على المساعدة في الحين وقالت "لو لا قمت بإغلاق النافذة لغسلني المطر" قالت كأنها لم تسمع ما غمغم.

لا لا شكر على الواجب قال مسويا جلابييه كأنه رجل يرفض ما يستحقه من المجد.

"إذن لا بد أنك من طاقم القطار"، قالت ثم أطلقت ضحكة رنانة.

الصبر الصبر يا ربي بعدما تمالك أعصابه قال وفي ثغره بسمة اصطنعها: "أنت مضحكة للغاية" فدنت منه قليلا كأنها تريد الكلام عن أمر مهم، "أما تعرف يا صديقي أنك لطيف للغاية"، ثم قهقهت بأعلى صوتها قهقهات متتالية، مرت فترة من الزمن حينها بدى في وجهه شيئ من الملل والغيظ، لأن نصال تلك القهقهات النسائية كانت تنغرز في قلبه كأي رجل آخر يعتز برجولته.  كلاهما من عائلات الطبقة المتوسطة.

دار بينهما حوار مفعم بالحيوية والنشاط أحيانا يرتفع صوتهما كالأمواج، ويغلب على ضجيج القطار المتحرك، فاستيقظ بعض من كانوا يرقدون حولهم وينظرون إليهما مليا ثم يخلدون للنوم عن قهر الرجال وحقوقهم على النساء وعن عكسه وعن مائة شيئ آخر، إذا رأهما أحد أثناء ذلك لا يعتبرهما إلا أعداء لكنهما في أقصى القلوب أصبحا عبيدين للعشق وخادمَين له تماما كما يخدم التراب الأزهار خدمة لا تدركه الأبصار، ولكن لم يستحي أحد منهما من أن يسأل الآخر عن هويته على الإنستغرام عند الفراق.

ومضت شهور بسرعة البرق، وتوطدت العلاقة بينهما أكثر فأكثر كلبنة تتصلب وتتحجر ببرودة الماء وحرارة النار عبر الانستغرام والواتساب،كلاهما أفصحا عما بداخلهما من مشاعر وردية من خلال رموز التعبير على الإنستغرام والواتساب كلما تشاجرا، فكانت الرموز كالصديق الحميم الذي قام بالإصلاح ذات بينهما كلما تشاجرا، وقرّب بعضهما إلى البعض.

هل لديك أحلام في الحياة ؟  كتب رسالة.

 لا تحصى.... ولكن حلمي الأكبر هو أن أعيش حرة... أجابت.

 حسناً لكن متى ستصبحين حرة؟

 عندما أستطيع العيش حيث أريد.

 وماذا عنك؟ ما الذي تحلم به ؟

إنني أحلم باليوم الذي ستكونين فيه لي.

فأرسلت فقط رمز ابتسامة...لا أكثر.

أكثر رسائلها كانت رموز تعبير...يفسرها كيفما شاء قلبه، وبدأ ينسج في خياله عالما جميلا مليئا بالأحلام.

في الحقيقة لم يكن معجبا بشخصيتها كثيرا، إلا أنه افتتن بجمالها الجاذب، وتأكد في نفسه أنه كان مخلصا لحبه لها، لذا بذل قصارى جهده لأجل تحقيق ذلك الحب كأنه يظن أن الحياة تأخذ جمالها من جمال الفتاة التي يتزوج منها .. حتى قبل كل مطالبها ووعد لها بحياة تحلم بها وأقسم لها بأنه لن يضع أبدا عائقا في طريقها بل إنه يعاملها كرفيق في درب الحياة، مع وعيه الكامل بأن وعوده هي بمثابة "جلب قطعة من القمر" كما يفيد المثل الهندي، وأخيرا قبلت رادة خطبته واقتراحه لتكون رفيقة حياته.

اتخذا القرار ليعيشا معا رغم المعارضة الشديدة من عائلة كلا الطرفين، وتم تسجيل زواجهما في المحكمة، دون عقد مراسم القران وبدون حضور أي عضو من  أعضاء عائلتَيهما... فغشيت وجوههما سحابة الحزن والكآبة في يوم يكون فيه المرء في منتهى البهجة والسرور.

مضى أسبوعان. كل يوم كان يأتي لهما بالمفاجآت، فالأمور التي تحدث بينهما لم تكن كما توقعا قبل الزواج....أين تلك الزوجة الجميلة الرومانسية التي ستملأ حياته بالحب والسعادة الغامرة...وتجعل حياتهما حديقة من الأزهار الجميلة التي تبهج الناظرين؟ أين ذلك الزوج الذي كان سيصبح سندا ودعما لزوجتها ويوفر لها الحياة التي كانت تحلم بها؟ كلاهما يبحثان عن ذلك الشخص الذي وقع في حب بعضهما البعض.

انتقلا من الشقة بعد ثلاثة أشهر تقريبا إلى منزل مستاجر جديد بسبب الأزمة المالية، لأن راتب ويشنو الشهري لم يكن يكفي حتى لشراء مستحضرات التجميل لزوجتها، ومهما كان الوضع فهو لا يسمح لرادة بالقيام بأي عمل مع أنها مؤهلة ومستعدة وحريصة جدا على العمل، لأنه مثل أي رجل آخر لا يقبل أن يعيش على كسب الزوجة.  أما بالنسبة لرادة، فهي تفكر دائما عن استقلالها دون الاعتماد على أحد سواها في أمور تخص بها على الأقل مستلهمة مما تقول عارضات الأزياء والممثلات في مقاطع الفيديو؛ تلك التي من أجل مشاهدتها تقضي معظم وقتها ليل نهار، والمدهش في الأمر أنها لم تحاول ولو لمرة أن تقارن ظروفها بظروفهن، وأن تتخلى عن إصرارها على العمل،  ولكن شتان ما بين الحلم والحقيقة..الحقيقة دائما تكون صادمة. .

وهكذا في كل أمر كان يختلف موقف الواحد عن الآخر اختلاف اليوم من الليل.

"إذن كنت تكذب عليّ؟" قالت راده وهي تبكي..

"بل أنت خدعتني بوجهك الكاذب...انفجر ويشنو من شدة الغضب.

أبدا ما خذلتك وخنت وعدي معك... جاء صوتها منكسرا كما تنكسر الأساور الزجاجية.

كلاهما دخل في الشجار مع بعضهما البعض شجاراً انتهى بهما إلى الانفصال.كل شيئ أصبح اليوم سهلا، الزواج والانفصال، لم يفق ويشنو من تلك الصدمة كاملا.. لأنه وإن كان يتخاصم معها لم يخطر بباله أبدا أن رادة ستخذله وتتخلى عنه يوما وتغادر، ربما قد ظنّ المسكين بأن المشاكل ستنتهي عند ما يصبح لهما أولاد كما كان يسمع الكبار يقولون منذ نعومة أظفاره، يفلسفون هكذا بمن فيهم والداه، ولم ينتبه إلى أن الزمان قد تغير،  والفلسفة تلك صارت عقيمة، أما رادة فلا علم له بها بعد ما تباينا إلا أن أفكاره لم تفارق ذكرياتها منذ ذلك الحين إلى الآن لحظة.

ربت صمتُ الليل على كتف ويشتو مُهَمْهِماً: أنتم البشر هكذا منذ القدم تضيعون معظم الحياة نادمين على ما فعلتم في الماضي، ولا شك أنكم ستبقون هكذا إلى الأبد طالما لا تفكرون مرتين قبل أن تجبروا النفس على ما لا تشتهى وتقتلوها بينما أعاد ويشنو قراءة رسائلهما مرة ثانية بدقة أكثر من ذي قبل...

ووجد بينها رمزا يعبر عن الابتسامة. وبكى ويشنو على هذا الرمز الذي سلب الابتسامة من وجههه وحولت حياته إلى زهرة ذابلة.....

 

۞۞۞

 

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal