مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

تحت ركام الجثث

Vol No 1, Issue No 1- مجلة قطوف الهند
January 19, 2022
924 


تحت ركام الجثث

قصة قصيرة
بقلم: محسن عتيق خان / الهند

ما إن بدأ هارش يفك حزام الكفن، حتى سمع همسات وأصوات أقدام خافتة، ففزع ورفع رأسه من القبر قليلاً ليرى ماذا يحدث، فتراءى له رجلان يتحدثان فيما بينهما بصوت خافت ويدفعان عربة صغيرة بين القبور المتناثرة على ضفة النهر، ربما كانا قد أوقفا سيارتهما على الشارع العام الذي بني على الحاجز وفصل بين المدينة ونهر غانغا. كان هارش مازال يلهث، فقد قضى حوالي نصف ساعة في حفر هذا القبر في هذه البيئة المرعبة الموحشة حيث لا تُرى على هذه الضفة إلا قبور متناثرة على مدى البصر.

صارت أصواتهما أوضح قليلاً إذ كانا يقتربان منه رويدا رويدا، فأصغى إليهما:

  • ما هو المجموع الكلي لعدد الموتى اليوم؟
  • خمسة عشر موتا بسبب كوفيد 19.
  • وما هو عدد الموتى في البيان الصحفي؟
  • ثلاثة أموات فقط.
  • ثلاثة فقط، لِمَ هذا الفرق؟
  • سلطات الولاية لا تريد أن يطلع الناس على العدد الحقيقي للموتى.
  • هل هذا يحدث كل يوم؟
  • نعم، يحدث كل يوم.
  • ماذا، لو أخبرناهم بالعدد الحقيقي؟
  • ستُتخذ إجراءات ضدنا، مثلاً، قد تقبض الشرطة علينا بتهمة الكذب أو الإساءة إلى سمعة الحكومة وبالتالي قد تقوم الحكومة بإلغاء ترخيص المستشفى.
  • لماذا لا نسلّم جثث الموتى لأقربائهم؟
  • هذا ممنوع من جانب السلطات، لأنه يفضح عدد الموتى الحقيقي.
  • هل هذا يحدث في جميع المستشفيات؟
  • نعم، في جميع المستشفيات، ألا ترى هذه القبور المتناثرة على هذه الضفة.
  • آه، أتذكر، لم يكن هناك حتى قبر واحد قبل ثلاثة شهور.
  • ربما أتيت معي إلى هنا لأول مرة. هناك في كل حفرة جثث عديدة.
  • لماذا نلقي هذه الجثث في الحُفر، ألا يمكن أن نحرقها حسب تقاليدنا؟
  • تقاليدنا نحن الهندوس، هه، من يراعي التقاليد خلال هذه الجائحة التي حصدت مئات الألوف من البشر في أيام معدودة، فمحارقنا مكدسة بالجثث، والنار لا تخمد فيها على مدار الساعة في هذه الأيام. ألم تسمع عن مئات الجثث التي طفت على سطح ماء نهر غانغا تنقض عليها النسور والغربان وتنهشها الكلاب؟ لقد تجرد الناس عن المبادئ وأصبحت كرامة الإنسان مهدورة.
  • ومن ألقاها في النهر يا ترى؟
  • لست أدري، ربما لم ترد المستشفيات الأخرى أن تتكبد عناء حفر القبور، فألقت الجثث في النهر، أو ربما عجزت المحارق عن حرقها لكثرة عدد الموتى، أو ربما خذلت بعضها عائلاتها، ولا يخلو الأمر من احتمالات كثيرة.,
  • قف، انظر ها هنا، يبدو أن أحداً حفر هناك قبراً جديداً ولم يوار عليه التراب بعد...
  • أي نعم، ربما ذهب ليأتي بمزيد من الجثث، تعال نلقي هذه الجثث فيه ونواري التراب عليه.

سمع هارش أحدهما يقول هذا فخاف على نفسه واستلقى بجنب جثة القبر لكيلا يراه أحدهما وخُيّل له أن سارقا يتخفّى من سارق آخر، وفي أثناء دقيقة واحدة بدأت الجثث تتساقط عليه، وعندما توقفا عن إلقاء الجثث، شعر هارش كأنه يرزح تحت ركام الجثث، وسيموت اختناقاً لو بقي هناك بضع دقائق أخرى، ثم سمع أحدهما يقول:

"ممكن نلقي فيه مزيداً من الجثث، ثم نواريهم التراب لاحقاً".

 انتظر حتى خفتت أصواتهما ولم تعد تبلغ أذنيه، وعند ذلك حاول بكل جهد أن يخرج من هذه الحفرة، وبذل كل ما في وسعه لإزاحة الجثث عن نفسه إذ أن خوف أن يُدفن حياً في قبر ملأه بطاقة استثنائية، فخرج منه لاهثا منهكا، ومبللا بالعرق، واختفى وراء قبر آخر.

وفي الحقيقة، لم يكن هارش سارقا محترفاً، فلم يسرق قط في حياته فضلا عن سرق الكفن، ولم يخطر بباله قط في الماضي أنه سيأتي يوم يضطر فيه لسرق الكفن، ولكن الجوع ...............، فمنذ أغلقت الشركة التي كان يعمل فيها في العام الماضي خلال الإغلاق التام، لم يجد عملا آخر، فصرف كل ما كان قد ادخر، وباع حتى حلى زوجته واحدة تلو أخرى، والآن لم يبق لديه شيء يبيعه. ولا يمكن أن يجد العمل خلال هذا الكساد الكبير والإغلاق المتقطع المستمر، فماذا يفعل؟ ولا يدري كيف خطرت بباله فكرة سرق الكفن من قبور هذه الضفة التي بدأ الإعلام يتحدث عنها منذ يومين.

ولمّا نزل من الشارع العام إلى الضفة، خفق قلبه بشدة، وشعر بنوع من الهلع، فلم تكن هذه الضفة لهذا النهر المبارك مخيفة وموحشة قط كما بدت له اليوم والتي هي الأخرى تحولت إلى مقبرة واسعة لا حدود لها يحفها الخوف والرعب من كل جهة، ولكن بطش الجوع جعله يتغلب على كل مخاوفه. أوغل في الضفة إلى النهر حتى لا يستطيع أحد أن يراه من الشارع العام، وبدأ في حفر قبر، وعندما نجح في إزالة التراب عن الجثة بعد جهد جهيد، لاح له الكفن، وبينما كان يجاهد ليسكت ضميره، ويبرر السرقة قائلا لنفسه: "إن هذا الكفن سيتحول إلى التراب ولا يفيد شيئاً، ماذا لو استفاد منه وملأ بطنه ووفر الطعام لأولاده"، لقد أفسد الرجلان خطته. ولكنه كان قد عقد العزم على أنه لن يعود من هنا صفر اليدين كائنا ما كان، فاستراح قليلا حتى تغلب على أنفاسه، وعندما تأكد من مغادرة الرجلين بسيارتهما إلى المستشفى ليأتيا بمزيد من الجثث، قام من مكانه بنشاط جديد وأسرع إلى ذلك القبر مرة أخرى، وتمكن من جمع ثمانية أكفان من قبر واحد، وقال لنفسه: "هذا يكفيني لليوم" ثم ألقى نظرة وأراد أن يحصي عدد القبور ليحسب حسابا عن كمية الأكفان التي سيحصل عليها في الليالي القادمة ولكن لم يستطع، فليست هناك إلا قبور على طول الضفة وعرضها، فنفض فكرة إحصاء القبور عن رأسه، ورفع حزمة الأكفان،  ومضى في طريقه إلى بيته.

ولما وصل إلى البيت وجد زوجته وأبنائه مستغرقين في نوم عميق، فصعد السلم إلى السطح خلسةً ودخل توا في المغتسل، وبذل نحو ساعة في غسل الأكفان، وشطفها، وتنظيف بقعها، ونشرها على الحبال للتجفيف. ثم اغتسل وجعل يفرك جسمه فركا كأنه لا يريد أن ينظف جسمه من جراثيم كوفيد 19 فحسب، بل من لوث الأكفان أيضا. نزل من على السطح واستلقى على بعد شبر من زوجته وأبنائه وأراد أن ينام ولكن النوم خذله وربما تأخر عنه ليتركه يتحسر على فعلته أو يُطمئن نفسه بدلائله الزائفة، فكان هناك صراع شديد في قرارة نفسه، فحينا شعر ضميره يخزه، وحينا آخر وجد عقله يبرر صنيعه، واخيراًً عندما بدأت الطيور تتغرد وتؤذن بحلول الفجر، بدأ النوم يغشى عليه رويداً رويداً.

صفر صمام الأمان في القدر فأيقظه من نومه، وعندما لاحت له الشمس من النافذة انتبه بأنه علا النهار، فأسرع إلى السطح وجمع الأكفان المغسولة في حزمة ثم جلس مع أبنائه ينتظر زوجته التي كانت تقسم الطعام في الصحون وهي تهمهم، وعندما مدت إليه صحنه قالت له: "لم يكن في البيت شيء نأكله، فشكوت إلى أبي وبكيت حتى ترحم علينا وأرسل لنا الرز والبطاطس رغم سوء أحواله المالية. عليك أن تجد عملا وإلا سنموت جوعا." سمع ما قالت زوجته بهدوء ثم أجاب متبسماً "لا تقلقي، قد وجدت عملا سيغنينا عن الجوع."

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal