مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ

أ.د.سناء الشعلان/ الأردن
October 01, 2023
187 


وحش

ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ

 أ.د.سناء الشعلان/ الأردن 

       لا بدّ أنّ الجنديّ الصّهيونيّ ليس إنساناً،بل وحشاً كاسراً كي يقوى قلبه على قتل الأبرياء،وتهجيرهم،وسرقة فلسطينهم.لم يرَ في حياته جنديّاً صهيونيّاً،فقد وُلد في مخيّم (الكرامة) خارج وطنه،ولكنّه يعلم من والديه أنّ الوحوش الصّهيونيّة تعسكر هناك غربيّ النّهر.

    لقد تبعتهم الوحوش المطاردة إلى مخيّم (الكرامة) محصّنّة بدبّابات عملاقة وآليّات مدمّرة لتقضي على الفدائيين، سريعاً ما انهزموا شرّ هزيمة على يد المتصدّين لهم،ووقعوا في الأسر،سُمح له ولأطفال المخيّم الفضوليين الذي حاصروا الدّبابات الصّهيونيّة المأسورة بأن يطلّوا على الوحوش المحاصرة فيها.

   كان أوّل من أطل من فوّهة الدبّابة ليلقي نظرة على من يقبع فيها،رأى جنديّاًَ صهيونيّاً مكبّلاً بالسّلاسل مثبّتاً في قاع الدبّابة لا يستطيع الحراك.أخبره الأبطال المنتصرون أنّ العدوّ الصّهيونيّ أرسل جنوده إلى حرب (الكرامة) مكبّلين بالسّلاسل كي يضمن أن لا يهربوا من ساحة المعركة لشدّة جبنهم.

    تفاجأ بأنّ الجنديّ الصّهيونيّ هو رجل لا وحش كما كان يعتقد،ابتسم البطل المنتصر،وقال له: "لا،هو ليس وحشاً،هو مجرّد كلب جبان مقيّد بالسّلاسل".

دعم

     قرّروا أن يدعموا القضيّة الفلسطينيّة دعماً قويّاً يشدّ من أزرها،أسّسوا منظمة عربيّة إسلاميّة عالميّة لذلك،جمعوا لها المال العرمرم،ووزّعوا المناصب الفخريّة والإداريّة وفق مبالغ المال المقدّمة من بلادهم ومؤسّساتهم،وعدوا الجماهير التّائقة للحريّة والكرامة العربيّة بأن يكون لهم إجراء داعم ومؤثّر وسريع،وأمّلوا الشّعب الفلسطينيّ في الأراضي المحتلّة والشّتات بحلول جذريّة لمعاناتهم،وبقرار واحد جريء منتظر مأمول قرّروا أن يستأجروا قرية سياحيّة في جزيرة نائية لتكون لهم فيها خلوة لمدّة غير محدودة كي يفكّروا بهدوء بما عليهم أن يفعلوه في سبيل تحقيق وعودهم،ورصدوا ميزانيّة عملاقة من التّبرعات العربيّة لمنظّمتهم كي يرفّهوا عن أنفسهم بالنّساء والخمر والملذّات كي تتفتّق ذواتهم المظلمة عن فكرة منيرة لدعم الفلسطينيين،وطال اجتماعهم،وطال انتظار الفلسطينيين لحلّ لا يأتي.

دماء

   هناك على سطح الأرض يتناحرون عرباً تحت مسميّات فلسطينيّ وغير فلسطينيّ،لا تعنيه هذه الحرب،يغلق على نفسه باب القبو،ويعتزل هناك بعيداً عن حمّام الدّم الرّهيب،فهو يعلم أنّ مؤامرة تقتيل الفلسطينيين هي جزء من مؤامرة إبادتهم وإقامة دولة كبرى للكيان الصّهيونيّ.

 

 لا يريد أن يتورّط في هذه المهزلة،يضرب صفحاً دون الخوض في هذه المؤامرة،يهرب من فريقه الذي لا يفهم لِمَ يحارب،ويأخذ بيد صديقه الفلسطينيّ، وينعزلان في القبو،هناك يتذكّران أيّام الطّفولة،ويتصفّحان صور اللّهو والبراءة،ويتركان العالم في الخارج يتناحر في دروب جهنّم.

منهاج جديد

     يوبّخها والدها بشدّة كما يوبّخ سائر إخوتها إن لم تحصّل العلامة النّهائيّة الكاملة في المواد التي تدرسها في مدرسة(الأونروا)التي يدرسون فيها بالمجّان؛ويكرّر على مسامعهم دون كلل أو ملل:"ليس للفلسطينيين ثروة سوى العلم،إيّاكم والجهل، عليكم جميعاً أن تواصلوا دراساتكم العلميّة حتى لو بعت ملابسي وملابسكم لأجل ذلك".

   منهاج جديد قد أصدرته الدّولة العربيّة التي يدرسون فيها،فرحوا لأنّهم سيحصلون جميعهم في الصّف على كتب جديدة غير مستعملة بخلاف ما ألفوا الحصول عليه من كتب مستعملة مهترئة.

   حصلتْ على كتابي تاريخ وجغرافيا جديدين،تفوح منهما رائحة الورق الجديد الذي لم تعبث به الأيدي الآدميّة،في كتاب الجغرافيا بحثت عن خارطة فلسطين،فوجدتْ اسم إسرائيل يتربّع في وسطها،وفي مادة التّاريخ وجدت اسم إسرائيل كدولة من دول الجوار.

 أطبقت الكتابين دون اهتمام بأن يتمزّقا،وما عادت تبالي بأن تأخذ أصفاراً في مادتي الجغرافيا والتّاريخ لأنّهما مادتان خائنتان.

صهاينة

    منذ كانتْ صغيرة علّمها أهلها أنّ اليهود الصّهاينة هم من اغتصبوا وطنها فلسطين،وطردوها وشعبها منه.كبرتْ وفلسطين معلّقة في صدرها عشقاً،وفي رقبتها خريطة من المعدن لا تفارقها أبداً.

 ذلك الجنديّ العربيّ هو أوّل من قطع قلادتها الفلسطينيّة في مسيرة احتجاجيّة على استمرار الاحتلال الصّهيونيّ لفلسطين،وألقى بها على الأرض،وداسها بحذائه العسكريّ الغليظ،وقال لها:"الصّهاينة أحسن منكم! ما الذي أتى بكم إلينا؟"

  بكت أيّاماً طويلة في طفولتها تأثّراً من هذا الموقف المخيّب للآمال.لكنّها عندما كبرتْ اكتشفت أنّ هذا الموقف هو الأقل إيلاماً إذ قورن بتهجيرها وأهلها من موطنها إلى بلد آخر،واضطهادهم خبط عشواء مرّة تلو الأخرى لأنّهم كما تقول جدّتها:"حمّالين الأسى والإساءة".

 اليوم طردها صاحب البيت وأهلها من بيتهم القنّ الذي يستأجرونه منذ عقدين من الزّمان في خضم الانفلات الأمنيّ وتغيير مراكز السّلطة في هذه البلد العربيّ الذي يعيشون فيه؛فقد طمع صاحب البيت في المزيد  من المال إذا ما ألقى بهم في الشّارع،وأجّر البيت لمن يدفع أكثر منهم.وقد غنم من هذا الانقلاب عليهم أثاثهم وملابسهم وكلّ ما يملكون بعد أن طردهم من بيتهم عراة حفاة خالي الوفاض،وما وجدوا أحداً ينتصر لهم.

 من جديد وجدوا أنفسهم أسرة فلسطينيّة في مهبّ الضّياع.التفتتْ إلى أمّها التي عضّها الحزن حتى نخر صبرها،وقالتْ لها معاتبة:"لقد قلتِ لي أن الصّهاينة موجودين في فلسطين فقط!"

  ردّت الأم وهي تجرّ جسدها وزوجها العجوز:"إنّهم هنا أيضاً".

شرف

      "العربيّ شريف لا يُضام،ولا يقبل أن يُهان"،كتبت معلّمة محو الأميّة على السّبورة،استدارت لتقابل وجوه نساء المخيّم اللّواتي أتين لمحو أميتهن،قرأت الجملة على مسامع الطّالبات أكثر من مرّة،وسألتْ :"من تقرأها لي من جديد؟"

  سرتْ همهمة في الصّف،ثم زمزمة،ثم علت ضحكاتْ تقرقر مثل تداعي قربة ماء على الأرض،سألت المعلّمة صغيرة السّن على استحياء وبحرج بادٍ:"هل قلتُ شيئاً يدعو للضّحك؟!

أجابت أمّ محمود زعيمة نساء الصّف:"هذا كان زمان،والله جبر.انظري إلى حالنا الآن.أين العرب ممّا يحدث؟"

أضافت امرأة أخرى باستهزاء: "العرب الشّرفاء موجودون فقط على السّبّورة".

عروبة

   مطّ الثّري العربيّ كرشه الذي يتدلّى ليهرس عضوه التّناسليّ القزم الذي أغدق عليه دون انقطاع بالجواري والحسان اللواتي ما استطعن لكسره جبراً،ولا لعطبه دواء.

 يحبّ أن يظهر مبتسماً في الصّحف،وهو يفيض بماله صداقات وعطايا على الغرباء المنكوبين والحيوانات الآيلة للانقراض والمباني الأثريّة في مجاهل بلاد العالم والنّساء الجميلات التي يستدرجهنّ إلى قصر حريمه.

    يحبّ لقب المحسن العربيّ،ويكثر من التّزيّن بالدّمقس والحرير والمعصفر والمفضّض والمذهب والمألمس من فاخر الثّياب ونادر الأحذية ونفيس الجلود والفراء.

  لقد تبرّع بالمال للدّاني والقاصي،وظهرتْ صوره في استعراضات صدقاته في صحف عالميّة لا يجيد أن يقرأ كلمة من كلمات أخبارها بسبب جهله بلغاتها فضلاً عن جهله بلغته.

     زعم في لقاء صحفيّ أنّ معاناة الشّعب الفلسطينيّ قد أحرقتْ قلبه الملبّد بالدّهون،وحرص على أن تبرز الوسائل الإعلاميّة دموعه الثّرة التي أهداها بسخاء للشّعب الفلسطينيّ،وفرض على نفسه عمرة للدّعاء لهم،وعند الكعبة سأل الله إلحافاً أن يعينهم،وأن يهبهم من يكون في عونهم،ومطّ شفتيه طويلاً بالدّعاء لهم إلى حين تلتقط عدسات كاميرات التّصوير صورة مناسبة له تسجّل دعمه المؤزّر للقضيّة الفلسطينيّة!

جنديّ

      قبّلته أمّه، وقالتْ له على رؤوس الأشهاد من أسرته وأقاربه: "إيّاك أن تعود إلى البيت قبل أن تحرّروا فلسطين.لن أرضى عنك إنْ لم تفعل ذلك".

     لقد تجنّد في هذه الجيش منذ سنتين، لكن هذا التّحرير هو مهمّته المقدّسة،يشعر بفخر عظيم لأنّه ضمن جيش عربيّ كبير جاء ليشارك في تحرير فلسطين من عصابات صهيونيّة استولت على جزء كبير منها.

    بدأت الحرب مع شرذمة من الصّهاينة، يستطيعون أن يبيدوهم جميعاً مع غروب شمس هذا اليوم إن اجتهدوا بإخلاص لذلك،إلاّ أنّ أمراً بالانسحاب يأتيهم من قيادتهم هناك في العاصمة العربيّة،يتعجّب من هذا الأمر الذي جاء في قمّة انتصارهم،ينسحب الجيش الذي يأويه كاملاً،ولكّنه يرفض أن ينسحب،ينطلق وحده عكس درب جيش الجباه المحنية والعيون المكسورة والبنادق الخاذلة،ويقرّر أن يقاتل العصابات الصّهيونيّة وحده.

مظاهرة

        كان المخيّم الفلسطينيّ(صبرا شاتيلا) يُذبح من الوريد إلى الوريد على أيدي مجرمي العرب والصّهاينة،استنجد المخيّم بأبنائه الفدائيين،فلم يجد ملبّين منهم إلاّ القليل ممّن ظلّوا بعد رحيل الجميع،بذلوا أرواحهم رخيصة للدّفاع عنه،في حين كان البحر يحوش باقي الفدائيين الفلسطينيين،ويسرقهم نحو منافيه الجديدة بعيداً عن أهاليهم وذكرياتهم وأحلامهم وقبور رفاقهم في درب المقاومة.

    أمّا العرب فكانوا جميعاً يقومون بدور من أدوارهم التّاريخيّة الحاسمة،إذ كانوا يتابعون بإخلاص واهتمام تصفيات العالم في كرة القدم،ويعدّون الأهداف،ويتحيّزون لخاسر أو فائز وفق أهوائهم.

  في الصّباح كان مخيّم(صبرا وشاتيلا) نهراً من الدّم الفلسطينيّ، وكان العرب الأشاوس في كلّ شبر في الوطن العربيّ قد هبّوا هبّة واحدة جريئة غاضبة في مظاهرات مليونيّة دعماً لفريق كرويّ عربيّ قد خسر،وآخر قد ربح،ولم يتذكّروا قتلى المخيّم التّعس بمظاهرة واحدة من مظاهراتهم التّاريخيّة المدوّية! فنام المخيّم على حزنه،ولم يستيقظ!

لطيم

      هي عاقر،رحمها أجدب لا يستجيب لهاجسها بأن تصبح أغنى النّساء لا أمّاً راعية حانية،هي تريد طفلاً كي تتبّاه،فتحرق ماضيه كاملاً،وتنسبه لنفسها وزوجها كي يكون الوارث لثروته،فيؤول المال كلّه إليها بدل أن يذهب لأقارب زوجها بعد موته.

   وأخيراً وجدت مبتغاها في أيتام المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان الذين هلك عنهم أهلوهم،وتركوهم أيتاماً لا شفيق عليهم،ولا رحيم بهم،حصلتْ بسهولة على طفل لطيم منهم دون أيّ شروط للتّبني،اختارته على هواها أشقر مسدل الشّعر ذهبيّ البشرة أخضر العينين،انتزعته من بين أختيه، ورفضت أن تتبنّاهما معه، إذ هي في حاجة إلى طفل ذكر يرث ثروة زوجها،وليستْ باحثة عن أجر أو إحسان أو ممارسة أمومة.

   أخذته إلى بيتها يبكي بحرقة أختيه اللّتين أُنتزع منهما،وأعلنتْ أنّه ابنها،وغيّرتْ اسمه،ومنعته من أن يتذكّر المخيّم وأهله وأختيه.بعد مدّة قصيرة نسي أنّه فلسطينيّ، وتاه في الزّحام بفضل العربيّة المحسنة التي تبنّته،وبترته عن أصله!                                              ۞۞۞

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal