مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

من مذكرات كلب

Vol No 1, Issue No 2- مجلة قطوف الهند
April 01, 2022
379 


من مذكرات كلب   

بقلم: د. بن ضحوى خيرة   

                                   الجزائر                                                                    

جيء بي كقطعة أثرية مفقودة، محمولا على التبن الذي نقله المزارع العجوز، من حقول القمح الكثيرة التي يملكها، كنت على العربة الحديدية التي كانت تأتي كل صباح إلى حقول القمح، لتجمع المحصول وبقايا التبن المتناثرة، لم أكن أعلم حقا أين يذهبون بهذا القش يوميا، ودون كلل، وهل يأكلون كل هذا العشب اليابس؟ يا لهم من قطعان جائعة لا تهتم بتغيير أكلها وغذائها كما نفعل نحن الكلاب، كانت الكلاب الضارية تحسدني، وقد علقت عيونها على ذراع صاحب الحقول الملتفة على جسدي الصغير، كنت صغيرا كفاية لتحملني ذراع قوية، وساعد مفتول من كثرة العمل الشاق.

رفعني الرجل إلى أعلى، بعدما دامت ملاحقتي بضع دقائق فقط، وبعدما تأكد من مغادرة أمي المكان، كانت ثيابه تشبه التي علقها عامل عنده منذ أيام بالحقل، والتي تسميها أمي "بالقراعة" لكثرة علب المشروبات الفارغة المثقوبة، والمعلقة بخيط كما لو أنها مشنوقة، تصدر عويل المقتولين وآهاتهم كلما هبت الرياح.

لم تكن هذه المعلقة لأجلنا، فنحن لا نأكل القمح لا نيًّا ولا طازجا، بل كانت للطيور المهاجرة وللغربان وتلك التي تعيش في شكل جماعات، كنت محمولا ورجلاي تتدليان لأسفل كجذور أعشاب ضارة، نزعها البستاني من حقل البطاطس والجزر، صرت أعرف كل أنواع المحاصيل وأنواع الأعشاب، أو هكذا كنت أظن، فساكن الحقل ليس مزارعا، والمزارع ليس صاحب الحقل دائما.

حملني الرجل فوق العربة بعدما أحاط جسمي الضعيف بفتات التبن والقش، وكنت أظنني اُخترت من بين الكلاب الموجودة في الحقل للتنزه، ربما ثقتي كانت عالية وغروري كان أشد لأن البقع البنية التي كانت على جسمي، كانت كفيلة أن تميزني عنهم جميعا، أو ربما طول ذيلي هو السبب، أو الفرو الموجود على جسمي وبريقه بسبب لعق أمي له دائما، ابتعدنا كثيرا عن الحقل كانت عيناي لا تفارقان الطريق غير المعبد، كثير المطبات والنتوءات التي كانت ترفعنا لأعلى مرات وتنزل بنا لأسفل مرات كثر، طالت المسافة، وكان الحقل يختفي أمام عيناي الذابلتين، حتى شعرت بالدوار، بكيت لكن صاحب اليدين الضخمتين لم يلاحظ ذلك ولم يشعر أيضا، نحن لا نتكلم اللغة ذاتها، لكن لدينا نحن الكلاب قدرة على فهمهم إن تحدثوا إلينا أو إلى بعضهم، كنا نفهم حتى الإشارة والتلويح إذا ما لوحوا لنا.

 سرعة العربة تقل شيئا فشيئا، إلى أن توقفت أمام منزل كبير، محاط بسياج محكم النسج عليه أسلاك تآكلت من الصدئ، لم تكن هناك قراعة، ولا عمال، ولم يكن هناك محصول، لم يكن المكان مألوفا بالنسبة لي، ولم تكن هناك أية متعة فيه ولا اخضرار، كان جافا باردا أصفر  كلون البهمة والشيح المنزوع والمرمي على الطرقات، نزل الرجل ولا زلت بقبضة ذراعه مدلى، لم أكن أعلم أني مهم إلى هذه الدرجة، وضعني ببطء على الأرض واختلفت قوائمي لطول المسافة، والضغط الذي عانيته من قبضته القوية.

 لوهلة أحسست وكأني فقدت القدرة على الحركة، كان ذلك منذ زمن قبل أن أدرك الحقيقة، نادى الرجل بأعلى صوته، كان صوته كالعادة أجشا قويا، فخرج  على الفور طفل كث الشعر، سمين غير متوازن الحركات، بنيته متباينة الأشكال والانحناءات، لم أستطع وقتها معرفة ملامح وجهه لكثرة الانتفاخ الموجود به، هرع مباشرة نحوي يتلمسني، يدفعني ثم يضمني، ويشدني من أذناي الصغيرتين ويسحبني من ذيلي، كان يضغط علي بشدة لدرجة عدم إحساسي به، ربما كان يظن أنه بإمكانه نزعه؟، أو ربما كان يريد أخذه لأنه لا يمتلك واحدا مثله!، لم يكن المنظر جميلا البتة، تركني الرجل مع أبشع مخلوق على وجه الأرض هكذا أحسست، تبددت أحلام النزهة فجأة وصرت أشعر بالغربة والحنين إلى أمي،  إلى العشب المبلل ببول إخوتي، إلى المكان الذي كان يظنه الكل جحيما حتى أنا...

العربة الحديدية كانت رحمة، والطرق الملتوية غير المعبدة، الحفرة التي نسكنها وحشرات الحقل، الكلاب التي كانت تشاركنا أمي، كل ذلك كان رائعا مقارنة بالذي لقيته...

لازالت تلك الأصابع المنتفخة تتفقّد كل شبر في جسمي، أتراه يريد التهامي؟ هكذا كنت أفكر حينها، إلى أن خرجت أخته الكبرى، لم تكن كبيرة في الجسم فحسب بل كانت أكبر سنا، ظننت وقتها أن أحدا ما سينقذني من قبضة هذا الوحش الصغير صاحب الشعر الكثيف، وتأملت جرية أخته التي كانت خطواتها سريعة بحجم ساقها الطويلة كقصب الخيزران العطشان، كنت أراقب وصولها، وأنتظر التحرر...وصلت أخيرا، عيناها الذئبيتان بلون الرماد كانتا تحدقان بي وبصاحب الشعر، كانت تلبس تنورة باهتة اللون، عليها بقع بنية تميل إلى السواد، جمعت مع التنورة قميصا زهري اللون، كان ذلك كفيلا  لأن يظهر تفاصيل عظامها، الفتاة كانت عكس أخيها تماما يداها الطويلتان وأصابعها المخلبية تذكرني بالكلاب الضارية التي كانت تتجول بالمكان الذي كنت فيه،  ولونها الشاحب كالغبار يبرز ابتسامة معوجة لا تستطيع من خلالها إطباق الشفاه بسبب طول أسنانها الأمامية، أنفها كان طويلا حادا ينفتح وينغلق تارة، من كثرة الجري، يبدوا أننا لسنا الوحيدين في العالم الذين تتدلى ألسنتنا أثناء الجري ودونه...

دفعت الفتاة صاحب الشعر، وتدافعا نحوي يمدان أيديهما لإمساكي، كنت هادئا أو بالأحرى لم تسمح بنيتي ولا قوتي الجسدية بذلك، تدافعا وتدافعا واستطاعت الأخت الكبرى أن تمسك بي أولا، كان مؤلما بحق أن تشعر بمخالب فتاة تغرس في جلدك، كان مأساويا جدا، رفعتني إلى أعلى حتى لا يستطيع صاحب الشعر الكثيف الإمساك بي، ولا حتى التفكير في الوصول إلي، دخلت إلى البيت وهي تحملني بصراخ غريب وأصوات لم أعهدها، فلا أذكر أني سمعت أصوات كهذه، ما كان يتردد على أذني في الحقل هيا أسرعوا، أنت بطيء يا هذا، المال غير كاف ماذا... يحسب نفسه، تبا لهذا العمل البائس لو وجدت غيره لغادرت المكان ورميت بمنجلي في وجهه القبيح...كانت كلها كلمات تذمر يطلقها الجوع والإحساس بالتعب.

  دخلت بي اليد المخلبية إلى باحة المنزل، كان المكان واسعا وكان هناك حركة لنسوة كثر في البيت، كانت الشمس على وشك مغادرة المكان، أصبح الفضاء مظلما فجأة...لم أعد أرى التفاصيل كما كنت أراها، الوجوه مختلفة والحركات متدافعة، نعم إنه صاحب القائمتين ليس أكثر، أنا بينهم...بين البشر في بيتهم وداخل العائلة، هل يظنوني بشرا؟ هكذا كنت أفكر حينها... اقتربت الفتاة من مكان فيه حركة كبيرة تنبع منه روائح مختلفة، تشبه تلك الخلطة التي كان يتركها الرعاة والعمال في الحقل بعد غدائهم، أحضرت إناء من البلاستيك مشقوق الشفة وضعت فيه القليل من الحليب ثم أضافت عليه الماء، أنزلتني أرضا ودفعت إلي واندفعت أنا نحو الركن اقتربت ورجعت إلى الوراء إلى أن انكمش جسمي، وتداخل كلي في بعضي، كشرت عن أنيابي مدافعا عن نفسي لم يكن الصوت الذي أصدره كافيا، فرقت أصابها وجذبتني نحو الإناء بقوة من رقبتي، ثم غطست رأسي به، إلى أن تبلل وجهي كله...

كم كان مخزيا ألا يعرف البشر أن الرضاعة، لا تشبه الشرب من الإناء، بقيت على هذا الحال أشرب بقوة ورغما عني، يتلهى بي الصغير ويدفعني برجله الكبير، كنت أرمى خارجا أثناء نومهم، أدركت حينها أني كنت لعبة لطفلهم، وتسلية ليس إلا، وكبرت وكبر جسمي وصار مأكلي بقايا أكلهم، وشربهم كان مزيجا بين غداء اليوم والأمس، حساء وأرز وعظام، وماء وإذا نسو إطعامي رموا إلى بخبز مبلل بالماء نعم إنه كرم العائلات الكبيرة كرم الرجال، فأنا لا أفعل أي شيء أنا أحرسهم فقط! أبقى مستيقظا أثناء نومهم...ونسيت أمي.

أصبحت أشبه أولئك الرجال الذين كانوا يعملون بالحقل، ينسون الإهانة والتعب والمذلة مقابل لقمة ترمى إليهم آخر النهار، وربما آخر الشهر، أنا لا أعرف شكل إخوتي الآن ولا أعرف إن كان حظهم كحظي، لست متأكدا إن بقوا في الحقل أو أخذتم أيد أخرى، حياة الكلاب الضارية كانت أفضل من حياتي بكثير، على الأقل كانت تُقتل بكرامة، توضع لها سموم أو قطع زجاج مخلوطة بلحم مفروم فاسد، أو حتى بعظام السمك التي كانت كافية بقتل كلب قوي بحجم الثور، أظن أن البقاء مع البشر متعب حقا.

تعودت على المكان، وتعودت الوجوه المصفرة القاتلة، تعودت نباحهم نهارا، لم يكن الأمر مزعجا لي، لأني كنت أزعجهم ليلا، أقترب من نوافذهم أثناء نومهم لأحول ليلهم الهادئ إلى جحيم بحجة النباح في أي شيء قد يقترب من البيت كنت أصطنع صراعا غير موجود، أكر وأفر بلا سبب، ويحتدم الصراع أكثر إذا شكا إلى الحمار ألمه بعد العودة من الحقل، فنعمل سويا على إحياء ليلنا بالنهيق والنباح، المخلوط بالعواء مرات حسدا للذئب الذي رفض الترويض...

كم تمنيت لو كنت ذئبا...

كنا نتبادل النباح أنا وكلاب المنازل المجاورة، نزعزع الحي زمجرة وكلنا عزم على إبقاء الحال على حاله لغاية الصبح، لم يفكر البشر يوما أن انتقامنا مدروس ومنظم ننطلق وفق طبيعتنا، وننام نهارنا كله حتى نتأهب لليلة الموالية، وهكذا إلى أن يقرر المالك طردنا، أو إبعادنا ولو جزئيا، حقيقة كان الأمر يحلو لي كلما اختفت بطن الزوجة أو البنت، واختلط غداؤنا بشيء من السميد الحلو، فندرك حينها أن أمرا ما استجد، صاحب البيت رزق بطفل...

وقتها تنشط حركتي ويصبح نباحي ليليا أكثر، مع فترات متعاقبة في النهار، وحتى وإن قرر صاحب البيت رميي وحملي إلى أبعد مكان بطلب من حرمه، أعود وليس ذلك بصعب، نحن لدينا حواس قوية نشم بها المكان الذي لطالما تبولنا فيه نعود ليس حبا في المذلة، وإنما حبا في الانتقام...

كبرت نعم ومرت السنون، وكبر صاحب الشعر الكثيف، صارا شابا يافعا، تغيرت قصة شعره، ومعها تغيرت حركات جسمه، لم يعد كما كان...صار غير آبه بي لا يقبل اقترابي له، ولا يهمه منظري الذي تغير، تغيرنا معا...لكن صاحبة الساق القصبية والأيادي المخلبية لازالت كما هي، شاحبة المنظر، نحيفة الجسم، بارزة الأسنان...بالرغم من كبرها في السن إلى أنها لازالت تلاحقني، وكلما رأتني في مكان ما قرب المنزل، رمت عليَّ فردة حذائها البلاستيكي كريه الرائحة...سبع سنوات مضت لازالت تحتفظ بدرجة الكره ذاتها لنا نحن الكلاب...

ترى هل لها حكاية معهم؟ ربما...

كان كلما طلع النهار، نزلت للقرية حتى لا يخرج صاحب المنزل، مشحونا بكراهية الليل الذي لم ينمه، فيصب غضبه علي، أعرف أنه كان يبحث عني صباحا وينسى ذلك بعد ساعة، لانشغاله بأمور أخرى يفرضها ضوء النهار ولفحة الشمس إن لم ينه عمله كاملا، كنت أتجول في أزقة القرية أرفع هامتي وأرخي بذيلي، حتى إذا صادفت طفلا هرعت لأن وراؤه أكيد مجموعة شرسة تشبهه، ستشبعني حجارة إذا ما تماطلت في المشي، هو هوس ليس إلا بالظلم...

ورثوه أبا عن جد، أجري وأجري حتى أصبح في مأمن، لقد ورّثنا البشر عاداتهم، نرفع بنظرنا إلى ما ليس لنا، ونتجول في الأزقة لمجرد التسكع، نجري ونتوقف لنرى ما الذي يحدث حولنا، لقد تحولنا فجأة إلى أسوء نسخة عن البشر، لكن بذيل وبناب غير مجدي، نمزق فقط به قطع الأشياء المرمية ونأتي بها قرب منازل مالكينا حتى نغيظ نساؤهم، فيخرجون لتنظيف المكان، ونصير نحن الأسياد فجأة...

 

 


[1] جامعة امحمد بوقرة كلية الآداب واللغات، قسم اللغة العربية، بوداوود، بومرداس، الجزائر

bendahouakhaira@gmail.com

          

 

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal