مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

ضحكة رنّانة

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 1، العدد 4 (عدد خاص بمشاركات مسابقة القصة القصيرة الوطنية 2022)
December 29, 2022
496 


ضحكة رنّانة

(القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه في المسابقة الوطنية للقصة القصيرة 2022 التي عقدتها مجلة قطوف الهند)

حامد رضا *

خرج الطبيب الشابّ الوسيم في زيّه الأبيض من وحدة العناية المركّزة، ودخل مكتب الاستعلام وأعلن عبر مكبّر الصوت: "سيدة عفيفة خانم! يطلب منك تزويدنا بأسطوانة الأكسجين بأسرع وقتٍ ممكنٍ، ليس لدينا من الأكسجين ما يكفي لوالدك، عندك ساعتان فقط". قال هذا واختفى في الظلام مثل طيف النائم.

صعقت عفيفة خانم بهذا الإعلان، كيف تدبّر الأمر بمفردها وهي لا تعرف أين مركز الأكسجين؟ وأجالت نظراتها في أنحاء المستشفى، فلم تجد إلّا سيّارات الإسعاف والممرّضات وبعض الرجال الذين كانوا يحملون أسطوانات الأكسجين على أكتافهم كما تُحمل الجثث، فازدادت قلقاً، وتتابع خفقان قلبها، واتّجهت إلى مكتب الاستعلام، وتوسّلت إلى الولد الجالس في المقصورة، وأغرته بالنقود، ولكنّه لم يذعن لها، وبدا قاسياً مثل جزّارٍ، وقال لها بلهجةٍ صارمةٍ: "سيدتي! أنا آسف جداً، لا أستطيع مساعدتك، أنت ترين بأم عينيك أنّ الناس شبابا وشيوخا يلفظون أنفاسهم الأخيرة صباح مساء بسبب عدم توافر الأكسجين، ولو كان في حوزتي، لما منعتك."

"كم هو قاسٍ، والدي يصارع الموت، وهو يلقي المحاضرة، تبّاً له!" غمرها اليأس الممزوج بالحيرة، ماذا تفعل؟ وكيف تدبر لحلّ هذه الأزمة؟؟ وكانت على درايةٍ كاملةٍ بأزمة شديدة لنقص الأكسجين في المدينة منذ أن داهمتها الموجة الثانية لوباء كوفيد 19، وقد قرأت أخباراً مفجعةً للغاية عن المرضى الذين كانوا يموتون في المستشفيات كلّ يومٍ، وأصبح الأكسجين مثل ترياقٍ نادرٍ لهم، كان والدها العطوف شكي من الصداع والسعال فقط، لأجل ذلك إنّها لم تسع للحصول على أسطوانة الأكسجين. فاتّصلت بأخيه "محمّد حمّاد" الذي كان مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية مع أسرته، وأطلعته على جلّ الأمور، فقال لها مسلّيا: "أنا سوف أتصل بأصدقائي ومعارفي، ولكن عليك أن تذهبي إلى مركز الأكسجين فوراً."

فاستفسرت الولد عن العنوان، واتّجهت إلى غرفة رقم 20، وحملت أسطوانة الأكسجين الخالية الثقيلة، وجرّتها إلى الشارع، وكانت الحكومة فرضت الحظر على الخروج من البيوت بدون مبرّرٍ، فكان الشارع شبه خالٍ، وسرعان ما وجدت آتو (ركشا ذات محرّك) وانطلقت إلى المركز الذي كان على مسافة خمسة كيلومترات من المستشفى، وقد استحوذت عليها الأفكار المشوّشة عن نفسها ووالدها العطوف: "إنّها فقدت أمّها قبل أن يضرب الوباء البلاد، والآن يهدّد الموت أباها العطوف، وهو قضى معظم حياته مدافعاً عن الوطن على الحدود وقاتل الإرهابيين والمقاتلين، والآن لا أحد يسأل عن أحواله، هل هو حقّاً ضيف لبعض الساعات فقط،" شعرت بقشعريرةٍ في جسدها ما أن داهمتها هذه الفكرة، إنّها بنت وحيدة له، وقد بلغت ثلاثين سنةً من العمر وعلى حظٍّ وافرٍ من الجمال، ولكنّها لم تتزوّج بعد، على الرّغم من إصرار أبيها وعلى الرغم من أنّ عدداً من الشبّان طلبوا يدها، لأنّها على يقينٍ أنّ والدها سيبقى وحيداً بعد الزواج، وأنّ الوحدة ستقوّض كيانه وتنقضّ عليه الأمراض من كلّ جانبٍ، ولكن الآن كيف تنقذ أباها من براثن الموت المدبّبة؟ من يأخذ بيدها ومن يتقدّم للمساعدة؟ دمعت عيناها الورديّتان على هذا، ودعت الله الشفاء والصّحة لأبيها، وتلت بعض السور من القرآن الكريم التي حفظتها في الطفولة.

بلغت مركز الأكسجين، ونزلت من آتو، فما أن رأت زحام الناس والطوابير الطويلة المعوّجة مثل قطار البضائع، حتّى مادت بها الأرض! كيف لفتاةٍ أن تملأ الأسطوانة في غضون ساعتين، والنّاس ينتظرون نوبتهم منذ ساعاتٍ، حتماً أبوه ضيف لسويعات! لم تفهم ما تفعل، ومثل مجنونٍ استعرضت الطوابير من الأوّل إلى الآخر، لعلّها تجد صديقةً أو زميلةً، ولم تهتمّ بالخمار الذي انزلق من رأسها الأسود الفاحم، ولكن جميع الناس ألقوا الكمائم على وجوههم، فلم تعرف أحداً، كما لم يكن هناك طابور خاصّ للنساء والفتيات، فانضمّت إلى الطابور الذي كان قصيرا نسبياً، وأصبحت تنتظر نوبتها، وكانت الشمس حوّلت الأرض إلى أتّونٍ، وتصبّب النّاس عرقاً، وجفّت الألسنة عطشاً، وأصبحت مثل أشواكٍ، فتذكّروا يوم القيامة! حيث ينقلب الأقرباء غرباء، ولا يتعاطف أحد مع أحد، وتصرف الأمّ وجهها عن أولادها، وكأنّ الأسطوانات الّتي يحملها كلّ شخصٍ سجلّات لأعمال حياتهم، أسلمها إليهم الملائك، وهم ينتظرون نوبتهم للتقديم أمام الذي يقول: "لمن الملك اليوم؟" ما أفزع ذلك اليوم! وما أشدّه!

كان الطابور يزحف مثل السلحفاة، والوقت يمضي بسرعةٍ مذهلةٍ، فاتّصلت عفيفة بأخيها "محمّد حماد" مرّةً أخرى، فبدوره واساها قائلاً: "لا حاجة إلى القلق، اتّصلت بالأصدقاء وهم وعدوني بأنهم سوف يوفّرن أسطوانة الأكسجين".

فأخذت نفس الطمأنينة، وقد نال منها التعب كلّ منالٍ، فأزاحت الكمامة عن وجهها المستدير، وهوّت نفسها بالخمار، وفي أثناء ذلك واصلت تلاوة آية الكرسي والصلاة على النبي، ثمّ فتحت الجوّال، واتّصلت ببعض الأقارب والأصدقاء وأطلعتهم على الأزمة، فأشاروا عليهم أن تكتب رسالة المعونة عبر المواقع الاجتماعية، على هذا النحو فقط يمكن أن تتلقّى المساعدة.

وكانت عفيفة خانم تتحيّر كيف داهم بيتها الوباء هذه المرّة، وقد عملت بتوجيهات الطبيب والحكومة كأحسن ما يكون العمل، ونفّذتها في حياتها اليومية مثلما تنفّذ رجال الدين القرآن والسنّة في حياتهم، فسدّت باب بيتها في وجه كلّ زائرٍ، ولم تسمح لأبيها المسن بالخروج صباح مساء للتنزّه، وقطعت صلتها عن الخارج تماماً، ولم تزر الدكان الذي كان يفتح في الليل خفيةً، واكتفت بقدرٍ زهيدٍ من الطعام الساذج والماسخ، وقد كتبت على بوّابة بيتها: "لي خمسة أطفئ بها حرّ الوباء الحاطمة، المصطفى والمرتضى وابناهما والفاطمة!"

وفجأةً نظرت الساعة، فإذا هي تدقّ الواحدة ظهراً، فاتّصلت بأخيها مرّة أخرى، فلم يردّ عليها، فلعنته وتعليمه وأسرته، كان والدها العطوف يخوض معركة الحياة والموت، وهو يستريح في الغرفة المكيّفة! ولكن لم تمض إلا دقائق حتّى رنّ جوّالها، كان أخوها يتكلّم من الجانب الآخر: "كنت اتّصلت بجميع معارفي، ولكن للأسف الشديد لم يردّ عليّ أحد". فلم تجب عليه بحرفٍ، وأرادت أن تقطع المكالمة، ولكنّه واصل كلامه قائلاً: "لا بأس، إني تحدّثت إلى الطبيب، فواساني، وقال لا حاجة إلى القلق، وقد أودعت المال في حسابك المصرفي".

فتمتمت قائلةً: "المال، النقود، ما المال إن لم يعش والدي؟!"

وفي عجلةٍ فتحت واتس اب وفيس بوك، ولكنّها لم تجد سوى بعض الكلمات للأدعية والمواساة، فتضاعف قلقها، وترسّب الحزن في قلبها كالعكارة في قعر القدر، وقد مضت أكثر من ساعةٍ، ولم يزل هناك عشرون رجلاً في طابورها، فاتّصلت بالطبيب فقال لها بلهجةٍ حاسمةٍ: "سيدة! لا نكون مسؤولين عن حياة أبيك بعد ساعةٍ!"

هوت في بئر الظلام واليأس، وتمثّل لها موت أبيها، فدعت الله من أعماق قلبها، وفجأةً رنّ جوّالها، فرأت رقماً جديداً على الشاشة، فردّت على الفور: "سيدة عفيفة! سيدة عفيفة"!

"نعم، نعم، عفيفة تتكلّم".

"هل أنت تحتاجين إلى أسطوانة الأكسجين؟"

 "نعم، بالطبع!" 

"أنا منصور، صديقك على فيس بوك، لديّ أسطوانة مملوءة بالأكسجين".

فبدا لها كأنّ ملك الرحمة يزفّ بشرى المغفرة إلى عبدٍ مذنبٍ، فقالت له بعجلةٍ: "جزيل الشكر لك، ولكن كيف لي أن أحصل عليها؟"

"شخص واقف عند بوّابة المستشفى في انتظارك!"

"جزيل الشكر لك!"

"لا شكر على الواجب!"

كان حالها أشبه بحال غريقٍ يتشبّث بثمامةٍ، فخرجت من الطابور فوراً، وركبت آتو، وانطلقت إلى المستشفى، وشكرت الله على أنّه استجاب دعاءها، والآن سوف ينجو أبوها من مخالب الموت، وسيعيش حياةً طويلةً، ولكنّها في فورة الحماسة والسرور نسيت أن تستفسر عن هوّية ذلك الشخص، ولا تأكّدت من اسمها! ماذا إن كانت هي خدعة؟ فداخلها الخوف والقلق والاضطراب، ففتحت فيس بوك، وفتّشت عن اسمه وهويته، فعرفت أنّه تخرّج في جامعة شهيرة، ويعمل موظّفاً في منظّمةٍ غير حكوميةٍ، ويساعد النّاس في الكوارث والآفات، فعادت إليها الطمأنينة.

وبلغت المستشفى، فوجدت فتىً طويلاً عريضاً واقفاً عند البوّابة الرئيسية، وهو منشغل في الجوّال، وأسطوانة الأكسجين موضوعة في جانبه. فألقت عليه التحية، فرفع وجهه المغطّى بالكمامة، وردّ عليها التحية، واستفسر عن اسمها، ثم أسلمها الأسطوانة، فسألته عن الثمن، فرفض، فأصرّت عليه، فقال لها: "عليك أن تتحدّثي إلى "محمّد أسلم!"

فلمّا اتصلت به، وسألته عن الثمن، رفض وقال: "إنّه يساعد المنكوبين ويخدم الإنسانية".

فقالت له: "لا بأس، سوف أتّصل بك فيما بعد، وأدعوك إلى البيت أيضاً".

فشكرها على هذه الدعوة، وقطعت المكالمة.

لم تستطع أن تسيطر على نفسها، وانحدرت من عينيها العسليتين قطرات ساخنة من الدموع، فكفكفتها بأصابعها النحيلة، وقالت لنفسها: "إنّ الدنيا لا تزال باقية بسبب هؤلاء المخلصين، لو لم يكونوا لقامت القيامة."

خرج أبوها من بؤرة الخطر، وفي غضون أيّامٍ عاد إلى بيته معافىً، فأرسلت "عفيفة خانم" رسالة الشكر والامتنان إلى محمّد أسلم، ووجّهت إليه الدعوة لزيارة البيت، ولكنّه رفض وقال إنه منشغل جدا، ولا يجد الفرصة للزيارة واللقاء، إذا انتهت الموجة الثانية للوباء، فمن المحتمل أن يزورها.

فبعد شهرٍ تقريباً عندما هدأت وطأة الوباء، ورفع الحظر، جاء محمّد أسلم مع صديقٍ له، فرحّبت به ترحيباً حاراً، وعرّفته إلى أبيها، واستضافته بمأدبةٍ فاخرةٍ، ثمّ جرى بينهما الحوار عن الوباء والتعليم والعمل والأسرة في جوّ من المودّة، حتّى مضى شطر من الليل فودّعته على أنّه يرتاد البيت في الأيام القادمة أيضاً.

منذ ذلك اليوم فصاعداً توطّدت بينهما الصداقة والمودّة، فزار البيت مراراً وتكراراً، وأمضى أوقاتا سعيدة معا، فاقترحت عليه أن يرتّب لها اللقاء مع أهله وأسرته، ولكنّه أجّل، واختلق الأعذار، فأصرّت عليه ذات يومٍ، وألحّت في الإصرار، فأذعن لها. 

أعدّت عفيفة خانم نفسها، وارتدت ملابس زاهيةً جميلةً من موضةٍ حديثةٍ، وأخذت الزواق، وانتظرت حتى جاء بسيارةٍ خاصّةٍ، فحدق بها ملياً، وأعجب بجمالها الساحر، فقبّل شفتيها عندما جالسته.

ركضت السيارة على شارع دلهي المنشغل، ومرّت بكثيرٍ من إشارات المرور، وشعرت عفيفة خانم أنّها خرجت من حدود دلهي، واتّجهت إلى غور غاون، وأمام فيلا توقّفت السيّارة، فتعجّبت واستفسرت فقال لها: "بعد احتساء الشاي سوف نستأنف الرحلة".

ذهب إلى المرحاض، وأجلسها على كرسيٍ وثير في قاعة طويلة وعريضة مكيّفةٍ، وبعد برهةٍ جاء خادم وقال لها إنّ صديقها ينتظرها في الغرفة.

فقامت ودخلت الغرفة فردّ الخادم الباب، وعاد من حيث جاء، فاستغربت ولم تجد محمّد أسلم هناك، وإنّما وجدت شخصاً غريباً يحدق بها، فسألته: "من أنت؟ وأين محمّد أسلم؟"

فأطلق ضحكةً رنّانةً اهتزّت لها جدران الغرفة وقال: "أدّى أسلم واجبه، وقد دفعته الثمن، وذهب لعمله، إنّك أجمل مما تصوّرت".

**********


* باحث الدكتوراه، مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند.

Md Alif Ali Mondal April 4, 2023

يا له من قلب ذليل ! ! لا ممكن إدراك قلوب الناس سهلاً......اين وصلت الإنسانية....؟ امتلأت النفوس بالشهوة و الحرص و المنفعة الذاتية و الأنانية...... شكراً جزيلاً لك لتناول مثل هذه القصة الملائمة للوقت الحالي .....فيها رسالة عظيمة للقراء

reply


Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal