تضاد
اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّةٍ كَيْفَ لِرَاقِصَةٍ فَاسِقَةٍ أن تَسْكُنْ جِوَاري. لَمْ يَكْتَرِثُوا، أثناء تَجْهِيز الْمَكَانِ تَهٌدم الْجِدارُ الْفَاصِلُ بَيْننَا، اِنْسَابَتْ رُفَاتَي تُغَطِّيهَا..
تحوير
الرسالة المشفرة التي وجهها إليها، ضلت الطريق. حينما أكثر الغراب من الغوغاء أضفى عليها طابع الحداد.
لقاء
تحسسته برفق، همست لقد كبرت، أشهر معدودة وسألقاه. سأكون بأكمل زينتي التي أحبٌها، شعري الأسود الكثيف لن اتركه للسقوط.
سلطة
يُدِيرَهَا مِنْ عَلَى كَرَسِيِّهِ الثَّابِتِ، يُصْفَقُ، يَخْتَارُهُمْ. تَجَرَّأَ اُحْدُهُمْ وَقَامَ بِسَحْبِهِ لِلدَّائِرَة، أطٌبَق عَلَى رَقَبَتِهِ؛ صَفَقَ الْحُضور.
لصوص
أنهكه التعب بعد تجاذب قطعة لحم مع أحد الكلاب، غفى قليلاً رأى نفسه في مأدبة طعام فاخره يتقاسمها معهم، أكل منها حتى التخمة، فاق مذعوراً على رائحة تزكم الأنوف ليستفرغ على بطن خاوٍ.
قربان
ألقت بجسدها المتعب، سن شفرته استعداد لطقوس الذبح، انقلب على ظهره شيئاً فشيئاً تحول زئيره إلى شخيرٍ عالٍ، لملمت ما تبقى منها وهي تلعن تلك الورقة التي جعلت منها أشرف مومس.
سقوط
تحصنت في شرنقتها لأعوام عديدة، طارت فجأة مزهوة بجمالها تتنقل من زهرة لأخرى لتسقط في ندى الشمس.
يأس
شقت الأرض بقوة يسبقها الأمل، تنفست الحياة، جالت بنظرها حولها، تتبعت الشمس، شهقت فارقت الحياة.
اغتصاب
أراد قطفها قاومته، جرحته بشوكها، جز رأسها، سال منها الماء. امتزج بدمه،
نبتت غابة موحشة.
جرم
قدموا لوداعه، امتلأت الساحة بهم، صاح احذروا.. احذروا، بح صوته ولم يسمعه أحد. تصاعدت أرواحهم إلى السماء تعانقه.
شغف
استعاضت بدفئها عن برودة الليالي الموحشة، كلما حاولت عض أصابعها، استيقظت اللذة.
إخفاف
تمنى لقاءها، اجتهد، اعتكف، ابتهل، فتحت الأبواب، سطع نورها. هالها ما رأت، فزعت. لبرهة وقف مشدوهاً، رفع يديه خيم فجأة الظلام. عادت محملة بالخيبات.
جهل
فَشَلِ فِي إنعاش ذَلِكَ الْجَسَد وَبَثَّ الحرارة فيه. زَمٌجَرَ مُهَدِّدَا بِأُخْرَى، جِيءَ بابنتي، صحت، حَاوَلَتْ مَنْعِهِم، أغلقوا فِي وَجْهِي الْبَابِ، مَرَّتْ لَحْظَةُ صَمتْ، تلتها صرخة أَلَم لَمْ تَجَدَّ لَهَا صَدَى.
زنادقة
تهالك الحائط، تسللوا، بدأ الهلع واضحاً، استباحوا كل شيء. توسلت إليهم بحق السماء ألا يفعلوا. حينما تكورت بطني، أقاموا عليا الحد.
فتنة
نُفخ في الكير، استعرت، تطاير الشرر، دارت رحاها، أسدل الليل ستاره. ضل طائر الصدى طريقه.
يأس
في المرحلة الحرجة من عمرها، أدركته. راقبتها الأعين بفضول. اكتملت دورتها؛ صارت كالعرجون القديم.
ترقب
بين جزر ومد وجذب وردٌ عاشا في انتظار ساعة الخلاص، تدس له السم بالعسل، يهديها وردة مليئة بالأشواك.
تذبذب
أتبعت عاطفتها، حبلت، لاموها، انقطع الحبل، أجهضت بناتها، عادت تبحث مرة أخرى عما يسبر أغوار قصتها.
اجتثاث
اجتازت منتصف العمر، توسّدتِ الحلم. تلقّفتها يداه، أعاد رسمها؛ امّحت كل الخطوط.
نفور
جُبلت أمي على تلقيني موروث قبيلتها، في سن مبكرة قُدمت قرباناً. حينما لاح لي طيف جدتي نادماً تجردت من الألوهية.
مَجَنَ
مررها له، أمسكها بيديه الغضتين وأطبق عليها بشفاه الرطبة، نفثها في وجوههم، تعالت صيحات الحضور بالإعجاب؛ أفسحوا له مجلساً بينهم.
فُقّاعة
تحدث متباهياً بإنجازاته في توفير اللقاح لعامة الشعب، بناء وحدات صحية وسكنية. تحسس رأسه الأجدب المزروع حديثاً؛ تساقطت الأكاذيب تباعاً.
ترفع
سرق منها أجمل الأوقات، تلقت منه أقوى الصفعات، كبلها بالمعتقدات. عراه الخريف؛ دثرته بما بقي من العمر.
تَحفَّظَ
الركلة الأخيرة من الشوط الثاني كادت أن تفتك بها، لولا لطف الحارس وتلقفه لها بيديه الحانيتين.
ثنائي الرأس
ممتطياً فكره، متأبطاً شره، متخفياً خلف ظله، اندس بينهم. في أوج الفرح كانت المفاجأة.
التفاف
قسمونا بتلك العصا، صاح من المنبر حيا على الجهاد، سقطنا زرافات نتحسس أجسادنا الخاوية.
إمحال
يوم وفاءِ النيل؛ تمخض حبها، فاءَ بظله، أخصبت الأرض. ببناء السد فقدت العروس عذريتها.
اهتمام
توسلت إليه أن يمنحها بعضاً من وقته، أدار لها ظهره عاد وقد دونته على مذكرتها.
فراق
صديقتي التي أودعتها الثرى منذ شهرين، ولم أصدق بأنها قد غادرتنا، إلا حينما رأيت الصبار بدأ بالنمو.
مجاراة
أسدل عليها الغطاء من غبار الصحراء القادم؛ قصر ثوبه،
أطال لحيته. انفرطت حبات السبحة من بين يديه، أعاد لملمتها معتذراً.
طاغية
لف حبله السري حول أعناقهم، نهش الجوع أمعائهم، هاج الوجع، هاله حشرجة أنفاسهم ولى مدبراً.
خواء
أحسن اختيار هندامه، ثوب فضفاض ناصع البياض، سبحة يفوح منها العود، عمامة منمقة، نعل جميل، حان الوقت وضع رأسه جانباً مبتدئاً الخطابة.
احتضار
بين أسطر روايتي ذبحت قلبي قرباناً، صاح مستغيثاً لا إكراه في الحب، تنصلت الحروف رافضة. بإكمالها؛ لفظت الروح.
التواء
سطر وعد قلبه واقسم على الحفاظ عليها، اشترطت حضور روحه شاهداً، لم يمانع، نكثه، استشاط عرقوب غضباً.
إرهاب
هرع ممسكاً قلبه بوجل، صاح بملء فيه علي، عمر أين أنتما. لم يسمع سوى صدى صوته وقهقهة الشيطان منتشياً بنصره.
احتجاج
في كل عيد، اعتدن الوقوف في ساحة المصنع للمطالبة بحقوقهن. منذ اندلاع الحرب، اتفقن على الوقوف كل في مكانها، ورفع أيديهن للسماء.
يتم
بموت أمي أسدل الليل ستاره، لشهور غاب أبي عن الحياة. نعقت البوم لابد من أخرى كي يفيق، ارتمينا خارج العش.
مُوَارَبَة
قررت البس كل يوم وجهاً جديداً، في البدء كانت الكلمات تخرج باهتة بمرور الوقت أجدت اللعبة. آخر قناع لبسته لسياسي عاركني ولم يستطع إجباري على خلعه.
تحدي
لسعتها عقارب الوقت، ضجيج النسيان أحدث زوبعة في ذاكرتها، انسابت فيض من الذكريات، فردت بساط العمر. تأهبت للتحليق مجدداً.
استهجان
عندما سقطت أرتطم رأسي بالأرض فقدت أمي الذاكرة
تكفلت برعايتها في حين تزوج أبي بأخرى.
ربتت على كتفي وأنا منهارة قائلة: هوني عليك يا ابنتي.
مخبول
منذ أن حضرت الحرب استبدل سيفه الخشبي ببندقية جوفاء. ترجلوا من السيارة، هرول نحوهم، لم يسعفه سلاحه.
إدبار
استهواه ذاك الوميض منذ نعومة أظفاره، صال وجال في الملاعب. تدحرج به العمر للأفول، تلك الرصاصة كانت هي المنقذ.
زوبعة
نظرت ملياً للفنجان قائلة يتجدد السحر كل ثلاثة أشهر، انظري لتلك القطة إنها تراقبك وستدبر لكِ مكيدة، تذبحين لتوفي نذراً، على نافذة المطبخ تصرخ مستغيثة مواء.... مواء، شحذت سكيني.
عوز
تتأمله بحب، تستمع بانبهار، تحتمي به تتمسك بتلابيب ثوبه المقطع وتحك جسدها برجليه العاريتين، يعزف لحن الحياة ترقص أمعائه الخاوية، تدس انفها في اقرب برميل للقمامة.
خواء
بالْكادِ اِسْتَطَاعَ اِقْتِنَائِهَا، لَمْ يَنْقُصْهَا سِوَى شيء وَاحِدٌ، فَاجَأَهُمْ بِهَا، لَمْ تَسَعْهُمْ الْفَرْحَةَ، تَجَمَّعُوا حَوْلهَا تَكْسُوا وُجُوهَهُمْ الأمنيات، زِينَتهَا أشلاؤهم
..
حَسِبَ
ظن أن علاجه ناجع، قسمه بالتساوي، لم يقتنعن، تشظي فؤاده بينهن، لاكوا ذكره بألسنتهن، رمينه بسقطة أخلاقية.
عبث
انطلقت السيارة بشكل جنوني، مخلفة ورائها ظل طفل يتهاوى، ومحارم ورقية مضرجة بالدماء، وأعين جاحظة.
ترجل السائق منحنياً برأسه
كيف تسير الأمور في البلدة
كل شيء على ما يرام سيدي الرئيس.
غباء
صلبها لأعوام في القفص الذي أعده لها، مذ أن امسكها، تسأل بعدها، لماذا صوتها نشاز؟
قتل
اِسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مَنِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم بَيْنَما كَانَ يُحَدِّثُهُ عَنه. رَدّ اُقْتُلْهُ تَلَبَّسَهُ شَيْطَان. زَارَهُ بَعْدهَا فِي الْمَشْفَى لِيُوَبِّخُهُ بِشِدَّةٍ لإغفاله الْبَسْمَلَة.
عُري
الغيمة التي ظللتنا لأعوام بكت حين أحرقتها الشمس. تصدعت الأرض تحت أقدامنا وابتلعتنا.
زيف
تقاذفتني أمواجهم، أغرقوني بالتفاصيل الصغيرة منذ القدم، ارتطمت بشعائرهم. كلما رفعت رأسي استغيث أشهروا سيوفهم.
التواء
وجد ضالته فيه، تمسك به بشدة، تحسس جوعه. تنبه لضميره، استفتى جيبه.
إفك
تلحفت كذبتها انطلقت تعدو كالمجنونة، سطع الفجر، تعثرت قدماها؛ سقطت في مستنقع الندم.
نضج
أعادت ترميم روحها، ثبتت أركانها، رفعت سقف المواجهة.
وقفت تتأمل تلك التي في المرآة.
مراوغة
الحلم الذي فارقني منذ زمن، عاد لمراودتي بعد أن كبرت الأفاعي وغيرت ألوانها، أصبحت أفواهها كفيلة بابتلاعي.
براءة
اعتادوا تركها في المنزل مع خالها فاقد الأهلية ريثما يعودون من عملهم في الحقل، كانا يقضيان الوقت في اللعب سويا، كبرت أدركت خطورة اللعبة، باحت بسرها، شحذوا سكاكينهم.
نرجسية
لم يحسن إعداد المائدة، بعد أن ذبحها وسلخها وضعها في أقصى ركن، تناولها قط جائع وجد في جوفها سراً نظر إليه مشمئزاً وبصقه في وجهه.
ثلاثية قصصيه
رِقّ
أحبها دون شغف، أحكم المنافذ، عند أول نسمة هواء داعبتها؛ فرّت تاركة فردتي الحذاء.
حدس
حلمت البارحة بأني قد أضعت إحدى فردتي الحذاء، بحثت عنها دون جدوى. فاجأتني صديقتي أن زوجي يبحث عن سندريللا.
تَخَلٍ
الحذاء الذي أضعته في الحلم، وجدته منتعلاً أخرى.
ميل
تحزم عبوات الحلوى والدموع تتقاطر من عينيها، تتعالى أصوات التهاني والزغاريد في الغرفة المقابلة، بين الغرفتين ينازعني الحزن والفرح، بحلول الأخرى؛ تركت دميتي شاهدة على وجودي.
وداع
أفلت شمسها، تساوى عندها الليل والنهار، اتسعت الهوة بينها وبين الحياة، أطلقت صفارة الموت، في العودة فقدت بوصلة النجاة.
مختارات قصصية من الجنس الأدبي قصص قصيرة جداً للكاتبة من اليمن/ عدن
الهام سعيد محمد