مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

البوصلة والأظافر وأفول المطر

Vol No 1, Issue No 2- مجلة قطوف الهند
April 01, 2022
638 


البوصلة والأظافر وأفول المطر

بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1]

selenapollo@hotmail. Com

 

     إن كان اسمك هاشماً، وكنتَ تملك بوصلة نحاسيّة قديمة مربوطة بجيبك بخيط صوف أزرق غليظ، فلا تفارقه، وكنتَ تجزمُ بأنّك ستموت في أشدّ أيام مربعانيّة ([2]) الشّتاء برودة، وكنتَ تدسّ يديك في غالب الأحيان في جيبي معطفك أو في جيبي بنطالك كي لا يرى أحد أصابع يديك العاريتين من الأظافر، فأنتَ بلا شكّ هاشم النتّيفيّ ([3]). الكثيرون يعرفونه ويجهلونه في الوقت ذاته؛ كان اسماً بلا وجه لسنوات طويلة، فطوال سنين سجنه الطّويلة في غياهب المعتقل الصّهيونيّ كان يذكره أفراد عائلته دون انقطاع باسم البطل، وكان يقرن اسمه دائماً بجملة "فكّ الله أسره".

    كان يتجسّد في مخيلتي حينها على شكل فارس أسطوريّ قامته ممتدة حتى السّماء، ويداه مغروستان في الأرض على شكل زيتونة ألفيّة، وعيناه مسكونتان بأسراب الحمام البريّ البغداديّ،  كان - في نفسي - أكبر من أن أتمنّى أن ألقاه، وبقيت أرفض أن أصدّق أنّ الحاجة وطفة المتكوّمة في ثوب فلسطينيّ أزرق قديم فيه آثار دارسة لقصب ذهبيّ، والمتلفّعة بشالٍ كان أبيض في يوم قد نُسي متى كان هي أمّه التي ولدته، وحملته تسعة أشهر في أحشائها قبل أن يسرقه العدّو الصّهيونيّ من حضنها صبيّاً صغيراً، ويزّج به في غياهب المعتقلات بتهمة الشّروع في قتل مستدمر استولى على بيّاراته، وشرع يخلع أشجارها الواحدة تلو الأخرى بذنب أنّ زارعها فلسطينيّ!

  كنتُ أضنّ على أيّ امرأة بشريّة فانية أن أمّه، وأرى أنّ أمّاً أسطوريّة هي من تليق به؛ فهذا البطل الغائب الذي سمعتُ الكثير من القصص عن شجاعته لا تليق به إلاّ أمّاً بعظمة الزّباء أو أمّ سيف بن ذي يزن أو أليسار أو شجرة الدّر، أمّا الحاجّة وطفة المقتضبة في نحو خمسين كيلو غرام وفي مئات خطوط الكبر في وجهها أنّى لها أن تلد كائناً أسطوريّاً مثل هاشم؟!

    يوم قيل لنا إنّ هاشماً قد خرج أخيراً من المعتقل شعرت بحزن أنانيّ عميق، فبعد أن يخرج من المعتقل من سيكون بطليّ العائليّ المأسور الذي أفاخر به الصّديقات والمعارف؛ وعندما قيل لنا إنّه قد وصل إلى الأردن، وسوف تقيم له العائلة استقبالاً عائليّاً حاشداً في ديوانها الاجتماعيّ كدتُ أتقيّأ من شدّة الانفعال ثم أصابني صداع نصفيّ لساعاتٍ طويلة، ثم تورّطت في لعبة الانتظار مجهولة الأسباب.

  وكان الحفل الأسريّ الحاشد بعد أيام قليلة تواترت عليها أخبار شتّى عن تفاصيل عودة هاشم، فعرفنا أنّه عاد وحيداً عبر معبر الجسر إلى الأردن، وانتحبنا طويلاً عندما عرفنا أنّ الحاجة وطفة الضّريرة عرفته من رائحته قبل أن يقول أيّ كلمة، وخجلنا من بخلنا عليه عندما عرفنا أنّه اشترى بدنانيره القليلة التي يملكها من حطام الدّنيا مترين من قماش الحبر لأمه التي لطالما سمعها في طفولته تسبّ أخوته إن شاكسوها بقولها: "يا أولاد الكلب، هل اشتريتم لي ثوب الحبر كي تزعجونني هكذا؟! فخمّن أنّ غاية ما تحلم أمّه به هو أن تملك ثوب حبر مطرّزاً بالحرير الأحمر المونّس ([4])، ولكنّ نقوده قصّرت دون أن يشتري لها "طبب" ([5]) الحرير المطلوبة.

  كنتُ أعتقد أنّني سأرى فارساً ذهبيّاً يجرّ بحبله نمراً مقيّداً، خمّنت أنّ أرض ديوان العائلة ستميد بخطواته الضّاربة في الأرض التي ألفت أن تسخر من ثقل الأغلال الوقحة التي تنحاز إلى المعتدي ضدّ صاحب الأرض والحقّ، أغمضت عيني للحظة كي أفتحهما استعداداً لدخوله بصحبة رجالات العائلة، ثم فتحتهما، فلم أرَ الفارس الأسديّ العائد الذي لطالما تخيّلته، وإنّما رأيت رجلاً متكوّماً في معطف شتويّ قديمّ بلحية بيضاء وشعر عنزيّ مسدّل، يسير بثقةٍ مقصودة تكابر عرجاً بادياً في قدمه اليسرى، ويحرص على أن يدسّ يديه في جيبي معطفه، كدتُ أخون لحظة استقباله،  وأهرب من المكان، وطفقت أنتظر الفرصة المناسبة للهرب خارجاً، ولكنّ صوته هو من أخجلني من خيانتي المزمعة، فوحده صوته من جاء على قدر الأمنية؛ كان صوتاً فيه إرث كامل من الحكايا والنّضال والشّهداء والأوجاع والكفاح الذي لا يعرف مهادنة، صوته غابة من الرّوائح والكلمات الوجلات والتّنهّدات والصّرخات والإغفاءات واللّمسات. من يستطيع أن يهرب من صوت ابتلع معتقلاً بكلّ ما فيه من جنود غواشم وكلاب عادية وأغلال وسياط وآلات تعذيب؟! صوته مقبرة للأعداء، وترنيمة للبداية والنّهاية.

   تكلّم طويلاً عن تجربته في المعتقل، لم يستخدم كلمة أنا أبداً، دائماً كان يقول نحن، كلماته نقلتنا إلى المعتقل، هناك عرّفنا بالأبطال اسماً اسماً، ووجهاً وجهاً، وقصةً قصةً، كنّا نسأله بفضول وشره، فيجيبنا عنهم بإسهاب وتفصيل، كنّا نكلّمه عن هنا، فيحدّثنا عن هناك، كنّا جميعاً غائبين، وهو وحده الحاضر. يومها صمّمتُ على أن أكون في أقرب مسافة من هذا الرّجل ذي الصّوت السّماويّ، ودفنت صورته المتخيّلة في أبعد نقطة خارج ذاكرتي؛ فما حاجتي إلى الصّور الباذخة التّمنّي، وأمامي الحقيقة وافرة الصّدق؟!

    لم أكن الوحيدة التي أرادت أن تكون في أقرب مسافاتها من هاشم، فهناك الكثير من أفراد العائلة الذين أرادوا أن يقتربوا من هذا الرّجل المثقل بالصّمت على الرّغم من موهبته الفطريّة في البوح الآسر المؤثّر، ولكنّني كنتُ الأكثر حظّاً في الحصول على النّصيب الأكبر في الاستماع إليه، وفي مرافقته في كثير من الدّعوات العائليّة والمحافل الشّعبيّة التي استضافته بفضول مجلوب مفتعل لتزيد من رصيدها الشّعبيّ، وتستعرض قائمة جمهورها غير العريض في غالب الأحيان، ثم نسيته تماماً بعد أن حقّقت هدفها الإعلاميّ منه.

   وأخيراً خلا لي وجه هاشم ووقته واهتمامه، ولكنّه عندها كان وجهاً كسيفاً فيه خرائط حزن بائد لا تضاريس جبال شمّاء كما هي نفسه الأبيّة العصّية على الكسر أو الصّهر أو الاستلاب، قدّر سريعاً بحسّه المرهف أنّ الجمع قد انفضّ من حوله، وخلّوا بينه وبين أحزانه، ليجرع منها ما شاء، فقد نفِدَ نصيبه من الاهتمام المجتلب المصنوع، أحد لم يسأله عن حاضره أو مستقبله، قليل من عرفوا عن وحدته وخواء جيبه من أيّ قرش، وشخصان أو ثلاثة هم من سألوه عن سرّ بوصلته النّحاسيّة أو أظافره المنزوعة من أصابعه.

    أمّا أنا فتحوّلت أقداري من امرأة حالمة بفارسٍ أسطوريّ تفكّر في خبثٍ بأن تحصل من هاشم على مادة شيّقة لتقرير صحفيّ يصلح لأن ينشر في عامود بارز في صحيفة يوميّة مشهورة إلى صديقة مخلصة تحرص على أن تستمع باهتمام موصول لبطل حقيقيّ قرّر الجميع في خضمّ صخب حيواتهم أن يسرقوا فمه منه، ليعتقلوه من جديد في صمت خبيث.

   حكايا هاشم كانت بوصلة لا تشير إلاّ إلى الوطن فلسطين وإلى العودة، كانت طُرقه كلّها تقود إلى دربٍ واحد، وهو درب العودة إلى بيت نتّيف، كان حريصاً في كلّ مكان يذهب إليه على أن يمدّ أصابعه العارية من الأظافر إلى جيبه ليخرج بوصلته النّحاسيّة القديمة، ويفتحها ليرقب إبرة المؤشّر تشير إلى اتّجاه فلسطين، وكأنّه في مسير مستعجل نحو العودة، كان يقول لي دائماً إنّه عائد في القريب إلى قريته، وهناك سيعيش في بيت العائلة في الحارة (التحتي)([6]) ، وسيتزوّج من بنات عائلة أبو حلاوة ([7])؛ لأنّهنّ الأشدّ جمالاً وخصوبة في نساء القرية، وسيعيش وأولاده العشرة الذين يريد أن ينجبهم من ريع الأرض، فهو فلاّح ابن فلاّح، ولا يتقن إلاّ أن يكون كذلك. وعندها يشتاط انفعالاً، فتغلب الحُمرة على خدّيه، وكأنّ الحياة ردّت إليه فجأة بعد رحيل وهو يرفل في أمنياته، كان يحرّر يديه من سجنهما الجيب، ويشرع يستنطقهما في حركاته وهو يتكلّم بإسهاب أخضر مورق بالسّعادة عن أدق التّفاصيل قرية بيت نتّيف، فيطوّف بي على عائلات حاراتها الثّلاث، ويعدّد أسماء ساداتها، ويتتبّع أنسابها، ويؤكّد في كلّ مرّة أنّ كثيراً من أفخاذ عائلاتها كادت تنقرض في تصّديها الشّجاع لعصابات اليهود الواغلة في أراضيهم في عام 1984، ثم يطوّف بي على قاعة السّحلة والمالحة وبير الصّفصاف وخربة أم الذّياب وخربة أم الرّوس وجسر الأربعين ومراح أبو جهنّم وسهل حمّادة([8]).

    وعندما يحين وقت المساء يصمّم على أن يعود إلى بيته راجلاً بحجّة رغبته في بعض الرّياضة، وأنا أعلم علم اليقين أنّه لا يملك ثمن أجرة حافلة تنقله إلى بيته، فأصمت رحمة بحاجته الأبيّة على الشّكوى والاستجداء.

   لم تطل صحبتي مع هاشم، فقد ألّبت خيبات الأمل الأمراض عليه، وكان سهلاً عليها أن تتحالف ضدّ نفسه المفطورة على الإباء حتى أمام الألم، كنتُ كلّما عرضتُ عليه أن أصحبه إلى الطّبيب، يؤجّل ذلك قائلاً: “سأذهب فيما إلى حكيم الوكالة ([9]) ليكشف عليّ، لا تخافي، لن أموت أبداً في الصّيف، أنا لن أموت إلاّ في مربعانيّة الشّتاء، لأدفن في ليلة ماطرة كلّها زخّ من الرّب".

   فأضحك عندها، ويضحك هو، ونتكلّم في أيّ موضوع إلاّ عن أظافر يديه المنزوعة بالكامل تعذيباً في المعتقل الصّهيونيّ التي أؤجّل السّؤال عنها إلى وقت آخر لا أعرف متى يكون، دون أن أعرف أن لا مزيد من الوقت أمامي، بل أمامه؛ فقد مات هاشم بهدوء وحيداً في بيته الغرفة في المخيّم بعد أن سافرت أمّه لتحقّق حلمها بأن تزور البيت الحرام قبل أن ترحل إلى العالم الآخر.

    مات هاشم وفي كفّه بوصلته، وعلى شفتيه ابتسامة صافية كروحه المهر التي لا تبالي بأن تفارق جسده في ليلة صيفيّة لا ممطرة من ليالي المربعانيّة كما كان يتوقّع، مادامت طليقة تحلّق نحو وطنه فلسطين لتخلد هناك إلى الأبد.

 

 

 


[1] روائية وقاصة وكاتبة مسرحيات وناقدة وأستاذة جامعية وناشطة حقوقية، ملقبة بشمس الأدب العربي وأميرته، حازت أكثر من ستين جائزة عالمية وعربية.

(1)- أيام المربعانيّة: هي عند العامّة الأيام الأربعون الأشدّ برودة في فصل الشّتاء.

(2) - نسبة إلى قرية بيت نتّيف: تقع إلى الشّمال الغربيّ من مدينة الخليل، وتبعد عنها 21 كم، وترتفع عن سطح البحر 425م، وتقوم على قمّة جبل في المنطقة الغربية من جبال الخليل. تبلغ مساحة أراضيها 44587 دونماً.  وقُدر عدد سكّانها عام 1922 بحوالي (1112) نسمة، وفي عام 1945 بحوالي (2150) نسمة، وفي عام 1948بلغ عددهم (2499) نسمة. قامت المنظّمات الصّهيونيّة المسلّحة بهدم القرية، وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 (2499) نسمة، وكان ذلك في21/10/ 1948. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (18995) نسمة. وقد أقام الصّهاينة على أرضها مستدمرة (نتّيف هلامدة) 1949، ومستدمرة(افيعيزر) 1958، ومستدمرة (روجيلت) 1958، ومستدمرة (نفي مخائيل) 1958. وتُعدّ القرية ذات موقع أثريّ يحتوي على خربة أم الرّوس وخربة أم الحاج والنّبي بولس واليرموك والعبد وجداريا والشّيخ غازي والتّبانة وغيرها.

(3) - الحرير المونّس: أيّ يتكوّن من درجتين من اللّون ذاته.

(4)-  طبب الحرير: كرات الحرير.

(5) – التّحتى: أيّ الجنوبيّة، إذ كانت قرية بيت نتّيف قبل هدمها تتكوّن من ثلاث حارات رئيسيّة.

(6)- أبو حلاوة: هي إحدى عائلات قرية بيت نتّيف.

(7) - أسماء أماكن جغرافيّة في قرية بيت نتّيف.

(8) - طبيب عيادة وكالة الغوث(الأونروا).

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal