مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

وابلٌ من الخيطان

Vol No 1, Issue No 2- مجلة قطوف الهند
April 01, 2022
427 


وابلٌ من الخيطان

بقلم: لبنى ياسين[1]

سوريا/ هولندا

كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا العالم وحدي؟ هذا السؤالُ باتَ يؤرقني بعد أن اكتشفتُ ما يحدث، وعندما حاولتُ تنبيهَ الناسِ، لم يصدقني أحد، اعتبروني مجنونة، وابتعدوا عني، لم يعد هناك من يرغبُ بالحديث معي، وهكذا صرتُ معزولةً كداءٍ معدٍ .

بدأ الأمر كلٌّه بحكةٍ غريبةٍ تعتورني في رأسي، لم أعد أذكرُ كم من الوقتِ مرّ قبلَ أن يظهرَ مكانها ورمٌ صغير، كما لو كانت كتلةً دهنيةً أستطيعُ تحريكها قليلاً بأصابعي، أصبح الورمُ بعد قليلٍ هاجساً لا أستطيعُ تجاهلَه، بل إن أصابعي تتجه إليه تلقائياً، وتحكُه إلى أن يُخدشَ، وتتبللَ أصابعي بقطراتِ الدمِ الدافئ، عند هذا الحد، لم أعدْ أحتمل، فذهبتُ إلى الطبيب، قد يخطرُ في بالك أن تسأل: لماذا لم أذهب قبل ذلك؟ حسناً ..إنه أمر يتعلقُ بي، لدي رهابُ المعطفِ الأبيض، أشعر أنني إن ذهبتُ إلى الطبيب، فإنني حتماً سأمرض مرضاً شديداً، ولدي قناعةٌ تامةٌ بأن الجسدَ لديه منظومةَ دفاعٍ كافية ٍلدرءِ أي مرض، وذهابُك إلى الطبيب، يعني أن ثمةَ عارضاً ما في جهازك المناعي يمنعُه من آداء عمِله كما يجب، وبالتالي، أنت تمنحُ جسدَك - بذهابك إلى الطبيب- الإذنَ بالانهيار.

وهذا ما حدث فعلاً، إذ لم يرَ الطبيبُ ما يوجبُ الشكوى، بل لم يعثر للكتلةِ اللعينة على أثر، مما أفقدَ جسدي صوابه، وبدأتْ أورامٌ أخرى تظهرُ على أطرافي، وتسببُ لي حكةً لا أستطيعُ إيقافَها قبلَ أن أشعرَ بالسائلِ الأحمرَ اللزج ِعلى أصابعي، تشوه َشكلُ أطرافي بفعلِ الندبات والخدوشِ التي تسببتُ بها لنفسي وأنا أفركُ جلدي بجنون، بات الأمرُ مؤرقاً، خاصةً وأن تلك النوبات أصبحت مزمنةً إلى درجةٍ لا يمكنني التوقفُ مهما حاولت.

حولني الطبيبُ العام إلى طبيبٍ نفسي، وبدأ الآخرُ يقنعني بأنني أعاني من اضطرابٍ سلوكي\عقلي، وأن علي أن أجدَ سلوكاً آخرَ أدربُ عليه أصابعي عند الإحساسِ بتلكَ النوبات، وأعطاني حجراً لكي أحكَه كلما شعرتُ برغبةٍ في ذلك، مفسراً أنه بالإمكان أن نغشَّ عقولنا بتعويدها على إجراءٍ آخرَ بديلٍ كردةِ فعلٍ مخالفٍ لذلك الذي يطلبه منا، وأن الأمر يحتاجُ وقتاً للتدريبِ لن يتجاوزَ شهراً أو شهرين على أبعدِ احتمال ،  وعندما لم تفلحْ هذه التقنيةُ في علاجي بعد شهورٍ من المعاناة مع الحجر، الذي أبدَله أولَ الأمر إلى كتلةٍ من المطاط، مفترضاً أن صلابةَ الحجرِ تعيقُ عقلي عن تصديقِ الخدعة، ثم إلى تمثالٍ على شكل جسدِ إنسان، ليحاكي جسدي، بعد أن ظنَ أن شكلَ الكتلةِ هو سببُ رفضِ عقلي لها، ثم وصفَ لي أقراصاً جعلتني أهلوسُ، فتارةً أرى أبي رحمَه الله يحتسي معي كوباً من الشاي، وينبهني إلى تلك الأخطاء المطبعية التي اقترفتها في هذا النصِ، أو ذاك، وتارةً توقظني جدتي من النومِ الذي لم أعدْ أعرفُه لتحكي لي حكاية ًمن حكاياتها الشيقةِ التي تنتهي دائماً بـ: " مد إيدو بالطاءة طبست إيدو بالـخـــ....، رفع راسو ليدعي ربو بال الديك في عينو..."، وأضحكُ من قلبي على تلك النهايات التي تعيدني طفلةً بجديلتين، وأسئلةً لا تنتهي.

إلا أن تلك العقاقيرَ لم توقفْ النوباتِ الملحةَ التي تعتريني، ولا هي أنهتْ أمرَ التورماتِ الباديةِ على أطرافي، وقمةِ رأسي، ربما ألهتني قليلاً عنها، قليلٌ بما يكفي للعبثِ بنهايات حكاياتِ جدتي، وتصحيحِ الأخطاء المطبعية، أو ارتكابِ أخطاءٍ أكثر فداحة، فقط لأتمردَ على كلِ ما يقالُ إنه صوابٌ..فما الذي سيحدثُ إن سقطتِ الهمزة؟،  أو هربت الشدة؟، أو حتى إن ضمتِ التاءُ المفتوحة ذراعيها احتفاءً بالنص؟؟!!

غيرّ الطبيبُ النفسي العقاقير التي كنتُ أتعاطها بوصفته - بعد أن نبشَ ذاكرتي جيداً، وكنسَ طفولتي، ومسحَ عنها غُبارَ النسيان- ووصفَ لي عقاقيرَ أقوى منها، وهو يقولُ إنني أعاني من وسواسٍ قهري، وإن تلك الأدويةَ هي أحدثُ ما توصلت إليه العلوم الطبية لمواجهة الوساوسَ القهريةِ المزمنةِ التي لا تستطيعُ العقاقيرُ الأولى إنهائها، وإنها ستساعدني أيضاً على النوم.

وأخيراً نمت، لكن هذه المرة بدأت الكوابيسُ تهاجمني بشكلٍ لا يطاق، وأصبح بيتي نزلاً لغرباءَ يخرجون، ويدخلون، ويأكلون، ويتحدثون، ويقرؤون، ويعترضون على كميةِ السكر في الشاي، وبرودةِ القهوة، وكمية ِالملح في طعام، وكان أحدهم، وهو الأعرجُ بينهم، يكررُ كلماتهِ  بصوتهِ الأجش، وبشكلٍ مستفزٍ، كأن يقولَ مثلاً: الشايُ باردٌ..الشايُ باردٌ..باردٌ الشاي، وهكذا إلى أن يفقدُني صوابي.

عند هذا الحد أخبرتُ الطبيبَ بأنني لن أبتلعَ قرصاً آخر من هذا الدواء اللعين، فنصحني بانقاصِهِ تدريجياً، لأن أعراضَ انسحابه ستكون أكثر إزعاجاً من أعراضِ تناوله.

وهكذا عدتُ إلى نقطةِ البداية، بأورامٍ في أطرافي ورأسي، وحكة ٍلا أستطيع إيقافها حتى أدمي نفسي، وفوقها طنينٌ غريبٌ في أذني لا يتوقف، طنينٌ منخفضٌ، لكنه متواصلٌ، أرجعته إلى تلك الأقراصِ المهلوسةِ التي وصفها الطبيب لي، اعتزلتُ الناس أكثر، أقفلتُ باب بيتي، ولم أعد أخرجُ إلا للضرورة، متحريةً ما أمكنني أن أرتديَ قفازاً سميكاً يمنعُ أصابعي من خدشِ جلدي عندما تعتريني تلك النوبات .

إلا أن الحالةَ تطورت، وصارت النوباتُ أكثر ضراوةً من ذي قبل، وخاصةً في تلك الكتلةِ التي على رأسي، وهكذا استيقظتُ يوماً وقد قررتُ أن أنهيَ الأمر بنفسي مهما كلفني ذلك، أحضرتُ مشرطاً كنتُ قد احتفظتُ به منذ الدراسةِ الجامعية، وبعضَ القطن، واليودَ للتعقيم، وبدأتُ أحاولُ فقأ ذلك الورم في رأسي، ورغم أن ذلك أوجعني كما لم أتوجع من قبل، إلا أن شيئاً في داخلي كان يقولُ لي إن ما أفعله هو الصوابُ بعينه، وأن الخلاصَ يأتي مؤلماً أحياناً ، كاوياً، لكنه أيضاً نهائيٌ، وحاسمٌ، وكما تقولُ جدتي في مثلها الشائع: " وجع يوم ولا كل يوم"، وهكذا بدأتُ أعصرُه بأصابعي بعد أن فقأتُه، أخرجتُ ما فيه، كاد الوجعُ يفقدني صوابي، إلا أنني صممتُ على تنظيفِ تلك البؤرةِ جيداً بما أنه لا أحدَ سواي يراها،  استخدمتُ في آخرِ مرحلةٍ إبرةً - بعد أن عقمتُها بالنار- لأتأكدَ من أنني أفرغتُ كلَ ذلك الصديدِ الذي يملأ الكتلة، فسكنَ رأسي، وأصبحَ خفيفاً، هادئاً، وصمتَ ذلك الطنين، ثم بدأتُ أنبشُ الكتل الأخرى في معصميَّ، وقدميَّ، فتحتُها كلَها، وأخرجتُ محتواها حتى آخرِ ذرةٍ، خرج منها شيٌء كعقدةٍ من خيوطٍ ملتفةٍ على بعضها، سحبتُه إلى الخارج حتى نهايتِه، وبقي أن أنهيَ المرحلةَ الأصعب، الوصولُ إلى بذرة تلك الخيوط ِلاقتلاعِها، إذ يبدو أنها موصولةٌ بطريقةٍ أو بأخرى بالأعصاب، لكنني استطعتُ اجتثاثها كلها، رغم كلِ الألم الذي عانيتُ منه، وأخيراً عندما انتهيت، توقفَ كلُ شيءٍ دفعةً واحدة، وسكن الضجيجُ داخلي، وداخلني هدوءٌ رائعٌ لم أشعر به من قبل، وأصبحت حركتي خفيفةً كما لو أنني أطير، ولم يتبق إلا آلامَ الجروحِ التي تسببت بها لنفسي جراءَ ذلك العمل الجراحي الذي قمتُ به دون تخديرٍ، ولا خبرة.

كان الأمر أشبه بقيادةِ دراجةٍ صدئة، عليك أن تقومَ بمجهودٍ بالغٍ لتحركها، وأنت تستمعُ إلى صريرها المزعجِ يحفرُ رأسك، وهي تتحركُ قسراً، ثم فجأةً تصبحُ دراجتك حديثةً بمحركٍ ما أن تدوسَ بدالاتها حتى تحلقَ بك بدلاً من أن تتحرك.

جففتُ الجروحَ جيداً، ووضعتُ عليها لصاقةً طبيةً معقمة، وغسلتُ وجهي، ويديَّ، واستلقيتُ تاركةً الوقتَ لجسدي، وأعصابي لترتاحَ قليلاً، فسقطتُ في نومٍ عميقٍ لم أستيقظ منه حتى اليومِ التالي، نومٌ هانئٌ هادئ، بلا كوابيسَ، ولا أصوات.. لا شيءَ أبداً، بدا لي عندما استيقظتُ أنني كنت قد متُّ، ثم عدتُ إلى الحياةِ ثانيةً بطريقةٍ أو بأخرى، عدتُ إليها خفيفةً كالريشةِ، فبالرغم من أن تلك الكتلِ التي اجتثثتها لم تكن ذات وزنٍ يذكر، إلا أنها كانت ثقيلةً بشكلٍ مرعبٍ على روحي..ثقلٌ لم يشعرْ به أحدٌ سواي.

صبيحةَ اليوم التالي، وبعد أن غسلتُ وجهي، وجففتُه، وفيما أنا أنظرُ في المرآة،  اكتشفتُ أن وجهي أضحى أكثرَ نضارةً من أيِّ يومٍ آخر، وأن عينيَّ تلتمعان ببريقٍ لم يسبق لي أن شاهدتُه في عيونِ أيِّ إنسان.


ارتديتُ ثيابي، في نيةٍ مني للتوجهِ إلى الطبيبِ، لعله يصفُ لي ما يسرّع التئامَ الجروحِ، ويمنعُها من الالتهاب، وما أن فتحتُ البابَ، حتى رأيتُ الشارعَ بشكلٍ لم أعهدْه من قبل، فقد كان البشرُ على مرمى نظري مربوطين بخيوطٍ معلقة ٍبرؤوسهِم، وأطرافهِم لتحركهم، ولم أستطع- رغم محاولاتي- تمييزَ تلك الأورامِ الصغيرةِ التي تسببها عقدُ الخيوطِ تحتَ الجلدِ، رأيتُ كماً مرعباً منها يتدلى من الأعلى، وعندما رفعتُ رأسي لم أستطع رؤيةَ ذلك الذي يمسكُ بها كلها، لكنني كنتُ أتحركُ بحريةٍ تحتَ وابلٍ من الخيطان يغطي السماءَ تقريباً، ..وحدي كنتُ أتحركُ دون خيوط.

 

 

[1] كاتبة صحفية وروائية وقاصة شهيرة وفنانة تشكيلية بارزة من سوريا مقيمة في هولندا، لها العديد من الروايات التي نالت قبولا واسعا، حائزة على عديد من الجوائز المرموقة.

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal