مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

وجاء العيد

Vol No 1, Issue No 1- مجلة قطوف الهند
January 18, 2022
477 


وجاء العيد[1]

قصة قصيرة مترجمة
ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر

اليوم.. أول أيام عيد الفطر المبارك.. يا له من يوم جميل.. الأشجار السامقة تظلل المكان بأوراقها الخضراء الوارفة.. الحقول تبدو في أروع صورة لها.. السماء يشوبها لون يميل إلى الأحمر الداكن.. الشمس تبدو رقيقة هادئة.. وكأن الدنيا كلها تحتفل بالعيد.. القرية بأكملها تعج بالنشاط والحيوية.. الجميع يستعدون للذهاب إلى ساحة صلاة العيد.. هناك من يكتشف أن قميصه يحتاج إلى أزرار. فيهرع إلى جاره ليستعير إبرة وخيطا.. وهنا أخر يجد حذاءه جامدا.. فيجري إلى محل الأحذية ليستعين بلبيسة " الأحذية " الأبقار يجب إطعامها قبل أن يخرجوا. فاليوم سوف يكون قد انتصف عند عودتهم من ساحة الصلاة.. إن عليهم أن يقطعوا ثلاثة أميال أو ما يزيد حتى يصلوا إلى الساحة ليقابلوا مئات الأصدقاء والمعارف والجيران ويتبادلوا التهنئة بالعيد.. الأطفال هم صحيح أن بعضهم لم يصم يوما واحدا إلا حتى العصر.. والبعض لم يصم على الإطلاق ولكن الرحلة إلى ساحة الاحتفال بالعيد هي نصيبهم من الفرحة، فالصوم للبالغين.. أما العيد فللصغار..  إنهم لا يكفون عن التفكير في العيد منذ أول يوم رمضان.. واليوم جاء العيد حقا.. كل ما يهم يذهبوا للاحتفال.. غير عابئين بالمشاكل المنزلية.. فلا يعنيهم إذا كان بالمنزل لبن وشعرية لعمل حلوى السيوای التي يأكلونها في العيد أم لا.. إن كل ما يهمهم هو أن يأكلوها.. جيوبهم تمتلئ بنقود العيدية.. لا يتوقفون عن إخراج العملات من جيوبهم وعدها.. ثم إعادتها مرة أخرى إلى جيوبهم محمود يعد ثروته..  واحد..  اثنين.. عشرة..  اثنتي عشرة.. إنه يمتلك اثنتي عشرة بيسة أما محسن فيمتلك.. واحد.. اثنين... ثلاثة.. ثمانية....  تسعة.. خمس عشرة بيسة إنهم سيشترون العالم بهذه الثروة الهائلة لعب.. وحلوى.. وطبول.. وكرات.. وأشياء أخرى كثيرة..

وأسعد كل هؤلاء الأطفال هو حميد.. الصبي البالغ من العمر أربع أو خمس سنوات.. نحيف.. ذو وجه بريء مات أبوه العام الماضي بعد أن أصيب بالكوليرا.. وأخذت أمه تضعف وتشحب يوما بعد الأخر حتى ماتت هي الأخرى..  لم يتمكن أحد من معرفة ما أصابها.. وحتى لو كانوا قد عرفوا. فماذا كانوا سيفعلون؟ لقد كانت تعاني في صمت.. وعندما وهنت قدرتها على الاحتمال. تركت العالم في هدوء.. والآن يعيش حميد مع جدته العجوز أمينة في سعادة لم يعرفها من قبل.. إن والده قد رحل ليجلب له ثروة.. وسوف يعود محملا بالحقائب المملوءة بالمال.. أما أمه فقد رحلت إلى جوار ربها لتجيء له بأشياء حلوة كثيرة...! لهذا يعيش حميد سعيدا.. الأمل شيء جميل وخاصة لدى الأطفال.. وخيالهم الواسع يمكن أن يحول حبة القمح إلى جبل شاهق.. حميد ليس لديه حذاء.. ورداءه بال وباهت فقد فقدت الخيوط التي تزخرفه باللون الذهبي وأصبحت سوداء اللون.. ولكنه مع كل ذلك لا يزال سعيدا. فعندما يعود أبوه محملا بحقائب المال، وتعود أمه بالهدايا الكثيرة.. عندئذ سيكون لديه كل شيء.. ولا يعرف كيف سيستطيع محسن ومحمود ونور وسامي أن يتباهوا بذلك القدر الذي يملكونه من المال!! جلست أمينة البائسة تبكي في غرفتها.. فاليوم عيد.. ولا توجد بمنزلها حبة قمح.. لو كان عبيد لا يزال على قيد الحياة، هل كان العيد سيمر عليها هكذا؟

غرقت أمينة في اليأس والظلام.. لا أحد في هذا المنزل يشعر بالعيد إلا حميد..  إنه لا يدرك معني الموت.. والحزن.. بل تملؤه الفرحة والأمل.. دخل حميد غرفة جدته. وقال لها " لا تخافي يا جدتي.. سأكون أول من يعود.. لا تقلقي! "

شعرت أمينة بقلبها ينفطر حزنا.. إن كل أطفال القرية سيرحلون بصحبة آبائهم.. وحميد ليس لديه سوي جدته.  كيف يمكن أن تتركه يذهب بمفرده؟

أليس من الممكن أن يتوه وسط ذلك الزحام.. إنه لا يزال صغيرا.. كيف سيقدر على أن يقطع كل تلك الأميال. هل ستتحمل قدماه الصغيرتان؟ إنه حتى ليس لديه حذاء.. إنها تستطيع أن تحمله لبعض الوقت.. ولكن لو ذهبت معه، من سيبقى ليعد حلوى السيواي.. لو كان لديها بعض المال لذهبت لشراء كل ما تحتاجه لإعداد الحلوى وصنعتها على الفور ثم ذهبت مع حميد..  ولكنها تحتاج إلى ساعات طويلة حتى تجمع كل ما تريده.. إن عليها أن تستعير من هذا وتشحذ من ذلك.

لقد صنعت ذاك اليوم ثوبا لفهيمة وأعطتها ثماني أنات مقابل ذلك.. ومنذ ذلك اليوم وهي تدخر الثماني أنات ليوم العيد. ولكن بائعة اللبن أصرت بالأمس على أن تأخذ كل ما تدين به امينة من نقود وحميد لا يمكن أن يستغني عن اللبن لذلك لم يبق معها الآن سوي اثنين.. ثلاث بيسات في جيب حميد.. وخمس بيسات في كيسها.. هذا كل ما تحتكم عليه.. ومن المؤكد أن زوجة الحلاق وزوجة الكناس وبائعة الأساور سوف يأتين إليها اليوم ليهنئوها بالعيد.. وسوف يرغبون بالطبع في بعض من حلوى السيواي.. وبالطبع لن تتفهم أي منهن الأمر إذا قدمت لها قدرا ضئيلا من الحلوى... بدأت الحشود تتجمع في القرية استعدادا للانطلاق إلى ساحة الاحتفال.. حميد أيضا ذهب مع الأطفال الآخرين.. كانوا ينطلقون جميعا في بعض الأحيان، ويتوقفون في أحيان أخرى لينتظروا من تأخر منهم تحت الأشجار لماذا يسرون بكل هذا البطء؟  إن حميد يعدو وكأن قدميه قد تحولتا إلى جناحين.. إنه لا يشعر باي تعب. لقد وصلوا الآن إلى مشارف المدينة.. على جانبي الطريق.

تصطف حدائق الأثرياء، تحيط بها الأسوار العالية من كل ناحية.. وبداخلها تبدو أشجار المانجو عامرة بالثمار الطازجة.. بين الحين والآخر يقف مجموعة من الأطفال أمامها يقذف أحدهم ثمار المانجو بحجر صغير.. فيخرج الحارس مسرعا يكيل لهم السباب والإهانات.. فينطلقون فارین.. وهم يضحكون ويقهقهون.

واصل الجميع السير.. كل المتاجر مفتوحة.. وكلها تعلق الزينات اليوم.. من ذا الذي يستطيع أن يأكل كل هذه الكميات من الحلوى؟ إن كل متجر منها يحتوي على آلاف الأطنان من الحلوى.. يقولون إن الجان يحضرون ويشترون كل هذه الحلوى في الليل.. قال محسن: "إن أبي يقول إن رجلا يحضر في منتصف الليل إلى كل متجر ويشتري كل ما فيه.. ويدفع مقابل ذلك نقودا حقيقية مثل العملات التي معنا تماما! “

وجد حميد صعوبة في تصديق ذلك.. فسأله "ومن أين يأتي الجان بمثل هذه العملات...؟" أجابه محسن: الجان لا تنقصهم الأموال.. ففي مقدورهم أن يزوروا أي خزانة.. فحتى الأبواب الحديدية ليست عائقا بالنسبة لهم.. إنهم يملكون أيضا جواهر وألماس.. ولو أنهم مسرورون، فيمكن أن يعطوك ملء حقائب من الجواهر.. وهم يكونون معك في لحظة.. وفي اللحظة التالية يكونون في كلكتا.. '

تساءل حميد ثانية هؤلاء الجان لابد أن يكونوا مخلوقات ضخمة؟"

أجابه محسن بأن كلا منهم يطاول عنق السماء.. ولكن عندما يريد يتحول إلى كائن أصغر من أن تراه.

سأله حميد كيف يمكن أن نراهم؟ لو علمني أحد السبيل إلى ذلك فسوف أفعل ذلك؟

أجابه محسن إنني لا أعرف السبيل إلى ذلك.. ولكن السيد شودري يسخر الكثير من الجان.. وعندما يكون هناك حادث سرقة، فإنه يستطيع أن يكشف اسم السارق.. ذلك اليوم عندما سرق اللصوص جارنا جومراتي.. ظل يبحث في كل مكان.. ولما فشل في العثور عليهم ذهب إلى شودري صاحب.. فأحضر الجان وعرف منهم كل شيء..  الآن فقط عرف حميد لماذا يمتلك شودري صاحب كل هذه الثروة.. ولماذا ينال كل هذا الاحترام من الجميع..

واصل الجميع سيرهم.. وصلوا إلى نقطة الشرطة. جميع رجال الشرطة يصطفون هنا.. في الليل يكون على هؤلاء المساكين أن يقوموا بدوريات ليلية، وإلا ستقع حوادث سرقة في المدينة.. هذا ما يفهمه حميد..  ولكن محسن ناقض ذلك.. " إنهم هؤلاء رجال الشرطة يقومون بدوريات ليلية! إنك تعلم الكثير! إنهم هم الذين وراء

حوادث السرقة.. وهم الذين يحمون كل أنذال ولصوص المدينة.. فعندما يحل الليل يعطون الإشارة للصوص ليشرعوا في السرقة ويذهبون هم إلى أماكن أخرى، ويصيحون بأعلى أصواتهم "من هناك؟ من هناك " هكذا يصبحون أثرياء.. إن عمي، يعمل رجل شرطة في أحد أقسام الشرطة.. ويتقاضى مرتبا شهريا يبلغ عشرين روبية..  ولكنه يرسل إلى أسرته خمسين روبية شهريا.. أقسم بالله وعندما سألته ذات مرة من أين يحصل على كل هذه النقود ضحك وقال " إننا نحصل عليها بركة الله يا بني.. ولو أننا نريد لكان في إمكاننا أن نحصل على آلاف الروبيات يوميا..  ولكننا لا نأخذ إلا القدر الذي يجعلنا نحيا حياة كريمة، وفي الوقت نفسه لا يكلفنا فقدان وظائفنا.

ساله حميد ولو أنهم وراء السرقات.. أليس من الممكن أن يقبض عليهم..  شعر محسن بالشفقة نحو حميد لجهله البين..  ومن الذي سيقبض عليهم أيها الساذج.. إنهم هم الذين يقبضون على الناس.. ولكن الله ينزل بهم عقابه.. فكل ما يكسبونه حراما يضيع هباء.. فمنذ فترة قصيرة شب حريق هائل في منزل عمي.. أتي على كل شيء في المنزل.. حتى أنهم ظلوا ينامون في العراء لأيام طويلة.. أقسم بالله.. في العراء.. حتى اقترض عمي من مكان ما مائة روبية ليشتري بها ما يحتاجون

سأله حميد: المائة روبية أليست أكثر من الخمسين؟  ضحك محسن وقال: المائة روبية تختلف تماما عن الخمسين.. فالخمسون روبية يمكن أن تضعها في حقيبة أما المائة فربما لا تكفيها حقيبتان...!

وأخيرا.. وصل الجميع إلى ساحة الاحتفال.. أشجار التمر هندي تظلل المكان.. الأرض مفروشة بسجاد الصلاة..  المصلون يقفون في صفوف متساوية، الصف وراء الأخر إلى أبعد ما يمكن أن يمتد إليه البصر.. وعندما يفد مصلون جدد يصنعون صفا جديدا.. وهكذا.. لا اعتبارات هنا لأصحاب المناصب العليا.. أو الثراء.. الوقوف في الصف الأمامي ليس معناه السمو في المكانة أو الغنى.. . الجميع سواء في الإسلام.. الوافدون من القرى أيضا.. يتوضؤون وينضمون لصفوف المصلين.. منظر مهيب؟؟ ما أروع النظام الذي يلتزمون به وهم يصلون.. آلاف الرؤوس تنحني في خشوع.. ثم ترفع مرة أخرى.. الجميع يركعون ويسجدون معا.. يكادون في دقتهم والتزاماتهم يبدون مثل آلاف المصابيح الكهربائية التي تضيء ما إن تضغط على الزر.. وتنطفئ ما إن تضغط عليه مرة أخرى.. يا له من منظر خاشع.. رائع.. يملا القلب بالإيمان والفخر والفرحة.. كل هذه الجموع الغفيرة بدت وكأنها اجتمعت على روح واحدة من الأخوة...

انتهت صلاة العيد.. وتفرق الجميع.. راحوا يتعانقون ويهنئون أحدهم الآخر.. وجاء وقت الشراء.. بدأ الهجوم على متاجر اللعب والحلوى.. والأراجيح والألعاب.. هرع محمود ومحسن ونور وسامي نحو الحصان الخشبي.. ركب كل منهم دورة واحدة مقابل بيسة واحدة.. وقف حميد بعيدا يرقبهم.. فهو لا يملك سوى ثلاث بيسات..

نزلوا جميعا من الأراجيح.. وجاء دور شراء اللعب. عدد هائل من المتاجر.. ماذا ينفقون؟ اللعبة الواحدة ثمنها بيستان.. وحميد لا يمتلك سوى ثلاث بيسات.. لو اشتري لعبة واحدة لن يبقى معه سوى بيسة واحدة.. إنه لا يستطيع أن يشتري هذه اللعب الغالية.. ثم إنها في النهاية ليست سوي فخار مطلي بالألوان.. فلو وقعت من يديه ستتحطم. ولو سقط عليها بعض الماء سيزول لونها.. ماذا سيفيده، إذاً لو اشتراها إنها عديمة الفائدة.. هكذا قال لنفسه.. ولكن روحه كانت تتوق للعب بها.. أو حتى ضمها بين يديه لدقائق معدودة.. اشترى كل من أصدقائه لعبة مختلفة وراح كل منهم يتباهي بلعبته.. ولما أخبرهم حميد أنها عديمة الفائدة ويمكن أن تتحطم في أية لحظة.. ضحكوا على تعليقه طويلا..

انتقل الجميع إلى متاجر الحلوى.. واشتروا جميعا ما يريدون منها.. إلا حميد.. فهو لا يملك سوى ثلاث بيسات.. أخذ أصدقائه يغيظونه بما اشتروه من حلوى.. أخبرهم حميد بأن أكل الحلوى ليس صحيا.. وأن الحلوى تسبب أمراضا كثيرة.. هكذا يقول الكتاب.

بعد متاجر الحلوى.. يوجد العديد من متاجر الأدوات المنزلية.. لا يقف أمامها الكثيرون يوم العيد.. لا شيء فيها يجذب الأطفال.. لذلك مرّوا جميعاً من أمامها مرور الكرام إلا حميد وقف ينظر إلى ما يحتويه المتجر.. وقع نظره على ملقطة خشبية تذكر أن جدته لا تمتلك واحدة.. وعندما تخبز، دائما تحرق يديها.. تخيل الفرحة التي يمكن أن يرسمها على وجهها عندما ترى الملقطة الخشبية.. نظر إلى الثلاث بيسات التي يملكها.. ماذا يفعل.. هل يشتري لعبة؟  وماذا لو وقعت منه وتحطمت؟ هل يشتري حلوى؟ إنها تتسبب في تسوس الأسنان وظهور الحبوب على الوجه.. أما لو اشتري الملقطة.. من المؤكد أن جدته ستغرقه بدعواتها.. ودعوات الكبار حتما تصل إلى السماء أسرع من دعوات الصغار اشتري حميد الملقطة الخشبية.. وبالطبع لم يسلم من تعليقات أصدقائه الساخرة.. بحلول الظهيرة.. عاد الجميع إلى القرية.. ذهب كل طفل يحكي لرفاقه عما فعل في ساحة الاحتفال.. دخل حميد إلى جدته.. احتضنته في شوق.. سألته.. ماذا اشتريت يا حميد؟ عندما رأت الملقطة الخشبية ثارت ثائرتها.. هذا الصبي الأحمق.. لم يأكل أو يشرب أي شيء طوال النهار.. لم يشتر أي لعبة.. وبماذا عاد من ساحة الاحتفال..

ملقطة خشبية.. نظر إليها حميد وفي عينيه نظرة ذنب.. قال لها جدتي.. إن أصابعك تحترق كلما تخبزين.. وذلك يحزنني كثيرا.. لهذا اشتريت لك هذه الملقطة الخشبية. تحول حنق الجدة إلى شفقة، هذا الصبي المسكين حرم نفسه من كل شيء من أجل جدته لابد أنه تعذب كثيراً حتى يمنع نفسه عن كل ما يمكن أن يمتع صبيا مثله حتى يسعد جدته.

في هذه اللحظة تحولت الجدة أمينة إلى الطفلة أمينة والطفل حميد إلى الرجل المسئول البالغ.. ضمته بين ذراعيها.. وأغرقته بدعواتها.. ودموعها راحت تنهار عليه..  ولكن حميد لم يفهم سبب هذه الدموع.

 


[1] - المؤلف: بريم جاند، أعظم كاتب وأديب في الأدبين الأردي والهندي، حظي بشهرة أسطورية في الهند، توفي   

المترجم: بروفسير جلال السعيد الحفناوي – رئيس قسم اللغة الأردية – كلية الآداب – جامعة القاهرة – مصر

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal