مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

الإمام الطائش

Vol No 1, Issue No 2- مجلة قطوف الهند
April 01, 2022
427 


الإمام الطائش

بقلم: د. طارق انور الندوي[1]

 

كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا للغاية. أليمًا لأنه تألّمت به قلوب مئات المصلين، ومخزيًا لأنه وقع على أقدس مكان وفي أفضل شهر وأقدس يوم، وقع على منبر المسجد وفي شهر رمضان وآخر أيام الجمعة منه، الذي يسمّيه مسلمو شبه القارة الهندية بجمعة الوداع ويحترمونه أكثر من الجُمع الأخرى، حتى أنه يُعتبر في بعض الولايات الهندية يوم العطلة الرسمية.

وحسب ما جرت العادة عليه، فإن مسلمي قرية مسلم فور من مديرية هنومان نغار كانوا قداجتمعوا لأداء صلاة جمعة الوداع في مسجدهم الجامع، رغبةً منهم في التظاهر بالوحدة قدر وسعهم وتطبيقًا في حياتهم لرسالة الإسلام المتمثلة في الجماعة والحياة الاجتماعية. ولذلك بدا المسجد الجامع عامرًا ومزدحمًا في ذلك اليوم أكثر من غيره. كان الجزء الداخلي والبهو والصحن كله غاصًا بالمصلين، شيوخهم وشبابهم وصبيانهم، كأنهم خرجوا إلى المصلى لصلاة العيد وربما توجه إليه مسلمو ضواحي القرية أيضا بسبب مكانتها الاجتماعية والثقافية في نفوسهم. وربما كانوا يتمنون أداء صلوة جمعة الوداع في جماعة أكبر منها في قريتهم ويستمعون لخطبة أفضل منها في مسجدهم ويقومون بهذه العبادة المفروضة في محيط اجتماعي أكثر أمنا وأفضل روحيا منه في أحيائهم، لذلك هم كلهم أسرعوا إلى المسجد الجامع الفخم لقرية مسلم فور بنياتهم الطيبة في عدد ضخم، ضاق به المكان بما رحب واضطر بقية المصلين إلى أداء الصلوة في المدرسة المجاورة له.

عندما دخلتُ المسجد، كان الإمام يخطب والمصلون كانوا يستمعون لخطبته كأن على رؤسهم الطير. جلست وأصغيت إلى كلامه وتراءى لي في أول الأمر أن السيد الإمام قد تناول اليوم في خطبته الموضوع الأكثر إلحاحًا وأهمية للمجتمع الإنساني وكان الشباب المعاصر وحياتُهم اللاهية وانحرافاتُهم اليومية وانجذابهم كالمغناطيس إلى الهواتف الذكية واستخدامهم إياها لأغراض تافهة خسيسة وتورطهم في ألعاب الفيديو وخاصة في تطبيق دريم اليوان بشكل مهووس، ثم اختبارهم حظوظهم عليه وطمعهم في الحصول على مصادر الرزق بشكل مجاني وبالتالي انشغالهم بلعبة كالقمار، تاركين صلوة التراويح ومضيعين أعز أوقاتهم وأثمنها ربحًا وحسنةً، هذا كله كان نقاط بارزة لخطبته اليوم. وما أشدَ المجمتمعَ الإنساني-بله المجتمع المسلم- حاجة إلى مثل هذه المواضيع اليوم، لذلك بدأت انجذب إليه وتأثرت به تأثرا شديدا ووقع في نفسي مكان السيد الإمام موقعًا حسنًا. ومما يميز إمام المسجد الجامع لقرية مسلم فور من غيره هو أنه مرهف للغاية وواع جدا لمستجدّات العصر ومطلع على مشاكل وقضايا، يمرّ بها المسلمون في الهند الراهنة، إضافة إلى كونه عالمًا متخرجًا في إحدى كبريات المدارس الإسلامية في شبه القارة الهندية، التي يعرف متخرجوها بصلابتهم في التعبير عن الدين ومقوماته واستمساكهم الشديد بها، مهما كان الوضع ولهم فضل رائد ومشهود في نشر الدعوة الإسلامية في أنحاء البلاد من أقصاها إلى أقصاها. ولذلك يبدو حديثه مشوقًا ومفيدًا للمستمعين والمصلين.

كان الإمام يواصل الخطبة وشعرت فجأة بأنه انتقل على غير المعتاد من موضوع غواية الشباب المعاصر إلى موضوع آخر، مسّه وأثّر عليه شخصيًا، موضوعِ التقلّص التدريجي من مكانة العلماء وحفظة القرآن الكريم في نفوس عامة المسلمين، حيث صرف عنان خطابه إلى ضرورة وجود الطبقية المبرّرة في المجتمع المسلم وأراد منه وخاصة من أعضاء لجنة رعاية شؤون المسجد أن يعاملوا موظفيها وخدامَ المسجد كلاً حسب رتبته. فالإمام أرفع درجة من المؤذن، ولوكانا متفاوتين في كمية العمل. صحيح أن المؤذن أكثرُ استخداما لأوقاته من غيره في شؤون المسجد وأثقلُ مسؤولية بالنسبة لغيره، لكنه أقلُ تعبًا من الإمام فيما يتعلق بمعنويات الأمور، لذلك هو لايستحق من الأجور والرتب والعلاوات أو التحفيزات مايستحقه الإمام. ثم صرح الإمام بقوله إنه ما عومل معه في البارحة وما أعطي له من تحفيز عوضًا عن ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح هو يعتبر إهانة له ووصمة عار لأعضاء لجنة رعاية شؤون المسجد وأعلن في نفس الوقت أنه يمكن أن يتخلى عن مسؤولية إسماع القرآن في صلاة التراويح في المسجد الجامع من العام القادم.

والعجب كل العجب، بل من المفارقات المضحكة أن الإمام كان يقول ذلك اعتقادًا بأنه يجاهر بالحق ولا يخاف فيه لومة لائم ويتظاهر بأنه لا يقول ذلك طمعًا في المال بل الغرض من ذلك كله أن يعترف المجتمع المسلم بالفرق بين مكانة الإمام والمؤذن. كنت في الحقيقة سئمت كمصلٍّ مستمع للخطبة طولَ خطبته وتشتتَ أفكاره وخوضه في مثل هذه القضايا التافهة وخشيت أن يحدث أمر أو يصدر قولٌ من مصلٍّ كرد فعل على صبيانية الإمام المحترم.

وفعلا حدث ما خشيت. فما ان انتهى حضرة الإمام من خطبته وجلس على منبر المسجد، استعدادا للخطبة المأثورة، قام أحد المصلين ونقده نقدا لاذعا، بل أنّبه أشد تأنيب ورفع احتجاجه الشديد على خطبته، ثم بدأ التراشق بالكلام بين الإمام والثائر وطالت المشادة بينهما بشكل امتد سرطانُه إلى بقية المصلين، بدءاً بمن كانوا جالسين في الجزء الداخلي من المسجد، مرورًا بالحاضرين في البهو وانتهاء بالموجودين في الصحن. كنت قمت في الصحن لأداء صلوة السنة قبل المكتوبة، اذ شعرت بالفوضى والضجيج ووقوع الناسُ في حيصَ بيصَ فتفرقت الصفوف وتشرذمت وانقسم أصحابها إلى طوائف مختلفة، بعد أن كانوا كالجسد الواحد، متحدين ومتراصين، ولكن بعض كلمات الإمام غير الناضجة ثم ردّ الثائر المهان عليها جعلاهم متصارعين مندفعين، يندفع المتخلِّفُ إلى الأمام ويتقهقر المجلِّى إلى الوراء. أما الجالسون في الوسط، فهم بدأوا يخوضون في أحاديث، بعضهُم يبرر الإمامَ في موقفه ويخطئ الثائر في سلوكه، وآخرون يدافعون عما فعله المصلي وينددون بخطبة الإمام ويَعتبرون أجزاءها في غير موضعها.

احتدّ النقاشُ والصراع بالناس وتفاقم وتأخَّرت الخطبةُ المأثورة والجماعة وسيطر إحساس شديد بغياب التربية الاجتماعية ونقص الوعي بالتنظيم والتنسيق بين المصلين وأمة المصلين خاليةٌ تماما من روح التسامح والتضامن وأن هدف الجماعة والحياة الاجتماعية لم يصل إلى شغاف قلوب المسلمين وأنهم أمة مقلِّدة أكثر من أمة مبدعة وشعب، ما أشدَّه بعدًا عن الحياة العملية الاجتماعية البناءة،  حتى سنحت لبعضهم فرصة للاستنتاج بأن كل ما يحيط بهم اليوم من الظروف المعاكسة وتعرضهم للاضطهاد، يرجع معظمُه إلى التقصير الذاتي الداخلي وأنهم إذا أرادوا لهم استعادة العزة والشرف والكرامة، فعليهم أولاً أن يصلحوا أنفسهم ويحدثوا في نفوسهم صلاحية التعليم الاجتماعي ويتعلموا كيف يعيش المجتمعُ المتحضر حياته الاجتماعية ويهتموا بالداخل أكثر من اهتمامهم بالخارج.

وأخيرا، بعد برهة من الزمان، سكنَ الضجيجُ وشملَ الهدوء وبدأ أذان الخطبة، تليه الخطبتان ثم أمَّ الإمام المصلين لصلوة جمعة الوداع بسلام ورَفع يده للدعاء واقتداه المقتدون وتضرعوا وابتهلوا إلى خالق الكون فيها ولكن لم يكن ليمر ذلك بسلام أيضا، فإن هذا الحادث المؤلم أثر على نفس الإمام تأثيرًا، سهَّل له المسافةَ الطويلة لوظيفته للإمام أثناء خطبته وصلاته وفرضَ عليه أن يتخذ لنفسه قرارًا، إما أن يبقى على وظيفته ويصبر على الضيم والظلم المزعومين أو يحفظ لنفسه ماءَ وجهه ويقدم الاستقالة ، مخبرًا اللجنةَ بان تُرتب للمسجد الإمامَ الجديد من اليوم نفسه وغيرَ مبال بالفتيلة التي أشعلها في خطابه المتسم بالجرءة المفرطة والمفعَّم بالحتمية غير الضرورية. فضَّل الإمام الخيار الثاني على الأول وترك المصلين يبقون على تشرذمٍ وتشتتٍ فكرًا ورأيًا ومجالَ الحديث حول هذا الموضوع مفتوحا وواسعاً.               

 


[1] الوظيفة: اختصاصي سابق في دعم صحة الحساب، شركة أمازون، فرع الهند

عنوان البريد الإلكتروني: anwar12nadwi@gmail.com

 

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal