مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

صوبور

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 1، العدد 2
April 01, 2022
1083 


صوبور

حكاية شعبية بنغالية *

ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي**

------------------------------------------

كان هناك تاجر في قديم الزمان، وكانت له سبع بنات، ذات يومٍ، سأل التاجر بناته السؤال التالي: "مِن حظ مَن أنتن تحصلن على أرزاقكن؟" أجابت الكبرى: "أبتاه، أنا أكسب رزقي بفضل حظك.." وتكررت الإجابة ذاتها من البنت الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة. أما السابعة وهي الصغرى فأجابت: "أنا أحصل على قوتي بفضل حظي أنا".

غضب التاجر من إجابة ابنته الصغرى غضبا شديداً، وقال لها: "ما دمت جاحدة، إذ قلت إنك تكسبين رزقك بحظك أنت.. فأريد أن أرى ما الذي ستفعلينه بوحدك. عليك أن تغادري منزلي فوراً من دون أن تأخذي معك روبية ولا بيسة".

دعا التاجر بعض خدمه وأمرهم بأن يأخذوها ويتركوها وحيدة في الغابة الكثيفة. توسلت البنت بإلحاح أن يسمحوا لها بأن تأخذ معها صندوق شغلها الذي يحتوي على إبرة وخيوط، فسمح لها بذلك. عندئذ ركبت المحفة وحملها الحمالون على أكتافهم وساروا نحو الغابة. ورأت عجوز هذا المنظر فقالت لهم: "توقفوا...! توقفوا...!" والمرأة هي مربية البنت الصغرى للتاجر، اقتربت منهم ونظرت إلى المحفة، وقالت لهم: "إلى أين تأخذون ابنتي؟".

ردّ الحمالون: "أمرنا التاجر بأن نأخذها إلى وسط الغابة ونتركها وحيدة هناك ونحن ننفذ أمره".

قالت العجوز:" لا بد لي أن أذهب معها".

و"كيف يمكنكِ أيتها العجوز أن تلحقي بنا ونحن نسرع في خطانا".

أصرّت العجوز وقالت: "لا بد أن أذهب مع ابنتي على كل حالٍ".

توسّلت العجوز إلى الفتاة التي رضيت بأن تأخذ العجوز معها في المحفة، وعند الظهيرة وصل الحمّالون إلى غابة كثيفة، وتوغلوا في أعماقها، وعند الغسق وضعوا الفتاة والعجوز تحت شجرة ضخمة وعادوا من حيث أتوا.

نشأت ابنة التاجر في ظل الترف والنعيم منذ أربعة عشر عاماً، وها هي الآن هنا عند غروب الشمس في قلب غابة كثيفة مترامية الأطراف، لا تملك روبية واحدة، وليس لها أنيس ولا جليس إلا تلك العجوز الواهنة في هذه الغابة الواسعة المترامية الأطراف، حتى أن أشجار الغابة نظرت لها بإشفاق وترحم، وامتزجت دموع الشجرة الباسقة، التي وُضعت السيدتان تحتها، بدموع العجوز وهي تقول لها: "يا للفتاة التعيسة.. كم أشعر بالإشفاق عليك، وقريبا ستخرج الحيوانات الوحشية من أوكارها وتشرع في التجول باحثة عن فرائسها، وبالـتأكيد ستلتهمك أنت ورفيقتك. لكنني أستطيع أن أساعدكما، سوف أصنع لكما فتحة في جذعي، وعندما تريان الفتحة، ادخلاها، وسأغلقها فور دخولكما، وستكونان بأمان وسلامة، ولن تستطيع الحيوانات أن تمسّكما".

وفي الحال انشقّ الجذع لتظهر منه فتحة، فدخلت الفتاة والعجوز الفتحة وعادت الشجرة إلى وضعها السابق. ولما حلّ الظلام، خرجت الحيوانات الوحشية من مخابئها، كان النمر المفترس هناك والدب الشرس ووحيد القرن ذو الجلد الغليظ والدب الأشعث أيضاً، والفيل العملاق، والجواميس المقرنة، كل هذه الحيوانات أخذت تتجول حول الشجرة وتصدر أصواتها المرعبة لأنها قد شمت رائحة الدم البشري.

سمعت الفتاة والعجوز دمدمة الحيوانات وهما بالداخل، أخذت الحيوانات تخبط أجسامها بالشجرة، وتسلقها بعضها فتكسرت بعض فروعها، كما كانت الحيوانات تحاول أن تغرز قرونها في جذعها، وتخمش بأظافرها لحائها، لكن ذلك كله لم يُجدها نفعاً، وبقيت الفتاة والعجوز بأمان وسلامة.

وعند الفجر تفرقت الحيوانات، ولما طلعت الشمس، قالت الشجرة الطيبة: "أيتها الفتاة، لقد غادرت الحيوانات الوحشية إلى أوكارها بعد أن آذتني إيذاء شديداً، لقد أشرقت الشمس وتستطيعان الآن أن تخرجا". قالت الشجرة هذا وانفلقت، فخرجت الفتاة والعجوز، وشاهدت ما عبثت به الحيوانات بالشجرة وما حولها، كان الكثير من فروعها قد تكسر، وكان الجذع قد طعن في أكثر من موضع وتقشّر اللحاء وخدش في مواضع عدة.

قالت الفتاة للشجرة: "أيتها الأم الطيبة! لقد كان عطفا منك أن منحتنا المأوى وتعرضتِ أنتِ لكل هذا الأذى، ولا بد من أنك تتألمين كثيرا بسبب ما أصابك من الحيوانات الشرسة من أذىً ليلة أمس".

قالت الفتاة ذلك وذهبت إلى البركة الواقعة بالقرب من الشجرة وأحضرت منها كمية من الطين وأخذت تضمّد بها جراح اللحاء والندوب التي أحدثتها القرون. وبعد أن فعلت ذلك، قالت لها الشجرة: " شكرا لك يا ابنتي.. لقد شفيتُ الآن وذهبت آلامي وأوجاعي، ولكن قلقي عليكما أكثر من قلقي على نفسي، لا بد أنكما جائعتان، إذ لم تأكلا شيئا منذ البارحة. وما الذي أستطيع أن أقدمه لكما؟ ليس لديّ ثمرة لأمنحكما، اعطي العجوز أي مال تملكينه لتذهب به إلى المدينة القريبة وتشتري بعضاً من الطعام".

قالت الفتاة: "ليست لدي أية نقود". وبدأت تبحث في صندوقها فوجدت خمسة أصداف يمكن أن تُستخدم محل النقد.. طلبت الشجرة حينها من العجوز أن تذهب إلى المدينة وتشتري قليلا من العصيدة. ذهبت العجوز إلى المدينة وقالت لصاحب المطعم:" أعطني لو سمحت قليلا من العصيدة نظير خمسة أصداف هذه".

ضحك صاحب المطعم وقال لها: "هل تظنين أنك بخمسة أصداف تستطيعين أن تشتري العصيدة؟".

ذهبت العجوز إلى مطعم آخر، وظن صاحب المطعم أن العجوز لا بد أنها في حالة بائسة، فأشفق عليها وأعطاها كمية كبيرة من العصيدة مقابل الأصداف الخمسة.

              حين عادت العجوز إلى الغابة ومعها العصيدة، قالت الشجرة للفتاة: "فلتأكل كل واحدة منكما قليلا منها، ثم احتفظا بما يزيد على النصف، وانثرا الباقي على حواف البركة كلها". فعلت الفتاة كما نصحتها الشجرة، مع أنها لم تدرك سبب طلب الشجرة نثر العصيدة على حواف البركة.

ولما جُنّ الليل، دخلت الفتاة والعجوز إلى فتحة جذع الشجرة كما فعلتاه البارحة، أقبلت الحيوانات المفترسة كما فعلت من قبل، وراحت تطوق الشجرة وتهاجمها بشراسة كما فعلت في الليلة السابقة، وفي أثناء الليل وقع حادثٌ غريب على حواف البركة حيث رأت الفتاة والعجوز النتيجة صباح اليوم التالي. أقبلت إلى البركة مئات من الطواويس ذات الريش الباذخة لتلتقط عصيدة الأرز التي نثرتها الفتاة والعجوز، وفي أثناء مجاهدتها لالتقاط حبات الرز سقط الكثير من ريشها على الأرض. وفي الصباح الباكر، نصحت الشجرة السيدتين بجمع الريش معا، ومنها صنعت الفتاة مروحة جميلة.

أُخذت العجوز المروحة إلى المدينة ومنها وصلت إلى القصر حيث أعجب بها ابن الملك أشد الإعجاب ودفع لقاءها مالاً كثيراً.

وفي كل صباح، كان يُجمع الكثير من الريش، وتُصنع منها مروحة وتُباع كل يوم، ولم يمض وقت طويل حتى صارت السيدتان ثريتين، عندئذ نصحتهما الشجرة الطيبة بأن توظفا رجلا ليبني لهما بيتا تسكنان فيه، فقُطعت الأشجار لعوارض السقف وروافده وجُهزت التجهيزات الأخرى وصُنع الطوب بخبز الطين، وخلال أشهر بُنيت دار فخمة أشبه بالقصر لابنة التاجر ومربيتها العجوز، ورأيا أن من الأفضل أن تُمَهّدَ الأرضُ المحيطة بالدار وتُصْنَعَ حديقة وتُحفر بركة للمياه حول القصر.

في هذه الأثناء قطبت إلهة الثروة في وجه التاجر وزوجته وبناته الست، إذ بدّد التاجر كل ثرواته وتراكمت عليه الديون، وبيع منزله وأملاكه لتسديد الديون، واستحال هو وزوجته وبناته إلى معدمين لا يملكون شيئا من المال. وأخذوا يعيشون في قرية قريبة من المكان الذي بنت فيه السيدتان، ابنة الأمير والعجوز، قصرا فخما يجري حوله عمل حفر البركة.

وتمنى التاجر، الذي كان من الأثرياء قبل أيامٍ، أن يجد عملا في مشروع حفر البركة لدى المرأتين الغريبتين في طرف الغابة. قالت الزوجة إنها هي أيضا ستشارك معه في عمل الحفر، وهكذا، وإذ كانت السيدة الغريبة تتفرج من نافذة قصرها على العمال المشتغلين في حفر بركتها، دُهشت أيما دهشة حين رأت أباها وأمها قادمين نحو القصر ربما باحثين عن العمل، فانهمرت الدموع من عينيها لما رأتهما يرتديان أثوابا بالية مهترئة، فأرسلت الخدم في الحال لإحضارهما إلى داخل القصر.

خاف الرجل والمرأة البائسان خوفا شديدا، ووجدا أن البركة صارت جاهزة، وحيث جرت العادة في تلك الأيام أن يقدم قربان بشري عند انتهاء الحفر، فقد ظنا أنهما استدعيا لهذا الغرض، واشتد خوفهما عندما طلب منهما أن ينزعا ثيابهما المهترئة ويرتديا ثياباً جديدة. لكن سيدة القصر الغريبة بددت مخاوفهما قائلة إنها ابنتهما وعانقتهما باكية، حكت الابنة قصة مغامرتها، فأدرك الأب أنها كانت على صواب حين قالت إنها تكسب رزقها بحظها هي وليس بحظ أبيها. ومنحت أباها قدرا كبيرا من المال مكّنه من الذهاب إلى المدينة التي عاش فيها من قبل، ومزاولة التجارة من جديد. 

قرر التاجر أن يذهب بسفينته إلى بلاد بعيدة للتجارة، صعد التاجر إلى متن السفينة، غير أن السفينة لم تتحرك من مكانها، واحتار التاجر ولم يدر ماذا يفعل.. وأخيرا تذكر أنه سأل بناته الست اللاتي كن يعشن معه كلا على حدة، ما الشيء الذي ترغب في أن يحضره لها، لكنه لم يسأل السؤال نفسه ابنته السابعة التي أعادت له الحياة وأحالته ثريا من جديد، فأرسل في الحال رسولا إلى أصغر بناته يسألها ماذا ترغب بأن يجلب لها معه حين عودته من رحلته التجارية.

عندما وصل الرسول، كانت هي مشغولة في أداء الصلوات، ولما سمعت أن رسولا جاء من أبيها، قالت له: "صوبور".. يعني "انتظر".. في اللغة البنغالية، ممكن أن يكون أصل الكلمة عربيا أي "صبرا".

ظن الرسول أنها تريد من أبيها أن يأتي لها بشيء يُدعى "صوبور"، فعاد إلى التاجر وأخبره أنها تريد منه أن يحضر لها "صوبور". تحركت السفينة حالاً، وباشر التاجر رحلاته، متوقفاً في موانئ كثيرة، وكسب ثروات طائلة من بيع بضائعه، وقد ظفر بالأشياء التي طلبتها بناته الست بسهولة، أما "صوبور" هو الشيء الذي ظنّ أن ابنته السابعة طلبته، فلم يستطع الحصول عليه في أي مكان، سأل التجار عند الموانئ عن ذلك الشيء ولكنهم قالوا إنهم لم يسمعوا بشيء كهذا في عالم التجارة. وفي آخر مرفأ، راح يتجول في الشوارع صائحا: "المطلوب صوبور، المطلوب صوبور!".

لفتت النداءات انتباه ابن ملك تلك البلاد الذي كان اسمه "صوبور"، سمع الأمير من التاجر أن ابنته طلبت          "صوبور" فقال إن لديه ذلك الشيء المطلوب، وأحضر صندوقا خشبيا صغيرا، فيه مروحة سحرية وعليها مرآة، وقال له: "هذا هو صوبور الذي أرادته ابنتك".

وجد التاجر بغيته التي بحث عنها كثيراً، وفك مرساة السفينة وأبحر إلى موطنه، وعند وصوله المنزل، أرسل إلى ابنته الصغرى ذلك الصندوق البديع، وهي لا تدري ماذا تفعل، رأت أن تسلّي نفسها بفتح الصندوق الذي أهداه أبوها لها، ولما فتحت ابنة التاجر الصندوق، وجدت فيها مروحة جميلة، وفي المروحة مرآة، هزّت المروحة، فظهر في الحال الأمير "صوبور" أمامها، وقال لها: "أنت ناديتني.. فها أنا هنا.. ما الذي تبغينه؟".

دهشت ابنة التاجر من هذا الظهور المباغت لأمير بهذه الوسامة الرائعة، فسألته من هو، وكيف ظهر هنا.. أخبرها الأمير بالظروف التي جعلته يسلّم الصندوق لأبيها، ثم أخبرها بالسر الذي يجعله يظهر كلما هُزت المروحة، قضى الأمير يومين في منزل ابنة التاجر التي ضيفته وأكرمت مثواه.

 تولّد الحب بينهما ونمى وقررا بأن يرتبطا بسلك الزواج، وعاد الأمير إلى قصر أبيه وأخبره أنه اختار لنفسه زوجة، ورضي الملك والد الأمير، وحُدد يوم الزفاف، دُعي التاجرُ وزوجتُه وبناتُه الست، وعُقد القران، لكن المأساة وقعت على سرير الزفاف، فقد حسدت بنات التاجر الست أختهن الصغرى لما نالته من حظ سعيد، فقررن أن يقضين على حياة زوجها الجديد، كسرن عدة زجاجات وحولن قطع الزجاج إلى مسحوق دقيق ثم نثرنه على الفراش، لم يشك الأمير في وجود أي خطر، فاضطجع على السرير، لكنه سرعان ما شعر بألم حاد في جسمه كله لأن مسحوق الزجاج تسرب إلى جسمه من مسام جلده، ولما صار لا يقر له قرار ولا يهدأ له بالٌ بسبب الألم وأخذ يرتعش من شدة الألم ويصرخ بصوت عال، أخذه خدمه وحراسه بسرعة إلى موطنه.

استشار الملك، والد الأمير "صوبور"، كل الأطباء، وكان الأمير يصرخ ليلاً ونهاراً من شدة الألم، ولم يستطع أحد أن يكتشف المرض فكيف به أن يُشفى، لا يمكن أن يتخيل المرء مبلغ حزن ابنة التاجر، فما إن عُقد القران حتى هوجم بمرض خطير حمله بعيدا عنها مئات الأميال.

              لم تكن ابنة التاجر تعرف بلاد زوجها، لكنها قررت أن تلحق به لكي تعتني به، لبست زي ناسك وتسلحت بخنجر وارتحلت، وما قطعت شوطا طريقا حتى شعرت بالتعب وجلست تحت جذع شجرة لتستريح، وعلى قمة تلك الشجرة، كان هناك عش للطائرين المقدسين، "بهانجاما" و"بهانجامي". ما كانا موجودين في عشهما في ذلك الحين، ولكن طفلَيهما كانا موجودَين في العش. صرخ الطائران الصغيران فجأة صرخة أيقظت ابنة التاجر المنهكة التي رأت حولها أفعى ضخمة ترفع رأسها وتفرد قلنسوتها وتوشك أن تتسلق الشجرة، وفي الحال قتلت الأفعى. هدأ صراخ الطائرين، ووصل الطائران " بهانجاما" و"بهانجامي". ولما وصلا إلى عشهما، أخبر الطفلان أبويهما كيف قتل الناسك الشاب المستريح تحت الشجرة الأفعى، قالت "بهانجامي" لزوجها: "لقد أنقذ الناسك الشاب طفلَينا من الموت، فلا بد أن نقدم له خدمة مكافأة لعمله الطيب". ردها "بهانجاما": "سوف نقدم لها على الفور خدمة، واعلمي أن الشخص الراقد تحت الشجرة ليس رجلا، بل هي امرأة. لقد تزوجت بالأمس فقط من الأمير صوبور الذي بعد ساعات فقط من ذهابه للسرير، تسربت إلى مسام جلده مواد دقيقة من الزجاج المسحوق الذي نشرته أخواتها الحسودات على فراشه. وقد أشرف على الموت في موطنه، وعروسه هي المرتدية ثوب الناسك ذاهبة إليه لتقوم بتمريضه.

 سألت "بهانجامي": "لكن ألا يوجد علاج لمرض الأمير؟".

 رد بهانجاما": "بلى، يوجد، لو أن روثنا الملقى على الأرض هنا وهناك، والذي صار صلبا، اُخذ وسُحق حتى يصير طحيناً، ثم وُضع على جسده بواسطة الفرشاة بعد الاستحمام سبع مرات مع سبعة دوارق ماء، وسبعة دوارق حليب، فإن الأمير سيشفى من دون ريب".

 قالت: "بهانجامي": "لكن كيف يمكن لابنة التاجر المسكينة أن تقطع كل تلك المسافة الطويلة راجلة؟ لا بد أن السفر يستغرق أياما طويلة يكون الأمير المسكين خلالها قد مات". قال "بهانجامي": "سأحمل الفتاة على ظهري إلى مدينة الأمير وأرجع بها شريطة ألا تأخذ معها أي هدايا من هناك".

سمعت ابنة التاجر الحديث بين الطائرين، والتمست من "بهانجامي" أن تأخذها على ظهرها، فوافقت، وقبل أن تصعد إلى عربتها الفضائية جمعت كمية من روث الطور الصلب وسحقته جيدا وركبت على ظهر الطائر العطوف، طائرة في الفضاء بسرعة البرق، وسرعان ما وصلت إلى المدينة التي يقيم فيها الأمير "صوبور".

ذهب الناسك الشاب إلى بوابة القصر، وقال للملك أنه يعرف علاجا ناجعاً يشفي الأمير في ساعات قليلة، نظر الملك إلى الناسك دون حماس، حيث سبق أن استعان بأفضل أطباء المملكة بلا جدوى، لكنه سمح له بأن يجرب وصفته بناء على نصيحة مستشاريه.

طلب الناسك إحضار سبعة دوارق من الماء وسبعة دوارق من الحليب، سكب محتوى الدوارق كلها على جسد الأمير، وبعد ذلك أخذ يضع على جسمه المسحوق مستخدما ريشة حتى غطى كل مسام جلده، ثم صُبت مرة ثانية سبعة دوارق من الماء وسبعة دوارق من الحليب، وهكذا تكرر الأمر سبع مرات. ولما نظف جسد الأمير شفي شفاء كاملا.

أمر الملك بأن تقدم أثمن كنوزه هدية لهذا الطبيب الحاذق، لكن الناسك رفض أن يقبل شيئاً، وطلب فقط خاتما من إصبع الأمير ليحتفظ به كذكرى، أعطى الأمير الخاتم عن طيب خاطره. وعادت ابنة التاجر مسرعة إلى شاطئ البحر حيث كان ينتظر لها الطائر "بهانجامي"، وفي لحظة وصلا إلى شجرة الطائرين المقدسين. ومن هنالك مشت ابنة التاجر إلى منزلها الواقع في طرف الغابة، وفي اليوم التالي، لوّحت بالمروحة السحرية، فظهر الأمير "صوبور" أمامها، وحين أرتهُ الخاتم، بلغت دهشته إلى أقصى مداها، وعرف أن زوجته نفسها هي الطبيب الذي عالجه، اصطحب الأمير زوجته معه إلى قصره في المملكة النائية، وغفر لأخواتها، وعاشوا جميعا سنين طويلة سعداء ومرحين.

 


* حكاية شعبية منشورة ضمن كتاب Folk Tales of Bengal، لمرتبها لال بيهاري داي، والحكايات الشعبية (الفولكلورية)، لا يُعلم واضعوها ولكنها تدخل الذاكرة الشعبية ويتم تناقلها كابرا عن كابر.

** أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية بجامعة عالية، بكولكاتا، وبرز مؤخرا ككاتب غزير الإنتاج.

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal