(1)
( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ )
تمدَّد على صورة وهميَّة وحدَّق في الفراغ .. توهَّم أنَّه عارِفٌ بكُلِّ الأشياء . نكهةالمخفيِّ وبواطِن الوضوح .. وأنَّه يسمع أصداء الصَّمت وآهة الخيال .
غربلَ الأماكن . الأسئلة وصمتَ الأجوبة. حرق نكهة البِداية وحِزمة ضَوءٍ نمتْ في حديقتِه بحركةٍ مِن ظَنِّه . . عارِفٌ لا يعلمُ أنـَّه غيرُ عارف .
(2)
( عَلَى الشَّجَرَةِ )
في البُقعة المُظلِمة ، ضجيجٌ ، بقايا مَزبَلة ، أكُفٌّ تُصفِّق ، وأفواهٌ تُطلِق صوتَها عالياً باتِّجاه قِمةِ الضَّجر .
تدثَّرتِ امرأةٌ بمِعطفِ أوانها الضَّيِّق جِدَّاً ، وفي مِرآةٍ باهتةٍ استدارتْ باحِثةٍ عن مُنقذٍ يُحدِّق معها في تُرابٍ مالح لا يستوعِبُ غرساً .
حين انسكبت دموع المرآة وجوهاً مُشوَّهةً ،، تيقَّنتْ ثمرةٌ بأعلى الشَّجرة أنَّ مرايا القحط لا تعرِفُها ، أو لم تستوعِب إلَّا الثـَّمرَ السَّاقِط أرضاً .
(3)
( لا تَخسَرْ شَيْئاً )
الأخيلة لا تأتي بالنِّداء ، بل تُلامِس الأضلع الرَّطبة ، الأضلُع التي لا تنزلِق بكلامٍ فارغ.
الأضلع التي تصبح لؤلؤةً في مجرَى عيونٍ ساهرةٍ بالعِشق .
والتي لا تخسر شيئاً لو اعترفتْ لذاتها :
- إنَّ الظَّالمَ مَن لا يُراجِعُ نفسَه .
فِكرة ضِلع لم يخسر ذاتَه ، لأنَّه لم يحرِق الصُّور .
(4)
( أَحلامٌ مُهمَلَةٌ )
مسحَ بسبَّابتِه رصيفاً مُمتلِئاً بالحِجارةِ والرَّمل. . لاحظَ برقَ إشارات المرور الخضراء. بخنصره عبث بأحلام ٍمنسيَّة .. لمعتْ إشارة المرور الحمراء ، توقـَّفتْعجوزٌ عن العبور . . حينها . وخزتْه حِجارة مُدبَّبة ونامت في حُضنِه .
مثلما اعتذرتْ مِنه الألوان ، اعتذرَ مِن طفلٍ كانَ له ، لأنَّه لم يعتد قميصاً جديداً صباحَ العيد .
(5)
( أقَلُّ مِنَ المِتْرِ )
طولُها أقلُّ مِنَ المِتر بسنتمترين ، مسحت دموعها بارتجاف أناملِها .،على الأرض خوَّفتْها الاحتِمالات كُلُّها . رُصاصة طائشة ، قذيفة مقصودة ، عبوَّة ناسِفة ،
بائع صغيرات.
مسحتْ خدَّ الخوف مِن دموعه وابتسمتْ لسماءٍ زرقاءَ كما لو أنَّها تلمِس ذِراع أمٍّ . . على الأرض ذاتها ، وفي الثَّانية ذاتها؛ دوَّى صفير سيَّارة الإسعاف وانتشرتْ بُقعٌ داكِنة في السَّماء وبُقعٌ حمراءُ على الأرض
(6)
( كُلُّ شَيءٍ)
يُحِبُّ كُلَّ شيءٍ . يسمع كُلَّ شيءٍ . يفرحُ لكُلِّ شيءٍ . . يحزن بسُرعةٍ لكُلِّ شيءٍ . يهرع مُنقِذاً للحوائط التي نخرها الوقت .
لذا أخذَ مرض السَّرطان منه كُلَّ شيء .. حتَّى مَن يتبرع لإنقاذ نافِذةٍ لا يدخلها إلا العلاج الكيميائيّ .
(7)
(صُورَةٌ )
كما يفعلُ البحرُ،، صمتَ بُرهة ً، أزبَدَ في المِرآة ،، سكنَ ،، ثُمَّ حلُم ببُحَيرةٍ غيرِ مالحةٍ . نفضَ البحر قميصَه وقوَّس المِرآة .. تعكـَّـز على نفسه ، تسلـَّلَ إلى احتمالاته ، وتركَ وجهه مشطورا ، رجلٌ قلبه كالبحر .
۞۞۞