مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

جاري المْجهول

Vol No 1, Issue No 1- مجلة قطوف الهند
January 18, 2022
441 


جاري المْجهول

قصة قصيرة
بقلم: هادي المياح/ العراق

بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيام به، اتصلتْ بي الخادمة وأخبرتني بأن كل شيء على ما يرام. ما جعلني أشعر بأن التجربة التي كُلْفتُ بها واخترت شخصيات حكايتها بنفسي، ستنجح حتما.

كانت الخادمة قد أتمّتْ ترتيب أثاث المنزل، بينما راح السيد (أ،أ) الشخصية المجهولة لدى أهالي القرية، يقف بنفسه على تنسيقه. ولما لم يجد ما يُعلّق عليه، أمرها في التوجه إلى المطبخ للتأكد من جاهزيته، قبل أن يباغتهم أحدٌ ويطرق الباب.

الخادمة تمتاز بذكاء حاد، تجيد إدارة المنزل، ولها أسلوبها الخاص بالتعامل مع الآخرين. أما سيّد المنزل فكان رجلًا نحيلاً، شغلتْ لحيته ثلث وجهه وتجاوزت الرقبة. يعمل بصمت ولا يفضّل كشف هويته لأحد، خلال فترة وجوده المحدودة في القرية.

أما المنزل فكان مناسبًا جدا، ويحتل موقعًا وسط القرية، يشرف على واقع وعادات الأهالي فيها.

لذلك كان خبر سكنه الجديد، قد ذاع سريعًا. اضافة الى ذلك، يبدو أن الذين يراقبونه ويتجسسون عليه كثيرون، من بينهم فتاة جميلة أبدتْ اهتمامًا وحفاوةً من أجل التقرب إليه، لذلك راحت تكرّر مرورها بالجوار لعلها ترى أو تسمع ما يدور في الداخل.

مرّت ثلاثة أيام، ولم يتوصل لمعرفة هويته أحدٌ من أهالي القرية، بما فيهم سائق الأجرة الساكن في الشقة المقابلة له. وجاره بائع الجملة الذي بجواره. أما الفتاة فكادت تختنق هي الأخرى لعدم تمكنها من معرفة سر الرجل.

-بدأت أشعر بالقلق من تلك الفتاة.

قالت الخادمة وهي تُخبرهُ لأول مرة بظهورها، ومراقبتها لهم على مدار الساعة، وكانت قد سمعت انهم يطلقون عليها (مَجَسْ الرّادار)

ضحك (أ.أ) من هذه التّسمية وقال:

- ربما سيكون مصيرنا بيدِ هذا المَجَسْ.

- وماذا نملك نحن غير المكتبة وهذه الكنبة؟ قالت الخادمة.

-وما أدراكِ ما بداخل هذه الكنبة؟ قال ذلك بتهكم وأضاف:

- نحن نملك كل شيء، لكن دعينا من التباهي بما نملك، سواء كانت ثروات أو أسماء وعناوين. ولننتظر حتى نتفرغ للمهمة التي جئنا من أجلها؟

كان (أ.أ) قد بدأ يتوجس من "موقف الأهالي" وتجاهلهم له، خاصة وقد مضت أيام على سكنه. “الحياة تغيرت ونسي الناس عاداتهم القديمة" قالت الخادمة. وتركته وغابت تعدّ القهوة.

فيما ظلّ هو جالساً باسترخاء، وعيناه مفتوحتان. يفكر فيما تخبئ له الأيام. ماذا تريد الفتاة مَجَسْ الرادار منه؟ وكأن الوقت قد بدأ ينساب ببطء، والأشياء من حوله تتداخل مع بعضها وتتحول الى نقاط بيض تتراقص أمامه، ًتراءى له من خلالها جاره سائق الأجرة، رآه بملابس العمل وبقع الدهان:

"أنا جارك…أسكن في الشقة المقابلة وأعمل سائق أجرة…"، واستمر يتحدث من دون توقف. يقصّ عليه صولاته وجولاته ويتباهى بها، مستحوذا على كل وقته وانتباهه.  وكلما أراد السيد (أ.أ) أن يجاريه بالحديث، يقاطعه بحديث مختلف.

عادت الخادمة بكوب القهوة، وتوقفت قليلا قبل أن توقظه، ثم وضعت القهوة أمامه على الطاولة. -كان حلماً مزعجًا -همس مع نفسه وبدأ يرتشف قهوته.

-إذا بقينا نحلم ونتأمل زيارة أحدهم، فسوف لن ننتج شيئاً.

- ما رأيك إذن؟ قالت الخادمة.

-عليك بمتابعة تلك الفتاة ومراقبتها جيدا.

في اليوم الثاني، رأت الخادمة الفتاة تتنقل بين الجارين وتعقد معهم لقاءات غامضة.. وبعدما عرفت مكان لقاءاتها، حاولت بشتى الطرق لتسترق السمع من عند أقرب نقطة. كانت أصواتهم تأتيها وتلتقطها كما يلتقطها مجس الرادار:

"كنت أراقبه من خلال فتحة صغيرة في الحمام، فلم أرَ أحدا سواه عدا الخادمة. من لحظتها صرت أخشى جاري المجهول هذا، وفكّرت أن أبلغ الجهات المسؤولة عنه." قال السائق ذلك.

"رأيت العمال يخرجون كنبة أنتيكة ضخمة أظنهم يخبئون فيها الممنوعات!" قال الرجل بائع الجملة. "

أما الفتاة -ألمجَسْ - فقالت: "علينا ألا نتسرع ونظلم الرجل."

بلغ عند (أ.أ) التوتر مبلغه، بعدما سمع رسائل التهديد المعلنة. وطلب من الخادمة أن تتركه لكي يتدارس الأمر وحده. في ليلتها لازمه قلق واضطراب شديدين. وحين نام بعد تعب، رأى جاره بائع الجملة يزوره. وبدا له عابس الوجه، مكفهرّه. ينظر إلى المكتبة بلامبالاة كما لو أنه غيرُ مكترثٍ بأحد. ثم راح يبعثر الكتب ويرمي بها إلى الأرض.

                                    ••••••••                  

كشف البطل عن بوادر تمرِّده، بإعلانه قرار الانسحاب من عقدة مستفزة، بلغت ذروتها عند مرحلة التهديد واثارة الخوف لديه.

وفي الظهيرة، سمعت الخادمة طرقًا سريعًا على الباب. كان حضور الفتاة المباغت قد أثار فيها الرعب أكثر من سيدها. الذي راح يفكر بما يمكن أن يحققه مثل هذا اللقاء!

للمرة الثالثة يوعز للخادمة بأن تفتح ثم يعود عن قراره. كان يأمل من ينقذه من هذا الحرج. ليس أمامه غير خيارين. ولربما لا يمتلك الوقت الكافي للتفكير بالاختيار..

كان على وشك المغادرة والخروج من المنزل، حين اتصلتُ به أنا وطلبتُ منه أن يتحمل ويستمر فإن: -الفتاة عند الباب إن لم تقابلها فسوف يفشل كل شيء.

رافقتها الخادمة حتى غرفة الاستقبال. ورأيتُ الفتاة "مجس الرادار" تسترق النظر من فوق أكتاف الخادمة. كأنها تريد أن تحقق سبق الرؤية من النظرة الاولى.

-من خلال المكتبة، يبدو أنك متخصٌص بالفيزياء! قالت الفتاة.

-أليس هذا ما قالته لكِ الخادمة؟

همست الفتاة مع نفسها -يبدو أنه يعرف كل تحركاتنا- ومن أجل تغيير الموضوع، قالت:

-لكن قلْ لي هل حقًا الفيزياء مصدر كل العلوم؟

- مع كون العلوم تكمِّل بعضها، نعم. قال بتواضع.

- لكنّ العلماءَ يسابقون الزمن بالاكتشافات.

-وغالباً ما يسبقهم الزمن.

-كيف وهم قدموا الكثير! لا أفهم ما تقول.

-مهما قدّموا، لا يمكن للعالم أن يقدّم كل شيء في حياته.. لذا يأتي غيره ليكمل ما بدأه. ثم إن العلماء ليسوا كلهم ملائكة!

" كلامك فيه الكثير من المغالطات يا أستاذ “هذا ما فكرت أن اردّ به عليه، لكنني استدركت:

- وماذا عن أينشتاين.. والنسبية؟ هل لديك اعتراض عليه؟

-اعتراضي سيكون نسبياً أيضًا، فقد تبدو الفرضيات مثلُ وجباتِ سريعة. وعلى العالِم ألا يصاب بالغرور أو يتباهى!

"ما شاء الله" تمتمت مع نفسها:

"هذا الرجل لا يبدو عليه مدرس فيزياء ولا يميل للعلم والعلماء، لكن لمن كل هذه المكتبة العلمية إذن؟"

أصيبت الفتاة بردة فعل مُخيّبة. انتفضتْ وهي تقول، وكأنها أفاقت من غفوة:

-بالله عليك، حيّرتني يا سيدي! قلْ لي بربك من تكون، وماذا عن هذين الحرفين الأولين من اسمك؟

 

ابتسم السيد (أ،أ) وقال بكل هدوء:

- ألبرت أينشتاين! أنا ألبرت أينشتاين.

حدقتْ الفتاة به بتمعّن، وارتعدتْ فرائصُها من المفاجأة، حتى كادتْ تقع حال سماعها ذلك. وحين خرجتْ، لم تذهب إلى بيتها مباشرة، بل ظلّت تجوبُ الشوارع لفترة، وتقول لكلِّ من يصادفها:

"آينشتاين.. آينشتاين" هكذا مرّتينِ وليست مرّةً واحدة. لكنْ لا أحّدَ من الأهالي يَسمعها أو يهتم بها.

وفي الوقت الذي كانت الفتاة مذهولة بأينشتاين، كنت أنا أشعر بالفخر والرضا من أداء البطل.

 

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal