بعد الامتحان
(القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه في المسابقة الوطنية للقصة القصيرة 2022 التي عقدتها مجلة قطوف الهند)
زبير أحمد ثوكر *
خلال الورقة الأخيرة للامتحان السنوي، دخل مدير المدرسة في غرفة الاختبار وخاطب الطلاب: "اليوم هو آخر يوم الامتحان وهذه هي الورقة الأخيرة لكم وتنغلق المدرسة من 19/ سبتمبر إلى 15/ أكتوبر ولجميع الطلاب إجازة لمدة أسبوعين، وخلال هذه الأيام العبوا جيدا، تجوّلوا وافعلوا ما تريدون." عندما سمعت أنا هذا الإعلان تهلل قلبي فرحا، وبدأت أحلام الذهاب إلى بيت جدتي تتشكل أشكالا خيالية مختلفة في قلبي لأن العطلة في المدرسة بالنسبة إلي تعني الحصول على فرصة للذهاب إلى بيت جدتي.
أكملت الورقة، وقدّمتها إلى المعلم، وحملت حقيبتي وتوجهت إلى البيت بسعادة مع صديقي أويس. عندما وصلت إلى بيتي بعد دقائق كانت أمي قد وضعت الشاي في كوبي. بعدما وضعت حقيبتي في غرفتي وشربت الشاي وأنا واقف دون أن أخلع الزي المدرسي صرخت بصوتٍ عالٍ لأمي: "أمي! أمي! أنا ذاهب، سألعب في الملعب مع أويس وسأعود مساءً.
كانت والدتي في المطبخ فخاطبتني من هناك: " يا بني! اخلع أولاً زيّ المدرسة وإلا ستتسخ أثناء اللعب في الملعب."
تجاهلتُ كلمات والدتي هذه، ركضت على الفور وتوجهت نحو الميدان.
بعد اللعب مع الأصدقاء لبعض ساعات، عندما ساد الظلام تركنا اللعب وعُدت إلى بيتي مع أويس. في الطريق ونحن نمشي سألني أويس:"أين تُخطط أن تقضئ عطلتك هذه المرة؟ أخي! أنا ذاهب إلى منزل خالتي في سريناجار وسأقضي عطلتي هناك."
أجبت: "أخي أنا أيضا ذاهب إلى بيت جدتي. أولًا سأستمتع هناك وسأساعدهم في قطف التفاح."
أثناء حديثنا هكذا، وصلنا إلى بوّابة بيت أويس. تعانق بعضنا البعض وافترقنا إلى اللقاء؛ وأنا عدت إلى بيتي.
بمجرد دخولي البيت، خاطبتني أمي بغضب وقالت: "لماذا ارتديت الزي المدرسي في اللعب؟ قلت لك أن اخلع الزي المدرسي ثم اذهب، ولكنك لم تسمع لي، أنت تقذر الملابس وعليَّ أن أغسلها.
ظللت أستمع إلى توبيخ والدتي بهدوء شديد، فجأة وجدت في كلامها لينًا وهي تقول: " اذهب الآن واخلع الزي، وارتد الملابس الأخرى التي هي على الطاولة."
استحممت وغيرت ملابسي واتجهت نحو المسجد لصلاة المغرب. بعد الانتهاء من الصلاة، عدتُ على الفور إلى البيت، وتكلمت مع والدتي عن الذهاب إلى بيت جدتي. قلت: "إن امتحاني قد انتهى والآن هناك إجازة لخمسة عشر يوما. تحدثي مع أبي وأستأذنيه بالذهاب إلى بيت جدتي.
فردت عليّ: " لا إطلاقًا، أنت تأخذ إجازة لمدة يومين ولكنك تأتي بعد أسبوع. فيوبخني والدك، لذا عندما يأتي والدك تحدث أنت مع والدك. أنا لن أتكلم معه في هذا الأمر."
أوشكت أن أجعلها توافق علي إذ طرق الباب.
فتحت الباب إذا به والدي، سلمت عليه، رد على السلام ثم سألني: "يا بنيّ! كيف كانت الورقة اليوم."
حنتُ رأسي وقلت بصوت منخفض: "جيد"
قال أبي بقدر من الشدة: "هل ستنجح؟ "
أومأت برأسي وقلت: "نعم إن شاء الله."
وقال أبي أيضًا "إن شاء الله" وذهب إلى غرفته.
بعد مرور بعض الوقت، حضَّرت أمي الطعام، وقالت لي، "اتصل بأبيك"
نهضت للاتصال بوالدي لكن كنت أشير إلى والدتي للتحدث مع والدي بشأن الذهاب إلى منزل جدتي.
جاء أبي وبدأنا نأكل الطعام. كنت آكل الطعام بصمت وأنظر إلى أمي حينًا لآخر. نظر أبي إلي وسأل: "ما بك؟ لماذا تنظر إلى أمك هكذا؟"
قبل أن أقول أي شيء نطقت أمي: "كان يقول إنه سيذهب إلى بيت جدته خلال هذه العطلة."
نظر أبي إلي وقال: " هل من الضروري الذهاب إلى بيت جدتك كل يوم؟ ابق في المنزل واقرأ وساعد أمك في الأعمال المنزلية."
بعد ذلك كانت هناك لحظة صمت، لكن بعد بضع ثوانٍ، قال أبي أسمحك فقط بثلاثة أيام. يجب عليك أن تعود إلى المنزل بعد ثلاثة أيام مع ابن عمك شمس عارف لبضعة أيام.
بمجرد أن سمعت كلام أبي، بدأت أقفز فرحًا.
ظهرت ابتسامة صغيرة على وجهي، ونظرت أمي إليّ ورأتني مبتسما فتبسمت، وتبسّم أبي أيضًا.
**********
* باحث الدكتوراه، قسم اللغة العربية، جامعة بنارس الهندوسية، فاراناسي، الهند.
ماشاء الله يا أخي العزيز ألف مبارك لك ،اجتهد هكذا بعد ستنجح كل مراحال بارك الله في علمك وصحتك جزاك الله كل السعادة في الدنيا والاخره