مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

في كل سنبلة مائة حياة

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 1، العدد 4 (عدد خاص بمشاركات مسابقة القصة القصيرة الوطنية 2022)
December 29, 2022
342 


في كل سنبلة مائة حياة

(القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه في المسابقة الوطنية للقصة القصيرة 2022 التي عقدتها مجلة قطوف الهند)

" د. توصيف الرحمن *

كان الموظفون يصادرون الأثاث، ويقلبون الأواني، ويطرحون الملابس والأزياء كالطفل الغضبان الذي يقذف كل ما يجد أمامه، وهي تئن أمامهم قائلة: "اعفوا عنا أيها السادة، أطلقوا سراح زوجي.. سندفع عاجلا.. سندفع.. سامحونا أيها السادة.. سندفع.. ضمّت يديها رافعة إلى الصدر وجلست إلى أرجلهم باكية "سامحونا أيها السادة.. سامحونا.. أين نذهب إن لم يكن لدينا هذا البيت الوحيد..". ثم غطت وجهها بيديها وبدأت تشتكي إلى ربها: أين رحمتك يا مولاي؟ غشينا المقرضون فجأة، وسجنوا زوجي.. لقد سئمنا من هذه الحياة البائسة الكليلة".

إنها كانت نائمة أيقظتها رؤيا مخيفة ففزعت من منامها، وتحولت إلى زوجها فلم تجده في مكانه. هرعت إلى الخارج وهي تنادي: "جاسي.. جاسي.. أين أنت جاسي..". لم تسمع أي صوت في البيت ولا ركزا فهرولت إلى الغرفة النائية ودفعت الباب فوجدته مغلقا من الداخل. طقطقت مرة بعد مرة وهي تنادي باكية "جاسي.. جاسي.." حتى خرت مغشيا عليها.

أتى "نوجوت" من المدينة قبيل الضحى، ودخل البيت فرأت أمها على الأرض. سعى إليها صاحيا "أماه.. أماه.." فوجدها جثة لا تتحرك. اندفع نوجوت بالبكاء، ونادى أباه. ورفع جثة أمه باكيا ليضعها على السرير فساعده صديقه الذي أتى من المدينة. سمع الجيران نحيب الشاب فأقبلوا إليه وبدأوا يصرخون متسائلين أين أبوك "جاسي"، لم نره اليوم. قال لهم نوجوت متسائلا: أين هو؟ أنا لا أدري، قبل قليل أتيت من المدينة فوجدت أمي ميتة. ثم هرعوا إلى الغرف الأخرى يفتشون عنه فلم يجدوه في أي مكان. ولما وصل "نوجوت" إلى الغرفة الأخيرة حيث وجد أمها على الأرض دفع الباب فوجده مغلقا.

تقدم الناس إلى الباب فانفتح بعد دفعات شديدة لكن المنظر كان مروعا للغاية. كان المرء معلقا بالمروحة كما تعلق الزهرة الذابلة تلطمها الرياح يمينا وشمالا. ارتفعت الأصوات بالنحيب والنياح "مات عزيزنا.. أهلكه الموظفون.. اللعنة عليهم.. كلنا سنموت.. لن يترك هؤلاء الأبالسة أحدا منا.. اليوم فلان.. وغدا نحن..".

كانت الأسرة مكونة من أربعة أفراد؛ الوالدان، والولدان؛ "لكشمي" و"نوجوت". تزوج "جاسي" بامرأة بائسة تنتمي مثله إلى أسرة فقيرة، لكنه كان يعيش سعيدا مع زوجته، ويعمل كدّاً في حقوله من الفجر إلى المغيب لا يمتلك ثورا للحرث، ولا موطورا للسقاية. وبجهوده المضنية طول النهار كان يخر في المساء مغشيا عليه لشدة التعب وقسوة الأحزان التي أصابته بعد فترة من الزواج.

مضت أيام وانقضت ليالٍ بين قسوة الفقر، وشدة الشمس والجدب حتى حل موسم الأمطار، وكاد أن يرحل من غير غيث ولا وابل. وكادت الأرض أن تنفطر لكن الجهود الجبارة مع الأمل الذابل ذبول الزهرة مهدت سبيل "جاسي" أن تتفتح النورة فيما أنبتته الأرض الصخراوية. نزل الغيث في بداية شهر سبتمبر حينما ارتحل شهران من موسم الأمطار. واستمر الرجل في جهوده، فكان يحرث حقله وينبت فيه أنواعا من النبات، وفي الليلة الظلماء ينير بيته بالحب والوداد ليكون عامرا بالأطفال.

وفي إحدى الليالي المقمرة من الربيع كانت القابلة تسعى من غرفة إلى أخرى، وتطلب من "جاسي" بين آونة وأخرى أن يحضر بعض نسوة من الجوار وبعض الثياب والماء الساخن والمساحيق. اجتمعت النسوة بعد قليل وأحضرن كل متاع للقابلة بينما كان جاسي يمشي خارج الغرفة، ويجلس ويسأل، ويعلو وجهه أشباح من التفكير والمسرة. كانت المرأة تبكي وتئن، وفجأة ارتفع صوت البكاء، وعلا معه صوت بكاء الوليد، فتهلل وجه جاسي وخر ساجدا أمام إلهته.

رزق جاسي طفلة سماها "لكشمي" متفائلا بإلهة "لكشمي" أنها ستجلب للأسرة رزقا وفيرا وسعادة دائمة، وبالطبع كانت الطفلة سعيدة الحظ، ترعرعت في ظل أبويه اللذين كان ظلام الفقر ينقشع عنهما يوما فيوما. وبمرور الأيام أخذت الطفلة تنمو وتكبر حتى بلغت في العاشرة من عمرها تساعد أباها في الحقل، وأمَّها في البيت تربي شقيقها الذي كان يصغر منها أربع سنوات. كما كانت هي تتعلم الحياكة وصنع الطعام مكان القراءة والكتابة، وكل ما تعلمته قراءة وكتابة هو الحروف الأبجدية البنجابية.

ذهب جاسي مع امرأتها وابنتها إلى المصرف آملا أنه سيقرض مبلغا من المال يكفيه لزواج ابنتها، ولشراء بعض الآلات للزراعة. وقد طرد من المصرف أنه لا يوجد لديه متاع أغلى من المبلغ للضمان فإما أن يقتنع بالقليل، وإما أن يعود خائبا. أطرق المرء هنيهة وعاد إلى الشباك أنه مقتنع بالقليل الموعود ليساعده في زواج البنت ولو قليلا. أعيد المرء ثانية وثالثة ورابعة أن ينتظر في الخارج حتى يدعى اسمه، وهو يقضي سويعات الانتظار بين الأمل والوجل حتى دعي إلى الشباك حينما اصفرت الشمس وأعطي المبلغ القليل الذي كان يسخر منه على فقره وافتقاره. عاد المرء مع أهله ووصل إلى البيت بعد أن أضاع يوما كاملا من العمل.

لم يبق لجاسي أن يبيع جزءا من حقله ليكمل به أهبة زواج ابنته الكبرى، بينما كان خطيبها يسألها مبلغا عظيما من المال. وأخيرا إنه باع الجزء الأكبر من الحقل لإكمال الزواج ولئلا يفرّط شيئا في حق ابنته. واقترب الموعد، وغمر السرور على وجه كل من الوالدين والأولاد أن "لكشمي" ستتزوج بعد يومين، لكن جبين المرء كان يتصبب عرقا من الحزن الذي أصابه لأجل الاقتراض وبيع الحقل الموروث عن أبيه وجده. أخفى الأب كآبته عن الناس، ووضع يمينه على رأس ابنتها يباركها بالزواج والسعادة طول حياتها.

جاء يوم الزواج والناس كان يغمرهم النشاط والسرور، يمتعون ألسنتهم بأنواع من المآكل، ويريحون أرواحهم بإضاعة شطر مما تناولوها في صحفهم. والعريس كان في مقعده يبتسم على استضافة رحيبة، وصهره "جاسي" كان يبادله بابتسامة خفيفة، غير أنهما كانا يفكران في المقولة الجبرانية "إنما الزيجة في أيامنا هذه صفقة رابحة". كان المعطي يفكر أنه اعتصر قلبه لسعادة ابنته فهل يرضى زوجها وأهله؟ والآخذ كان يفكر أنه هلا ازداد في السؤال ليرتوي بهذا الماء العذب. وفي مساء اليوم ودع المرء ابنته باكيا على فراقها الأليم، وعلى إنهاء حفلة الزواج بالنجاح المرير.

وفي اليوم الثاني من الزواج، أتى موظفان من المصرف للإخطار باقتراب الأجل، وإنذار المرء من عوائد التأجيل. أسرع المرء إلى المصرف آملا أن يمهله المصرف بتمديد الأجل، وبين لهم أوضاعه القاسية، وأنه في حاجة ماسة إلى تمديد الأجل ليفك رقبته من القرض المودي بحياته لأنه باع الجزء الأكبر من حقله. إن الموظفين في المصارف الحكومية كالعميان يدركون كل شيء، لكنهم لا يفقهون شيئا، ولو فقهوا لأصبحوا مثل أولئك المستقرضين البائسين الذين يضمون أيديهم أمامهم يلتمسون ويئنون. وهكذا أخرج "جاسي" كل ما في جعبته من سهام البكاء والالتماس حتى غدت خالية.

عاد المرء إلى بيته صفر اليدين، وهو يزحف في الطريق كمن تشللت رجلاه، يقف مرة في الشارع يتفكر في أولاده، ويسير مرة أخرى ليوصل جسده التعبان إلى البيت. "كيف عملت في حقلي منذ عشرين سنة لم أدخر شيئا من المال، ولم أُربِّ أولادي تربية صالحة. لم يتقو ابني فيعمل في حقول الآخرين، ولا اكتسبت امرأتي شيئا بإبرته كافيا لتعليم الابن الوحيد. أنى لي الخروج من هذا المأزق الأليم، وأنى لي الفرار من هذه المأساة. كيف أواجه أسرتي وماذا أقول لهم أن أباكم في خسران مبين، لم يكتسب شيئا حتى استقرض من المصرف، وباع حقوله الموروثة أبا عن جد. أ بالدخل المحدود من منتجات الحقل الصغير أدفع القرض، أم أعمل أجيرا في المساء في إحدى متاجر المدينة؟ ومن يتيحني فرصة للعمل؟ وإلى متى أعمل من غير طعام فأدفع؟ يقولون إن المتاجر لا يدفعون الراتب فورا، ولا يحق للعامل أن يطلب أجرته من غير تمام الشهر، فكيف أدفع.. كيف أدفع.. كيف..". كاد المرء أن يخر على الأرض لأجل التفكير وتتوالى الأحزان، واسود العالم أمامه فجلس تواً في ظل شجرة، والمارة كانت تنظره بنظرة استعجاب، وما مضت لحظات حتى خر مغشيا عليه فهرع إليه من كانوا يعرفونه.

أفاق المرء بعد قليل حينما رشوا عليه الماء، وأوصله رجل منهم إلى بيته. وكانت امرأته تذهب إلى الحقل لتأتي ببعض الخضار وتصنع الطعام إذ رأته برفقة رجل آخر فهرعت إليه سائلة: ماذا حدث؟ ماذا قالوا؟ جاسي لماذا لا تتفوه؟ قاطع الرجل المرافق كلامها قائلا: "إنه خر مغشيا عليه في الطريق فرأيناه وساعدناه، ورافقته إلى هنا لئلا يصاب بمكروه". فزعت المرأة وبدأت تئن سائلة: "ماذا أصابك جاسي.. أنت كل شيء لي، أنت روحي وحياتي.. سآتي إليك بالماء.. اغسل وجهك واشرب قليلا.. وبعد هنيهة وصلوا إلى البيت فأتت هي بالماء، وأجلسته أمام الفناء، وغسلت وجهه ورجليه، وناولته الإناء ليشرب قليلا.

بدأت المرأة تنظر إلى زوجها متسائلة متفكرة لكن المرء وقف صامتا ساكنا لعله لا يجد في نفسه قوة للكشف عن الحقيقة، وكان ولده يريحه بمروحة يدوية. وبعد أن مضى نصف ساعة ذهب المرء إلى داخل البيت فرافقته زوجته، ومدد جسده على الفراش يريد أن ينام ليريح قلبه وذهنه من شدة الأحزان المتتالية التي كانت ترهقه وكادت أن تفجر خلايا دماغه. كانت المرأة تساعده في صمت وسكون رهيب، وتخلل رأسه بأناملها لتخفف أحزانه فيخبرها عما حدث.

جاء الولد "نوجوت" إلى أمه يستأذنها أنه يذهب إلى الحقل ويعمل هناك فلا تقلق عليه. ثم ذهب مع المحراث والدلو إلى حقله، والأولاد ينظرون إليه متسائلين: لماذا إنه يذهب اليوم وحيدا؟ إنه يبدو كئيبا.. أين أبوه؟ هل أصابه مكروه؟ ووصل نوجوت إلى الحقل وبدأ عمله؛ يقلع الأعشاب، ويسدد التراب، ويخرج الماء من البئر حتى أرهقته الشمس رغم اصفرارها فجلس متأنيا يغوص في عالم التفكير: ماذا قال له الموظفون في المصرف؟ أ رفضوا التمديد وعاملوه بسوء وازدراء؟ إن أبي غيور، عفيف اللسان، ليس بذيئا ولا متفحشا، لعلهم هددوه كثيرا فاعتصر قلبه وحزن كثيرا. وبينما هو في هذه الحال، نهض فجأة ليستغيث بصديق له في المدينة.

ذهب نوجوت إلى المدينة، وقص على صديقه ما جرى مع أبيه فاعتزم زيارته صباح اليوم التالي، فتهلل وجه نوجوت أنه سيخفف من أحزان أبيه بمساعدة صديقه لكنه لم يخطر بباله أن الطين سيزداد بلة وأن قلبه سينفجر بتوالي الهموم وتعاقب الأحزان. ولما رأى أباه في اليوم التالي معلقا بالمروحة صرخ صرخات قبل أن يقيء دما ويخر ميِّتا: نحن الحراث ونحن الفقراء.. يا ويلاه.. يا ويلاه.. إن الفقير يزداد فقرا وإن الغني يزداد ثراء بلا حساب..

**********


* حاصل على الدكتوراه في قسم اللغة العربية، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند.

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal