مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

ساعتان وبضع دقائق

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 2، العدد الأول والثاني 2023
April 01, 2023
596 


ساعتان وبضع دقائق

إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن

بقلم: لبنى ياسين

كاتبة سورية

لم أفكر قبل هذه اللحظة في المعنى الحقيقي للحياة، وللموت، رغم أنني واجهت في رحلتي نحو بلاد الضباب الموت على نحو مخيف، كانت تبدو فيه فرص نجاتي مساوية تماماً لفرص موتي، لكن هذا التساوي بين الحياة والموت جعلني أراهن على الحياة، وأمد عينيّ بعيداً نحو السماء، أطلب عمراً مديداً، وأحلم بأنني سأكون ما أريد، وسأمسك بتلابيب حلمي يوماً ما.

 

الآن فقط وأنا بين جدران أربعة، يفصلني عن الموت وقت مهما زاد فهو قليل جداً، أنتظر قدري، موقن في أعماقي بأن النجدة لن تأتي، بعد أن طال انتظاري لها، أو ربما تأتي متأخرة بمقدار آخر نفس أتنفسه تغادرني الروح بعده، أفكر في معنى الموت، ومعنى الحياة، أفكر في سؤال فلسفي لا إجابة له: لماذا خلقت؟ وفيم أموت؟ وما بين البداية والنهاية...ما هي الحكمة من وجودي على هذه الأرض؟!.

لا أدري من أين واتتني كل هذه الشجاعة لكي أنتظر الموت في غرفتي، وأتصل بأهلي وأصدقائي مودعاً كمن هو على شفا رحيل، وليس قاب شهيقين وزفير واحد من الموت.

لا أدري أيضا من أين واتاني كل هذا الجبن لأتسمر في غرفتي بانتظار النهاية.

تمر حياتي كشريطٍ سينمائي أمام عينيَ، مدرستي الابتدائية في الحي الذي عشت فيه في قريتي الوادعة خربة غزال، أصدقاء الطفولة، الثياب المدرسية، المدرسة الإعدادية، مدير المدرسة، مدرس اللغة العربية، الوجوه المتململة في الصف، المدرسة الثانوية، النشيد الوطني، وتحية العلم الصباحية، الطريق إلى المدرسة، بنت الجيران التي عشقتها حتى خلت أن الحياة بدونها مستحيلة، حواري دمشق، الجامعة. وما أدراك ما الجامعة!! الحرب في سوريا، الحواجز التي أتعبت نهاراتنا رواحاً وغدياً ، ثم القرار الأخير...الرحيل.

لم يخطر في بالي وأنا أعتنق الرحيل خياراً لا بديل عنه أنني كنت أمشي باتجاه الموت، كنت أعتقد أنني أهرب بعيداً عنه ما أمكنني، كنت أهرب من الجندية الإلزامية التي تعني فيما تعنيه على أرض الوطن أن أتحول إلى مشروع نعوة وعزاء، كما هم أصدقاء الطفولة الذين ذهبت بقلب مثقل بالهم والحزن لمواساة أهليهم واحداً تلو الآخر، بعد أن تم فرزهم إلى النقاط الساخنة، قبل حتى أن يستعدوا لذلك، وهناك عند النقاط الساخنة تساقطوا تباعاً، وجلبوا إلى بيوتهم جثثاً هامدة، مع تعويض مالي ضئيل يهين كرامة الجثة قبل الأهل.

أراهن أن أحداً من أبناء المسؤولين لن يكون في المناطق الساخنة، ولا حتى الباردة، بل هم في بيوتهم تدثرهم أمهاتهم في ليالي البرد، لم يشعروا بالغلاء، ولا بنقص المواد الغذائية، لم يخشوا الجوع، ولا تشردوا عن منازلهم، ولا نال البرد من فرائصهم كما حدث معنا جميعاً.

 

المواطن فقط.. المواطن المسكين الذي لا هوية له، ولا حق داخل وطنه هو من تشرد وجاع وخاف، وفي آخر الأمر رُمي بأولاده أمام عينيه على الخطوط الساخنة دفاعاً عن وطن نسي فيما نسي أن يحفظ لهم ماء وجوههم.

جاحد هو هذا الوطن الذي يدلل بعض أولاده، ويأكل بعضهم الآخر، يلتهمهم كما الغول، ولا يبقي من آثارهم إلا عويل الأمهات، والدمع الأخرس لأبٍ يحاول أن يبقى متماسكاً كرجلٍ حتى آخر لحظة.

أشم دخان الحرائق المشتعلة في البناء، أشعر بالدفء الذي تفرضه أسنة اللهيب التي تأكل البناء العالي بسرعة مخيفة، وتنتابني قشعريرة لمجرد أن يمر في رأسي أنني سأموت حرقاً، يا ألهي: هل هربت من الموت رمياً بالرصاص، ونجوت من الموت غرقاً، لأموت محترقاً؟

سيضحك المسؤولون في بلدي شامتين: هربت من الجندية ها؟؟ تفضل ومت حرقاً ..

أخطأني الموت مرتين، مرة في بلدي عندما ركبت جياد الرحيل هرباً من موت محقق له ألف وجه ووجه يلاقيني به، ومرة وأنا أهرب في القوارب التي تسير نحو الموت أكثر مما تسير نحو النجاة، وعندما اعتقدتُ أخيراً أنني نجوت من براثنه، أطبق عليّ من حيث كنت أظنني في مأمن منه.

 

من المضحك أن أكون في بلد متقدم، وفي عاصمة كلندن، وأموت بسبب تقصير في إعدادات الأمان في بناء كغرين فيل، يزهو باستطالة سبعة وعشرين طابقاً، ألأنه بناء مخصص لذوي الدخل المحدود لم يُعطَ أمر تدابير الأمن والسلامة فيه الأهمية اللازمة التي كانت كفيلة بانقاذ البناء وأهله؟!!

أقترب من النافذة، وأرى طفلاً يسقط من البناء باتجاه الأرض، لا بد أن أمه ضنت بجسده اللين على النار، فصرخت بها: التهميني لو شئتِ لكنك لن تصلي إلى ابني أبداً، أي قلب قلبها وهي ترمي به بعيداً عنها لتهبه الحياة، وتستأثر بالموت كما لو كان رفيقاً محبباً؟!!.

أرجو من الله أن يكون هناك على الأرض ما أبقاه سالماً.

 الدخان يتسرب من تحت الباب، ومن الشقوق..

البارحة فقط كنت أخبر صديقي عن فرحي بدراسة الهندسة في جامعات لندن، قلت له أنني كنت سعيداً وأنا أدرس الهندسة في سوريا، ولم يخطر في بالي حتى في أشد لحظات الحلم جموحاً أن أفكر في أنني سأحمل شهادة الهندسة من بريطانيا.

أخبرته وقتها أنني سأعود وأبني وطني الذي عيث به فساداً ودماراً.

قلت بأنه على جيلنا أن يتحمل مسؤولية البناء، طالما أن جيلاً سبقنا عرف كيف يدمر الوطن بطريقة لا أخال أنه ستقوم له قائمة في وقت قريب.

قلت أيضاً أن حكمة الله قضت بخروج معظم الشباب، ليعودوا بعد حين إلى ربوع الوطن، وهم أكثر خبرة، وتفتحاً، ودراية بما يحتاج الوطن ليقف مرة أخرى حصاة في حلق الأعداء.

لا أريده مجرد حصاة. أريده جبلاً شامخاً شموخ قاسيون.

كم هو جميل قاسيون في مساءات الصيف، والنسائم الدافئة تقبل وجوهنا بحرارة لا تشعر بها إلا في نسائم بردى المحملة برائحة الياسمين..

هل حملتْ شجرة الياسمين في حارتنا من الزهر الأبيض الرقيق ما يكفي ليطغى برائحته على رائحة البارود يا أمي؟

أنظر إلى الساعة، مرت ساعتان وبضع دقائق مذ عرفت أنني محتبس في بناء يحترق، وأن مصيري بات معروفاً، استطاع أخي- ولله الحمد- أن يخرج، وحاصرني الدخان فيما كنت أتبعه محاولاً النزول، فأجبرني على العودة إلى غرفتي.

لم ينتبه أخي إلى غيابي، ظنني وراءه، وعندما استدار ولم يجدني كلمني عبر الجوال، وعلم أنني عدت إلى غرفتي بعد أن حاصرني الدخان بكى، ورجاني أن أحاول النزول، لكن ذلك كان ليعجل حتفي، لماذا عليَّ أن أتجه لملاقاة النار؟ ألا يكفي أنها تسير بسرعة نحوي؟!

سأكلم أمي وأبي، من أولى منهما بسماع آخر كلماتي؟!

ومن لي الآن بدعائهما يخفف عني وعثاء النار ولهيبها؟

الرنين المتقطع لا يطول، يبدو أن أمي وأبي ينتظران مكالمتي، ربما يحدوهما أمل بأنه قد تم انقاذي، يظنان أنه في بلد متقدم كلندن لن يطول الأمر قبل أن تصل إليَ فرق الإطفاء، وتأخذ بيدي، وتخرجني سالماً غانماً، وأن هذا الحادث سيغدو ذكرى سيئة، أخبر بها أولادي، وربما أحفادي لاحقاً.

 

صوت أمي تنتحب...أنفاس أبي تصلني عبر جهاز الجوال

 

آه يا أمي:

لم يقرضني الوطن بما يكفي لأرد جميلك وجميل أبي...ولا الحياة فعلت!!

أمي.. أبي..

النار وصلت إلى باب بيتي،

لا أمل لي في النجاة

أحبكما كثيراً

صوت نحيب أمي يعلو ويعلو حتى يقطع نياط  قلبي، أريد أن أطلب منها ألا تبكي، أريد أن أطمئنها أن من يموت حرقاً شهيد لا محالة، وأن هناك على الضفة الأخرى من الحياة مكان أجمل، وأكثر أمناً، وأنني سأكون في كنف الرحمن... لكنني لا أقوى على الكلام، شيء ما يكبلني بقوة، فلا أستطيع أن أحرك جارحة من جوارحي...حتى لساني...الدخان يغمر الغرفة، أشعر برئتي تحترق، سعال شديد يقتلع رئتي من مكانها، ألم هائل في رأسي يفتك بي، صور كثيرة تتزاحم فيه، تتزاحم...حتى لا أستطيع أن أفك طلاسمها، الملامح تختلط ببعضها فلا أستطيع أن أميز هل هذا وجه أبي يرتسم في رأسي؟ أم وجه أمي؟ أشكر الله دون صوت أن أخي نجا من الحريق، فثكل واحد كافٍ ليمزق قلب أمي، تتداخل الألوان أمام عيني بقوة فلا أعرف لها اسماً ولا صفة. ثم تختفي كلها دفعة واحدة، لا شيء سوى البياض يملأ رأسي الذي صار ثقيلاً بما يكفي ليلقي بي على الأرض ، كل الأشياء حولي اختفت...ولم يبق سوى صوت نحيب أمي .

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal