كانت أجمات أشجار النارجيل ممتدة على شاطئ البحر إلى أبعد النظر. وكادت الشمس أن تغرب في البحر، والسحب المتلونة والمتنوعة تسبح في السماء، وكانت السحب تشتعل مثل النار وفيها سواد الموت وصفرة الذهب وحمرة الدم!
اشتهرت منطقة "ترانكور" الساحلية بجمالها الطبيعي في العالم كله. وجرى ماء البحر يشق الأرض إلى أميال ويشكّل أمواج الأنهار الضيقة حينا ويمتد في شكل بحيرات عريضة واسعة حينا لآخر. وحينئذ كانت تسحرني أيضا مناظره الجميلة شيئا فشيئا. كان البحر هادئا هدوء الزجاجة إلا أن هبّة ريح خفيفة من الهواء الغربي هبّت، وتلاعبت موجات خفيفة على سطح البحر مثل تلاعب البسمات على شفتي طفل. وعلى مسافة بعيدة جدا كان صائد الأسماك يعزف على النأي، مسافة بعيدة إذ كانت النغمة الرقيقة البطيئة للنأي تملأ الجو بلحنها الشجي..
وكان يُرى الملاحون أيضا متأثرين بتلك البيئة الساحرة. وما أن دخلت سفينتي الكبيرة والرقيقة في البحر تاركة خلفها أجمات النارجيل حتى رفع يديه عن القوارب، وكان هادئا مثل البحر. وكانت السفينة لا تتقدم ولا تتأخر، بل تهتز ببطء في خضم الأمواج. كان الجو جميلا وهادئا ونعسانا إلى حد يكفي صوت خافت لإزعاج سحر ذلك الحين. كانت السفينة تهتز، والملاح كان ساكتا يحملق إلى الشمس الآفلة، كنتُ ساكتا، كأن الهواء أيضا أمسك التنفس، والبحر في تفكر عميق وتوقفت الدنيا من الدوران. ولما التفت إلى الخلف رأيت بأننا تركنا قرية "كوئلون" وراءنا، ولم تكن تترآي أجمات النارجيل على ساحل البحر، وكنن صوت صفارة القطار الآتي من بعيد يُسمع كأن القطار آتٍ من العالم الثاني، وكأننا قد وصلنا إلى عالم آخر راكبين على سفينة صغيرة أو تركنا عالم القرن العشرين وحضارته وتقدمه خلفنا كثيراً، ورجعنا إلى عصر من العصور الماضية حيث كان الإنسان ضعيفا ومضطرا إلى أن يسجد أمام كل مظهر من مظاهر الطبيعة. هنا كان البحر عميقا-عميقا جدا- والسماء مرتفعة عالية جدا، وكانت سفينة صغيرة حقيرة تهتز ما بين البحر والسماء، وكان يُرى الملاح الصغير الأسود نصف العاري كأنه ضل الطريق في عهد عتيق ووصل إلى هنا حينما تعلم الإنسان صناعة السفن وملاحة القوارب لأول مرة. توقفت كرة الشمس النارية على سطح البحر لبرهة ثم غابت في الماء ببطء، وتلاشت أشعتها الأخيرة أيضا مدلكة للبودرة الوردية على السماء الغربية، وما لبث أن ساد ظلام حالك على السماء والأرض كلتيهما مثل شبح الموت، ظلام حالك يضيقني ويخنقني، وما إن قلتُ للملاح أن يرجع حتى رأيت شيئا فتوقفتُ وتحيرتُ تحيرا شديدا. لم يكن ذلك المنظر إلا عجيبا، وما أعجبني أن أرى بأن فانوسا مازال يطفو على بعد فوق ماء البحر.
ما هذا؟ سألتُ الملاح.
ودون أن يلتفت للخلف ويرى ذلك الفانوس العجيب قال: "سيدي! سترى بنفسك الآن".
لا أعلم لماذا، ظننت أن صوته كان يرتجف عندما قال هذا القول.
حقا، كان ذلك الملاح رجلاعجيبا، لم يكن شابا ولا عجوزا، كل شخص على وجه التقريب يتحدث باللغة الإنجليزية المكسورة في منطقة "ترانكور" إلا أنه كان يتمكن من التحدث باللغة الهندوستانية أيضا. ولذا اكتريتُ سفينته. وكان هناك سبب آخر أيضا وهو أنني لم أبغ السياحة في سفن كبيرة مزدحمة بالناس. كنتُ أريد السكون والصموت ولا الصرخات والضجات. لو كان الملاح مكثرا في الكلام لثرثر وفسدت متعة السياحة وبهجتها ولقال:" سيدي! أنظر هذا، وذلك، أنظر إلى منارة لهداية الملاحين. أنظر إلى تلك الجزيرة، وكم يوما ستقيم هنا يا سيدي؟ أين ستذهب من هنا يا سيدي؟، من أين حضرتك؟ لماذا لم تصاحبك زوجتك وأولادك؟"، ولكن الملاح كان يحب السكوت مثلي، لم يتفوه في مدة ساعة إلا كلمتين أو أربع كلمات، كان يجدف القارب ساكتا وصامتا، وما زلت أفكر فيه طوال هذه المدة، لم يكن مُسِنّا للغاية، فلماذا تخدد وجهه إلى هذا الحد، ولماذا آثار الآلام في عينيه الغارقتين؟ كأنه قد تعب من الحياة ويئس منها. كأنه قد مر بجميع أفراح الدنيا وأحزانها ووصل إلى مكان لا راحة فيه ولا ألم، بل يأس عميق لا نهاية له، وسآمة. نعم، قد سألته:" ما هو؟". فأجاب دون أن يلتفت إلى الخلف:" سيدي، سترى بنفسك الآن...". كأنه يعلم مسبقا ذلك المنظر العجيب الذي كنتُ أشير إليه، ثم بدأ يجدف السفينة ببطء إلى جهة حيث كان ذلك النور (الفانوس) لا يزال يطفو في ظلمات البحر. وبعد قليل رأيتُ سفينة أخرى تجدفها سيدة وحيدة، وفي السفينة فانوس كنتُ رأيتُ ضوءه من بعيد، أين كانت تذهب في ظلمات البحر في ساعة متأخرة من الليل ولماذا؟ هل كانت سفينة حقا أم كان شبحا برز لي في بيئة هذا الظلام الساحر؟. رأيت أن ملاحي يجدف سفينتي وهو على مسافة بعيدة عن سفينة تلك المرأة لكي نظل مختفين في الظلام ولا يمكنها أن ترانا، ولكننا كنا ننظرها بصورة واضحة في دائرة ضوء الفانوس. كانت أمرأة نحيفة البدن ملتفة بـ"الساري" المدنّس إلا أن وجهها كان مستورا بطرف الساري. توقفت سفينتها وسط البحر في مكان حيث كان جزع مجفف من شجرة غارقة خارجا من الماء. وكم من جذوع مثلها على مسافة قليلة بمكان وآخر من البحر كانت قائمة وترفع أصابعها إلى السماء. ولكن فانوسا كان مربوطا بتلك الشجرة والآن ألقت فيه المرأة الزيت ثم أشعلته بعود الكبريت. وما إن استضاء الفانوس حتى رأيت وجه تلك المرآة الذي انزلق منه طرف الساري. أتذكر ذلك الوجه تذكرا حتى اليوم، ولن أنسى أبدا. وجه أصفر ومريض، غار الوجنتين، ومنحسر العينين، أشعث الشعر وأغبره، واليد التي كانت ترفع بها ذُبالة الفانوس ترتعش ضعفا، ولكن الوجه أيضا كان مستضاء من الضوء الداخلي مثل الفانوس. كانت بسمة على شفتيها الزرقاوين والجافتين، وميض عجيب في العينين، بصيص من الانتظار والأمل والاعتقاد، بصيص مثل البصيص في عيني راهبة عند العبادة، وفي عيني شهيد أو في عيني عاشقة تتنظر لقاء عاجلا بعاشقها. من المؤكد أنها كانت في انتظار محبوبها. تيقنتُ أنا على الأقل. رأيت أنها أرجعت سفينتها، وبنفس الصمت الذي أتت به رجعت إلى جزيرة وهي تجدف القارب ببطء، حيث كانت تترآي بشكل ضئيل أكواخ صيادي الأسماك في ضوء النجوم. وهي كانت تغني الآن غناء شعبيا باللغة المليالمية، ورغم كون الغناء بلغة غريبة أنستُ به والذي لم أكن أفهم ألفاظه، ولكن يُرى أنني قد سمعت هذا الغناء بلغة أخرى من قبل.
"ماذا تغنيّ؟" سألتُ.
فأجاب الملاح: "هذا غناء قديم لنا يا سيدي، النساء يغنين به في انتظار عشاقهن"،:"لا أزال انتظرك مضيئة الفانوس طوال الليل، فمتى تأتي إليّ يا حبيبي؟".
وتذكرتُ أغنيتنا الشعبية "ليتوقد الفانوس طوال الليل" الذي تغني به نساءنا بمثل هذه المناسبات، "هل ينبعث صوت موحّد في قلب كل إمرأة من نساء العالم؟" هذا ما فكّرتُه ثم سألتُ من الملاح:" فهل هذا الذي جاء بها لإضاءة الفانوس؟ لكيلا يضل زوجها أو حبيبها الطريق في ظلمات البحر عندما يعود ليلا؟".
لم يجب الملاح.
سألتُ مرة أخرى: هل سيأتي حبيبها هذه الليلة؟
جاء صوت الملاح في الظلام بشكل كأن إحساسا لألم كبير قد أرهقه.
"سوف لا يأتي، لا هذه الليلة ولا ليلة الغد، إنه قد مات، قد مات قبل سنوات".
لم أفهم شيئا وسألتُ متعجبا:"ماذا تعني؟ هل لا تعرف تلك المرأة أن حبيبه قد مات ولن يرجع أبدا؟"
"لعلها تعلم، ولكن لا تتيقن، لا تزال تنتظر...ولم ينقطع أملها..."
"ومنذ سنوات لا تزال تأتي إلى هذا المكان وتضيئ هذا الفانوس لتهتدي به سفينة حبيبها في الظلام؟" هذا ما قلتُ لنفسي لا للملاح. والآن أحسست بأنني رأيت بأم عيني اليوم ومضة من الحب المؤبد، حب لانقرأ عنه إلا في القصص والحكايات ولا يحققه المرأ في الحياة إلا نادرا. وفجأة كان قد استيقظ شعوري بكتابة القصص واستمعت إلى القصة بكاملها على لسان الملاح وأنا أطرح السؤال تلو الآخر.
لم تكن هذه القصة قصة حب فحسب، بل كانت حكاية مبهجة لحرب الاستقلال الهندي أيضا. عندما قامت ثورة الحرية والاستقلال في أنحاء البلاد عام 1942م، قام الشعب في منطقة "تراونكور" طلابا وعمالا وفلاحين حتى ملاحين وصيادي الأسماك ضد الاستعمار الإنجليزي لاسترداد حقوقهم الديموقراطية. وقام آلاف من الملاحين في منطقة "كوئلون" بالإضراب عن العمل وأعلنوا بأنهم لن يعملوا وإن يُقتلوا ويتحول لون ماء هذا البحر إلى الحمرة من دمائهم.
بعد سماع هذه الكلمات الحماسية من الملاح الأمّي سألتُ: من أعلن هذا نيابة عن الملاحين؟
"هو، يا سيدي، هو!"
"هو؟ من هو؟"
"هو كرشنا، يا سيدي، كان زعيما لنا، كان من الطبقة الملاحية ويجدف السفينة مثلنا، ولكن كان درس في المدرسة ومكث في مدينة "ترويندرم" لسنوات حيث سمع خطبات عديد من الزعماء الكبار، وكان بنفسه يلقي الخطبة مثل الزعماء، يا سيدي!، كان مهندما وشابا قويا، وكان يقطع مسافة ثلاثة كيلومترات سابحا من منطقة "لون" إلى هذه الجزيرة للقاء حبيبته التي اسمها "رادها...".
"كرشنا ورادها، رادها وكرشنا! لا تمثل هذه الجملة إلا بقصة. " قلتُ متعجبا".
" في الحيقية، "رادها" ليس اسما حقيقيا لها، يا سيدي! ولكن كرشنا لم يكن يدعوها إلا بهذا الاسم، فبدأ الآخرون أيضا يدعوها باسم "رادها"، رادها وكرشنا. كان يقول جميع الملاحين إن هذين الصديقين الحميمين قلما يوجد نظيرهما في العالم، وسُر الجميع وقت خِطبتهما إلا......."
سكت الملاح بعد هذا. ولم يُسمع هناك شئ إلا صوت جدوف القارب في خضم السكوت الذي ساد المكان لوقت غير كثير.
"إلا؟" استفتُ أنا،
"إلا من كان يريد الزواج نفسه مع رادها"، وبعد هذا القول لزم الملاح الصمت مرة أخرى.
" رادها هذه...." سألت ليستأنف سلسلة الكلام. "هل كانت رادها جميلة قبل ثماني سنوات؟"
تنهّد الملاح قليلا ثم أجاب: "الجميلة؟ كانت أجمل البنات، يا سيدي، لم تكن فتاة في القرية، بل في منطقة "كوئلون" كلها أكثر منها حُسنا وجمالا. كانت طويلة القامة وهزيلة الجسم مثل شجرة النارجيل، رشيقة الجسم ووميضه كالسمك. ويالها من عينيها! كانتا عميقتين وجميلتين مثل عمق البحر وجماله..."
وخُيِّل لي أننا لا نزال نتورط في المبالغات الشعرية منصرفين عن القصة. فلم تكن في نفسي رغبة شديدو في وصف حسن رادها بقدر ما كنتُ مهتما بعاقبة كرشنا، فلذا قلتُ: "ثم ماذا حدث؟ وأردت تحويل موضوع الحديث إلى الواقعة.
ومالبث- يا سيدي- أن تصدت الشرطة لكرشنا بعد خطبته الحماسية هذه، وكادت له كيدا إلا أن الشرطة لم تتمكن من القبض عليه. ولم يزل يعمل لاستقلال البلاد مختفيا. وكانت الشرطة تصطاده طوال النهار، ولكنها لم تكن تعرف بأن كرشنا يختلف كل ليلة إلى جزيرة رادها للقاءها سابحا في ظلام البحر ثم يعود من حيث أتى سابحا قبل الفجر. وكان الناس يستهزؤن بالشرطة ويقولون بأن بطلهم كرشنا لن يُقبض عليه أبدا".
فهل كان الملاحون أجمعهم من مؤيدي كرشنا؟"
" نعم، يا سيدي، جميعهم كانوا يؤيدونه إلا ...."، وسكت لسانه مرة أخرى.
"إلا، من؟"
"إلا من كانوا يحسدونه بسبب رادها، يا سيدي".
" وماذا حدث بعد ذلك؟"
"ما زال القمر يميل إلى الزوال، يا سيدي، وبدأت رادها تضيء الفانوس كل ليلة في خضم البحر كي تهدي حبيبها كرشنا إلى الطريق. كل مساء مثلما فعلت اليوم تأتي هنا بالسفينة وتضيئ الفانوس ثم ترجع".
لما التفتُ إلى خلفي ونظرتُ إلى ذلك الضوء الصغير المتضاءل في البحر الحالك أحسستُ بأن كرشنا الباسل ذاهب إلى لقاء حبيبته رادها مرة أخرى وهو يشق ماء البحر بعضديه القويين.
"وماذا حدث بعد ذلك؟"
" أشعلت رادها الفانوس ليلة، ولكن انطفأ، ولما جاء كرشنا في الليل سابحا لم يجد ضوء ليهتدي به إلى الطريق".
"لماذا، ماذا حدث؟ هل جاءت عاصفة؟"
"نعم، افتضرض بأن عاصفة قد هبّت، إلا أن هذه العاصفة لم تهب في البحر، بل ثارت في قلب رجل خدع قومه وأطفأ الفانوس ثم تسبب في موت صديقه".
"ولكن لماذا؟ لماذا يقوم أحد بمثل هذه الدناءة والخساسة؟"
"لأجل المحبة"، هذه ما كان يفهمها على الأقل، ياسيدي، لكن حبه كان أعمى. لم تكن المحبة إلا مرضا، ولم يكن الحب إلا جنونا. كان يعلم جيدا بأن رادها لا تحب حتى أن ترى أحدا سوى كرشنا. فهذا هو الشخص الذي قتل صديقه كرشنا..."
"إذاً لم يغرق كرشنا، بل قُتل؟"
"إطفاء الفانوس في تلك الليلة هو مثل قتل كرشنا، يا سيدي. ولم يعرف القاتل أنّ قتل كرشنا لا يجديه شيئا بل ستتحول جريمته المروعة إلى عفريت ستحلّق في نفسه ثم تؤلمه وتُقض مضجعه".
الآن كانت قد وصلت سفينتي إلى ميناء "كوئلون"، وكنت أردت أن أعلم عاقبة القصة وجميع أشخاصها.
"فمات كرشنا غارقا تلك الليلة، ثم ماذا حدث؟"
"لم يبق اتحاد الملاحين بدون كرشنا، وألغوا الإضراب خائفين من الشرطة".
"ورادها؟ ماذا فعلت عندما تلقت خبر موت كرشنا؟"
"لم تتيقن بموت كرشنا حتى اليوم، والحقيقة أن جثة كرشنا لم تستخرج من البحر حتى اليوم، فتأتي رادها حتى اليوم في السفينة مثل السابق، وتضيئ الفانوس ثم ترجع ولا تزال تنتظر لحبيبها كرشنا جالسة أمام كوخها طيلة الليل".
"وماذا حدث بذلك الغدّار؟ ذلك الغبي الذي قتل كرشنا وغدر برجاله وبحربهم للاستقلال، ماذا حدث به وماذا يفعل الآن؟"
لم يجب الملاح شيئا على سؤالي وراح يجدف القارب صامتا وجالسا منحنيا الظهر ومنكوس الرأس والكتفين. ولكن سكوته كان يكمن خفقات لضميره المجرم. وفي ذلك الوقت خيم الهدوء على العالم بأسره مثل هدوء الموت البالغ، إلا أن صفارة القطار قد أدهشتني، وأكاد أغادر كوئلون تلك الليلة بذاتها.
ألقيت نظرة على البحر قبل النزول من السفينة. كانت آلاف من النجوم تتلألأ في السماء إلا أن نجما كان يلمع في خضم البحر المظلم. هذا كان فانوس رادها الذي سيظل ينتظر لحبيبها كرشنا. ليلة اليوم........وليلة الغد.........وليلة بعد الغد... وسيظل يتلألأ تلألأ محبة رادها، لأنه ليس إلا نجما للأمل.
--
* هو من مواليد مدينة "باني بت" بولاية "هريانا"، الهند عام1914م. بدأ مشواره في الكتابة صحافيا باللغة الإنجليزية وكتب مقالات كثيرة ضد الظلم والعدوان والطائفية والتمييز بين إنسان وإنسان على أساس اللون أو العرق أوالنسل أو العنصر أو الجنس، ودافع عن حقوق الإنسان والمساواة بين النساء والرجال. ثم اتجه إلى كتابة القصة القصيرة والرواية باللغة الأوردية فبرز في هذا المجال وحظي بشهرة فائقة في الأوساط الأدبية. ومن رواياته: "انقلاب" و"جدار من الزجاج" و"فاصلة" وقطرتان من الماء" وإلى ذلك. ومعظم رواياته تحولت إلى الأفلام وعرضت على شاسة السينما. ومن قصصه القصيرة البارزة: "بنت" و"زهرة من الزعفران" و"ليتوقد الفانوس طول الليل" و"الظلام تحت المصباح" و"القمح والورد" وإلى ذلك. والترجمة العربية للقصة القصيرة "ليتوقد الفانوس طول الليل" الماتعة بين أيديكم.
** مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهرلال نهرو، نيو دلهي، الهند