مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

الشعر الطويل

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 2، العدد الأول والثاني 2023
April 01, 2023
254 


الشعر الطويل

الكاتب: بشيشر براديب*

المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي**

 

كان قد تقرّر أنّ زواجها سيعقد بعد ستة أشهر من الخطبة، وكان أبواهما قد رضيا بأنهما سوف لا يتبادلان الرسائل خلال هذه الشهور الستة فحسب، بل يلتقيان ويتجولان مجتمعين، لكي يتعرف أحدهما على الآخر ويتقرب منه.

ولم يكن قد مضى بعد ذلك الاتفاق إلا شهر واحد حتى علمت "مُكتا" أن الشيء الذي راق "سمير" أكثر من أي آخر هو شعرها الطويل الفاحم، شعرها الذي يلامس ركبتيها تحت خصرها إذا كان مضفورا، وكان يغطي ظهرها برداء حريري أسود إذا كان مسترسلا، أخبرها بذلك صديق لـ "سمير" كان من أصدقاء عائلتها أيضا، وكان يختلف مع قرينته إلى منزلها من حين لآخر. وهذا الصديق وزوجته هما اللذان بواسطتهما بدأ حديث خطبتها لسمير، وكانا بمثابة جسر بين العائلتين بعد انعقاد الخطبة كذلك، وهما اللذان كانا قد أخبرا بأن "سمير" وأبويه وأخويه عندما رأوا "مكتا" عقدوا في منزلهم اجتماعًا خاصا قبل الإيجاب بـ "نعم"، وكان هذا الصديق وزوجته هما الآخران يشهدان هذا الاجتماع. كان كل واحد يبدي رأيه في حق "مكتا"، وكان الحديث يجري حول لون "مكتا" وملامح وجهها وقامتها وشخصيتها وميزاتها الأخرى، وفي نهاية الاجتماع بدأت عملية الاقتراع، بدءوا يعطون كل صفة فيها درجات تستحقها.

انتبهت "مكتا" وأصغت لحديث الأرقام وسألت قائلة:

"كيف تمت عملية الترقيم يا عم؟"

إنهم حددوا مائة درجة لكل صفة، وكان كل واحد منهم يعطي كل صفة ما تستحق من الدرجات وكان من المقرر أن تجمع الأرقام ويستخرج معدلها، وعلى ذلك فكانت درجات كل صفة على النحو التالي:

القامة: 80 في المائة

الملامح: 70 في المائة

نعم! طيب، قالت أمّ "مكتا"

اللون: 50 في المائة

أجل، ذلك خطأ، فليس لونها سيئا بهذا القدر، وجهت أم "مكتا" اعتراضها بقوة.

أسلوب التكلم: 70 في المائة. تقدم العم في حديثه دون أن يبالي باعتراض أم "مكتا"

وأما الشعر فكانت أرقامه مائة في المائة.

حسن جدا أي والله، صرخت "مكتا" قائلة.

نعم يا مكتا! لقد أعطى كل واحد شعرك مائة في المائة، بل إن "سمير" أعطاه مائتي في المائة.

وتعالت ضحكة مجلجلة، وشعرت "مكتا" كأن شعرها ليس شعرا وإنما هو تاج أو أكليل، وإنها ليست فتاة عادية بل هي ملكة معظمة فدفعت بكبرى ضفائرها على ظهرها في دلال وجعلت الأخرى على صدرها وانطلقت إلى حجرتها، قائلة في نفسها: "سمير" معجب بشعرها لدرجة أنه أعطاه مائتين في المائة!!

وفي اليوم التالي كانت هي على موعد مع "سمير" لتذهب إلى صديقة لها كانت قد دعتها على مائدة الغداء. كانت صديقتها هذه بيضاء اللون حادة الملامح أجمل منها بكثير، وكانت تحمل شعراً كشعر الفتيان، وكانت تنصح "مكتا" أيضا بذلك دائما، وكانت تقول لها:

"قص شعرك يا مكتا أو قصريه، إلى متى ستجملينه وتنفقين عليه من وقتك وعنايتك؟ إن هذا الشعر الطويل سيشكل لك عقبة وسيصبح صداعا لرأسك".

لكن مكتا لم تعتن بحديثها قط، وإنما كانت ضاحكة دائما.

وفي أثناء عودتهما من منزل الصديقة قال سمير: إن صديقتك هذه ازدادت حسنا وجمالا لو أنها لم تقصر شعرها. إنها تحاول بقصر شعرها أن تتشبه بالرجال دون جدوى.

كانت مكتا تعرف أن "سمير سيتأثر بجمال صديقتها، ولذلك كانت مستعدة من ذي قبل لسماع مدحها بلسانه، لكن "سمير" لم يكتف بالثناء عليها فحسب بل قد استهدفها للسخرية أيضا، الأمر الذي أقنع "مكتا" وأرضاها لدرجة ما، حيث إن استنكار "سمير" لشعر صديقتها الرجال كان يعني في الوقاع ذاته ثناء لشعرها هي الطويل ولجمالها كذلك، حقا إن شعرها الطويل كان أغلى ثروة عندها.

تذكرت مكتا أنها كم أولت شعرها من اهتمامها وعنايتها، وكيف رعته وربّت وصرفت له من جهد عظيم.. تسرحه كل ليلة وتغسله كل يوم وتوصل الدهن بالأصابع إلى جذور الشعر وما إلى ذلك.. وقد كلل الله جهدها فكان شعرها الطويل سببا في زيادة جمالها وبهائها.

منذ أن سمعت مديح شعرها بلسان "سمير" غمرتها نشوة غريبة، نشوة يشوبها الفخر وشيء من الكبر أيضا، وكانت هي لا تتردد في إبداء ذلك حتى أمام سمير نفسه. ومع هذه النشوة والسرور مضى الشهر الثاني من الخطبة كذلك.

ذات يوم استيقظت "مكتا" من نومها في الصباح فوجدت على وسادتها عدة شعرات طويلة... وقفت مندهشة وأخذ قلبها يخفق بشدة. هل بدأ شعرها يتساقط؟ جمعت تلك الشعرات من وسادتها بقلب خافق وأيد مرتعشة، وظلت جالسة على فراشها برهة طويلة والشعرات بيدها. إنها كانت قد لاحظت منذ عدة أيام أنّ أطراف شعرها تجف أيضا، ولذلك كانت قد قصت نحو بوصتين من شعرها كعلاج لذلك.

وكان قد حدث ذلك مرة فيما سبق، حيث إن شعرها أخذ يجف من أطرافه فقصت قدر إصبع منه، فزال هذا المرض، لكنه عاد اليوم مرة أخرى وبدأ شعرها يساقط أيضا، ومعنى ذلك أن يضيع الشيء الذي هو أحب شيء لدى "سمير".

ظلت مكتئبة طوال اليوم وبدأت تستخدم شتى الطرق والأساليب لمنع الشعر من السقوط.. تارة تستخدم صفار البيضة وأخرى تغسل رأسها بماء "آملا" أو تدلكها بالزبادي، أو تمسح جذور الشعر بالفازلين والدهون وتستعمل الخضر والفواكه في غذائها.

وفي أيام القلق والكآبة هذه التقت بـ "سمير" عدة مرات لكنها لم تطلعه على ما تعانيه، وظلت أمامه فرحة مسرورة، إلى أن توقّف الآن شعرها عن السقوط.

نعم! توقّف شعرها عن السقوط، لكن ساد قلبها وهم وهو أن شعرها يمكن أن يتساقط مرة أخرى، ويمكن أن يصبح خفيفا، ويمكن أن يجف من الأطراف فتضطر لقصّه وتقصيره حتى يصبح طوله كطول عامّة الفتيات، إذا ماذا يبقى الفرق بينها وبينهن؟ ولو بدأ سمير يكرهها عند ذلك فماذا يكون؟ ماذا تصنع؟ إن سمير لا يحبها هي وإنما يحب شعرها، ذلك الشعر الذي يعتبر أضعف جزء في جسم الإنسان.

والحب الذي يتوقّف على طول الشعر لا فائدة منه.

توقف سقوط الشعر لكن الوهم والشك والخوف الذي وقر في قلبها لم يكن ليخرج، وإنما أخذ يزداد تأصلا ورسوخا. إنها كانت قد نجحت في إخفاء القلق والاضطراب الذي تتعرض له بسبب سقوط الشعر، لكنها لم تستطع أن تخفي القلق الذي تتعرض له بسبب الوهم وهذا الخوف، ولذلك كلما كان يلتقي بها "سمير" يسألها قائلا:

"في أي شيء بدأت تفكرين بغتة؟"

"أراك اليوم مضطربة يا مكتا! أخبريني ماذا يهمك؟"

"أنا متأكد أن هناك أمرا تخفينه عني".

وكانت تجيبه كل مرّة قائلة: أنت واهم يا سمير، ليس هناك أمر. لا شيء يهمني أو يقلقني"، وبعد ذلك كان سمير يسمع ضحكة باردة ويرى شفتين ترتعشان فيكاد قلبه ينفطر.

وقررت يوما أنها ستقص شعرها، ستجعله قصيرا للغاية، أن تبلغ به درجة عامة الفتيات.. وفي اليوم الثاني قصت من شعرها أربع عشرة بوصة كاملة، وبقي شعرها حتى الخصر فقط. ظلت تنظر إلى الخصلة المقطوعة بعيون دامعة ثم كبستها في قبضة يديها وضمتها إلى صدرها وانفجرت باكية.

 

ومنذ ذلك اليوم أصبح هذا الأمر حديث بيتها كله:

-            ماذا فعلت يا مكتا؟ لماذا قطعت شعرك؟

-            ما كنا نعلم أنك حمقاء بهذا القدر.

-            ماذا سيقول زوجك وأهل بيته يا مكتا؟ فأجابت "مكتا" في البداية كانت تقول: إن شعري كان يجف من أطرافه وكان يتساقط أيضا، فخففته، لأن ذلك يساعد على إعطائه غذاء جيدا، وهو بذلك سيصبح قويا".

ولكن لما رأت أهل بيتها لا يسكتون ولا يمسكون ألسنتهم، ثارت وغضبت وقالت باكية:

"إنما قطعت شعري أنا، ولي أن أصنع بشعري ما بدا لي، أن أقصه أو أحلقه، وليس لأحد أن يمنعني وينصحني."

وأسكتت أهل بيتها، ليس في ذلك ما تخاف منه، إن جمالها قائم على حاله؛ عينان واسعتان، ملامح جذابة، لون فاتح، وجه بريء.

وبعد يومين فحسب جاء "سمير" إلى بيتها، فالتقت به بهدوء وطمأنينة، لا يبدو على وجهها خوف ولا يوجد في قلبها اضطراب، كأنها راضية ومستعدة لكل ما يحدث لها.

ظلت برفقة "سمير" طول النهار في النزهة وفي السينما وعلى شاطئ النهر، ولا بد أن سمير قد نظر مرات إليها وإلى وجهها وإلى شعرها، لكنه لم يسألها مطلقا عن شعرها ولم يبد أي حيرة فأخبرته بنفسها تقول:

-            "هل رأيت شعري؟ لقد قصصته".

-            "لا يا مكتا لم أنتبه إلى ذلك، بل لم أشعر بذلك. فليس هناك فرق جوهري عند قص بعض الشعر".

-            "بعض الشعر؟ لا يا سمير، لقد قصصت 14 بوصة كاملة منه."

-            "إني متعجب والله، لم أشعر بأي فرق. أراك في هذه الحالة أيضا جميلة مثل اليوم الذي كنت قد رأيتك فيه أول مرة، بل أراك أكثر حسنا وجمالا.

-            "ماذا تقول يا سمير؟ أ فتصدق أنت؟"

-            "صدقيني، أنا أصدقك يا مكتا. في ذلك الوقت كان يروقني شعرك، والآن تعجبينني أنت نفسك."

-            "سمير حبيبي".

واغرورقت عيناها بالدموع، لكنها لم تعرف ما إذا كانت دموع الفرح أو دموع الحزن.

 

* كاتب قصة قصيرة في لغة "أردو"، توفي في عام 20015، نال جائزة "أردو هندي ساهتيا أكاديمي" في عام 1996 وأيضا نال جائزة وطنية خاصة عن كتاب الأطفال "سرخ غلاب" (الوردة الحمراء)، كتب ما يقارب عشر مجموعات قصصية بالأردو، هاجر من فيصل آباد في باكستان لدى تقسيم الهند في عام 1947م، وتقاعد من "هيئة الأشغال العامة" في ولاية أوترا براديش مديراً لها.

**  هو بروفيسور الأردو الأقدم في جامعة القاهرة، له عشرات المؤلفات والترجمات في الأردو والعربية، نال جوائز عالمية عديدة منها جائزة الشيخ حمد الثقافية للترجمة وجوائز وتكريمات أخرى، وهو من الوجوه النيرة المشرقة في سماء الأردو في ديار غير عربية، وشخصية مشهورة جدا.

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal