مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
!من يُحيي ومن يَحيى
من يُحيي ومن يَحيى ! قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي) ترجمة
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

جريمة قتل مزدوجة

Qutoof Al-hind - ISSN: 2583-5130 - مجلة قطوف الهند، المجلد 1، العدد 4 (عدد خاص بمشاركات مسابقة القصة القصيرة الوطنية 2022)
December 29, 2022
337 


جريمة قتل مزدوجة

 د. محمد أجمل *

حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط، ولكن تفاجأت بأن رنّ جرس الباب، فلم أتعرف بعد على أي شخص في هذا الحي الجديد الذي أتيته.

نظرت من داخل البوابة بمخاوف تساورني: "من يمكن أن يكون؟". كانت هناك امرأة محجبة.

"يا منى! افتحي الباب، أنا ساره"، لقد كان بالفعل صوت ساره، صديقتي الألمع في مجموعتي الجامعية، لكن لهجتها وأسلوب زيها كان مختلفاً تماما، الذي حال دون أن أعرفها.

قالت مرة أخرى: أنا ساره يا منى!، والآن لم يكن هناك شك، ففتحتُ الباب بسرعة، وتعانقنا جيدا وطويلاً.

"كيف علمت بمنزلي؟"

"رأيتكِ في اليوم الذي تم فيه نقل أمتعتك، ولكن بعد ذلك اضطررت للذهاب لبضعة أيام إلى منزل أختي الكبرى، المنزل الثالث من هنا هو منزل أخي".

"إذن أين منزلك؟" سألتها!

"ألا تأخذيني إلى الداخل؟" وهل تسألين كل شيء هنا على الباب"؟

اعتذرت إليها وأحضرتها إلى غرفتي، كانت هي مثلما كانت من قبل، نحيفة وأنيقة.

 أما أنا، فأم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية وستة وأربعة أعوام، البطن والرقبة أصبحتا سمينتين، والوجه مستدير، راضية وسعيدة بإدارة البيت والاعتناء بالزوج والأطفال. ثم انشغلنا بالحديث.

"ذهبتن إلى بيوت صهوركن عقب نهاية دراستكن، لكنني حصلت على درجة الماجستير، ونلت شهادات دورات متقدمة في تكنولوجيا المعلومات، وانخرطت بوظائف، والتقيت بجميع الأنواع من الرجال والنساء في الحياة، ولكن هناك شيء غريب ..."

"يقولون إن النساء يتقدمن في كل مجال، لكن عليهن أيضاً أن يواجهن مستوى معيناً من المضايقات، لم أكن بحاجة إلى وظيفة، إذ كنت أعول على أخي، فتركت الوظيفة"!

إذن أنت تعيشين مع أخيك؟

 لماذا لم تتزوجي بعد؟ "سألتها بسرعة!

"فكري! هل سأتزوج بنفسي"؟ إنها طريقة اليوم التي تتم فيها تسوية الأمور من داخلها ويضفي الوالدان الطابع الرسمي على الخطبة، عاشت وسائل التواصل الاجتماعي! عندنا ليس التقليد مثل هذا، اليس كذلك!

"فلماذا لم تتزوجي بعدُ؟" كنت ملحة في سؤالي عن عزوبتها!

"المهم أنني لست جميلة مثلك، كما لست ذات أناقة وإبهار ...".

كأنها تغني قصيدة!

"من فضلك لا تباشري مساجلة شعرية كما كنت تفعلين في السابق، قولي لي مباشرة ما هي المشكلة"؟

أصبحت سارة الآن جادة، "شوفي! هناك أيضا مستويات الجمال والوجاهة، حسن المظهر والوجه الجاذب، ودعيني أقول لك إن المظهر الجميل ليس له مستقبل قط"، كانت نبرة صوتها حادة مريرة الآن. "هل مظهري جميل أو على الأقل مقبول؟، بل ربما أنا قبيحة".

"لا تقولي هكذا، أنا لا أرى أي قبح في وجهك."

"أعلم أنه ليس لديك أخ وإلا ..."

صدمت، ثم غيرت الموضوع، قالت إنها الآن حرة وهي الآن ذاهبة إلى امرأة من أجل النطق الصحيح للقرآن وفهمه وتتعلم حكمة الدين والإيمان.

"يمكنك أن ترافقيني في وقت ما، يحلو لي الفصل كثيراً،

وبالمناسبة، يبدو أنه ليست لديك عادة لتقديم الشاي إلى ضيوفك."

قالت بجدية تماماً ثم دخلنا المطبخ ضاحكين.

بدأت في الذهاب إلى الفصل معها في بعض الأحيان ولو بغير انتظام، لقد أحببت الأخت سلمى كثيرًا، بمحادثتها المنظمة الخالية من المناقشات العلمية الثقيلة، تُفهم الدين في ضوء الوضع الحالي بطريقة تبدو فيها الحياة كأنها تمضي قدمًا.

وفي يوم من الأيام وصلنا إلى الفصل متأخرين. الأخت سلمى كانت على وشك أن تنهي محاضرتها، التي قالت فيها: إن معيار الزواج في الإسلام هو الدين أولا قبل النسب والثروة والجمال. فأولئك الذين يريدون اتباع الهدي المستقيم، يجب عليهم أن يكونوا - في زواج إخوانهم وأبناءهم- قدوة حتى يغيروا معايير المجتمع، فيما يخص بالتقاليد غير الشرعية في الزواج.

أما سارة فكان لديها الكثير لتتحدث عنها، لكن الفتيات، بغض النظر عن عمرهن، ما زلن فتيات، لا يمكنهن التحدث في هذا الموضوع، لذلك لزمت سارة الصمت، ولكن إلى أن أنهيت جلساتهن، واصلت النساء مناقشة هذا الموضوع فيما بينهن.

ذات يوم تلقيت مكالمة من الأخت سلمى، وكانت تقول إن امرأة متدينة كانت صداقة سلمى معها تبحث عن فتاة متدينة لابنها الأكبر، فهو بعد وفاة والده كان مشغولا بأداء واجبات إخوته الصغار، الآن تريد أمه أن يعمر منزلها بفتاة مناسبة.

سألتني الأخت سلمى عن رأيي في سارة بهذا الخصوص.

اكتشفت عن تفاصيل العريس وبعدما طمأنت على نفسي ذكرت عن سارة إلى أخت زوجة أخيها. ثم أردت أن أتحدث لسارة عن ذلك، لكنها تفاجأت بقولها لدى سماعها أنني توقفت عن رؤية مثل هذه الأحلام.

لكنني شرحت لها:

"أنت تفهمين بنفسك الدين وروحه، وهو أيضاً يبحث عن فتاة متدينة فلا يناسب لك أن ترفضي هذه الخطبة"!

على كل حال، تم ترتيب موعد في منزلي للأسبوع التالي، وقد حان ذلك اليوم، كانت ترافق مع سلمى سيدة محجبة، فبدأت الأحاديث بيننا، كانت المرأة حديثة القدوم، ترمز إلى سارة بطرفة عينيها من حين لآخر، جلست لبعض الوقت وشربت الشاي وغادرت.

"كنت بانتظار إجابتها بفارغ الصبر".

بطريقة ما، بعد قضاء أسبوع، وصلت إلى الأخت سلمى، فأخبرتني بخجل شديد أن سارة لم تعجبها.

دهشت كثيراً!

لم تسأل شيئًا عن سارة! ما دل بوضوح على أنها تبحث عن وجه كالبدر وعيون كالنجوم، والأمور الأخرى تستحق أن تكون على مستوى ثانوي، عدت بأفكار مرتبكة للغاية واتصلت بسارة وطلبتها عندي.

نظرتُ إلى وجهها المتفائل، كان عليّ أن أستجمع قوتي وشجاعتي، ذكرت لها ببساطة أنه لا يمكن أن يتم هناك على ما كنا نريده، عند سماع هذا، أصبح وجهها أحمر وأسود كالدخان ثم ابتسمت، ولكن هذه الابتسامة كانت كشظايا زجاج، كنت مفزوعة وخافية للغاية.

عندما أردت مواساتها، قالت بصوت منخفض وبطيء، "هذه اللعبة حدثت لي مرات عديدة"، لكن هذه المرة ازداد التعذيب أضعافا مضاعفة لأن هذا العمل قام به أولئك الذين يتشدقون بتعليمات الدين، ثم يظهرون من خلال أفعالهم أن هذه التعليمات فقط للوعظ بها للآخرين ولا للعمل بها.

أمسكت بيديها وقلت "أنا آسفة، لقد عانيت كثيرا بسببي".

''لا! ليس قط؛ إنها ليست غلطتك، حتى قبل ألفي عام، دفنت فتيات بريئات أحياء، قُتلت جثثهن، أما العصور الحديثة فهي أكثر وحشية، تدع الجسد يعيش، وتقتل روحه.

"لقد أغرقت رطوبة الدموع صوته، سكتت وبدأت تبكي بين ذراعيّ ورقبتي، كما بدأت عيناي تذرفان الدموع.

كنت أفكر في أنها جريمة قتل مزدوجة، أحدهما قتل هذه الفتاة السعيدة تضحك، والآخر قتل المعيار الذي حدده الله ورسوله، ليتني لم أتعرض لهذه المسألة.

**********


* الأستاذ المساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيودلهي، الهند.

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal