الهواية المفضلة
مجموعة من الطلبة والطالبات
جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي
------------------
(السياق والخلفية:
يدخل المعلم الصف (الصف الثاني من البكالوريوس) ليدرس مادة النثر والشعر الحديث، ويقترح عليهم: هل تحبون أن تكتبوا قصة في الصف، ثم نتمرن عليها، أنا أعطيكم الفكرة، والمفردات، وعليكم تكوين جمل باستخدام المفردات التي سأكتبها على السبورة، أحب الجميع هذه الفكرة، وبدأ المعلم يشرح لهم الفكرة، ويزودهم بالكلمات والمفردات والتعبيرات، وبدأ المعلم يكتبها على السبورة، وبدأت القصة تتطور بالجهود المشتركة، وها هي جاهزة الآن. الطلبة والطالبات الذين شاركوا في كتابة القصة، اسماؤهم هي: محمد كيف، وجوويند، وناميتا باتيل، وأنشال كوماري، ونيها كوماري، ورادهيكا، وريا تشاولا، وبهاويا شانديليا، ولاليت، وهاشم علي.)
ريا تشاولا طالبة بالغة من عمرها عشرين سنة تنتمي إلى منطقة سوبهاش ناغار في غرب دلهي. التحقت ريا بجامعة جواهر لال نهرو نيو دلهي في عام ألفين وإثنين وعشرين في مرحلة البكالوريوس في اللغة العربية.
استيقظت ريا ذات يومٍ من نومها في الساعة السابعة صباحاً وجلست على سريرها بعض دقائق، وشربت كوبا من الماء الدافيء. ثم ذهبت الى دورة المياه لقضاء الحاجة والاستحمام، ثم ذهبت إلى غرفتها وارتدت ملابسها وذهبت إلى قاعة الطعام وتناولت فطورها الذي اشتمل على الموز والبرتقال والتفاح وفنجان من الحليب. وبعد ذلك عادت ريا الى غرفتها ووضعت كراستها وكتبها في الحقيبة وخرجت مع صديقاتها الى كلية اللغات. كانت ريا مسرورة جدا مع صديقاتها. كن يتحدثن عن العطلة الشتوية وما عملنه في البيت خلال العطلة. لكل واحدة منهن قصة يحكينها.
وصلت ريا إلى كلية اللغات في تمام الساعة التاسعة صباحا. وذهبت إلى غرفة الدرس رقم 225 في الطابق الثاني في كلية اللغة والأدب والثقافة بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي بواسطة المصعد. وحينما دخلت الفصل وجدت الأستاذ موجوداً من قبلُ في الفصل، فوقفت عند الباب، وقالت: هل تَسمح لي بالدخول يا سيدي؟فأجاب الأستاذ: نعم يا ريا،تفضلي واجلسي على الكرسي. جلست ريا على كرسي في الصف الأمامي، فسألها الأستاذ: كيف حالك اليوم يا ريا؟ وكانت ريا طالبةً مجتهدةً مواظبةً على حضور الفصول الدراسية، ولذلك كان الأستاذ مسروراً بها، فأجابت ريا: أنا بخير وعافية سيدي، وكيف حالك أنت يا سيدي؟ فأجاب الأستاذ: أنا أيضا بخير و عافية و الحمدلله على هذا. وبعد ذلك قال الأستاذ: سننتظر خمس دقائق مزيداً لقدوم الطلبة الآخرين ثم نبدأ الدرس عن "الهواية المفضلة".
وبعد خمس دقائق حضر معظم الطلبة والطالبات، نصفهم من البنين، والنصف الآخر من البنات، كلهم التحقوا بهذه الجامعة الشهيرة لبناء مستقبلهم.
سأل الأستاذ الطلبة والطالبات عن هواياتهم المفضلة. نهضت ريا من مقامها و قالت: أنا أول من يحكي الهواية المفضلة، فقال الأستاذ تفضلي يا ريا.
ريا: هواياتي كثيرة. أحب قراءة القصص والروايات والكتابة وقيادة السيارة ومشاهدة الأفلام الهندية والسياحة والطبخ والدردشة مع الاصدقاء والصديقات وجهاً لوجهٍ أو على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، والتوتير، والواتساب وغيرها، والغناء، والرقص، والرسم، والتدريس، والمناظرة، ونظم الشعر، والتمثيل، والعزف على البيانو، والتزلج، وتسلق الجبل، والتصميم الداخلي، والاستماع إلى الموسيقي.
الأستاذ:يا سلام! أنتِ سيدة الهوايات يا ريا! ولكن ما هي الهواية المفضلة لديكِ؟
ريا: سيدي، أُحِبُّ كُلَّ هذه الهوايات بِدَرَجَاتٍ مُتفاوتةٍ، ولكن إذا سألتني عن الهواية الأكثر تفضيلا لديَّ، فهي تعلم اللغات وخاصة اللغات الأجنبية، لأن اللغات هي مفتاح الثقافات، ومن خلالها نعلم الثقافات الأخرى و نتفاعل مع شعوب الثقافات الأخرى، ولذلك أقول إن سيدة الهوايات في نظري هي تعلم اللغات الأجنبية الذي يمنحنا إطلالة على الثقافات العالمية.
ولذلك أجتهد لتعلم اللغات الأجنبية ومنها اللغة العربية. أريد أن أفهم النصوص العربية، و أتحدث بالعربية مع العرب، وأسافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وجمهورية الجزائر ودولة قطر والمملكة المغربية وجمهورية تونس وسلطنة عمان.
الأستاذ: جميل و رائع يا ريا! صحيح أن لِتعلم اللغات الأجنبية فوائدَ كثيرةً في حياتنا. فإضافةً إلى الاطلاع على الثقافات الأخرى، تُساعدنا معرفة اللغات الأجنبية في الحصول على وظائف، أو على الأقل تمنحنا ميزةً إضافيَّةً، وقد أثبتت الدراسات الكثيرة أَنَّ الذين يَعْلَمُوْنَ لُغَاٍت مختلفةً يتفوقون على آخرين في الأداء مقارنة بالذين لايعرفون إلا لغة واحدة. كما أثبتت الدراسات أيضاً أن الهنود يُقَدِّمُوْنَ أداءً أفضل في الولايات المتحدة وأوربا بفضل مهاراتهم اللغوية المتنوعة.
محمد كيف: سيدي هل يمكن أن نجعل هوايتنا مجال عملنا في المستقبل؟
الأستاذ: هذا سؤال رائع. إن سِرّ النجاح في الحياة هو العمل بإخلاصٍ وتفانٍ، أي أن نعشق المهنة التي نختارها لمجال عملنا، وفي هذه الحالة لن نشعر بالملل والسآمة في عملنا، ولا نعتبره ثقيلا علينا، وأقول لكم أيها الطلبة، ووأنتم أذكياء جدا، إن سر نجاح وتفوق الغرب اليوم هو حب العمل وعشقه الذي يختارونه ليكون مجال نشاطهم أو مشوارهم المهني. وأعطيكم مثال رئيس جمهورية الهند السابق إيه بي جيه عبد الكلام الذي عُرف عنه عشقه الكبير لمجال عمله وهو تطوير الصواريخ الهندية، وحتى أنه كان يعمل أكثر من خمس عشرة ساعة في اليوم وينسى حتى الطعام وكل شيء، وهناك ملايين من العلماء الذين حققوا النجاح الكبير في الحياة لأنهم كانوا يعشقون عملهم جدا.
ناميتا باتيل: سيدي ما نصيحتك لنا في الحياة؟
الأستاذ: أيها الطلبة الأعزاء والطالبات العزيزات: إن أهم شيء للشباب ولجميع الناس هو الإخلاص في العمل، وعليكم أن تحددوا لأنفسكم هدفاً واضحاً، واعملوا بكل إخلاصٍ لتحقيق ذلك الهدف، ولن تضيعوا الوقت في أمورٍ لا تفيدكم، واعلموا أنَّ الوقت هو أهم وأغلى شيء في حياتنا، فعلينا أن نستغل أوقاتنا بطريقة تساعدنا في بناء مستقبلنا، ما خاب من جَدّ واجتهد، وقد قال الشاعر العربي:
بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ المَعَالِيْ وَمَنْ طَلَبَ العُــــــلَا سَهَرَ الَّليَالِيْ
وَمَنْ رَاْمَ العُلَا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ أَضَاْعَ الْعُمْـــــرَ فِيْ طَلَبِ المُحَالِ
تَرُوْمُ الْعِزَّ ثُمَّ تَنَـــــــاْمُ لَيْلاً يَغُوْصُ الْبَحْرَ مَنْ طَلَبَ الَّلآلِيْ
أنظروا إلى أسلافكم من الطلبة والطالبات الذين نجحوا في مجالات مختلفة بفضل جهودهم ومثابرتهم الدؤوبة.
أيها الطلبة، أتمنى لكم مستقبلاً زاهراً وباهراً، وتوفيقاً ونجاحاً في الحياة.
الطلبة: شُكْراً جَزِيْلاً لكُمْ أستاذُنا المحترم.
۞۞۞