مجلة قطوف الهند

Qutoof Al-hind Magazine

ISSN: 2583-5130 (Online)

Related Articles

الحب أعمى
الحب أعمى قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: مخلص الرحمن ** إنه واحد مما يجري في التض
view
الخدَّج
الخدَّج قصة قصيرة بقلم: وفاء عبد الرزاق/ لندن مصابٌ، مريضٌ، معلولٌ، مُشوهٌ، ج
view
عذاب الضمير
عذاب الضمير قصة قصيرة مجيب الرحمن/ الهند بدا الشارع شبه خال من السيارات بسبب ح
view
أحببتك دون أن أراك
أحببتك دون أن أراك قصة قصيرة بقلم: محمد أجمل / الهند في إحدى ضواحي مدينة تشيناي
view
قُبلَة الموت
قُبلَة الموت قصة قصيرة بقلم: إليامين بن تومي / الجزائر كانت على عهدٍ بالموت قب
view
لهب قديم
لهب قديم قصة قصيرة بقلم: محمد بركة/ مصر هبَّت فجأة دفقة نسيم منعشة. سرنا باتج
view
اللّوح الثاني عشر
اللّوح الثاني عشر قصّة قصيرة بقلم: علي لفته سعيد/ العراق كان المجذاف قد اصطدم
view
جاري المْجهول
جاري المْجهول قصة قصيرة بقلم: هادي المياح/ العراق بعد أن أكملتُ ما نويتُ القيا
view
حصادُ الجوعِ
 حصادُ الجوعِ قصة قصيرة بقلم: فاطمة محمود سعدالله/ تونس كانت هيلين تحملق وا
view
طقوس سريّة .... وجحيم
   طقوس سريّة .... وجحيم  قصة قصيرة بقلم: حياة الرايس/ تونس الخضراء تسطع ا
view
....قصة : جميلة
قصة : جميلة .... قصة قصيرة بقلم: عائشة بنور/ الجزائر "جميلة، صديقتي جميلة، تحي
view
مختارات قصص قصيرة جدا
مختارات قصص قصيرة جدا بقلم: إلهام سعيد محمد/ اليمن تضاد اِعْتَرَضْتُ بِشَدَّة
view
...ملِكُ الملوك إذا وهَب
ملِكُ الملوك إذا وهَب...! قصة قصيرة بقلم: ربيعة جلطي/ الجزائر منذ أزمنة ولّت ترو
view
عازفة قصر البيكاديللي
عازفة قصر البيكاديللي قصة قصيرة بقلم: واسيني الأعرج/ الجزائر عندما وقفت سيلين
view
العودة إلى الذات
العودة إلى الذات قصة قصيرة بقلم: رابح خدوسي/ الجزائر كانت كمية القهوة تقل في ا
view
وجاء العيد
وجاء العيد[1] قصة قصيرة مترجمة ترجمة: بروفسير جلال السعيد الحفناوي/مصر اليوم..
view
البحث عن الهوية
 البحث عن الهوية قصة قصيرة بقلم: تجمل حق/ الهند في أحد الأيام، وبينما الصديق
view
الحب الزائف
الحب الزائف قصة قصيرة بقلم: محمد ريحان الندوي/الهند نذير أحمد البالغ من عمره
view
عودة التسُونَامِي
عودة التسُونَامِي قصة قصيرة بقلم: محمد علي الوافي كرواتل/الهند تمهيد: (لا أد
view
تحت ركام الجثث
تحت ركام الجثث قصة قصيرة بقلم: محسن عتيق خان / الهند ما إن بدأ هارش يفك حزام الك
view
قصص قصيرة جداً
قصص قصيرة جداً بقلم: وفاء عبد الرزاق[1] لندن   (ظِلٌّ) لمْ يكُنْ ظِلُّه الد
view
وابلٌ من الخيطان
وابلٌ من الخيطان بقلم: لبنى ياسين[1] سوريا/ هولندا كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا الع
view
قبر لكل الدموع
قبر لكل الدموع بقلم: إليامين بن تومي - الجزائر[1]   دخل البيت على غير عادته، ل
view
لقاء في كوبنهاجن
                       لقاء في كوبنهاجن          &n
view
من مذكرات كلب
من مذكرات كلب    بقلم: د. بن ضحوى خيرة                &nbs
view
رصاصة الرحمة
  رصاصة الرحمة                 بقلم: طه
view
الفتى العكّاوي
الفتى العكّاوي[1] بقلم: عائشة بنور، الجزائر  القصة الفائزة في مسابقة منتدى ال
view
قصة: حَجــرٌ
قصة: حَجــرٌ بقلم: خيرة بغاديد - الجزائر-[1]          يخطو خطواتِ
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د.  سناء الشعلان (بنت نعيمة)[1] selenapollo@hotmai
view
"خيتينيا"
"خيتينيا" بقلم: هالة البدري/ مصر[1]   لم يتوقعا أن يكون شاطئ ميامي بهذا ا
view
مَنْ جَدَّ وَجَدَ
مَنْ جَدَّ وَجَدَ بقلم: د. مجيب الرحمن[1] "إِنَّ مُسْتَقْبَلَكُمْ بِأَيْدِيْك
view
المقامة الاقتصادية
المقامة الاقتصادية بقلم: د. محمد سليم[1] حكى خالد بن سلام قال مرّة حداني التفكير
view
الإمام الطائش
الإمام الطائش بقلم: د. طارق انور الندوي[1]   كان ذلك الحادث أليمًا ومخزيًا لل
view
محطة النار والدخان
محطة النار والدخان بقلم: د. محمد عفان[1] اقتلوهم ...شردوهم ...البارحة عندما سمع الن
view
ما لها وما عليها الآن
ما لها وما عليها الآن                               &nb
view
العروس الكسولة
العروس الكسولة بقلم: د. محمد أجمل[1]             بينما ا
view
اَللِّحَافُ
اَللِّحَافُ (من الأدب الأردي الهندي)  بقلم: عصمت تشغتائي[1] المترجم: د. محمود
view
دعوة المظلومة
دعوة المظلومة الكاتب: بريم تشاند[1] ترجمة وتلخيص: د. قمر شعبان[2]   خرج المن
view
حصالة الخزف
حصالة الخزف بقلم: د. محسن عتيق خان[1] سيتم إلغاء تداول العملات الورقية النقدية من
view
عيدُ غريبٍ
عيدُ غريبٍ بقلم: عبيد الرحمن[1]   راشد يعمل مهندسا برمجيا في إحدى شركات الحوس
view
في طرفة عين
                                        في طر
view
طالب طموح بين رحى الحياة
طالب طموح بين رحى الحياة د. تجمل حق[1] سمع أنوار الحق قصة نجاحات المتخرجين في الم
view
تاريني ماجي (الملاح)
تاريني الملاح بقلم: تاراشنكر بانديوبادياي[1] ترجمة من اللغة البنغالية إلى اللغة
view
لعبة الأقدار
لعبة الأقدار          بقلم: د. محمد ميكائيل[1] صبيحة يوم السبت من شهر دي
view
صوبور
صوبور حكاية شعبية بنغالية * ترجمة وإعادة الصياغة: د. معراج أحمد معراج الندوي** -
view
الحامول (امربيل)
الحامول (امربيل) الكاتبة: عصمت تشغتائي [1] ترجمة: محمد مظهر[2]   لم يكن كف
view
الباحث عن السلام
الباحث عن السلام ترجمة: بريتي بهارتيا[1] الكاتب: أوبنيدرا ناث أشك[2] لا تبحث عن ا
view
حُرمة الضيف
حُرمة الضيف الكاتب: عبدل بسم الله[1] ترجمة د. أحمد القاضي[2]   سادت موجة شديد
view
الهنــد التـي أحبهـا
الهنــد التـي أحبهـا الكاتب: روسكين بوند[1] ترجمة: د. محمد أجمل[2] قبل بضع سنوات،
view
طعام بأنامل الموت
طعام بأنامل الموت الكاتبة: كامالا ثريا[1] ترجمة د. عبد الغفور الهدوي كوناتودي[2]
view
النمر الأسود
  النمر الأسود القاص: شهاب الدين فويتومكاداوو[1] ترجمة: عبد الرشيد الوافي [2]
view
اليأس
اليأس الكاتب: فايكم محمد بشير [1] ترجمة: أنشدة رشيد[2] بدأ حياته فقيراً، وعرف الت
view
أوبوماوو
أوبوماوو الكاتبة: تشاندراماتي [1] الترجمة: عبد الله الوافي [2] كلا الولدين يتصلا
view
قصة "بِديني" - مُلاعبة الثعبان
قصة "بِديني"[1]  - "مُلاعبة الثعبان" لـ تاراشنكر بانديوبادهياي[2] الكا
view
كابولي والا (رجل من كابل)
"كابولي والا" (رجل من كابل) قصة قصيرة لـــ"رابيندرا ناث طاغور"[1] ترجم
view
لاعبا الشطرنج
لاعبا الشطرنج قصة قصيرة لـ"المنشئ بريم تشند"[1] ترجمة: [2]د. قمر شعبان في عص
view
يوم ماتت الأميرة ديانا
يوم ماتت الأميرة ديانا قصة لـ: ناميتا غوخالي * ترجمة: د. مخلص الرحمن ** دائما كان
view
ضحكة رنّانة
ضحكة رنّانة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكت
view
في كل سنبلة مائة حياة
في كل سنبلة مائة حياة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى بالمناصفة في الفئة الأولى،
view
الفجوة الجيلية
الفجوة الجيلية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه ف
view
نصيبي
نصيبي (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الدكتوراه
view
بعد الامتحان
بعد الامتحان (القصة الفائزة بالجائزة الثانية بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة الد
view
الجنين المصلوب
الجنين المصلوب (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الأولى، فئة ا
view
لا تذهبي... أنا آسف
لا تذهبي... أنا آسف (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الأولى، فئة الدكتورا
view
السكرتير
السكرتير (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثانية، فئة الماجستير في المس
view
لا أريد منك إلا ساعة وقلما
لا أريد منك إلا ساعة وقلما (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثانية، فئة
view
الجنون
الجنون (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئة الماجستي
view
على ضفة نهر الكنج
على ضفة نهر الكنج (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثانية، فئ
view
الكلب والمالكة
الكلب والمالكة (القصة الفائزة بالجائزة الأولى في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس
view
الفتاة الهندية
الفتاة الهندية (القصة الفائزة بالجائزة الثانية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريو
view
أسوأ سفر
أسوأ سفر (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، في ا
view
النصيحة
النصيحة (القصة الفائزة بالجائزة الثالثة بالمناصفة في الفئة الثالثة، فئة البكالو
view
أمٌّ في وادي تشيناب
أمٌّ في وادي تشيناب (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الأولى، فئ
view
زوج فقير
زوج فقير (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة الدكتور
view
على عتبة الفاشية
على عتبة الفاشية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الأولى، فئة
view
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية
بين عدوى الفيروس وعدوى الكراهية (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الف
view
الحب الأعمى
الحب الأعمى (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثانية في الفئة الثانية، فئة الم
view
أرملة عشيقة
أرملة عشيقة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولى في الفئة الثانية، فئة الما
view
مغبة الانتظار
مغبة الانتظار (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الثالثة في الفئة الثانية، فئة ا
view
الغيبوبة
الغيبوبة (القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية في الفئة الثالثة، فئة البكالوريوس، ف
view
جريمة قتل مزدوجة
جريمة قتل مزدوجة  د. محمد أجمل * حان وقت الظهيرة. فكرت أن أستريح لبضع دقائق فقط
view
البوصلة والأظافر وأفول المطر
    البوصلة والأظافر وأفول المطر بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) إن كان
view
ساعتان وبضع دقائق
ساعتان وبضع دقائق إلى روح الشاب محمد الحاج علي الذي قضى في حريق لندن بقلم: لبنى
view
الصّديق السّرّيّ
الصّديق السّرّيّ بقلم: د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) روائية وقاصة أردنية لم يحظّ
view
طائرة ورقية
طائرة ورقية بقلم: د. مديحة بلاح كاتبة جزائرية ما أجمل الكلام الذي لا يقال إل
view
في اليوم العشرين
في اليوم العشرين أ.د. مجيب الرحمن مركز الدراسات العربية والأفريقية، جامعة جواه
view
بنت عفيفة
بنت عفيفة بقلم: د. محمد أجمل أستاذ مساعد، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جام
view
جور الوحوش وعدل الثعلب
جور الوحوش وعدل الثعلب بقلم: عبد الرقيب علي ماجد طالب ماجستير بجامعة جواهر لال
view
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة
غَطِ وجهَكَ بهذهِ الكمامة عبد الرؤوف توتي بن حمزة كاتب هندي كان الطابق الثالث
view
الأب الثاكل
الأب الثاكل بقلم: عبيد الرحمن كاتب هندي "بابا، بابا" كأن طفلة همست في أذ
view
إن العالم لا يصلح للعيش
إن العالم لا يصلح للعيش عبد الله سراج طالب الماجستير، السنة النهائية، مركز الد
view
الشعر الطويل
الشعر الطويل الكاتب: بشيشر براديب* المترجم:  أ.د. جلال السعيد الحفناوي** &nbs
view
ليتوقد الفانوس طول الليل
ليتوقد الفانوس طول الليل الكاتب: خواجه أحمد عباس المترجم:  أ.  د. محمد قطب ا
view
بئر الساقية
بئر الساقية الكاتب: المنشئ بريم تشاند * المترجم:  د. قمرشعبان الندوي ** قال
view
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة جدا بقلم: وفاء عبد الرزاق (1) ( عَارِفٌ غَيرُ عَارِفٍ ) تمدَّد على صو
view
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ
وحش ما قالته العرب في ملحمة الفلسطينيّ  أ.د.سناء الشعلان/ الأردن    &n
view
الضربة الأخيرة
الضربة الأخيرة بقلم: لبنى ياسين سوريا/ هولندا لم يعدْ السيافُ مسرورٌ مسروراً
view
القطار
 القطار زياد طارق عبد الله العبيدي شاعر وقاص من العراق.   ------------------
view
سؤالٌ بحجم الهملايا
 سؤالٌ بحجم الهملايا أ.د. مجيب الرحمن الهند ------------------ كان عادل جالساً في
view
من الشكوى إلى الشكر
من الشكوى إلى الشكر  د. محمد أجمل الهند ------------------ سألت سعاد زوجها حارث بص
view
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....
فَكِّر مَرَّتين قبل أن .....  عابد زين كيه الهند ------------------ ذبلت أشعة الشمس و
view
ضيق القلب
 ضيق القلب سمية رياش ------------------ رأت سيارات متحركة على الشوارع وكانت هائمة ف
view
رجل شقي
 رجل شقي محمد حُمَيْس الهاشمي الهند ------------------ هذه قصة رجل لم يقدر نعم ربه
view
الضغث على الإبالة
 الضغث على الإبالة أمير الدين الهند ------------------ لَبّى شقيق "سلام" دعو
view
الهواية المفضلة
الهواية المفضلة   مجموعة من الطلبة والطالبات جامعة جواهر لال نهرو، نيو دل
view
زوج زيتون
 زوج زيتون شهاب علي الهند ------------------ تفشى الظلام رويدا رويداً وتلاشت أمار
view
طريق النجاة
 طريق النجاة قصة لـ: للمنشئ بريم تشاند ترجمة لـ: د. قمر شعبان/الهند -----------------
view
وقائع المنفى
 وقائع المنفى (قصة ميثولوجية) قصة لـ: ناميتا غوخالي ترجمة لـ: د. مخلص الرحمن/
view
يوم في حياة منجم
 يوم في حياة منجم قصة لـ: : آر. كيه. نارائن (كاتب هندي شهير) ترجمة لـ: مأمون مظهر
view

!من يُحيي ومن يَحيى

قصة مترجمة
October 01, 2023
138 


من يُحيي ومن يَحيى !

قصة لـ: مانك بندوبدهاي (أديب وقاص وروائي بنجابي هندي)

ترجمة لـ: الباحث عبد الله/ الهند

------------------

رأى مريتُنجاي في طريقه إلى المكتب لأول مرة حالة موت من الجوع! كان يسمع ويقرأ فقط عن أخبار الموت على الرصيف حين وقع نظره عليه اليوم لأول مرة. لم يحتج إلى المشي كثيرا على الرصيف وبلا ريب تحققت له الرؤية قبل فترة طويلة. عادة ما يخرج من منزله ويخطو بضع خطوات يركب الترام وينزل أمام باب المكتب. كان منزله في حي منعزل، ليس به أرصفة كثيرة والناس لا يذهبون ليموتوا فيه على الأقل. وفي تلك الأثناء كان الخادم وأخوه الصغير يذهبان إلى السوق ليتسوقان.

في غضون دقائق، مرض جسد مريتُنجاي السليم، وبدأ جسده يتفاعل إذا به يشعر بوجع في قلبه وكأن ألم جسده تماشى مع ألمه النفسي، دخل في غرفته الصغيرة بعد ما وصل إلى المكتب وجلس على الكرسي بجلبة ولبرهة أصبح ضعيفا تماما. وذهب إلى الحمام بعدما جلس أغلق عليه الباب وتقيأ كل ما أكله في البيت من الأكل المقلي والعدس والخضروات والسمك والحليب والأرز. وجاء نيخيل من الغرفة المجاورة للاستخبار،  حينها رجع مريتُنجاي من الحمام وشرب الماء في كوب زجاجي وهو يحدق في الجدار بعد افراغه تماما ووضعه تحته.

كان هو ونيخيل في منصبين متساويين تقريبا، راتبهما متساو، يحصل مريتُنجاي على خمسين روبية زيادة لشغل إضافي. نيخيل رجل سقيم وفطن وكسلان نوع ما. وتزوج قبل مريتُنجاي بسنتين وأصبح والدا لولدين خلال ثماني سنوات. لكن لا رغبة له في العائلة، يريد أن يقضي الحياة بعد التقاعد في قراءة الكتب وبناء عالمه الفكري.

كان (نيخيل) معجبا بمريتُنجاي إعجابا شديدا مثل الآخرين ولعله يحبه بشيء من الإهمال اليسير ليس لأنه رجل هادئ وصالح أو لأنه رجل كريم وبسيط بل لأنه يمثل أيديولوجية لأسطورة تراثية قديمة وناسك في الثقافة الإنسانية. لا ريب من أن مريتُنجاي متعبا ضعيف الفكر، تعذله ركام الظلمات في نفسه إن كان من الممكن ازعاجه بطعن ولكن تفاعل نفس مريتُنجاي الهادئ ليس بواهن، بل كان مصدر للقوة، تلك القوة التي أنفقها في محاولة جعل المستحيل ممكنا في عالم الإنسان. فلذا قد يخضع نيخيل لمريتُنجاي ويفكر في ذلك الوقت في حسد المسكين وأنه ليس قبحا إن كان هو مريتُنجاي بدلا من أن يكون نيخيلا.

خمن نيخيل من مظهر مريتنجاي بأنه واجه مشكلة كبيرة ويدفع رأسه في ألم مشكلة صافية بغير سبب وغير معقولة مثل نحلة محبوسة في زجاجة شفافة.

يا رجل، ما الذي أصابك؟ سأل نيخيل بحذر.

كما أن مريتنجاي صاح وقال بخطاب غامض وغير منتبه: مات!  مات جوعا!

بدا لنيخيل بعد أسئلة عدة أنه يرى داخل مريتنجاي بوضوح، إنه (مريتنجاي) لا يستطيع أن يفهم أمرا بسيطا وسهل الفهم كالموت جوعا على الرصيف، وهذا ليس مستغربا، كان يحاول إدخال المواضيع كجبل في مخيلته الصغيرة؛ يالفظاعة الجوع على الرصيف أي نوع من الموت حصل عليه؟ الموت جوعا، ما هو وكيف؟ ما مدى صعوبة الموت جوعا وأي نوع من الألم هو؟ هل ألم الجوع أكبر أم فظاعة الموت أشد؟

ولكن (مريتنجاي) أجاب عندما سأل نيخيل: أنا أفكر بشكل آخر، ما هي كفارة ذنبي للرجل الذي مات جوعا وأنا حي أرزق؟ علما بأني أكل أربع مرات حد الشبع ومنذ زمن، علما أنه-لا تتم عملية الإغاثة بشكل كامل لقلة الناس ومن جهة أخرى لا أجد سبيلا كيف أقضي وقتي، ويلا! ويلا! مئات المرات.

ظل نيخيل صامتا بعدما رأى عيني مريتنجاي مغرورقة بالدموع، لا يوجد ما هو أكثر عدوى من العطف في هذا العالم. ويقلق قلب نيخيل أيضا. لو جُمِعت كل شفقة البلد وانسكبت فلن تنطفئ نار هذا الجوع بل ستصبح قبرا بدلا من الطعام. كيف يتولد طلب الطعام للعيش في الناس إذا لم يزل تعتبر الخطيئة غير الطبيعية مثل التصدق ثوابا؟ يمكن تحويل المبادئ الحقيقة القاسية إلى مبادئ روحية جميلة ولكنها غير شرعية، وستحرق نار المحرقة الأحياء جميعا في العالم لو وضعوا فيها رغم أنها أحرقت آلافا من الموتى.

حمل نيخيل الجريدة وهو يفكر في قلق هذه الكلمات ووقع نظره في موضع منها أنه اُنتقد انتقادا حزينا بأن مجموعة العشرين من الموتى لم يتم إرسالهم إلى الجنة بإحراق الجثث (حسب العقيدة الهندوسية) بطريقة جيدة.

بعد أيام حان موعد الراتب، كان على نيخيل إرسال روبيات إلى ثلاثة أمكنة في كل شهر، فكر أمام إستمارة الحوالة البريدية آخذا قلمه بيده هل يخصم خمس روبيات في المساعدات الثلاث؟ جاء مريتنجاي إلى غرفته وجلس، ومنذ ذلك اليوم ظل وجهه مشيحا حزينا وعابسا، لا يتكلم مع نيخيل كثيرا.

عليك أن تعمل لي عملا، يآ أخي، وضع مرتنجاي حزمة من الأوراق النقدية-أن تدفعها إلى أي صندوق للإسعاف.

 لماذا أنا؟ أنا لا أستطيع.

 عد نيخيل الأوراق بهدوء.

 كل الرواتب؟

نعم!

في منزلك تسعة أفراد، لا يكفيهم راتبك الشهري، عدا ذلك أنت تستقرض المال كل شهر، قال مرتنجاي -وإن يكن- علي أن أفعل شيئا، يآ أخي، لا أستطيع أن أنام الليل ولا أن آكل الطعام عندما أجلس لتناوله، أتوقف لساعة من الساعات الثلاث في اليوم لأوزع حصتي وحصة والدة تونو من الأرز.

ينظر نيخيل إليه بلا حدق ويبدو أن وجه مرتنجاي السمين ظل صامتا كما أنه يعاني من الحمى، لأنه يحترق في الداخل بلا ريب.

صحة والدة تونو تبدو أنها ستكون على قيد الحياة من 15 الى 20 يوما بتناول الطعام مرة في اليوم. قفز مرتنجاي بعد سماع هذه الملاحظة، ماذا أفعل؟ كم مرة قلت لها وكم أفهمتها؟ لا تسمعني ولا تناول الطعام إذا لم أتناوله، أليس هذا غير عادل؟ ألا يكون هذا ظلم؟ إن تمت (هي) تمت جوعا.

فكر نيخيل أن يُفهم صديقَه بوضوح أنه لا يمكنه إنقاذ شعب البلاد بهذه الطريقة، إن الأكل المتوفر سيكون في فم شخص ما، والإسعاف الجاري هو مجرد إطعام شخص بدلا من آخر، وليس هناك سوى العزاء في محاولة إنقاذ بعض الذين يموتون أمام العيون بترك أولئك الذين يموتون وراء الجدران، ولكنه لم يستطيع نطق هذه الكلمات، علقت في الحلق. واكتفى بالقول أن الإفراط في تناول الطعام ظلم ولا ينبغي أن يموت أحدهم دون أكل، أنا قللت قدر الإمكان من وجبات طعامي، وأتناول ما يسد الرمق للبقاء على قيد الحياة، جمعها (القوت) وسآكلها ولو كان بإمكاني لوهبت نفسي دون إعطائها أي شخص ولو مات كل الناس في البلاد، أنا لا أتكلم من وجهة نظر أخلاقية بل من وجهة نظر اجتماعية أن قتل نفسك دون طعام أعظم جرما من قتل عشرة أشخاص.

هذه أنانيه ووحشية، أم أنها أنانية من الذين يموتون جوعا؟ ولو جُعلوا أنانيين بدلا من إعطائهم ملعقة من حساء الشعير ما كانوا ليهلكوا جوعا مع وفرة الطعام في البنغال ولو كان الزاد في المخزن على بُعد آلاف الأميالٍ الذي يغلق بواحد وثلاثين قفلا.

نهض مرتنجاي قائلا: أنت مجنون، مجنون تماما.

يوما تلو الأخر صارت حالة مرتنجاي تؤول إلى مرحلة غير معروفة، يأتي إلى المكتب متأخرا ويرتكب الأخطاء في عمله، يجلس بهدوء وهو يفكر ليخرج في وقت غير معين، ولا يتواجد في البيت، يتجول في أزقة المدينة القديمة بلا نهاية.

ينظر مرتنجاي إلى الذين يرقدون بجانب القمامات والممرات المفتوحة تحت الأشجار في جوف الليل ويزحفون إلى الصف الأمامي ويبحثون عن مأوى أفضل بعد إغلاق المتاجر، والذين يصطفون (للطعام) منذ الساعة الرابعة صباحا، ينظر إلى حشد السائلين للطعام بعد بحثه عن أماكن توزيع الأكل المطبوخ للفقراء.

في البداية صار يتحدث مع عدد من الرجال والنساء أما الآن فقد توقف عن الكلام معهم، كلهم يقولون نفس الشيء لغتهم وكلماتهم تتشابه وبنفس الأسلوب، إنها قصة القدر البائس بصوت ضعيف كأنه نسيج لرجل مخمور نصف واع، لا شكوى في الصدر ولا اختلاج للقلب، فهم لا يشعرون من أين وكيف انقلبت الحياة عليهم ولكنهم ببساطة استسلموا لها.

كانت حالة منزل مريتُنجاي مؤسفة، حيث لازمت والدة تونو الفراش ومن على فراشها تتقفى أثر زوجها وترسل الصغار والكبار مرارًا للبحث عن زوجها ولكن دون جدوى أين يجدونه وسط تلك الحشود الكبيرة من الناس القادمين إلى هذه المدينة العظيمة، يرجعون بعد قضاء بعض من الوقت خارجا، ويكذبون على والدة تونو بأن مريتُنجاي سيأتي قريبًا. ومع الخبر الكاذب، يجلس كل مَن في البيت في رباطة جأش، وبعضهم بوجه باك، والأطفال يبكون من مرارة الجوع والإهمال وعدم وجود من يهتم لأمرهم.

كان نيخيل يأتي مرارا، إلى والدة تونو وهي تطلب منه أن يراقب مريتنجاي ويبقى معه، فيقول نيخيل إذا تحسنتِ واعتنيت بالمنزل فسأبقى معكِ لأطول فترة ممكنة.

تقول والدة تونو، لو استطعت أن انهض لكنت قد مشيت معه، يا أخ زوجي، تمشين؟

بالتأكيد، منذ أن صاحبته، أصبحت مثله، وقد أصبحَ مجنونًا، صرت أشعر بأني سأصبح أنا أيضا مجنونة. في الحقيقة أنا لا أفكر في هؤلاء الأطفال فقط. بل أتذكر أولئك الناس على الرصيف، فقد ذهب بي إليهم ليومين أو ثلاثة أيام.

بعد صمت طويل، قالت والدة تونو مرة أخرى، حسنا، ألا يمكن فعل شيء من أجلهم؟ جن جنونه، ما هذه الفكرة التي تولدت عنده، حتى لو تبرع بكل ما لديه لَمَا تغير من حالهم شيء، وأحس بخيبة أمل كبيرة في نفسه. يدركه اليائس يوما بعد يوم، يسمع نيخيل ويتحول وجهه الى لون أسود.

مريتُنجاي لا يذهب إلى المكتب، رتب نيخيل إجازته بعد محاولة، بعد انتهاء العمل في المكتب  يذهب إلى مريتنجاي - والآن قد أصبحت الأماكن التي يرتادها معروفة إلى حد كبير، كما أنه يقضي ساعة بعد ساعة مع مريتُنجاي، ويُسمِعُه كلاما يعكس بطرق مختلفة، وينقض حججه السابقة بنفسه. يَسمع مريتنجاي لكن عيناه تقولان بأنه لم يعد يفهم معنى الكلمات، وأصبحت الكلمات غامضة بلا معنى لدى تجربته، ثم تخلى عنه نيخيل تدريجا.

وبعد ذلك اختفى القميص الحريري المغبر عن جسد مريتنجاي. وظهرت الخرقة الممزقة للتكسي بدلا من دهوتي (الإزار)، وأصبح الغبارالمجتمع على الجسم مرئيا. غطت اللحية الوجهَ، يضطجع على الرصيف مع عشرة آخرين مع كوب صغير في يده،  ويأكل خيجري بعد مشاجرة ومعاركة بينهم ويقول: قدمت من القرية يآ أبي. لم أتناول الطعام فأطعمني!

 

                                  ۞۞۞

Post a comment:



© 2022 Qutoof Al-hind Journal