لعبة الأقدار
بقلم: د. محمد ميكائيل[1]
صبيحة يوم السبت من شهر ديسمبر عام 2004م إذ كانت الشوارع في مدينة دلهي مزدحمة بالسيارات والحافلات، والناس يسرعون إلى أعمالهم ونشاطاتهم اليومية في برد الشتاء القارس كما هو معروف عن الطقس في دلهي، وصل أحمد إلى دلهي بعد إكمال تعليمه الابتدائي حاملا في رأسه طموحات عالية. وهو ينحدر من عائلة من بيهار لا تملك وسائل مادية كافية، ولم يكن وضعه الاقتصادي مؤاتيا لتحقيق طموحاته وأحلامه. ولكنه كان يملك العزم القوي الذي دفعه إلى أن يصل إلى دلهي دون أن يفكر في الوسائل، وقضى شهر رمضان مع العمال المهاجرين من قريته في منطقة ماهاراني باغ، وجرب الطقس في دلهي، ورأى الازدحام على شوارعها، وشاهد الحياة السريعة بأم عينيه التي كان سمع عنها من قبل. وفي أثناء مكوثه معهم حاول أحمد جمع المعلومات عن كيفية الالتحاق بالجامعة الملية الإسلامية، فخطر بباله أن يلتقي طالبا جامعيا يدعى يعقوب الذي كان يدرس في السنة الثانية من البكالوريوس في قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والعلوم الإنسانية في الجامعة الملية الإسلامية، ويسكن في منطقة كاشميري غيت بدلهي القديمة لأن الجامعة الملية الإسلامية لا توفر تسهيلات السكن في رحابها لجميع طلابها، وبما أنه كان ينتمي إلى عائلة متوسطة الدخل، شق عليه دفع أجرة الشقة الغالية في منطقة باتلاهاؤس الواقعة قرب الجامعة، فاختار منطقة كاشميري غيت للإقامة. عند اللقاء، أظهر أحمد رغبته في الالتحاق بالجامعة الملية الإسلامية وشارك معه أوضاع عائلته المادية والاقتصادية قائلا:
"يرغب أبي في أن أواصل دراستي في جامعة عصرية وأكون نموذجا طيبا وأسوة حسنة لجيل المستقبل في قريتي في مجال التعليم، لأن أهل قريتي والقرى المجاورة لا يرسلون البنات والبنين إلى المدارس، بل يتوقعون أن يكسب أولادهم لهم القوت، ولأجل ذلك يرسلونهم إلى مدن هندية كبرى مثل دلهي ومومباي وحيدرآباد للعمل فيها، ويزوجون بناتهم في السن المبكرة، حتى بعض الناس لايستحسنون الإنفاق على التعليم، ويعتقدون بأن أولادهم سيكسبون لهم أموالا طائلة دون إهدار العمر في التعليم الذي سيكلف كثيرا ولا يسمن ولا يغني من جوع في النهاية. أما قصتي فقد أنفق أبي على تعليمي بعد أن باع ألبان الجواميس والبقرات التي كان يربيها، ولكنه الآن اضطر إلى ترك ذلك العمل بسبب تدهور صحته. بما أن بيع اللبن كان مصدرا وحيدا لمعيشة الأسرة لا يتحمل الآن أن ينفق على تعليمي، ولكنني أود أن أحقق حلم أبي وحلمي أنا".
عزم يعقوب على مساعدة هذا الطالب بعد الإصغاء إليه، وغرق في التفكير مطأطأًً رأسه لفترة وجيزة ثم رفع رأسه قائلا:
"دعنا نلتقي يوم السبت القادم في فناء المسجد الجامع ونفكر في إيجاد سبيل. نؤمن بالله أنه سوف يخرجنا من هذا المأزق، ويدلنا على طريق الخير والنجاح".
اجتمع أحمد ويعقوب صباح السبت الباكر في فناء المسجد الجامع لفترة، ثم توجها معا إلى جامعة رياض العلوم حيث لقي أحمد زميله في الصف من المدرسة محمود وكبيره في المدرسة حسان، وهما أيضا كانا يطمحان إلى تحصيل التعليم العالي في جامعة عصرية، ويبحثان عن مكان لا يكلفهما كثيرا، حتى يستطيعا التركيز على الاستعداد للالتحاق بالجامعة الملية الإسلامية وجامعة جواهر لال نهرو. بعد التشاور والتفكير اتجه هؤلاء الثلاثة إلى الجامعة الرحيمية بمهنديان في شارع ميردرد في نيو دلهي، وبدأوا الاستعداد للدخول في الجامعة الملية الإسلامية وفي أثناء الاستعداد قال محمود:
"من أحلامي أن تضاف البادئة "الدكتور" إلى اسمي ويكتب "الدكتور محمود السلفي"، ولتحقيق حلمي هذا أبذل كل غال ورخيص إن شاء الله".
ولكن لسوء حظه لم تحالف حظه أوضاع عائلته المالية، واضطر إلى الكسب لمساعدة أسرته وأخيه الصغير الذي كان يدرس في كلية الهندسة بجامعة عليجراه الإسلامية. وقرر بعد التشاور مع حسان في الأمر أن يترك الجامعة الرحيمية فغادر إلى مدينة كانفور في ولاية أترابراديش وبدأ مشواره العملي هناك.
ظل أحمد وحسان يستعدان للالتحاق بالجامعة الملية الإسلامية وجامعة جواهر لال نهرو، وبذلا قصارى جهودهما حتى نال حسان قبوله بمركز الدراسات العربية والإقريقية في جامعة جواهر لال نهرو، وحظي أحمد بالقبول بقسم اللغة العربية في الجامعة الملية الإسلامية. وفي نفس العام، التحق عبد الله في البكالوريوس في العمل الاجتماعي، وكانت تجمعهما مادة "الانجليزية" في فصل مرتين في الأسبوع، كان عبد الله ينتمي إلى أسرة ثرية تشتغل بالتجارة، ويفتخر بثروته ووضع عائلته الاقتصادي.
ذات يوم، عندما كان عبد الله في طريقه إلى الفصل في مبنى قسم اللغة الإنجليزية وقع نظره على أحمد، حسن المحيا، حاد الذاكرة، ولكنه كان معوزا، قديم الطراز في ملبسه. دخل كلاهما في غرفة الفصل معا، ولكن ما كلم أحدهما الآخر. ثم دخلت المحاضِرة الدكتورة سوزان الفصل وسجلت حضور الطلاب وسألت:
"هل تعرفون تاريخ تطور الأدب الإنجليزي في الهند ورواده؟"
فسكت كلهم، ولكن أعطى تلميذ جوابا غير مقنع، فرفع أحمد يده ليجيب على سؤالها: فأجاب بكل تفصيل وأقنع المحاضرة. فوقع جميع الطلبة في الفصل في حيرة ودهشة على جوابه وذكائه. وبعد أيام قليلة رأه عبد الله في مقصف الجامعة، وجلس معه في طاولة، وطلب الشاي لهما، وبدأ يتعارف أحدهما على الآخر. هكذا تطورت صداقتهما عندما كانا في السنة النهائية للبكالوريوس. أثناء ذلك، ضربت أزمة الركود الاقتصادي العالم، وذلك بين عامي 2007-2008م، مع أن دول العالم لم تعان من هذه الأزمة بشكل متساو. ولكن عانت معظم الاقتصادات المتقدمة في العالم ولاسيما الأمريكتين الجنوبية والشمالية وأوروبا من ركود حاد. وأدرك عبد الله خوفٌ من نقص فرص العمل في اللغة العربية، لأن الشركات الخاصة من أمريكا وأوروبا التي تستأجر خبراء اللغة العربية تأثرت بهذه الأزمة كثيرا. فزار أحمد صديقه حسان في جامعة جواهر لال نهرو خائفا ومخوفا للتشاور معه وقال:
"للأسف الشديد قلصت أزمة الركود الاقتصادي من فرص العمل في الشركات متعددة الجنسيات، وإذا لم نجد العمل بعد إكمال البكالوريوس فماذا سأرد على والدي الذين هما في انتظار المساعدة المالية مني؟"
تنهد حسان بعد تفكر طويل وقال:
"أخي أحمد! لاتقلق ولاتحزن! إن هذه الأزمة لم تؤثر على دول الشرق الآسيوية كثيرا، والذين يتعلمون لغاتها يجدون فرص عمل رائعة تدر عليهم مرتبات عالية، فابدأ بتعلم اللغة اليابانية تجد فرص العمل العديدة في الترجمة المكتوبة والشفهية إن شاء الله."
حاول أحمد أن يتعلم اللغة اليابانية وبذل كل جهوده لمدة تقرب من سنة ونصف، واجتاز اختبار إجادة اللغة اليابانية للمرحلة الثالثة (N3)، ولكنه لم يجد عملاً إلا في مجال اللغة العربية عام 2010م.
عمل أحمد في الشركات العديدة، عاش عيشة مترفة، وساعد أسرته في بيهار، وأعان إخوته وأخواته في تزويج بناتهم وبناتهن وفي دفع رسوم أبنائهم في المدرسة، حتى أصبح قدوة للنجاح يحتذى به في القرية، وأقبل الناس على تعليم أولادهم لتحسين أوضاعهم الاقتصادية ومكانتهم الاجتماعية.
أما عبد الله فهو بعد أن حصل على شهادة الدكتوراة في العمل الاجتماعي بدأ يساعد أباه في تجارة "العطورات" العائلية التي جلبت لهم الدخل الكبير، واكتسب أموالا هائلة، واشترى شقة كبيرة وفاخرة في منطقة شاهين باغ، واستثمر في العقارات والأراضي كذلك.
وعندما داهمت جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) عام 2019م، وأعلنت الحكومات حظر التجوال والإغلاق الكامل، فقد آلاف من الناس وظائفهم من الموظفين المثقفين والعمال المهاجرين في الهند. ولما لم يجدوا ما يسد رمقهم في المدن الكبرى لفقد وسائل كسب العيش، مشوا على أقدامهم جائعين على مدى الأيام والأسابيع للوصول إلى منازلهم في القرى والأرياف الواقعة على بعد مئات وآلاف من كيلومترات. وفي جانب آخر، لجأت الشركات والمؤسسات إلى العمل من البيت فضلا عن توجه كثير من المؤسسات والشركات لتقليل أعداد الموظفين سواء من خلال الاستغناء عن خدماتهم أو من خلال الاستفادة من قانون الدفاع بالتوقف الجزئي للموظفين. من ثم فقد أحمد وظيفته، وتراكمت عليه الديون البنكية التي كان يدفعها بالأقساط الشهرية. بينما كان يواجه المطالبات من البنك لتسديد الديون، أصيب غفران البالغ من عمره سبعين عاما بفيروس كورونا، وبدأت حالته تتدهور، والمستشفيات في دلهي كانت مكتظة بالمرضى. فطاف أحمد بالمستشفيات في دلهي وكان غفران في حاجة ماسة إلى الأكسجين. فشل أحمد بعد أن بذل قصارى جهوده في الحصول على أي سرير في أي مستشفى. وما وجد أي سبيل لإنقاذ أبيه من هذا المرض الفتاك. فبدأ يجهش بالبكاء أمام مستشفى "الشفاء" متعددة التخصصات الواقعة في أوكهلا، فصادف أن رأه أستاذه في الجامعة الملية الإسلامية البروفيسور خالد أشرف، ذو مربتة عالية وصاحب العلاقات الجيدة مع السلطات في حكومة دلهي، فمسح رأسه بيده من الخلف واستفسرعن سبب بكائه قائلا:
"مابك ياعزيزي! ما الذي يبكيك يأيها الولد البار لوالديه وأساتذته؟"
بالكاد ضبط نفسه من البكاء وحاول الإجابة باكيا:
"سيدي! قد تدهورت صحة والدي بشكل خطير بسبب إصابته بفيروس كورونا، وهو الآن يحتاج إلى دعم الأكسجين على الفور، ولكنني منذ الصباح الباكر اليوم لم أتمكن من العثور على سرير في أي مستشفى في دلهي ونواحيها."
فاتصل البروفيسور خالد أشرف بوزارة الصحة التابعة لحكومة دلهي، والتمس لسرير خاص بمرضى كوفيد 19، فحُجز له سرير في مستشفى "أبولو" الواقعة على شارع متوراه. قضى غفران ما يقرب من شهرين في وحدة العناية المركزة (ICU) على دعم الأكسجين. فتضررت به رئته بسبب استخدام الأكسجين لمدة طويلة حتى وافته المنية يوم الرابع من شهر يوليو عام 2021م- إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله زلاته-
باع أحمد ممتلكاته بأجمعها من الأراضي الزراعية والمنزلية، وأنفق تسعمائة وثمانين ألف روبية لأجل إنقاذ حياة أبيه. وما بقي عنده إلا دراجته النارية التي باعها أيضا لاحقا، وأصبح بلا عمل ومال حتى لم يكن يملك النقود لقص الشارب واللحية منذ زمان. وصار هزيلا ونحيفا وتغيرت هيئته إلى حد لا يكاد يعرفه أحد حتى أقرباؤه، ولم يطلب المساعدة المالية من الأصدقاء والأقرباء عزا وغيرة. ولكن أجبره الجوع على التسول. فأخذ يتسول في الأماكن العامة والخاصة لسد رمقه.
ذات يوم، حينما كان أحمد يتسول في طريق 40 قدما في منطقة شاهين باغ كفقير غير مهني صادف أن مر به عبد الله مرحا دون أن يعطيه شيئا، ولكن في اليوم القادم عندما راه عبد الله مرة أخرى بجانب الطريق متسولا وقف أمامه وقال له توبيخا:
"يا أيها الرجل الكسلان! لما لا تتعب نفسك وتكتسب بالعمل؟ نرى الناس لايريدون أن يرهقوا أنفسهم ويطمحون إلى مال غيرهم بغير كد وعمل."
قال أحمد بصوت خافت مطأطأ رأسه:
"أخي الغالي! لا تلمني، إنني خريج الجامعة الملية الإسلامية عام 2008م، وكنت موظفا كخبير اللغة العربية في شركة متعددة الجنسيات في جرجاؤن، مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بسبب الجائحة الحالية خسرتُ كل شئي: الوظيفة وأبي والأراضي الزراعية والبيت."
تبادرت إلى ذهنه ذكريات الزمن الماضي، حيث كانا معاصرين في الجامعة المليه الإسلامية، ولكنه لم يحاول أن يتحرى سبب وصوله إلى هذه الحالة السيئة بل نصحه بأن لايتسول في شاهين باغ والمناطق المجاورة لها، لأنه سيجلب له العار والخزي لو عرف أصدقاؤه أو أقرباؤه بأنه من معاصريه في الجامعة. ذهب أحمد إلى محطة السكة الحديدية في دلهي القديمة وبدأ يتسول في القطار لكسب القوت. ذات يوم، صادف أن وجد عبد الله بين المسافرين في القطار فاقترب منه ليسأل منه الصدقة، ولكنه طرده قائلا:
"إنني تعودت ألا أعطي أحدا شيئا بغير بديل. ماذا تعطي أنت مقابل الصدقة التي أنت تأخذها من الناس؟ لن أعطيك العطية والصدقة."
رجع أحمد صفر اليد ذلك اليوم، اللهم إلا ما أعطاه بعض الناس من الفلوس القليلة والعطايا التافهة، فنزل من القطار في المحطة، واستغرق في الفكر العميق، وسأل نفسه جالسا في المحطة ما الذي يمكنه أن يقدمه للناس كبديل الصدقة، ونظر إلى كل ما حوله يمينا وشمالا فرأى مفتش تذكرة السفر يكتب الغرامات لكل من لم يشتر تذكرة السفر. فخطر بباله لم لا يقدم القلم؟ ثم اشترى علبة من الأقلام وركب القطار اليوم القادم، وبدأ يتسول ويبيع القلم في عربة القطار واحدة بعد أخرى، فصادفه عبد الله مرة أخرى، فقدم إليه القلم وقال له:
"أنتم الذين أرشدتموني إلى هذه الفكرة بأن أعطي شيئا مقابل العطية والصدقة."
ولكن عبدالله لم ينبس ببنت شفة، بل أعطاه بعض الشئ، ونزل من القطار في المحطة القادمة. في اليوم التالي، اشترى أحمد خمس علب من الأقلام باعها في مينابازار، ثم اشترى حقيبة مملوءة بالأقلام وباعها خارج المدارس الحكومية والخاصة. هكذا بارك الله في تجارته حتى فتح كشكا في الطريق بين المسجد الجامع ومكتبة الجامعة المركزية في الجامعة الملية الإسلامية، سرعان ما ربحت تجارة الأقلام والكراسات والكتب كثيرا إلى أن أنشأ دار النشر والتوزيع، التي تهتم بنشر الكتب في لغات العالم في مجال الأدب والتاريخ والطب والفلسفة والعلوم وغيرها. فطار صيته في الأرجاء.
ومع مرور الزمان نشطت تجارته، وتوسع إلى توريد الكتب للزبائن الأجانب، ثم أسس شركة متعددة الجنسيات لتصدير الكتب واستيرادها، ومقرها الرئيسي في دلهي الجديدة، ولها فروع عديدة في الهند وخارجها، يعمل فيها آلاف الموظفين ذوي التخصصات المتنوعة في الإدارة والتسويق والإدارة المالية وشؤون المؤظفين والعمال والتجارة واللغات الأجنبية وغيرها برواتب عالية. وأحمد كرئيس ومدير عام للشركة يسافر إلى مكاتب الشركة خارج الهند مرتين أو ثلاث مرات شهريا للاجتماع مع مدراء المكاتب لمراجعة الحسابات وغيرها ما يتعلق بإدارة الشركة العالمية.
أما عبد الله فكسدت تجارته، بعد أن داهمت دائرة ضريبة الدخل ومديرية التنفيذ مكتبه ومنزله، وصادرت جميع ممتلكاته في مسألة غسل الأموال. وسجن أبوه وأخوه مشددا لمدة ثلاث سنوات قد تمتد إلى تمتد إلى سبع سنوات بالإضافة إلى غرامة باهظة.
في يوم من أيام الجمعة، دخل أحمد محطة مترو في "أوكهلا ويهار" بعد أداء صلاة الجمعة ليزور مكتبه في جورجاؤن إذ رأى عبد الله قائما خارج المحطة يحتضن ابنه البالغ عشر سنوات من عمره وهو كان مذهولا ومغشيا عليه بسبب إصابته بــ"سرطان الدم" فسأله أحمد:
"ما بك يا عبد الله؟ ما يحزنك صديقي الغالي وما حدث بهذا الولد؟"
فقص عبد الله عليه قصة إفلاس تجارته وأبيه والمداهمة من قبل دائرة ضريبة الدخل ومديرية التنفيذ مكتبه ومنزله ومصادرة جميع ممتلكاته في قضية غسل الأموال ثم إصابة ابنه بـــ"سرطان الدم" وقال: "قد فحصه الطبيب ووجد أنه مصاب بــ "سرطان الدم "، وعلاجه يتطلب إنفاق نحو مليون روبية على الأقل، ولا يمتلك إلا عشرة ألاف روبية." ثم بدأ يجهش بالبكاء وعيناه تذرفان دموع الحزن والألم، فمسح أحمد دموعه، وقال له: لا تحزن يا صديقي، إنها لعبة الأقدار، علاج ابنك في ذمتي، وأدعو الله لابنك بالشفاء الكامل والعاجل.