1
أنا الساكن ُهنا ..
كأنني موج ُ الدّمعة ِ
امتحن ُ البلاد َ
بأغان ِ حنين ٍ وزيف َ الكلام ْ
عينايَّ دليل ُ حزن ٍ
تحفر ُ في الأفق ِ
موت َ الأيام ْ
أنا الساكن ُ هناك َ
كهلٌ ضائع ٌ
وغابةٌ من الأحلام ْ…
2
أنا اختصار وجعَ المدن ِ
في روح ِالإنسان ْ
حديقة ٌ للعشاق ِ
حروفي لهم ْوروداً
وقصائدي العنوان ْ
لي ..
كلّ ما على الشجرِ من عصافير ٍ
وفي قلبي ..
متْسع ٌ للحالمين مكان ْ..
3
أنا الصبر ُ ..
في جسد ٍ لا ينام ْ
نديمي الليّل ُ
وبُكائي هديل ُ حمام ْ
أنا الصبار ُ..
النخيل ُ وحزن ُ الناي
حين َ يموت ُ الكلام ْ
أنا الساعي في ضياعي
في صحراء ِ الرغبة ِ
ذئب ٌ يخرس ُ الأغنام ْ
4
اخاف ُعتمة َالليل ِ
حين َأكون ُوحيدا ً
أطرق ُبابك ِ
ومن عابر ِسبيل ٍثُملّ ٍ
يخطأ الطريق َ
يُعاتبني في غيابك ِ
غير ُمُدْرك ٍ
أني جئت ُ لأصلي الفجر َ
في محْرابك ِ
5
لم اقترح عليكَ
أن ترحلَ
فلا تجبرني على البكاءِ
كلّ ما قلتهُ:
الحربُ لا ..
لن تنتهي
طالما الإنسان
باتَ مصّاصا للدِّماءْ
6
هل فكرتِ يوماً ..
كيفَ خبأتُ عنكِ أوجاعي ..؟
أصدُّ قلبكِ في اللّيلِ
من عواءِ الذئابِ كالرَّاعي
وكيفَ ارتقُ غيابكِ
بخيوطِ الفجرِ آنينَ ضياعي ..؟
قلتِ إنكَ روحي ..
يا روحي ..
لصمتكِ صوت الصُداعِ ..
7
لا تؤاخذني أبي
إن أخذني اللّيل منكَ
وتكالبت علي الأزمان
فأنا لازلتُ
بقايا من كلمات قلقة
في زمنٍ
يدعوني إنسان
8
في كلِّ ليلةٍ ..
أتدثرُ بكِ حلماً
فتهديني حياةً وابتسامة
وتسألني بحنكةِ حمامةٍ
حبيبي..
كم من النّجومِ تكفيكَ
كي تعودَ قبلِ الحربِ بعلامة ..؟
9
احتملني ولو بعد َحين ْ
كي أمسح َعن كتفي
ما حملتهُ من مواجع ٍ
وتعب َالسنين ْ
احتملني… كي أوقظ َالنجمة َ
وأبثها لواعجي كالآخرين ُ
في لحظة ِضعفٍ وغدرِ البشر ِ
على بلد ٍأمين ْ
احتملني ..
فأنا المُدان ُفي جسدِ المعنى
وأنت َالمُدين ْ…
ذكرتك في صمتي
وفي الصمت يحلو الحنين
يستبيحُ الهوى ما كان ممنوعا
وينشر في جسدي عطر الياسمين
10
لا شيء يرتقي حزني
ويُضاهي قامةَ كآبتي
سوى حمامةٍ
استظّلُ بجناحيها
أو نواحَ جائعٍ
يستنجدُ الإنسان
فيخطأ العنوان ...!