ندوة "تطوير مهارات القراءة" وخلفية إدارة هذه الندوة شعرًا
دأبت جَامِعةُ جُمَيرا دُبيّ على عقد جلسات حوارية ولقاءات علمية وإقامة ندوات ثقافية وتوعوية مختلفة؛ ومن بينها هذه الندوة التي عُقدت في السادس من رمضان المبارك من هذا الفصل الدراسي ربيع 2023م برعاية كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية بالجامعة، بعنوان: (تطوير مهارات القراءة)، وذلك بالتزامن مع احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بشهر القراءة: مارس، دأبَها من كل عام؛ تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذي حدد شهر مارس شهراً وطنياً من كل عام للقراءة؛ لأجل تعزيز وزيادة الارتباط بالقراءة، وتكثيف المبادرات والبرامج المشجعة عليها، مما يسهم في بناء مجتمعٍ قارئٍ متسلح بالعلم والمعرفة، قادرٍ على قيادة مسيرة التنمية في الدولة.
وقد سبقت هذه الجلسةَ أمسياتٌ وجلساتٌ حوارية كما سوف تتبعها -بإذن الله تعالى- أمسياتٌ ولقاءاتٌ أخرى في قادم الأيام والشهور.
وقبل يوم من انعقاد هذه الأمسية، أي يوم الاثنين، الخامس من رمضان المبارك، التقيتُ –كالمعتاد- وفضيلةَ زميلنا الكريم الدكتور صالح بن خالد الشُّقيرات في الكلية، فسأل وتحدث عن شأن هذه الندوة، موضوعًا ومحاور لدقائق معدودة. وكان لدى فضيلته مقترحٌ حول هذه الندوة، وأيَّده فيه فضيلة زميلي العزيز الدكتور صالح بن موسى جيبو أيضًا. وكان الاقتراح حسنًا ومعقولًا، بيد أنه مع وجاهته كان قد فاتَنا أوانه. ثم كان مما قاله فضيلة الدكتور الشقيرات في أثناء حديثه إليَّ -مُـمَازحًا- بأنه كان يتمنى أن يسمع مني شيئًا من الأشعار في هذه الندوة التي تقام بمناسبة فعاليات (مارس: شهر القراءة) في دولة الإمارات العربية المتحدة -حرسها الله- والمزمع عقدها في يوم غدٍ: الثلاثاء، السادس من رمضان المبارك، من عام 1444هـ؛ وذلك لظنه -رعاه الله- أني أقرض الشعر، ولكن بحكم كوني مديرَ الأمسية فلن يمكنني تحقيق هذه الرغبة في هذه الندوة! فقلت لفضيلته -مُـمازحًا أنا الآخر- بأنني سوف أشارك في بعض الندوات والأمسيات التالية، بشيء مما يشبه الشعر، إن فتح الله عليَّ به، على أن تسمح بذلك طبيعة الندوة وموضوعها أيضًا. وانتهى اللقاء.
ولكن خطر ببالي لاحقًا، أن أستعين بالله -جلَّت قدرته- وأجرب إدارة هذه الندوة بأسلوبين: منثور ومنظوم، أما الأول فذاك الأصل والطبع، وأما الثاني، فمع أنه -ربما- لا يخلو من نوع من التكلف والمجازفة، إلا أن فيه -بالتأكيد- سعيًا ومحاولة مني إلى تحقيق رغبة فضيلة الدكتور صالح الشقيرات حُبًّا وكرامَةً. فإن وُفقتُ، فَبِها وَنِعمَتْ، وأكون قد أضفيت على أجواء الملتقى شيئًا من اللطافة والطرافة. وإن أخفقتُ فلن أخسر شيئًا أيضًا؛ لأن أغلب الحضور سيكون بالتأكيد من السادة المسؤولين، وزملائي الكرام والموظفين، ثم من طلابنا الأعزة وطالباتنا العزيزات بالجامعة، وسأعتبر ذلك فرصة لـي قد سنحت للاستفادة من ملاحظات الزملاء الكرام والاستنارة بجميل آرائهم وبدائع فوائدهم، وثاقب ملاحظاتهم، ورائع عندياتهم؛ فَـليـــس ثـمَّـــــةَ -إذًا- ما يدعوني إلى قلق أو خجل أو وجل من هذه الطريقة غير المعهودة في إدارة فعاليات الندوات العلمية والثقافية وغير ذلك.
وإخال أن الأمسية انتهت -بتوفيق الله- بسلام، بما وصلني من كلمات مشيدة ومشجعة من الزملاء الكرام، حفظهم الله، وإن بقيت في نفسي حاجاتٌ لم أستطع قضاءها حينها؛ بسبب ظرف الوقت الـمحدّد للأمسية. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وإلى الأبيات التي أنشأتها لأستعين بها في إدارة هذه الأمسية...، والله الموفق وعليه التكلان.
۞۞۞
تَــحِــيَّـــةٌ وتَـــرحِـيــبٌ
د. سعيد أحمد حياة الــمُشَرَّفـي
في مستهل هذه الجلسة الحوارية رحبتُ بالضيفين الفاضلين والجمهور الكريم بالقصيدة الآتية، وقد عرَّجتُ فيها على مناسبة انعقادها، وهي: بيان أهمية القراءة عامة وفي الإسلام خاصة، والإشارة إلى شرف أهل العلم وعلو منزلتهم في كل زمان ومكان، ولفتُّ كريم انتباه الحضور إلى الزمان والمكان اللذين تنعقد هذه الجلسة فيهما، فالزمان هو إحدى ليالي رمضان المبارك، وفيه يكثر نزول ملائكة الرحمن إلى الأرض، ويمرون بمجالس الذكر وحلقات العلم فيغشون أهلها بالرحمة، ويكافئهم الله سبحانه بالعفو والغفران، والمكان هو جامعة جميرا، بمدينة دبي، التي تمثل طرازا فريدا بين الجامعات.
سَــلَامٌ عَـلَى جَـمْـــعٍ كَـــــريْـــــمٍ مُــؤَقَّــــرِ |
|
أَضَــــــــــاءَ بِـــــــه لَـــيْــــــلٌ وَلَـيسَ بِـمُـقْـمِــرِ |
أُحَـيِّـيْـكـمُ عَــبْــرَ الأَثِـيْــــــرِ تَـــحِـــيَّـــــــــــةً |
|
بِـتَسلِيم أهـــلِ الـخُـلـدِ فِـيــــه الـمُكرَّر |
وَمَــــاذَا يَضِــيْــرُ اللَّـيْلَ إذْ غَابَ بَــدرُه |
|
وَفِـيْــــكُم شُـمُـــوسٌ ضَــــوؤُهَــا لَـم يُكَـوَّرِ |
فَـأَهلًا بِكُم فـِي صَرْحِ عِلمٍ وَمَـعْـلَمٍ |
|
يَــــــــزِيْــــــنُ (دُبــــيًّـا) وَرْدُهُ بــيْـــــــــنَ أَزْهُـــرِ |
وَلِلْـمُـــلْـتَـقَى هَـــــذَا الــــزَّمَــــانُ مُـــبَارَكٌ |
|
أَطَــــلَّ عَـلَينَا الـخَـيْـرُ فـِـي خَـيْـرِ أَشْهُرِ |
يَـــــــــزُورُ رياضَ الــذِّكْــــرِ فِيــنَا مَـــلَائِــكٌ |
|
يَــحُـــــفُّونَ حَــولَ العَــرْشِ؛ أَكْـرِمْ بِــــــزُوَّرِ |
فَــيَسْألُ طَــوَّافِــيْــنَ عَــنَّــا؛ تَـــحَــــــــبُّــــبًا |
|
وَيُــهْـــدِيْ بِـبُـشْـــــرَاهُ لأَهْــــــــلِ الــتَّـــذُكُّـــرِ |
شَآبِيبُ رِضْــوَانٍ وَذِكْـرٌ لَدَى الـمَلَا |
|
وَنــَحْـــظَـــى بـــغُــفْـرَانِ الــعَــلِـيمِ الـمُـكَـبَّرِ |
وَفِـــي رَمَضَــــانٍ أُنْـزِلَتْ خَيـرُ نِــعْــمَةٍ |
|
مِـــنَ اللَّـــــوحِ لِلــــدُّنْــيَـــــا بِـــلَـيْــلٍ مُــقَــــدَّرِ |
وَجَـــــــاءَ أَمِيْـنُ اللهِ بِــــ«اقْــرَأ» لأَحـْمَدٍ |
|
بِـــــــأَوَّلِ وَحْــــــــيٍ مِ السَّـــــمَـــاءِ مُبَــــشِّــــــرِ |
لِـيَـقْـــــرَأَ بِـاسْـــــمِ اللهِ أَفْـــضَــــــلُ أُمَّـــــــةٍ |
|
وَتَـــــأمُــــــرَ بِالـمَعـرُوفِ؛ سُـحْـــقًا لِمُنـكَرِ |
وَتَـــــــرْوِي بِـذِكـــرِ الله عُـرْبًا وَأَعْـجُمًا |
|
وَتـُحْـيِــــي مَـــــوَاتًـا بِالـقُــــــرَانِ الـمُنَـــشِّـرِ |
وَأَحْـــــــبَارُ عِـلْمٍ هُـم نُـجُـومٌ بِغَـيْهَبٍ |
|
مِـثَــــالُــهُــمُ صَحْــبُ الــرَّسُــولِ الـمُعَـزَّرِ |
هَـنِـيْـئًــا لَكُم، جَــمْعَ الـحُضُورِ، بِلَيـلَةٍ |
|
تُـــضِـــيْءُ بِـــبَــدرٍ مِــن هِــشَـامٍ مُـنَــوِّرِ([1]) |
وَيَهْمِيْ بِـها غَـيْـثًا مـُحَـمَّـدُ غَـالِبٍ([2]) |
|
فَـيَـسْـقِــــيْ ظِـمَـاءً بِـالــــزُّلالِ الـمُـــفَـجَّـرِ |
هِــشَـــامُ خَــــلِيلٍ سَـلسَبِـيْــلُ مَــكَـارِمٍ |
|
كَـــرَيَّــا نَـسِــــيْـمٍ هَــــبَّ نَـفْــحًــا مُــعَــطِّــرِ |
وَبُـو حَارِثٍ([3]) قِرْنُ الفَراقِـدِ مَعْشَرًا |
|
يُـرِيـــــحُ سَــــــنَاهُ كَـالـصَّـــــــبَـاح الــمُـبَـكِّـر |
فَـنُورُ الـمَشَاكِي الآنَ زَينُ حَـوَاسِنٍ([4]) |
|
وَسُـقْـيَا ضُيُوفٍ مِن كُـؤُوسِ الـمُعَـمِّـرِ([5]) |
فَـــأَهْــلًا بِـضَيفَـيْ حَـــفْــلِــنا وَمَــراحبًا |
|
وَشُكْــرًا لَــكُم، وَاللهُ يَـجزي بِـــــأَوفَـــــرِ |
۞۞۞
مَـحاور وفعّاليات الندوة
وبعد الكلمة الترحيبية بالضيفين والجماهير الكرام بدأت مـَحاور الأمسية، وقد تـمثَّلت في أربعة محاور، كان أولها عن "أهمية القراءة في حياة طالب العلم." وكان الـمتحدِّث هو فضيلةَ الدكتور أبي الحارث محمد بن غالب العُمَري / وفقه الله. وقد مهَّدتُ لهذا الـمحور بالأبيات التالية:
يَـــــــا بَــــاغِـــــيًا عِــــــــلـمَ الـــــنَّــــــــبِــــــيِّ تَـــــــــوَارُثًــــــا |
|
يَـهْـنِـيـــــــكَ فِــــــي الـــــدَّارَيـــــــنِ ذَا وَتُــبَــــارَكُ |
لِكُـــــــــلِّ وَرِيــــــــثٍ حَـــــــظُّــــــــــــهُ بِـفَــــــريْــــضَــــــةٍ |
|
وَوَرِيــثُ أَحْـمَـدَ مَــا اشْـتَــهَـــى يَـتَـــمــــــالَـكُ |
يَــــتَــــــوَارَثُــــــونَ تَـحَــــــــــــالُــــــفًـا وَقَـــــــــــــرَابَــــــــــــــةً |
|
وَتُـــــــرَاثُ أَحْـمَــدَ لَـيـــسَ فِـــيه فَـــذَالِـكُ([6]) |
لَــــو كَــــانَ وَرَّثَـــــــنَــــا الـــرَّسُــــــــــــــولُ دَرَاهِـــــمًا |
|
لَــم يُـــــدْرِكِ "الإخْـــوانَ"([7]) مِنْـــه الـمَسَـــاوِكُ |
لَـكِـــــنَّـــــهُ إِرْثٌ يَــــفــيْــــــضُ عَــــلى الــــــــــــوَرَى |
|
حَـتَّــــــــــى الـقِـــيَـــــامَـةِ لَنْ تَضِــيـقَ مَـسَــــــالِــكُ |
لَكَ أَيُّـــهَــــا الـــــــــــرَّكْـبُ الـجـــمِـيــلُ بشــــائِـــرٌ: |
|
أَبَـــــــــدًا فَــأَنْــتَ لَـفِــــــــــي الـقُـــــــرَانِ مُبَـــــــــارَكُ |
وَالـــرَّاسِخُــــــونَ فِـي العُـــــــــلُـــــــــومِ تَشَـــــرَّفُــوا |
|
بِثَــــــــنَـاءِ رَبِّ العَــــــــــــالَـمِـيْـــــــــــنَ يُسَــــــادِكُ([8]) |
أَنْـتَ الَّــــــذِي تَـخْـــــــشَـى إلَـهَـكَ صَـــــادِقًــــا |
|
بِشَـــــــهَـــــادَةِ الـقُــــــرْآنِ، إِنَّــــــــــكَ تَـــــــامِـــــــكُ |
وَلَــــقَــــــد ثَـبَــــتَّ عَــــــلَـى صِـــــــرَاطٍ لَاحِـــــــجٍ |
|
وَقَبَضتَ مِن جَـمْرِ الغَــــضَـا وتُضَــــاحِــــكُ |
وَسَـــرى الفَــــــــــسَـــادُ فـــِي عُقُولِ طَــوَائِـــفٍ |
|
فَـــــغَــــدَا بِـــهِـم دِيــــــــــــنُ الـحَـنِـيــــفِ يُـعَــــــارَك |
نَقَضُـــــوا عُـــــرَى الإسْــــــــلام أَنــــكَاثًـا فَـــهُمْ |
|
شُـــــــــــــذَّاذُ عِـــيْـــــــــــــرٍ، لِلـنَّــــــــــفِـيْـــــــرِ تَـــــوَارِكُ |
فَــــانْتَ الـمُـــوَقِّـــــعُ عَـــن شَرِيـــــعَـــــةِ «قَـــــاهِـــــرٍ» |
|
فَـــــاشْـبَــــــعْ بِــــنَــــهْـــجِ صَـــــحَـــابَــةٍ تُــتَـــــــدَارَكُ |
وَلَـقَــــدْ تُــــؤَمَّــــــــلُ فِـــــي التَّـــفَــقُّـــهِ وَالـتُـــــقَى |
|
قَــــــــدْ رَاحَ عَـــــــــــنَّا الشَّــــــــــافِـعِـيُّ وَمَـــــــالِــكُ |
وَأَبُــــــو حَــنِــــيْــفةَ فـــي الــدَّقَـــــائِـــقِ فَــــــاقِـــــدٌ |
|
وَإِمَــــــــــامُ إِرْثِ رَسُــــولِــنَــا يَــتَـــدَاوَكُ([9]) |
وَخُــــــذِ الــــــــرَّزَانَــــــةَ وَالــكــياسَـــةَ حِـــــــــلْـــيَـــــةً |
|
فَـــتَــزِيْـــن مِــنْـــــكَ مَــــعَــارِفًـــــا وَتُــحَـــــــــابِكُ |
وَإِنِ امْـــتَـــطَـــيْــتَ عَــــوَاطِـــفًا حَــطَمًا فَـكُنْ([10]) |
|
بِـلِـجَــــــــامِ شَـــــــــرْعٍ وَالــعُــــقُــــــــــولُ سَـــنَـابِـكُ |
وَحَـــياةُ عِـــلْـــمٍ فِـــي الــــقِــراءةِ دائِــــــبًا |
|
وَتَـــعَــالُــــمُ الإنسَانِ ذَاكَ مَــــهَــــالِكُ |
فَــافْــــــــقَــــــهْ بِــدِيـــــــنِ اللهِ وازْدَدْ قِــــرَاءَةً |
|
فَــبَـــعْــــدَ مَـــلْءِ كِــــنَــانَـــــــــــةٍ يُـــتَــــعَـــارَكُ |
أمُـحَـــــمَّــــدُ، هَــــذِي الضُّـــــيُــوفُ نَـــوَاظِــــــــرٌ |
|
لِإِنَـــى قِــــــرَاكَ فَـــبِـــالــــدِّهَــــــــــاقِ تُـشَـــــــــارِكُ([11]) |
۞۞۞
ثم جاء الـمِحور الثاني، وهو بعنوان "اختيار الكتاب الـمناسب"، والـمُتحدِّث هو فضيلة الدكتور أبي عبدالله هشام بن خليل الحوسني/ وفقه الله. وقد مهَّدت لهذا الـمحور بالأبيات الآتية:
قال عظيم العروبة وفخرها أبو الطيب أحمد بن الحسين الـمُتنبي:
أَعَــــزُّ مَــكَــانٍ فِـي الــــدُنَـى سَــــرجُ سَــابِحٍ * وَخَـــــيْـــرُ جَــــــلِيْــــسٍ فِـــي الـــزَّمَـــانِ كِــتَــابُ
أَبُــــو طَــــيِّــبٍ يَــــــرْوِي الصُـــــدَاةَ وَيَـــنْـــــــقَــــعُ |
|
وَيَـــأتِــــــي مِــــنَ الأَنْــــبَاءِ مَـــــا لَا تَـــــوَقَّـــــعُ([12]) |
نَـفَـــرْتَ مِـــــنَ الـخُـــلْـطَــاءِ، وَحُـــــقَّ الـتَّــنَافُرُ |
|
لِـــمِثْـــلِــــكَ عَــــــــــنْ أَمْــثَــالِــهِم حِيْـنَ تُبـــدِعُ |
لَــجَــــأْتَ إِلَــــى الأسْفَـــارِ تُـــؤْثِــــرُ حُــبَّــهَا([13]) |
|
بِـبِيدٍ عنِ الــغَــيْــــــــــدَاءِ والـصَّــحْــبِ تَـــقْــــــــنَـعُ |
عَوَى الذِّئبُ فَاستَأنَسْتَ بِالذِّئبِ إذْ عَوَى |
|
وَصـــــــوَّتَ إِنسَــــــــانٌ فِكِـــدْتَ تـُــخَلَّعُ([14]) |
أَبَــــا طَــيِّـــبٍ، لَـــــو كُــنــــتَ فِــيـــــنَــا مُــــعَايِشًا |
|
فَــــرَرتَ مِــــنَ الأَسْـــفَارِ لِـــيـــتُـكَ يُوجَـــــعُ([15]) |
وَفَكَّـــــرْتَ أُخْــــرَى فِـي تَــخَـــيُّــرِكَ صَـــاحِـبًــا |
|
فَــــــــــعَـــــالَــمُ أَسْــفَــارٍ مُــــحِيْـــــطٌ ويُــــفْـــــظِــعُ |
فَنُــفْــــجَـــا طَـــوَالًا مِــــن بِــحَــــــارِ صَحَـــائِـــفٍ |
|
أَضَــــــابِـيْـــــــــرَهَـا الآلَافَ يُـــمْــطِــرُ مَـطْـــــبَــعُ |
وَفِـيْــــــــهَا سَــــــمِـيْــــــــنٌ غَــــيْـــــــرَ أَنَّ غَــــــثَـاثَـــــهَـا |
|
لَإِنْ مُـــــــــزِجَــتْ عَـــيْـــــنًــا فَــبِــالسُّـمِّ تَــنْـــبَـــعُ |
وَرُبَّ لَـــفِــيْــفٍ فِـــــــي خُــــيُـــــــوطِ عَـــــنَــاكِــــبٍ |
|
يُــــــرِيـــــدُ خَـــــــلَاصًـــا كَـــالــــفَـــــرَاشِ ويُــبْلَـــعُ |
وَرُبَّ جَــــــــــلِيــسٍ صَـالِـحٍ فِــــــيْـــهِ غُـــــنْـــيَــــــــــةٌ |
|
كَأَصْــحَابِ نُــوحٍ فِــي السَّفِـيْـنِ تُسَـــــارِعُ |
وَكَــــم مِــــن غَــــرِيــرٍ لَيْـسَ يَأخُــــــــــــذُ حِـــــذْرَه |
|
إِلَــــى أُمِّ قِـشْــــــعَـامٍ يَـــخِـــــفُّ ويُــــــهْـــرَعُ([16]) |
وَلَـــكِـــن إِذَا ضَــــــاقَ الأُمُــــــــــــورُ تَــــــوَسَّـــــــعُ |
|
وَتَـــــبْـــلُــــغُ طُــــبْــــيَــــيْـــهَا السُّـــيُـولُ فَـتَــرْجِـــعُ |
وَفِـــــي كُــــلِّ حِــــيْــنٍ مِ الأُسَــــــاةِ لـنَــــاصِـــحٌ |
|
وَحَــــــامِي حِـمَى الـــتَّــــوحِيدِ عَنــــه فَــيَــدْفَـــعُ |
فَيَــحْمِلُ هَـــــــذَا العِلـمَ عَنهُم عُدُولُــهُم([17]) |
|
لِـيُـــنْـــفَى عَـــــــــن الإسْلامِ جَــهْـــلٌ وَيُـــــرْفَـــعُ |
وَيُقــضَى عَـــــلَى تَلْبِـــيْــسِ إِخْــــوَةِ جِـــــــــــنَّـــةٍ |
|
ويُـــــدْمَـــــغَ إِبــطَـالُ الــــغُــــــلَاة فَــــيُـــــرْدَعُــــوا |
فَيَحْمِــــي شَبَــــــابًـــا مِــــن تَــــلَـــوُّثِ عَـقْـلِـهِـم |
|
بِــــمَا أَفْــــــرَزَتْــــــــهُ أَهْــــــــــــــلُ زَيْـــــــغٍ وَيَـــــدْرَعُ |
فَـــهَـل، يَـــا هِشَامَ الـخَيرِ، مِنكُم مَـــقَايِــسٌ |
|
يـَمِــيْـزُو بِــــهَا كُـــتْـــبًا؛ فَــــصَــفْـــوًا يَــشْبـعُوا؟ |
۞۞۞
ثم جاء الـمِحور الثالث، وهو بعنوان "فن ومهارة تلخيص الكتب"، وكان من نصيب الفارس الأول فضيلة الدكتور أبي الحارث محمد بن غالب العُمَري / وفقه الله، وجاء التمهيد لهذا الـمحور كما تصوره الأبيات التالية:
أَبَـــا حَــــارثٍ([18]) فَـــتُّ الـــرَّوَاسِيْ مُـيَـسَّـرٌ |
|
وَخَــــــــاضَ بِـحَـــــارًا بالشِّــــــرَاعِ الـمُغَــــامِــــرُ |
فَـــــرَامُـوا ذُؤَابًــــــــا مِ الـجِـــــبَـالِ سَـــــوَامِــقًـا |
|
وَرَامَ قُــطُـــــــوفًا مِ الـثُّـــــرَيَّـــــــــا العَــــــــبَـاقِــــــــــرُ |
بِـمَـــا قَـــالَـهُ الـدُّكــتُـــورُ زَيــنُ حَــوَاسِـنٍ([19]) |
|
وَعَــــــــــاهُ سَـــــــــــوِيًّــــــا كُــــلُّ طِـــــرْفٍ وَفَـــــاتِـرُ |
وَرُبَّ دَؤُوبٍ فِـــــي الكِـــــتَـــابِ قِـــــــــــرَاءَةً |
|
كَـــصَـــائِـــمِ شَــــهْـــرٍ غَـــيْــــرَ أنَّـــــــــــهُ فَــــــاطـــرُ |
وَيُـمْـسِــــــكُ مَــــــاءً بِالأَصَــــــابِعِ ظَــــــــامِـــئـًا |
|
وَيُـخْـــــلِــي ذَلُـــــــولًا مِـــنْ عِــــقَالٍ يُـسَــــافِـــــرُ |
وَيَـــــرْسُمَ حَـــرْفًــــا فِـــي الرِّمَـالِ تَـــــــذَكُّـــــــرًا |
|
كَــأَنَّ السَّــــوَافِــــــيْ وَالقِــــطَارَ([20]) مَـــــــزَابِـــــرُ |
يَـــرُومُ بُــــــــيُـــوتًـــــا ثُــــمَّ يُــــخْـــطِـــئُ بَــــابَــــــــها |
|
فَــضَاعَتْ جُـهُودٌ خَــابَ قَـــارٍ([21]) وَسَــاطِـــرُ |
مُـــحَــمَّــدُ، نَـــبِّـــئْـــنَـا فُــــنُـــونَ خُـــــــــلَاصَـــــــةٍ |
|
لِـمَـــا قَـــــــد قَـــــرَاهُ فِــي الكِتابِ الـمُـثَابِـــرُ؟ |
۞۞۞
ثم جاء بعده الـمِحور الرابع والأخير لهذه الندوة، وكان بعنوان "طرق تدوين الفوائد"؛ وكان الـمُتحدثُ عنه هو الفارسَ الثاني فضيلةَ الدكتور أبـي عبدالله هشام بن خليل الحوسني/ وفقه الله، وقد مهَّدتْ لِـهذا الـمحور الأبياتُ التالية:
يَـجُـــــــــولُ شُــــــدَاةُ العِـــلمِ عَـبْـرَ حَـــدَائِـقٍ |
|
تَــفِـيْـــضُ أَمَــــــانِـيـــهِم خِـــــلالَ الـحَــــمَـالِـــقِ |
فَيَـــلْــــقَاهُــــــمُ زَهْـــــــرٌ وَأكْـــــمَــــامُ بُــــــرعُــمٍ |
|
شَـــــــــــذَاهَــا بِنَـــــورٍ مِـثــلُ مِسْــكٍ لِــنَـــــاشِـقِ |
يَـــــحَــارُ غَـــــــرِيْـــــرٌ بَــيْـــنَ فَـــقْـــرٍ تَـــفَــجُّــعًـا |
|
وَيُـــبْـــلَى بِــفَــــــاقٍ ذُو ثَـــــــرَاءٍ مُــــغَــــارِقِ |
هِشَــامُ، أجلْ، صَيــــدُ الطَّريــــدِ مَــهَــــارَةٌ |
|
عَـلَــــى ظَـــهْـرِ بَيــــدَاءٍ وَبَــــيْـــنَ الــحَــــــدائِـقِ |
وَكَــم قَــــاصِدٍ مَـــتْــــــــحَ السِّقَاءِ وَجَــاهِـــدٍ |
|
وَنَــــــبْـــطُ نَــمِـــيْـــرِ الـــمَـاءِ رَهْـــن العَــــــمَـالِـــقِ |
وَيَـــهْــمِـي هَـــتُـــونٌ بِـــالسَّـــوَاءِ فَــمِــنْــــهُــمُ |
|
ظَـــلُـــومٌ، وَمِــنْـــهُــمْ بَـــيْــــنَ قَــــصْــدٍ وَسَـــــابِقِ |
أَجَـــــلْ؛ إِنَّ خَـــــلْــــقَ اللهِ غَــــيْـــثًا وَشِــــرْبَــــــــةً |
|
كَـــقِـيْـــعَــانِ أَرْضٍ أَو كَـأَرْضٍ فَـــــوَالِــــقِ |
وَيُرضِـــي غَــــــريرًا فِـي تَضَــــاعِيفِ رِحْــلَةٍ |
|
عَــــــدِيْــــدُ طُـــيُـورٍ أَو كُـــــفُــــوفِ الـــــدَّوَانِـــــقِ |
وَنَــــقْــصُ الَّــذِي يَـسْــطِــيْـــــعُ لَـــكِـــنْ مُــقَصِّـرٌ |
|
بُـــلُـــوغَ تَـــــمَـــام الــــغَــــايِ مِــثْــــلُ الـمَـــــوَائِــقِ([22]) |
هِــشَـامُ، لَـــقَــدْ قَـــــالَ الــهُمَــامُ ابْـــنُ غَــــالِــبٍ: |
|
كَـــأَنِّــــــي وَتَــلْــخِــيْــصًا كَــمِــهْــنَــةِ حَــــــاذِقِ |
|
|
|
إِذَا جَــــــاءَهُ قَـــــــومٌ تَــضِــيْـــقُ طِـــبَــاعُــــهُم |
|
يَــجِـــيْـــئُــوا بِــــهِ سَـــقْـــطًا وَكَـــانُــوا كَــشَــارقِ |
فَـــإِنْ عَـــــزَّ تَـــلْــخِــيْــصٌ وَأَجْــــدَبَ وَابِـــــــــلٌ |
|
فَـــكَــيْــفَ ارْتِـــيَـــادُ الطَّـــــلِّ بَـــعْــــدُ كَــــوَادِقِ؟ |
وَإِنِّــــي أَرَى تَــــدْوِيــــنَ جَـــــــــــلِّ فَــــــــوَائِـــــدٍ |
|
كَــصِنْـــوٍ لِتَـــلْخِــــيصٍ، بَـــــلَى كَالشَّـــــقَـائِـــقِ |
هِــشامَ خَـلِـيــلٍ، مَــــا تَــــقُـــولُ مُـــحَــكِّـــمًــا؟ |
|
وَكَيفَ يَشِيـمُ الصَّيدَ صَفْوُ الـخَـلائقِ؟([23]) |