أنشأتُ هذه القصيدةَ المعنونة بــــ (أميرة العرب –بين الرقباء والعاشقين) بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لعام 2022، وقد أقامت كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية بجامعة جميرا أمسية ثقافية -عبر منصة التيمز الإلكترونية- بهذه المناسبة، بعنوان "تحديات تواجهها اللغة العربية."
وقد تشرفت بالمشاركة فيها، إضافةً إلى المشارك الثاني -ضيف الأمسية- فضيلة الدكتور شمس كمال أنجُم الأثري، (العميد المشارك بكلية الدراسات الإسلامية واللغات حاليا -ورئيس قسم اللغة العربية بها سابقا- بجامعة بابا غلام شاه الحكومية، بمدينة راجُوري، الهند) وفقه الله ورعاه. وذلك مساء يوم الأحد الموافق 18 ديسمبر، وقد حضرها عدد كبير من الطلاب والضيوف الكرام من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة ومن الهند وغيرها.
ولقد كان بالـي منذ الصباح الباكر ليوم السبت (17/12/2022) مشغولا بهذه الأمسية والاستعداد لها؛ فهممت أن أقرأ وأجمع المادة حول العناصر التي سوف أتحدث عنها في الجلسة، ولكن بدلا من القراءة وجمع المادة إذا بهاتف الشعر يهتف؛ وبالقريحة تندى، فتفيض بهذه الأبيات التي لم أقم عنها إلا في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. وكان عددها حينئذٍ حوالـي ستين بيتا، ثم، بعد الأمسية، أعدت النظر فيها، فوصلت القصيدة -بفضل الله عزوجل- الآن إلى ما وصلت إليه.
وتتضمن القصيدة -تصريحا أو تلميحا- عدة موضوعات وقضايا تتمحور حول هذه اللغة الجميلة والعريقة، ومنها بعض الأمور التي تعتبر -من وجهة نظري- بمثابة تحديات واجهتها أو ما زالت تواجهها اللغة العربية حتى اليوم.
ومن الناحية الفنية، شعرت أثناء كتابة القصيدة وبخاصة في مرحلة استكمالها بأن رويّ حرف السين ضيق نوعا ما؛ لذلك وردت بعض الكلمات فيها على غير المألوف من استعمالها في اللغة العربية، مثل "ماسِس"، و"حَواسِس"، ولكني توكلت على الله سبحانه، ومضيت قدما في استكمال القصيدة، أما بعض الضرورات التي وردت فيها فلعل لـي في تلكم الاستعمالات عذرا، ودعما من كلام بعض الشعراء القدامى.([1]) وبعد اكتمال الأبيات رجعت إلى بعض كبار الشعراء؛ لكي أرى قصائدهم التي صمَّموا قوافيها على رويِّ حرف السين، فاكتشفت أن هذا الروي قليل الورود لدى عموم الشعراء. فلا توجد لدى المتنبئ مثلا إلا أبيات معدودات فقط عليه، أما ورود هذا الرويّ مع "القافية المؤسَّسة" فقليل جدا، ولا يوجد لدى بعض الشعراء الكبار أي قصيدة من هذا القبيل رويًّا وقافيةً.
هذا، وأنا عندما يوفقني الله -سبحانه وتعالى- لكتابة بعض الأبيات الشعرية فإني لا أغفل جانب طلابي وطالباتي العزيزات بكلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية بالجامعة؛ فأراعي رغبتهم واهتمامهم وحرصهم أو حاجتهم لمعرفة المزيد أو الجديد؛ لذلك فإني أحرص دائمًا على شرح بعض الكلمات التي قد يصعب فهم معناها على بعضهم.
۞۞۞
أمِيرَةُ العَـرَبِ
بَينَ الرُّقَبَاءِ وَالعَاشِقِينَ
سَرى مُوهِنًا طَيفٌ وطَرفِــيَ نَـــاعِسٌ |
|
وَلَاعِـــــجُ أشْــــــواقِـــــي بِــقَــــلْـبِــيَ عَــــــاوِسُ([2]) |
هُــيَــــامِـــــــي بِـــــــــه بَيْـــنَ الـحَـــنَـــايَا تَضَـــــرُّمٌ |
|
وَرُوحِــي بِــــهَــا تِــحْنَــانُ بَــــوٍّ يُـحَـــامِــــسُ |
وَكَائِنْ تَرَى الإِنسَانَ([3]) يَرْجُو جُفُونَه |
|
وَفِيــها وَطِيـــسُ السُّــهْــدِ غَــبْــرَا وَدَاحِسُ |
فَقُلتُ: أَيَـا طَيــفِـي الـمُسلِّم مَــــــرْحَــــبًا |
|
حَنَــانَيكَ، أَلْـــقِ الـــزَّورَ، إِنَّــا طَواهِــسُ([4]) |
لِــنَـجْــــدٍ بِــــهَا تَــــاجُ العــــرُوبِ غَـــــريْـــــرَةً |
|
بِـــجِيْـــدِ الـمَــهَا هَامًا لِشِعْـــرَى تُــلَامِسُ |
فَشُقَّ حِجَابَ اللَّيلِ صَوبَ خَــرِيـدَةٍ |
|
تَــــزيْـــنُ أَمَــــالِـــيْـــــدًا، وَغِيْـــــــدًا تُنَــــــاطِسُ([5]) |
وَسِرْ سَابـحًا فِــي آلِ جَــونٍ وَجَـــاذِلًا |
|
وَبَــــــرْقُ مُـحَــــــــيَّــاهَـــــــــا دَلِــيْــــــلٌ وَقَـــــــــــابِـسُ |
وَلَيسَ اللَّيَالِـي غَــيــرَ إرسَــــالِ فَـــاحِـــمٍ |
|
وَلَا من سُحُـــــورٍ إِلَّا مِـنْـــهَا الـمَــعَــــارِسُ |
تُــــرَاهَـــــــــا بُــــــــــرُوقًا فِـــــــي أَقَـــــــــــاحٍ بِــغُــــــرَّةٍ |
|
بِــرَيَّـــــــا عَــــرَارٍ مِـــنْ شَـــــذَاهَـــــا هَــــــوَاجِــــسُ |
وَإِنْ مِـــنْ صَبَاحٍ فَـــــاحَ طِيبُ تَنَفُّسٍ |
|
وَشَـــى عَــــن مُـــــدَامٍ أَو أَغَنَّ يُكَانِـسُ |
وَلَا تَـــرتَـــقِــــي شـمْسٌ مَنَازلَ جَــــرْيِــــهَــا |
|
وَليسَتْ سَـمَــاءً مِــن حَــبِــيْــبِـي تُـجَــاوِسُ([6]) |
وَلَا صيِّـبٌ ذُو الـجَودِ يَـرْوِي بِـــدِيـمَــةٍ |
|
حُشَاشَــــةَ رُوحٍ فِــــي الـمُعنَّــى وَرَاجِــسُ([7]) |
وَلَا مَنْــــطِـــقٌ بِالطَّــيــرِ رَنَّـــــمَ سَــــاجِــمًـــــا |
|
وَلَا مِن حَــفِيْــــــفٍ لِلغُصُـــــونِ يُـهَــامــــــسُ |
وَلَا وَرَّد الأزهَـــــــــــــار عِــــنْـــدَ ابْــتِــســــــامهَــــا |
|
وَلَا تَـكْتَسِي خُضْرَ الـمُلَاءِ الأَمَــالِسُ([8]) |
وَلَا نَـــــرْجِسٌ يَقْــرِي بِـــرِمْـــــشٍ فَرَاشَــةً |
|
وَلَا مِن غَـــــوَادٍ فِـــي لَـمَـــاها تُـخَـــالِسُ |
وَلَا مِن بِـحَــــارٍ تَلحَفُ الـمَوجَ رَاقِصًا |
|
فَــتَــنْــتَــفِضُ الأَكْــــوَانُ لَـحْـــنًا تَـــــمَـــــايَسُ |
وَلَا أَلْــــــــــــسُـــــــنٌ أَدْرَكْــنَ كُــــــــــنْـــــهَ مُــــــــــرَادِه |
|
مِــنَ اللهِ أَو لَــفْـــظَ الــــرَّسُــــولِ تُــــــهَامِــــسُ |
سِوَى لُــــغَـــةِ القُــــــرْآنِ جَــــــلَّ جَـــلَالُـــــهَا |
|
لِسَـــــانًا بَـــــرَتْــهُ الطِّــيْــبَ أَيْـــدٍ أَقَادِسُ |
بَـــرَاهُ، كَإِنْـشَاءِ الـجِــنَانِ وَحُــــورِهَا |
|
إِلَـــهِــي، شَبَابٌ سَرْمَــــــدِيٌّ وطَـائِــــسُ([9]) |
لَئِنْ رعْتِ عَــيْــنًا مِن إلَـــــهَـــــةِ أَنْـــجُــمٍ |
|
بَــغَـــيْـنا حِجَـابًا غَــارَ مِـــنْــــه الدَّمَــاقِسُ: |
عَــجَــــاجَـــــةَ دُجْـــنٍ بِالقَــتَــامِ مَشُوبَــــةً |
|
وَإِكْــــلِيْـــلَ جَـــونٍ لِلبُــدُورِ الـمكَانِسُ([10]) |
وَلَــكِـــن إِذَا نَـفْــسٌ تُعـــــانُ([11]) بِـنَــفْـسِـــها |
|
فَكَـيـفَ الـحِـجَــابُ؟ فَـلْــتُـجِــبْـنا النَّـرَاجِسُ! |
قِفَا كُــــــــفَّ عَنِّي ذَا النَّسِيبَ تَــغَــــزُّلًا |
|
وَدَعْنَا يُــقَابـــلْ مِــــن قَبِيْــــــلِــــي الأشَاوِسُ |
قِفَا نَبْكِ مِـن ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْـزلٍ |
|
بِــبِــــيْــدٍ وَخِلْجَــــانٍ تَــلِــــيْـــها الأَطَـــــــالِسُ([12]) |
بَنِـــــي يَعْــرُبٍ، صَرفَ الزمانِ أُعَاتِبُ |
|
عتـــــابَ مُــحِـــــــبٍّ وامِـــــــــقٍ لا يُـــبَــــــاخِــــسُ |
وَأَشْكُو إِلَــى ربِّـــي شُـجُونِــي وَحَـــيْــرتِــي |
|
بِـمَا لَــم أعامَـــــلْ مِـــثْـــــــــلَ طيــبٍ يُـــؤَانَـسُ |
أَوِ اللُّؤْلُــــؤِ الـمَكـنُونِ حُـــــبًّا مُـــنَـــافِـــــــذًا |
|
شِغَافَ سُوَيْـــدَاءٍ، أمِ القَومُ عَاجِسُ؟([13]) |
أَآلَ أبِـــــي، مَـــاذَا بِــأعْـجَـــبِ تُــــحْــفَــــــةٍ |
|
حَــبَـــــاهَــا لَكُـــم رَبِّــــــي، وَغَـيْـــرِيَ قَــــــاعِسُ؟ |
أَجَـــــلْ قَدْ شَهِــدْتُـم بِاللِّـسانِ حَــمِـيَّــةً |
|
عَـلى أنَّــنِــي الـــــدرُّ اليَــتِـــيــمُ العُــطَامِسُ([14]) |
وَلَـــكِـــنَّ خَـــــوفِـــــــي أَنْ أَكُــــــونَ يَتِيْــــــمَـــةً |
|
بِــصِدْقٍ، وَمَـا قُــلْــتُـمْ مَــجَــازٌ مُـــشَـــارِسُ |
ألا لَيْتَ شِعْــرِي! كَيفَ تَرسُو قَـــــنَاعَــةٌ |
|
إلَــــى شَــطِّ قَلْبِي، لا تَــــرِيْـبُ الوَسَــاوِسُ! |
وَتَـــــاهَ بِــــــيَ الرُبَّــــانُ لَـمْ يَــــلْــــقَ وِجْـــــهَــــــةً |
|
تَنَــاءَى عَن الجُوْدِيْ وُجُوديْ وَغَاطِسُ |
وَمَا لِـــــلأثَـــــافِـــــي لَـــو وُضِـــعْنَ بِــــقِـــــمَّــةٍ |
|
وَأَلْسُــنُ لَــهْــبٍ قَـد طَــفَـــتْـــهَا أَوَاعِـسُ([15]) |
مَـــــلامٌ إذَا لَـــم تَـــسْتــــحِـــــرَّ مَــــــــوَاقِــــــدٌ |
|
وَلَا لَو يَحُسُّ الجُوعُ جَــوعَـى الـهُـرامِسُ([16]) |
وَ"شَـــــاعِــرُ نِـيْـــلٍ" كَم تَنَادَى تَــمَــلْــمُــلًا |
|
صَـــرِيْـــخًا: ألَا فَــليَــحْـــنُ مِــنْـــكم فَــوارِسُ |
وَقَـالَ: "([17]) فَقُونِــي مِ الـزَّمَانِ فَإِنَّـنِـي |
|
أَخَـافُ عَـلَــيْـكُـمْ أَنْ تَـحِـيـنَ الطَّوَافِـــسُ([18]) |
إِلَـى مَـعْـشَرِ الْـكُـتَّابِ وَالْـجَـمْعُ حَافِلٌ |
|
بَـسَـطْـتُ رَجَـائِـي، قبـلَ مَـا إنْ أُكافِــــسُ([19]) |
فَـإِمَّـا حَـيَـاةٌ تَـبْـعَـثُ الْـمَيْــتَ فِـي الْبِلَـــى |
|
وَتُـزْهِـــرُ فِي تِـلْـكَ الـرُّمُــوسِ العَـــوَامِـــسُ([20]) |
وَإِمَّــــــــا مَـــمَـــاتٌ لَا قِـــــــيَــــــامَــــــةَ بَــعْـــــدَهُ |
|
مَــمَـاتٌ لَــعَـمْـرِي لَــمْ يُـــسَـــاوِه فَاقِـــسُ"([21]) |
كَــقَرْحَــى تَبِــيتُ العَيْـنُ إِثْــرَ قَصِيدَةٍ |
|
نَــعَــتْـــنِــي إِلَـــى الــدُّنْــــيَا زَمَــانًـــا تُــلَاعِــسُ |
فَـحَتَّــامَ حَـــتَّــامَ الضَّجِيجُ مُـجعْـجِعًا |
|
وَيَــهْــوِي سَـحِــيْـــقًا مَــن يَـــلُوكُ وَضَــارِسُ؟ |
أَمَ انَّ شَبِيْـــــهَ الصُّورِ يُعْــــلِنُ طَــــارِئًـا |
|
وَنَـــــاقُـــــورِ إسْــــــرَافِـــيـــلَ حَـــتْـــــمًا يُكَــــابَـــسُ؟ |
أَلَــمْ يَـــشْــهَـــد الأَغْـــيَــارُ قَــبْـــلَ أَحِـــبَّــتِـي |
|
بِأَنِّي نَسِيْجُ الوَحْدِ غَيْرِي الأَوَاقِسُ؟([22]) |
ويَنْـــبِسْ لـيَ الـمُسْتَشْرِقُونَ وَأَنْصَفُوا |
|
بــــ"لَولَايَ لَـــمْ تُــبْـــعَــــثْ إِلَيــكُم نَــــوَامِــسُ"؟ |
إذَا كَـــــانَ ذَا قَــــولَ العِـــــدَاةِ تَـــجَاربًا |
|
فَــــــــأيُّ ازْوِرَارٍ بِالعَــشِيْــــــــرَةِ مَـــــاكِـــــــسُ؟ |
وَلِــــمْ فُــــرِّغَ الـــطَّاقَـــــاتُ فِـيْــــمَا نَوَافــــلٌ |
|
وَتَـــجْــــــري جَــهَـــــامًـــا عَــكسَها وَتُعانِـــسُ؟ |
وَتَـــحْـــــدُو بِــــــهِم غُـــــلْــوَاءُ نَفْـسَ وَتِـيْــــــرَةٍ |
|
كَـــــأنَّ لَـــــهُــــــمْ مِــنْــــهَــــا يَـمِيْــــــنًا تُـــغَــــامِــسُ! |
وَيَشْكُو شِـــــبَالِــي أنَّ شَأوِي أضَــــاعَــــــه |
|
طِـــعَانُ الـــــهَـــوَا أو أنَّ مَـــــــاءً يُــــرَاكَـــسُ([23]) |
فَطَافُوا بِذَاتِ الكأسِ عُــــرْبًا وَطُـمْطُمًا |
|
فَـزَادَ التَّضَاغِيْ حِيْـنَ نَضَّتْ مَـلَاهِــسُ([24]) |
وَخَـــالُوا عُـــزُوفًا فِــــي الطِّلابِ؛ تَنَـكُّبًا |
|
هَــــلِ الشَّطْــأُ إِلَّا مَــا سَــقَاهُ الـمُــغَارِسُ؟ |
رَمَــونِـي بِعُسْرٍ، وَانَّ([25]) ضَـــبْطِـي مُعَــقَّــدٌ |
|
وَهَيْــهاتَ؛ ذَا ظَـنٌّ تَفُــوهُ الـحَــوَادِسُ!
|
وغيْـرِي سَـــهَا وَالرَّيبُ حَــــــولِــيَ حَـــــائِــــمٌ |
|
وَتُـخْطِــــي أُنَــاسٌ والـمَلُـــومُ الـخَوَانِسُ |
أَلَيسَ لِـيَ التَّقْريظَ مَا قَالَ مُبْـدِعِـي |
|
"فَـلِلِّــــــذِّكْــرِ يَسَّــرْنَــا القُـــرَانَ" يُــــــدَارَسُ؟ |
وَهَلَّا أَصَاخُوا السَمْعَ مَا قَالَ جِـــــــلَّـــةٌ |
|
كَـمِــثْــلِ أَبِــي فَــتْـحٍ وَهُــوْ لَا يُــوَالِـسُ:([26]) |
بأنَّ مَــــــرَامِـــي النَّحْو أصْلًا أعَاجِـــمٌ |
|
وإنْ مَسَّـــت الـحَـــاجَـــاتُ يَومًــا فآنِــسُ |
عَــــلى أَنَّــــــهُ حَــــتْـــــمٌ تَـوَفُّــــرُ مُــصْحَفٍ |
|
يَــــــلِـــيْ ذَاكَ إِعْــجَامٌ، ذَوُوهُ هَنَــــادِسُ([27]) |
وَضَــــرْبُ خَيامٍ بَعْــدُ، والسَـــهْلُ أَوَّلًا |
|
وَآنَــــاؤُهَـــــا عَـــقْـبَ الوَكِـــيْــرِ تُـــلاطَسُ([28]) |
وَلَا تَـرْجُوَنْ جَـــنْـــيًا فَسِيـــلًا مُـجَــثَّـثًا |
|
وَلَا بَــــــاقِـــلًا أَرضًـــا وَلَيسَــــــتْ تُعَــايَسُ([29]) |
وَلَا اسْتَــمْـرَأَ السُّكْــنَـى بِبَيتٍ مُـعَــرِّسٌ |
|
أَسَـــــاسُـــهُ جُـــــرْفٌ وَهَـــــارٍ وَمَــاحِــــسُ([30]) |
سَلَامٌ إلَـى أُسطُـورةِ الشَّرْقِ حِــنْـكَـــةً |
|
عَظِــــيْـم دُبَـــيٍّ، لِلمَــغَـــايِــــبِ نَــــاطِــــسُ([31]) |
تَــحَــــايَا إِلَـــــى تِــــمِّ الـــنُّــــبُـــوغِ مُــــــحَـــمَّـــدٍ |
|
كَريْـمِ ذَوِي الـجَدَّيْــــنِ شَـمَّــتْ مَعَــاطِـسُ |
يَفِرُّ التَّــحَـــــــدِّي وَالـــمُحَالُ أَمَــــــامَــــــهُ |
|
كَـمَا خَـافَــت الفَـارُوقَ قَـــبـلًا أَبَــالِــسُ |
بَـدِيْـعُ "سِبَـاقٍ للـقِــرَاءَةِ"([32]) مُـــبْـصِـــرًا |
|
وَمُــنْــبِـطُ كُــنْــهٍ لَـم يَصِلْه الــفَـدَاكِـسُ..([33]) |
بأنَّ إسَــــا العَرْبِــــــيِّ فِـــكْــــرٌ - قِــــــرَاءَةٌ |
|
وَكُــــلٌّ لِـــهَـامَاتِ السِّـمَــاكَيـنِ بَاكِــسُ([34]) |
وَنَــــبْـــعَا ابْــتِــــكَارٍ وَاخْتِــــراعٍ بَــدَائِــعًــا |
|
وَأَرْجَـــى اخْــضِــــرَارًا لِلعُــقُــــولِ وَغَـــــــارِسُ |
فَيَـا رَبِّــــيَ الرَّحْـمَانَ تُـؤْتِــي مُضَــاعَـفًا |
|
مِــــنَ الأَجْـــرِ هَـــذَا الـعَـبْــقَـــــرِيَّ يُــجَــــانِــسُ |
وَأَمَّــــا سِـــوَاهُم، بِالــنَّــــوَايَــــا مُـــحَاسبٌ |
|
وَلكِـــــنَّـــنِـــي يَـــومَ التَّـــــــنَـادِي أُجَـــــاوِسُ: |
أُسَـائِـــلُهُــم شَــتَّى ثُبَــاتٍ مَــظَـالِــــمًا |
|
رَمَانِـي بِـهَا الأَشتَاتُ خَابَ الـخُـلابِسُ([35]) |
فَرَنَّـــقْــنَ صَفْــوِي لِلعُـــفَـاةِ تَـعَـــمُّــدًا |
|
وَحَــاكُوا أَسَـاطِيْـــرًا وَلَـــلْإفْـكُ مَــــائِــسُ([36]) |
أُرَامُ بِـخَـذْفٍ مِـن بُــيُـــوتِ زُجَـاجَــةٍ |
|
وَبَــيْـــتِـــي حَـــرَامٌ بالــحَــــجِــيْـــجِ يُـحَـــــارَسُ |
ذَرَانِـــيْ غُـــــــبَارًا ذُو طُــــــفُولٍ أَصَــــائِــــــلًا |
|
وَشَـمْسِي بِرُبْـعٍ مِـن نَـهَـارِي تُـمَــاغِــسُ |
وَنِيلَتْ بِـحَاري بِــالـغِــيَاضِ وَعُـــقْــمَــةٍ |
|
لَدُنْ ذِي وَشِيلٍ قُوسِ قَطْ قَطْ أَعَامِسُ([37]) |
"أَنَـا البَـحْرُ فِـي أَحشَائِه الدرُّ كَامِنٌ |
|
فَـهَلْ سَآءَلُوا الغَوَّاصَ"([38]) عَمَّا أُغَامِسُ؟ |
أَنَا الكَوثَـــــــرُ الرَّقْـــرَاقُ لِلهــِيْــم سَــائِــــــغًـا |
|
تَسَــاقَـــــاهُ نِـــــيْـــلٌ وَالــيَــبِــــيْـــنُ وَآلِـــسُ([39]) |
وَرِيشِي الخَوَافِـي فـي اللُّغَاتِ قَــوَادِمٌ |
|
أَتُـــلْفِــي شِيَــــاتِــــي فِــي لُــغَــاهَــا الشَــــوَامِسُ؟ |
لُغَــاتٌ لَـها اللَّاتِيْـنُ أَصْـلًا مَـــــرَاضِعٌ |
|
فَجَاءَتْ شِـحَاحًا وَالقَوَافِـي عَسَاعِسُ([40]) |
يُقَاوِمُنِـــي الـحُــسَّـادُ مِـــن أَصْلِ تَــلَّةٍ |
|
وَلِـي فِـي نُــيُـوقٍ مِ الـجِــبَالِ مَـجَـالِـسُ!([41]) |
أَكِــيْــــلُ بِقِسْـطَاسٍ قَــويـمٍ مُـــوَافِــــيًا |
|
وَغَيْــرِي تَـــطَافِــيــفٌ، وَخُــسْـــرًا نَـــوَابِــسُ |
بِــذَاتِ رطَـانٍ خَــبْـطُ عَــشْوَا مُـــوَكَّــلٌ |
|
فَتَــــقْـــلَــقُ رسْــمًا وَالـتَّـــهَـجِّـي يُــــهَـــالِـسُ([42]) |
وَفِـي الاِشتِقَاقِ الدَّاءُ أَعْيَا مُدَاوِيًا |
|
وَفَــــقْـــرُ بَنَاتٍ عُـــسْــــرَ ضَـــبْــطٍ يُـــعَاكِـسُ |
فَأَيُّ مَــمَــاتِــي أم بِـــأَيِّ قِــــيَــامَـــــتِـي |
|
عَـــفَـــا اللهُ عَــــنْـــهُم، نَوحَ ثَـــكْلَى تَـمَارَسُوا؟ |
فَــــلَا تَـقْــرِنُــــونِــــي بِالـــــرّطَـــانِ تَـــــكَــــرُّمًا |
|
إذِ السَّـــيْـفُ سَيْفٌ وَالعِصِــيُّ نَــواخِسُ([43]) |
وَمِن مُسْــتَــوِي عَــــرْشٍ سَلَامِـي أَنَـــالُــــه |
|
وَبِاللَّوحِ مَـحْفُــوظًا خُـلُـوديْ أُنَـافِسُ |
وَلكِــــــنْ إِذَا بَـــايَـــــنْــتَ قَومًــــا تَــبَـــــرُّمًــــا |
|
فَــمَا أَنْــتَ مَـنْ بَـانَا بَلِ القَومُ عَـاطِـسُ |
بِــغَــيْـــرِي عُـطَاسٌ وَالــــدَّوَاءُ بِـــــظِـــــنَّـــــةٍ |
|
لِـنَــــفْـــسِي، وَأَشْبَالِــــي بِعَــــدْوَى تُـــــبَــالَسُ |
فَــقُــوا قُــوا يَوَاميمِـي([44]) طَرَائِقَ مَعْشَرٍ |
|
قَضَوا بِاخْتِـزَالِــي فِـي النُّحَاةِ وَعَابَسُوا |
أَمَا ذَمَّ مِن قَبْلُ الفَرَزْدَقُ مَن بَــغَى |
|
سَـبِــيْـلًا لِــضَـبْـطِي لَـم يُــؤَانِـسْ مُـمَارِسُ:([45]) |
((فَــلَو كَان عَبدُالله مَولًـى هَـــــجَــــوتُـــه |
|
وَلَــكِــنَّ عَـــبْـــدَاللهِ مَــــولًــى)) يُــــرَاهَــسُ؟([46]) |
وَفِــــكْــــرُ أَبِـــي مَـــــرْوَانَ لَيْسَ خَــــافِــــيًا |
|
عَلَــيْـــنَا وَلَا عَـــنْــهُم، يَــعِـــــيْــــهِ العَــنَــابِسُ: |
((وَلَستُ بِــنَــحْــــوِيٍّ يَــــلُـــوكُ لِــسَــــانَــــــهُ |
|
وَلَـــكِـــنْ سَـــلِــيْــقِـــيٌّ أَقُــــوْلُ)) مُـجَــــارِسُ |
وَرَبِّــي، لَنِعْمَ الــرَّأيُ هــــذَا مُــحَـــكّــمًا |
|
لِمَا بَــيْـنَـهُمْ بَــيْـنِـي لِتَشْهَدْ أَوَاجِسُ:([47]) |
فَنِـصْفٌ لأَشْبَالِـي هَـــنِـــيْـــئًا بِقِـسْــــمَـةٍ |
|
وَصَـدْرٌ، وَلَا ضِـيْــزَى، لأُسْدِي تُــهَارِسُ |