قصيدتا "حذار، يا مدير الدفة" و"في ساق واحدة زهرتان"
لـ: القاضي نذر الإسلام (شاعر بنغالي شهير)
ترجمة: د. شفيق الإسلام /الهند
------------------
خلفية أغنية "حذار، يا مدير الدفة":
اندلعت نار الاضطراب الطائفي الخطير بسبب مظاهرة "راج راجيشُّوري" للهندوس بكلكتا (كولكاتا الآن)، في 12 أبريل، 1926 واستمر الاضطراب لشهري أبريل ومايو، وكان له ردود فعل خارج كلكتا وفي جميع أنحاء البنغال. وفي نفس الوقت كان الأشخاص المعنيون يستعدوا لعقد المؤتمر الإقليمي لحزب الكونغرس ومؤتمر جمعية الشبان والفلاحين.
كانت أوضاع البنغال السياسية سيئة ومعقدة جدا حينذاك. فكان الغانديون يبتعدون عن ممارسة السياسة مباشرة، كما وجد خصام بين أعضاء حزب الحكم الذاتي المتشددين والمتسامحين بعد وفاة الزعيم الكونغرسي الشهير تشيتو رونجن داس؛ وكذالك كان المسلمون على وشك مغادرة الكونغرس. وفي هذه الأيام المشحونة بالخطر انعقد المؤتمر الإقليمي للكونغرس في كريشنونوغور ومؤتمر حزب الحكم الذاتي في شهر مايو، 1926. في مؤتمر الكونغرس هذا ألغيت "معاهدة الهندوس والمسلمين" أو "معاهدة البنغال" Bengal Pact)) لتشيتو رونجن التي أقر فيها بتسهيلات للمسلمين، بسبب الضغوط من اليمينيين والطائفيين. وفي خلفيات مؤتمر كريشنونوغور، والاضطرابات الطائفية بين الهندوس والمسلمين وإلغاء معاهدة الهندوس والمسلمين، كتب القاضي نذر الإسلام أغنية "حذار، يا مدير الدفة". وإليك ترجمتنا لها فيما يلي:
حذار، يا مدير الدفة
1
غابات جبلية وعراء، وصحراء صعبة السير وبحر صعب العبور
ولكن يجب عبوره، فاحذروا، يا ركاب!
يضطرب القارب ويرتفع الماء وينسى الملاح الطريق
وتمزق القلاع، فمن يدير الدفة؟ ولمن الشجاعة؟
فمن منكم يتقدم، يا شبان ويلبي دعوة المستقبل؟
فإنه يجب علينا أن نعبر البحر في هذا الطقس العاصف ونصل بالقارب إلى الشاطئ.
2
الظلام حالك، فحذار، أيها الجنود المحبوا الوطن،
الآلام المتراكمة عبر العصور ولّدت هذه الحملات.
تُزبد الصدور المحرومة بالشكاوي المجتمعة
فيجب الأخذ بأيدي هؤلاء المحرومين المضطهدين ويجب إعاطاؤهم حقوقهم!
3
لا يعلم الشعب المسكين السباحة فيموت غرقا في بحر الاضطهاد،
يا مدير الدفة، نختبر اليوم نذرك تحرير الوطن،
أسائل يسأل: "هل هم هندوس أم مسلمون"؟
قل، يا مدير الدفة: يغرق الإنسان وهم أولاد أمي.
4
نسير في الطريق الرملية ويخاف السائرون وتزمجر الرعود،
وتساور المتخلفين منهم الشكوك اليوم!
هل تنسى الطريق، يا مدير الدفة أو تنحرف عنه أثناء السير؟
يتحارب الناس، ومع ذلك تَقدّمْ؛ بما أخذت على عاتقك المسؤولية الكبيرة!
5
ها انظر يا مدير الدفة، أمامك ساحة فولاسي،
حيث ضرّج كلايف خنجره بدماء البنغاليين!
في نهر غنغا ذلك، غربت شمس الهند،
وستطلع متضرجة بدمائنا مرة أخرى.
6
المقاتلون الذين تغنوا باغاني الانتصار في المشانق،
هم قائمون هنا اليوم غير مرئيين، هل تضحي لهم بأي شيء؟
اليوم اختبارك، فهل تنقذ قومك أم تدعم الطائفية؟
القارب يضطرب والماء يرتفع، حذار يا مدير الدفة. [[1]]
(كريشنونوغور6، جويشْتو، 1333 بنغالية)
في ساق واحدة زهرتان
نحن الهندوس والمسلمين زهرتان في ساق واحدة،
المسلمون بؤبؤ عينها والهندوس روحها. ||
تحت السماء الأم الواحدة، تتأرجح الشمس والقمر،
ودم واحد يجري في صدورنا، ورابطة الحب واحدة فينا. ||
هواء بلد واحد نستنشق وماء بلد واحد نشرب،
وفي صدر أم واحدة، يطلع ثمر وزهر.
وإلى تراب بلد واحد، نلجأ، بعضها إلى القبر وبعضنا إلى المحرقة،
وبلغة واحدة ندعو أمهاتنا، وبلحن واحد نغنّي. ||
في ظلام الليل حيث لا يعرف الناس ، يهجم بعضنا على بعض،
وفي الصبح سنعرف إخواننا.
في ذلك الوقت، سنتعانق ونتباكى ونتساءل العفو،
وفي ذلك اليوم، تفتخر بنا الهند وتبتسم [[2]]. ||
ملحوظة: بعد علامة "||" يكرر البيت الأول من الأغنية المذكورة أعلاه.
بيبلوغرافيا:
أولا: المراجع العربية:
ثانيا: المراجع البنغالية والإنكليزية:
۞۞۞
[[1]] ترجمنا القصيدة من أصلها البنغالي الوارد في Nazruler Kabita Samagra. 2000, p
[[2]] ترجمنا الأغنية من أصلها الوارد في Nazrul Rochona Sombhar. 1981. P. 465